موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أسئلة عن الجن (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=2281)

أبو هريرة 21 Jun 2007 04:20 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

هل قد أتى الجن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واشتكوا له بظلم حل بهم ؟

الجواب :

لم يثبت أن الجن قد أشتكي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم بظلم حل بهم و الله أعلم .

وكيف يتم تبليغ الجن بالرسالة؟

أم تبليغ الجن النبي صلي الله عليه وسلم لرسالة جاء في الصحيح عن ابن عباس , قال : { ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث , فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها , تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ; فضربوا مشارق الأرض ومغاربها , فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر , فلما سمعوا القرآن استمعوا له , فقالوا : هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء . [ ص: 271 ] قال : فهناك رجعوا إلى قومهم , وقالوا : يا قومنا ; { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله تعالى على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن . }

وكان السبب في تبليغ الرساله في زمان النبي صلي الله عليه وسلم هو حيل بين الشياطين وبين خبر السماء والحديث واضح .

وكذلك تم تبليغ النبي صلي الله عليه وسلم لجن الرساله كان يذهب إلي الأمكن التي يعيش به الجن وفي الصحيح عن علقمة قال : { قلت لابن مسعود : هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ; ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة , فقلنا : اغتيل , استطير , ما فعل به ؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم , حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به من قبل حراء . قال : فذكروا له الذي كانوا فيه قال : فقال : أتاني داعي الجن , فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . } [ ص: 272 ] وابن مسعود أعرف بالأمر من ابن عباس ; لأنه شاهده , وابن عباس سمعه ; وليس الخبر كالمعاينة .


مسألة: الْجُزْء الرَّابِع

الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : { مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَلَا رَآهُمْ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلَى سُوقِ عِكَاظٍ , وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ , فَقَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا حَدَثٌ , فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا , تَتْبَعُونَ مَا هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ; فَضَرَبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا , فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إلَى سُوقِ عِكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ , فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ , فَقَالُوا : هَذَا وَاَللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ . [ ص: 271 ] قَالَ : فَهُنَاكَ رَجَعُوا إلَى قَوْمِهِمْ , وَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا ; { إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ : { قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ } وَإِنَّمَا أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ . }

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَوْلُ الْجِنِّ لِقَوْمِهِمْ : { لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا } ; قَالَ : لَمَّا رَأَوْهُ وَأَصْحَابَهُ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ , وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ قَالَ : فَتَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ , قَالُوا لِقَوْمِهِمْ : { لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا } . صَحَّ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَفْظُهُ لِلتِّرْمِذِيِّ وَلَفْظُ الْبُخَارِيِّ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : { انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلَى سُوقِ عِكَاظٍ , وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ , فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ , فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ فَقَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ . قَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا حَدَثٌ , فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَنْظُرُونَ مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلَةَ , وَهُوَ عَامِدٌ إلَى سُوقِ عِكَاظٍ , وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ . فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ سَمِعُوا لَهُ , فَقَالُوا : هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إلَى قَوْمِهِمْ , فَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا { إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } . وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ : { قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ } . وَإِنَّمَا أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ } .

وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : { قُلْت لِابْنِ مَسْعُودٍ : هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ ؟ قَالَ : مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ ; وَلَكِنْ افْتَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ بِمَكَّةَ , فَقُلْنَا : اُغْتِيلَ , اُسْتُطِيرَ , مَا فُعِلَ بِهِ ؟ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ , حَتَّى إذَا أَصْبَحْنَا أَوْ كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ إذَا نَحْنُ بِهِ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ . قَالَ : فَذَكَرُوا لَهُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ قَالَ : فَقَالَ : أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ , فَأَتَيْتهمْ فَقَرَأْت عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ فَانْطَلَقَ فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ . } [ ص: 272 ] وَابْنُ مَسْعُودٍ أَعْرَفُ بِالْأَمْرِ مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ; لِأَنَّهُ شَاهَدَهُ , وَابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ ; وَلَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ .


مسألة: الجزء الرابع

المسألة الثانية روى سعيد بن جبير , عن ابن عباس , قال : { ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث , فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها , تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ; فضربوا مشارق الأرض ومغاربها , فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر , فلما سمعوا القرآن استمعوا له , فقالوا : هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء . [ ص: 271 ] قال : فهناك رجعوا إلى قومهم , وقالوا : يا قومنا ; { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله تعالى على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن . }

قال ابن عباس : قول الجن لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } ; قال : لما رأوه وأصحابه يصلون بصلاته , ويسجدون بسجوده قال : فتعجبوا من طواعية أصحابه له , قالوا لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } . صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه للترمذي ولفظ البخاري : قال سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال : { انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فرجعت الشياطين , فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء , وأرسلت علينا الشهب . قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا حدث , فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء . قال : فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة , وهو عامد إلى سوق عكاظ , وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر . فلما سمعوا القرآن سمعوا له , فقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء , فهنالك رجعوا إلى قومهم , فقالوا : يا قومنا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } . وأنزل الله على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } . وإنما أوحي إليه قول الجن } .

وفي الصحيح عن علقمة قال : { قلت لابن مسعود : هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ; ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة , فقلنا : اغتيل , استطير , ما فعل به ؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم , حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به من قبل حراء . قال : فذكروا له الذي كانوا فيه قال : فقال : أتاني داعي الجن , فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . } [ ص: 272 ].

الشاهد من هذا الحديث: "استطير واغتيل"، قال الإمام النووي رحمه الله: "معنى استطير طارت به الجن ومعنى اغتيل قتل سراً" فالصحابة رضوان الله عليهم بحكم معرفتهم بأحوال الجن خاصة وأنهم كانوا يعيشون في مكان على شكل قبائل تحيط به الصحارى ويتناقلون أخبار الجن، كانوا يدركون أن للجن قدرة على اختطاف الإنس والطيران بهم .



وهل يوجد رسل وانبياء للجن؟

الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله ....

أنقل علي حضرتكم أخواني الكرام

هل رسل الجن من الجن أم من الإنس، اختلف العلماء :


في ذلك وقد نقل الإمام ابن أبي العز هنا كلام الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف وكذلك هو منقول من تفسير الإمام مُحَمَّد بن جرير الطبري في آية الأنعام، وهي قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130].

1) مذهب ابن عباس ومجاهد وابن جريج رَضِيَ اللهُ عَنْهُم في هذه المسألة:

ذهب ابن عباس ومجاهد وابن جريج رَضِيَ اللهُ عَنْهُم إِلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعث من الإنس الرسل، ومن الجن النُذُر ومعنى ذلك: أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يبعث رسله من الإنس فيسمعهم الجن كمثل الجن الذين سمعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولوا إِلَى قومهم منذرين، فيكون النذر من الجن، والرسل من الإنس: وهذا الذي قال به ابن عباس ومجاهد وابن جريج وهو قول أكثر السلف.

وقال بعضهم: -ولم أجده -ذكر ابن جرير عن الضحاك ، فقد ورد أن الضحاك بن مزاحم سأله رجل: هل بعث الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى من الجن رسلاً؟

فتلا عليه الضحاك هذه الآية نفسها من سورة الأنعام: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130]

فاستدل بذلك الضحاك على أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول يَوْمَ القِيَامَةِ إذا سأل الجن والإنس: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130] ففهم من ذلك أن الإنس تأتيهم الرسل من الإنس، وأن الجن تأتيهم الرسل من الجن.

أما الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فإنه أطلق القول، وقَالَ: "ولا شك أن الرسل من الإنس
"، ومما استدل به وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ [الأنبياء:7]

ومن أقوى ما استدل به قول الله - تَعَالَى - في حق إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام

وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَاب [العنكبوت:27]

فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خص إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام بأن جعل في ذريته النبوة والكتاب، فالقول بأن بعد إبراهيم نبي من الجن ينافي هذا التكريم وهذا الاختصاص الذي اختص الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى به إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام.

وقال الشيخ سفر الحوالي : 2) القول الراجح في هذه المسألة:

الذي يظهر أن الأمر ليس قوياً وقاطعاً بأن الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لم يبعث من الجن رسلاً، وإنما هي وجهة نظر أقوى؛ لأن الذين قالوا بها من السلف أكثر ونحن يسعنا ما وسعهم.

فلا يعني ذلك أنه ينفى عن الجن هذا الشيء، بل يحتاج نفيه أو إثباته إِلَى دليل خارج فهذا الذي يبدو، والله تَعَالَى أعلم.

لكن نظل نَحْنُ مع ما قاله ابن عباس ومجاهد وابن جريج كما هو ظاهر سورة الأحقاف أن الله يبعث الرسل من الإنس، وأن من الجن من يستمع ذلك الوحي فينذرون أقوامهم بذلك، وأما بقية الأحكام فليس هناك فرق ولا خلاف عَلَى الصحيح بين الإنس والجن، فهم يحاسبون يَوْمَ القِيَامَةِ، ويوقفون بين يدي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، كما في هذه الآية وغيرها.





alhlki 23 Jun 2007 08:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هريرة الراقي (المشاركة 9399)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... هل قد أتى الجن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واشتكوا له بظلم حل بهم ؟ الجواب : لم يثبت أن الجن قد أشتكي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم بظلم حل بهم و الله أعلم . وكيف يتم تبليغ الجن بالرسالة؟ أم تبليغ الجن النبي صلي الله عليه وسلم لرسالة جاء في الصحيح عن ابن عباس , قال : { ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث , فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها , تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ; فضربوا مشارق الأرض ومغاربها , فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر , فلما سمعوا القرآن استمعوا له , فقالوا : هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء . [ ص: 271 ] قال : فهناك رجعوا إلى قومهم , وقالوا : يا قومنا ; { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله تعالى على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن . } وكان السبب في تبليغ الرساله في زمان النبي صلي الله عليه وسلم هو حيل بين الشياطين وبين خبر السماء والحديث واضح . وكذلك تم تبليغ النبي صلي الله عليه وسلم لجن الرساله كان يذهب إلي الأمكن التي يعيش به الجن وفي الصحيح عن علقمة قال : { قلت لابن مسعود : هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ; ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة , فقلنا : اغتيل , استطير , ما فعل به ؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم , حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به من قبل حراء . قال : فذكروا له الذي كانوا فيه قال : فقال : أتاني داعي الجن , فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . } [ ص: 272 ] وابن مسعود أعرف بالأمر من ابن عباس ; لأنه شاهده , وابن عباس سمعه ; وليس الخبر كالمعاينة . مسألة: الْجُزْء الرَّابِع الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ رَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : { مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَلَا رَآهُمْ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلَى سُوقِ عِكَاظٍ , وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ , فَقَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا حَدَثٌ , فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا , تَتْبَعُونَ مَا هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ; فَضَرَبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا , فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إلَى سُوقِ عِكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ , فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ , فَقَالُوا : هَذَا وَاَللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ . [ ص: 271 ] قَالَ : فَهُنَاكَ رَجَعُوا إلَى قَوْمِهِمْ , وَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا ; { إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ : { قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ } وَإِنَّمَا أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ . } قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَوْلُ الْجِنِّ لِقَوْمِهِمْ : { لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا } ; قَالَ : لَمَّا رَأَوْهُ وَأَصْحَابَهُ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ , وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ قَالَ : فَتَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ , قَالُوا لِقَوْمِهِمْ : { لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا } . صَحَّ ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَفْظُهُ لِلتِّرْمِذِيِّ وَلَفْظُ الْبُخَارِيِّ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : { انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلَى سُوقِ عِكَاظٍ , وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ , فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ , فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ فَقَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ . قَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا حَدَثٌ , فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَنْظُرُونَ مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلَةَ , وَهُوَ عَامِدٌ إلَى سُوقِ عِكَاظٍ , وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ . فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ سَمِعُوا لَهُ , فَقَالُوا : هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ , فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إلَى قَوْمِهِمْ , فَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا { إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } . وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ : { قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ } . وَإِنَّمَا أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ } . وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : { قُلْت لِابْنِ مَسْعُودٍ : هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ ؟ قَالَ : مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ ; وَلَكِنْ افْتَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ بِمَكَّةَ , فَقُلْنَا : اُغْتِيلَ , اُسْتُطِيرَ , مَا فُعِلَ بِهِ ؟ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ , حَتَّى إذَا أَصْبَحْنَا أَوْ كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ إذَا نَحْنُ بِهِ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ . قَالَ : فَذَكَرُوا لَهُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ قَالَ : فَقَالَ : أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ , فَأَتَيْتهمْ فَقَرَأْت عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ فَانْطَلَقَ فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ . } [ ص: 272 ] وَابْنُ مَسْعُودٍ أَعْرَفُ بِالْأَمْرِ مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ; لِأَنَّهُ شَاهَدَهُ , وَابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ ; وَلَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ . مسألة: الجزء الرابع المسألة الثانية روى سعيد بن جبير , عن ابن عباس , قال : { ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث , فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها , تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ; فضربوا مشارق الأرض ومغاربها , فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر , فلما سمعوا القرآن استمعوا له , فقالوا : هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء . [ ص: 271 ] قال : فهناك رجعوا إلى قومهم , وقالوا : يا قومنا ; { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله تعالى على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن . } قال ابن عباس : قول الجن لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } ; قال : لما رأوه وأصحابه يصلون بصلاته , ويسجدون بسجوده قال : فتعجبوا من طواعية أصحابه له , قالوا لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } . صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه للترمذي ولفظ البخاري : قال سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال : { انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فرجعت الشياطين , فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء , وأرسلت علينا الشهب . قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا حدث , فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء . قال : فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة , وهو عامد إلى سوق عكاظ , وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر . فلما سمعوا القرآن سمعوا له , فقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء , فهنالك رجعوا إلى قومهم , فقالوا : يا قومنا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } . وأنزل الله على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } . وإنما أوحي إليه قول الجن } . وفي الصحيح عن علقمة قال : { قلت لابن مسعود : هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ; ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة , فقلنا : اغتيل , استطير , ما فعل به ؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم , حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به من قبل حراء . قال : فذكروا له الذي كانوا فيه قال : فقال : أتاني داعي الجن , فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . } [ ص: 272 ]. الشاهد من هذا الحديث: "استطير واغتيل"، قال الإمام النووي رحمه الله: "معنى استطير طارت به الجن ومعنى اغتيل قتل سراً" فالصحابة رضوان الله عليهم بحكم معرفتهم بأحوال الجن خاصة وأنهم كانوا يعيشون في مكان على شكل قبائل تحيط به الصحارى ويتناقلون أخبار الجن، كانوا يدركون أن للجن قدرة على اختطاف الإنس والطيران بهم . وهل يوجد رسل وانبياء للجن؟ الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله .... أنقل علي حضرتكم أخواني الكرام هل رسل الجن من الجن أم من الإنس، اختلف العلماء : في ذلك وقد نقل الإمام ابن أبي العز هنا كلام الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف وكذلك هو منقول من تفسير الإمام مُحَمَّد بن جرير الطبري في آية الأنعام، وهي قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130]. 1) مذهب ابن عباس ومجاهد وابن جريج رَضِيَ اللهُ عَنْهُم في هذه المسألة: ذهب ابن عباس ومجاهد وابن جريج رَضِيَ اللهُ عَنْهُم إِلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعث من الإنس الرسل، ومن الجن النُذُر ومعنى ذلك: أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يبعث رسله من الإنس فيسمعهم الجن كمثل الجن الذين سمعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولوا إِلَى قومهم منذرين، فيكون النذر من الجن، والرسل من الإنس: وهذا الذي قال به ابن عباس ومجاهد وابن جريج وهو قول أكثر السلف. وقال بعضهم: -ولم أجده -ذكر ابن جرير عن الضحاك ، فقد ورد أن الضحاك بن مزاحم سأله رجل: هل بعث الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى من الجن رسلاً؟ فتلا عليه الضحاك هذه الآية نفسها من سورة الأنعام: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130] فاستدل بذلك الضحاك على أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول يَوْمَ القِيَامَةِ إذا سأل الجن والإنس: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130] ففهم من ذلك أن الإنس تأتيهم الرسل من الإنس، وأن الجن تأتيهم الرسل من الجن. أما الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فإنه أطلق القول، وقَالَ: "ولا شك أن الرسل من الإنس "، ومما استدل به وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ [الأنبياء:7] ومن أقوى ما استدل به قول الله - تَعَالَى - في حق إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَاب [العنكبوت:27] فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خص إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام بأن جعل في ذريته النبوة والكتاب، فالقول بأن بعد إبراهيم نبي من الجن ينافي هذا التكريم وهذا الاختصاص الذي اختص الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى به إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام. وقال الشيخ سفر الحوالي : 2) القول الراجح في هذه المسألة: الذي يظهر أن الأمر ليس قوياً وقاطعاً بأن الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لم يبعث من الجن رسلاً، وإنما هي وجهة نظر أقوى؛ لأن الذين قالوا بها من السلف أكثر ونحن يسعنا ما وسعهم. فلا يعني ذلك أنه ينفى عن الجن هذا الشيء، بل يحتاج نفيه أو إثباته إِلَى دليل خارج فهذا الذي يبدو، والله تَعَالَى أعلم. لكن نظل نَحْنُ مع ما قاله ابن عباس ومجاهد وابن جريج كما هو ظاهر سورة الأحقاف أن الله يبعث الرسل من الإنس، وأن من الجن من يستمع ذلك الوحي فينذرون أقوامهم بذلك، وأما بقية الأحكام فليس هناك فرق ولا خلاف عَلَى الصحيح بين الإنس والجن، فهم يحاسبون يَوْمَ القِيَامَةِ، ويوقفون بين يدي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، كما في هذه الآية وغيرها.



جزاك الله الف خير شيخنا الفاضل ابو هريرة الراقي وكما أتمنى مشاركة الأخوه والأخوات معنا في هذا الموضوع لكي تعم الفائدة للجميع.

alhlki 23 Jun 2007 08:21 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هل اسماء الجن مثل أسماء الأنس او تختلف؟

وهل الجن المسلمين يشاركوا في الحروب مع أخوانهم المسلمين من الأنس؟

وشكرا" للجميع.

بوشهاب 24 Jun 2007 12:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alhlki (المشاركة 9504)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هل اسماء الجن مثل أسماء الأنس او تختلف؟

وهل الجن المسلمين يشاركوا في الحروب مع أخوانهم المسلمين من الأنس؟

وشكرا" للجميع.


المسلمين من الجن تكون أسمائهم مثل الإنس المسلمين أو تجد أسمائهم مثل أسماء بدوء العرب أو تجد أسمائهم كالإسود أو الجوارح .

كذلك بالنسبة ليهود ونصارى وكفار الجن على نفس يهود ونصارى وكفار الإنس .

أما أسماء الشياطين فكما تجدها بكتب السحرة والشعوذة وأكثرها مسميات شركيه لو فهمت وفكيت معانيها .


الجن المسلمين يقاتلون مع أخوانهم الإنس المسلمين والحرب فيها حالتين :

1- أما أن يقاتل جن مسلم جن كفار .

2- وأما جن مسلم يقاتل جن كافر ويقوم بمقاتلة الإنس الكافر .



بخصوص ماأورد أخي أبوهريرة في الشرح أعلاه وفي حديثه عن هل يوجد رسل جن إلى الجن ؟

نعم يوجد رسل فقط وليس أنبياء وأخر رسل الجن هو إبليس اللعين ، وأنقطعت رسالات الجن حين خلق أبونا أدم عليه السلام ونفح المولى عزوجل فيه روح الحياة .

وهذا كلامي من أجتهادي فلن تجد هذة المعلومات عن رسل الجن إلا بهذا المنتدى فقط وحتى وهذة معلومة يفتخر بها مركز علوم الجآن .

وهو ماسبق وأن سئلت به العضوء المعالج بإذن الله حين قال أنه له جني عالم يحثه فقال عني أني غبي جاهل .. وكذا العضوء المسمى خير حين أستهزء وقال متى كان للجن رسل ونسى قوله أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130]

وهو يجادل بدون علم أو يمكن لايحفظ من القرآن إلا أسمه نسئل له الهداية فكيف تريدون أن أجيب على من يدعي العلم وهو لا يعلم
.



ولولا ضيق الوقت عندي لشرحت وبينت وأسندة من الكتاب والسنه وبالدليل القطعي .



أخوكم الشيخ

بوشهاب

أبو هريرة 25 Jun 2007 11:48 PM

وفقكم الله ...

alhlki 26 Jun 2007 12:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوشهاب (المشاركة 9524)
المسلمين من الجن تكون أسمائهم مثل الإنس المسلمين أو تجد أسمائهم مثل أسماء بدوء العرب أو تجد أسمائهم كالإسود أو الجوارح .

كذلك بالنسبة ليهود ونصارى وكفار الجن على نفس يهود ونصارى وكفار الإنس .

أما أسماء الشياطين فكما تجدها بكتب السحرة والشعوذة وأكثرها مسميات شركيه لو فهمت وفكيت معانيها .


الجن المسلمين يقاتلون مع أخوانهم الإنس المسلمين والحرب فيها حالتين :

1- أما أن يقاتل جن مسلم جن كفار .

2- وأما جن مسلم يقاتل جن كافر ويقوم بمقاتلة الإنس الكافر .



بخصوص ماأورد أخي أبوهريرة في الشرح أعلاه وفي حديثه عن هل يوجد رسل جن إلى الجن ؟

نعم يوجد رسل فقط وليس أنبياء وأخر رسل الجن هو إبليس اللعين ، وأنقطعت رسالات الجن حين خلق أبونا أدم عليه السلام ونفح المولى عزوجل فيه روح الحياة .

وهذا كلامي من أجتهادي فلن تجد هذة المعلومات عن رسل الجن إلا بهذا المنتدى فقط وحتى وهذة معلومة يفتخر بها مركز علوم الجآن .

وهو ماسبق وأن سئلت به العضوء المعالج بإذن الله حين قال أنه له جني عالم يحثه فقال عني أني غبي جاهل .. وكذا العضوء المسمى خير حين أستهزء وقال متى كان للجن رسل ونسى قوله أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ [الأنعام:130]

وهو يجادل بدون علم أو يمكن لايحفظ من القرآن إلا أسمه نسئل له الهداية فكيف تريدون أن أجيب على من يدعي العلم وهو لا يعلم
.



ولولا ضيق الوقت عندي لشرحت وبينت وأسندة من الكتاب والسنه وبالدليل القطعي .



أخوكم الشيخ

بوشهاب



جزاك الله الف الف خير وكم اتمنى بأن يكون عندك الوقت الكافي لكي تفيدنا بارك الله فيك


الساعة الآن 08:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي