درجات تسلط الشيطان على الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم تسلط الشيطان على الإنسان ومحاولة تسلطه على ثلاث درجات : / الدرجة الأولى : التسلط التام ، وهذا إنما هو على المشركين والمنافقين، لأن اتباعهم للشيطان اتباع كامل فاستحقوا التسلط التام. قال الله تعالى في المنافقين: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}وقال تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} فهذا السلطان التام إنما هو على أوليائه الذين تولوه ودخلوا في حزبه وأشركوا به؛ فهم خارجون عن دين الإسلام وعن ولاية الله وحزبه. http://img246.imageshack.us/img246/4230/iiuz4.gif / الدرجة الثانية : التسلط الناقص وهو باستزلال الشيطان للإنسان ، وهذا لا يكون تاماً على المسلمين ، بل هو نوع تسلط يقوى ويضعف بحسب درجة اتباع العبد لخطوات الشيطان فكلما كان اتباعه أكثر كان تسلط الشيطان عليه أكبر، وقد يحرم العبد التوفيق لبعض الطاعات بسبب اتباعه لخطوات الشيطان كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} وقال: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ} [الأعراف: 201-202] فالاستزلال سببه اتباع خطوات الشيطان، ومن اتبع خطوات الشيطان كان على خطر أن يزله الشيطان، وأصحاب هذه الدرجة من المسلمين لا يتمكن الشيطان منهم تمكناً تاماً فيستحوذ عليهم ولا يسلمون منه سلامة تامة بسبب اتباعه لخطواته فهم وإياه في جهاد، ومن تهاون منهم في اتباع خطواته كان على خطر أن يستزله الشيطان حتى يستحوذ عليه والعياذ بالله. http://img246.imageshack.us/img246/4230/iiuz4.gif / الدرجة الثالثة : النزغ ، وهذا ليس تسلطاً وإنما هو محاولة من الشيطان لاستجراء العبد ليتبع خطواته فإن اتبع خطواته استزله، وإن استعاذ العبد بالله عصم منه . قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)} - والاستعاذة التامة تكون بالقلب والقول والعمل ، ومن كملت استعاذته كملت إعاذته وعصم من كيد الشيطان، ومن كانت استعاذته ناقصة لم يكن له عهد بأن يعصم من كيد الشيطان العصمة التامة التي ينجو بها من آثار نزغه. فقد يعصمه الله تفضلاً منه وكرماً وإثابة له على حسنات سابقة ، وقد يصيبه من الشر بقدر ما نقص من واجب الاستعاذة http://img246.imageshack.us/img246/4230/iiuz4.gif فالاستعاذة بالقلب تكون بصدق الالتجاء إلى الله تعالى من كيد الشيطان واليقين بأنه إن لم يعصمه الله من كيده ضل وخسر. والاستعاذة بالقول تكون بذكر ما ورد من الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، ويتأكد ذلك عند قراءة القرآن وعند خشية تسلط الشيطان بسبب غضب أو فزع أو غفلة ، قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}ذلك أن كتاب الله تعالى هو الدليل إلى الفلاح والفضل العظيم في الدنيا والآخرة ، وهو ميسر للذكر والحفظ والفهم والامتثال فإذا قرأه المسلم قاصداً الاهتداء بما فيه من الهدى دله على فلاحه وسبل سعادته في الدنيا والآخرة؛ فيكون الشيطان أحرص ما يكون على حجبه عن معالم الهداية في القرآن العظيم حتى يضل عنها ، حتى يظلّ العبد يقرأ صفحات من القرآن وهو لا يدري ما قرأ. http://img246.imageshack.us/img246/4230/iiuz4.gif والاستعاذة بالعمل تكون باتباع هدى الله فيما وصى به من الأمور التي تعصم من كيد الشيطان ، فمن اتبع هدى الله ضمن الله له أن لايضل ولا يشقى، ولا يخاف ولا يحزن، وأن يهديه سبل السلام ويخرجه من الظلمات إلى النور، وأن ينجيه وييسر أمره ويجعل العاقبة له ، كل ذلك ببركة اتباع هدى الله . فمن كملت استعاذته بالقلب والقول والعمل فقد تكفل الله له بالإعاذة . في ختم آيتي الاستعاذة من نزغ الشيطان باسمين من الأسماء الحسنى دليل على إرادة مقتضاهما قال الله تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال في الآية الأخرى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}فختم الآية باسمين جليلين من الأسماء الحسنى وهما السميع العليم؛ فهو السَّمِيعُ لاستعاذتهم ودعائهم إياه، وهو الْعَلِيمُ بما قلوبهم من صدق الالتجاء إليه، والعليم بأعمالهم في اتباع هديه . |
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
بارك الله فيكي وجزاكي الله خير
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاكم الله كل خير في ميزان حسناتكم ياااارب |
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاك الله خيراً |
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاك الله خيراً |
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاك الله خيرا
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
شكرا على مروركم الطيب العطرالذي أضاء صفحاتي
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاك الله وجعل كل ماتقدميه في ميزان حسناتك
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاك الله خير
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
جزاك الله خيييييرآ ..
سلمت يداك ،،،، |
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
|
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
أختي الفاضلة الكريمة
نشكر لكم مواضعيكم المباركة وجعلها الله تعالى في ميزان حسناتكم وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء |
رد: درجات تسلط الشيطان على الانسان
|
الساعة الآن 08:32 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي