المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقية الكافر للمسلم .. رد وشبه.ووجهة نظر


أبوحذيفة
01 Jun 2008, 07:12 PM
:86::86::86:

كثيرا ما يثار سؤال في المنتديات عن حكم رقية الكافر للمسلم والمجيزين لها استنادا الى الرواية :
ورد في الموطأ (1733) حدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن أبا بكر الصديق –رضي الله عنه- دخل على عائشة –رضي الله عنها- وهي تشتكي، ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر: ارقيها بكتاب الله.

ولكن عندما ترى في صفحات اخرى من الموقع نفسه او من موقع آخر والتي تفصل شروط الرقية الشرعية وجعلها شروطا تتعلق بالراقي او المعالج ـ وبعضهم يشترط لحصول الشفاء شروطا تتعلق بالمرقي او المعَالَج وشروطا في العلاج تفصيلات كثيرة جدا نرى انها من جانب آخر تتناقض مع نفس المجيزين لرقية الكافر للمسلم . فهم هنا يقولون بجوازها وهناك يقولون بمنعها بطريق لا مباشر . أو يجعلونها مستحيلة التحقيق .. من الناحية الشرعية .
أما ا لمانعين وغير المجيزين لها فإنهم يعتمدون على نصوص اخرى تتعلق بشروط الرقية الثلاث والمبتفق عليها....

ولعل مثل هذه المسائل كثيرا ما تزخر بها مواقع الرقية الشرعية . فبالنظر اليها تجدها إما
انها تتناقل المواضيع عبر المواقع بالنسخ واللصق ..او بالنقل من مواقع آخرى وتجد ان وصفات العلاج جاهزة فلا يكلف الواحد منهم عناء الكتابة .. فالوصفة محفوظة في جهازه يستطيع ان ينسخها ويلصقها بأقل من دقيقة ..

لذا لو حاولت بنظرة علمية تجري عليها اسس البحث العلمي وخطواته ستجد من التناقضات فيها ما يجعلك تلقي قلمك وتمتنع عن الكتابة.. وهنا لا اتحدث عن أخذ الموقع بكل كتابه ومشاركيه كوحدة واحدة بل كل كاتب على حده . وهذا ينطبق على غالب الرقاة والمعالجين الذين يكتبون على الشبكة . وللحق اجد بعضهم عند مقابلة ما يكتب فيه من صلابة المعاني وعمقها وانسجامها عند مقابلتها مع بعضها البعض .
ونعود لما طرقناه في بداية هذه المشاركة.
وقول سيدنا ابو بكر رضي الله عنه لليهودية ارقيها بكتاب الله .
وقد وقفت على فتوى في موقع الاسلام اليوم راجيا من المعالجين والأعضاء بيان وجهة النظر في ذلك :

الإقتباس من موقع الاسلام اليوم.
هذا الأثر رواه الإمام مالك في الموطأ(1756) بسند صحيح، ومعنى قول سيدنا أبي بكر – رضي الله عنه – "ارقيها بكتاب الله" الظاهر أنه يعني التوراة، فهي كتاب ديانتها، وقيل يريد ارقيها بما يوافق كتاب الله، بأن يكون خالياً من الشرك.
- ليس في طلب الرقية من الكافر تزكية لباطنه، ولا رضى بما هو عليه من دين منسوخ، ذلك أن حقيقة الرقية تعويذ يكون سبباً في رفع مرض أو وقاية من شر، فهو نوع من الاستشفاء، والتداوي، إذا أصاب موقع المرض حصلت الفائدة بأمر الله، يدل على هذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : "لكل داء دواءٌ فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله – عز وجل –" رواه مسلم (2204) من حديث جابر – رضي الله عنه - ، فالشفاء من الله لا من الدواء ولا من الطبيب والراقي، قال - عز وجل -: "وإذا مرضت فهو يشفين" [الشعراء: 80].


- صلاح الراقي له بأمر الله أثر في فائدة الرقية، لكن ليس هناك ارتباط لازم بين عقيدة الراقي أو المرقي وبين استفادته من الرقية، وعليه فتصح الرقية إذا لم تكن شركاً من التقي والفاجر، ومن المسلم والكافر، والشفاء بيد الله، يدل على هذا أن الرقى كانت معروفة قبل الإسلام في عهد أبي الأنبياء والرسل خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، وكذلك عند اليهود والنصارى، فحينما أراد الرسول – صلى الله عليه وسلم أن يرقي الحسن والحسين – رضي الله عنهما – قال: "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة" رواه البخاري (3371.


- كان العرب في جاهليتهم يستشفون عن طريق الرقية، بل كان فيهم من يعرف بذلك، ففي صحيح مسلم (868) في قصة إسلام ضماد: "أن ضماداً قدم مكة، وكان من أزدشنوءة، وكان يرقي من هذه الريح".
في كلام النبي – صلى الله عليه وسلم ما يدل على إقرارهم على ما كانوا يرقون به في الجاهلية ما لم يكن شركاً، روى الإمام مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي – رضي الله عنه – قال: "كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"، فدل على أن الرقية إذا خلت من الشرك، وما هو من بابه من الشعوذات والكلام البدعى فهي مباحة، وقد ينفع الله بها، وإن لم تكن من مسلم.
انتهى الاقتباس من موقع الاسلام اليوم..
والله أعلم

أبوحذيفة
01 Jun 2008, 07:36 PM
نتابع بعون الله ..
وهنا بعض النصوص التي استشهد بها المجيزين لرقية الكافر .
كتاب الأم / ج: 7 ص: 241 :

( باب ما جاء في الرقية . سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس أن يرقى الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله . قلت أيرقي أهل الكتاب المسلمين ؟! فقال نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله أو ذكر الله ، فقلت وما الحجة في ذلك ؟ قال غير حجة ، فأما رواية صاحبنا وصاحبك فإن مالكاً أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر إرقيها بكتاب الله . فقلت للشافعي فإنا نكره رقية أهل الكتاب . فقال ولم وأنتم تروون هذا عن أبي بكر ، ولا أعلمكم تروون عن غيره من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم خلافه . وقد أحل الله جل ذكره طعام أهل الكتاب ونساءهم ، وأحسب الرقية إذا رقوا بكتاب الله مثل هذا أو أخف ) .

» سنن البيهقي / ج: 9 ص: 347 :

وقال كانت امرأة عبد االله بن مسعود تذهب بعد وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى يهودي لرقية عينها .

» المجموع / ج: 9 ص: 64 :

( فرع في جواز الرقية بكتاب الله تعالى وبما يعرف من ذكر الله ... وروى البيهقي بإسناده الصحيح عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت : دخل أبو بكر رضي الله عنه عليها وعندها يهودية ترقيها فقال إرقيها بكتاب الله عز وجل . وبإسناده الصحيح عن الربيع بن سليمان قال ( سألت الشافعي عن الرقية...الخ.)

أبوحذيفة
01 Jun 2008, 07:48 PM
شرح الحديث :
أرقيها بكتاب الله .
كتاب الله : القرآن الكريم إن رجى اسلامها. أو التوراة إن كانت معربة بالعربي او امن تغيرهم لها. الزرقاني
كتاب الله : باسماء الله وصفاته او اللسان العربي بما يعرف معناه من غيره .
ارقيها بكتاب الله : ظاهره انه اراد التوراة لأن اليهودية في الغالب لا تقرأ القرآن .ويحتمل انه يريد بذكر الله
مراجع : شرح الموطأ 4-417
المنتقى شرح الموطأ57-261

ولنا عودة مع دليل المجيزين والمخالفين.....

أبوحذيفة
01 Jun 2008, 08:19 PM
أقوال أهل العلم : منقولا عن كتاب فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين بتصرف.

* أقوال أهل العلم :-
قال الحافظ بن حجر في الفتح :( قال المازري : اختلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه ، وأجاب من أجاز بأن مثل هذا يبعد أن يقولوه ، وهو كالطب سواء كان غير الحاذق
لا يحسن أن يقول والحاذق يأنف أن يبدل حرصا على استمرار وصفه بالحذق لترويج صناعته 0 والحق أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ) 0 ( فتح الباري - 10 / 197 ) 0

قال النووي :( قال المازري : واختلفوا في رقية أهل الكتاب ، فجوزها أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وكرهها مالك خوفا أن يكون مما بدلوه 0 ومن جوزها قال : الظاهر أنهم لم يبدلوا الرقى ، فإنهم لهم غرض في ذلك بخلاف غيرها مما بدلوه ) 0 ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 341 ) 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – السؤال التالي : هل تجوز رقية النصراني واليهودي للمسلم ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( إذا لم يكن من أهل الحرابة وكانت من الرقية الشرعية فلا بأس بذلك ) 0 ( فتوى مسجلة بصوت الشيخ بتاريخ 8 شعبان 1419 هـ ) 0

ثم سئل – رحمه الله – هل تجوز رقية أهل الكتاب للمسلم إذا كان يقرأ من التوراة والإنجيل المحرف ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( لا يجوز ذلك ، أما إن كان بالدعاء والقرآن فلا بأس بذلك ) 0( فتوى مسجلة بصوت الشيخ بتاريخ 8 شعبان 1419 هـ ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز رقية أهل الكتاب للمسلمين ؟

فأجاب – حفظه الله – : ( قد ذكر العلماء أنه لا يجوز استخدام غير المسلمين في الطب لعدم الأمانة وأطال في ذلك ابن مفلح في ( الآداب الشرعية ) لأن غير المسلمين يضمرون العداء لأهل الإسلام ، ويخاف أن يوقعوا بهم الضرر لأن عداوتهم لا يرجى زوالها ، ومعلوم أن تأثير الرقية يقوى ويضعف بحسب قوة الراقي ، فإن كان الراقي غير تقي لم تفد رقيته ، فإن كلام الله تعالى إنما يستفيد منه أهل الإيمان والتقوى ولهذا كان العلاج بالقرآن يتفاوت بتفاوت صفات الراقي فمتى كان عاصيا أو فاسقا أو مبتدعا لم تفد رقيته لنقص إيمانه ويقينه ، فكيف بما إذا كان يهوديا أو نصرانيا أو مشركا أو خارجا عن الدين ، فقد ورد في الأثر ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) فعلى هذا لا يجوز الذهاب إلى الكفار للعلاج عندهم بالرقية مخافة أن رقيتهم بالشركيات والحروز واستحضار الشياطين أو بكلمات لا يعرف معناها مما يخاف أنه محرم ) 0( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( نقل عن المازري قوله : اختلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه ، وأجاب عنه بأن ذلك كالطب الذي لا يقبل التبديل 00 أقول : وهو ما عليه الطب اليوم ، فهو عمل إنساني محض لا يتأثر بمبدأ اعتقادي ولا مسلك سياسي ولا يختص بجنس دون جنس ، فموضوع الطب هو جسم الإنسان أيا كان جنسه أو مبدؤه 00 فكذلك الطب المعنوي فإنه إن صح لأهل الكتاب من الرقية شيء وكانت بكتاب الله وبذكره فإنهم لا يستطيعون تبديلها لأنهم إن بدلوها لا تؤدي المطلوب وتبطل رقاهم بالكلية ، ولم يعد أحد يلتفت إليهم 00 ) 0 ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 65 – 66 ) 0

وقال فتحي الجندي – حفظه الله - : ( مما يزكي الخلاف ويجعلنا نميل إلى المنع ، أنه قد يؤدي إلى الكثير من المفاسد ، وهذا معلوم بالضرورة إلى بعض الغموض والاجمال في قوله ( ارقيها بكتاب الله ) 0

وقال أيضا ( استقراء نصوص الشريعة ، وما علل به أهل العلم كراهة رقى أهل الكتاب – بمعنى تحريمها – مع استقراء واقع أهل الكتاب اليوم يقتضي التحريم ، قال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) ( سورة البقرة – الآية 120 ) 0
وقال تعالى : ( وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ) ( سورة الممتحنة - الآية 2 ) 0
، فبغضهم للإسلام والمسلمين ثابت بالنص ، ظاهر للعيان - سيما في هذه الأيام أيام غربة الإسلام - وإيمانهم بالجبت والطاغوت ثابت كذلك بنص القرآن 0
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ ءامَنُوا سَبِيلا ) 0 ( سورة النساء - الآية 51 ) 0

يضاف إلى ذلك أن في الذهاب إليهم تعظيم لأمرهم 0 وفيه تلبيس
على العوام : منهم ومن غيرهم ، في أن الشفاء يأتي على أيديهم ، وأن المسلمين في حاجة إليهم لما يرجى على أيديهم من الخير ، مما يدل – في نظر العوام : على أنهم يدينون بدين حق ، إن لم يكن أفضل من الإسلام فهو على الأقل مثله ! وهذا فيه ما فيه 0
أما قياس هذا على حل طعامهم ونسائهم فشتان ، فهذا قياس مع
الفارق ، سيما مع غلبة الكفر ، وغربة الإسلام في هذا الزمان ، فلا يقاس عليه زمان : ( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ( سورة التوبة - الآية 29 ) 0
باختصار فإباحة هذا الأمر يجر إلى الكثير من المفاسد والمحرمات أولها : تمييع قضية الولاء والبراء ، حيث يقع البعض في حبهم ، بل وربما تفضيلهم على المسلمين ، والتلبيس على العوام ، وتمكين الكفرة من ( التكفير ) الذي يسمونه زورا ( التبشير ) تحت ستار تقديم الخدمات الطبية والإنسانية بزعمهم ) 0 ( النذير العريان - ص 104 - 106 ) 0

ولنا عودة ان شاء الله في تفصيل اراء أهل العلم ومرادهم بالجواز او الكراهة او التحريم...

أبو جهاد
04 Jun 2008, 12:07 PM
جزيت خيرا يا شيخنا الفاضل

أبوحذيفة
09 Jun 2008, 11:14 PM
جزيت خيرا يا شيخنا الفاضل

مروركم على مواضيعنا يسعدنا فجزاكم الله خيرا