موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الشرك (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=12982)

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:38 AM

الشرك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



اليكم اخواني واخواتي فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن الشرك




محمد الغماري 15 Mar 2010 02:38 AM

هل يخرج الشرك الأصغر صاحبه من الملة
هل يخرج الشرك الأصغر صاحبه من الملة ؟



الشرك الأصغر لا يخرج من الملة، بل ينقص الإيمان وينافي كمال التوحيد الواجب، فإذا قرأ الإنسان يرائي أو تصدق يرائي، أو نحو ذلك نقص إيمانه وضعف وأثم على هذا العمل، لكن لا يكفر كفراً أكبر.


http://www.binbaz.org.sa/mat/8

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:39 AM

توضيح معنى الشرك بالله
ما هو الشرك وما تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ؟




الشرك على اسمه هو تشريك غير الله مع الله في العبادة كأن يدعو الأصنام أو غيرها ، يستغيث بها أو ينذر لها أو يصلي لها أو يصوم لها أو يذبح لها ، ومثل أن يذبح للبدوي أو للعيدروس أو يصلي لفلان أو يطلب المدد من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من عبد القادر أو من العيدروس في اليمن أو غيرهم من الأموات والغائبين فهذا كله يسمى شركا ، وهكذا إذا دعا الكواكب أو الجن أو استغاث بهم أو طلبهم المدد أو ما أشبه ذلك ، فإذا فعل شيئا من هذه العبادات مع الجمادات أو مع الأموات أو الغائبين صار هذا شركا بالله عز وجل ، قال الله جل وعلا : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [1] وقال سبحانه : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[2] ومن الشرك أن يعبد غير الله عبادة كاملة ، فإنه يسمى شركا ويسمى كفرا ، فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو الجن أو بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية فهذا أعظم كفرا وأشد شركا ، نسأل الله العافية ، وهكذا من ينكر وجود الله ، ويقول ليس هناك إله والحياة مادة كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية ، والمقصود أن أهل هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركا وتسمى كفرا بالله عز وجل ، وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمى دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلة ، ويظنها جائزة وهذا غلط عظيم . لأن هذا العمل من أعظم الشرك بالله ، وإن سماه بعض الجهلة أو المشركين وسيلة ، وهو دين المشركين الذي ذمهم الله عليه وعابهم به ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنكاره والتحذير منه ، وأما الوسيلة المذكورة في قول الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ[3].
فالمراد بها التقرب إليه سبحانه بطاعته ، وهذا هو معناها عند أهل العلم جميعا ، فالصلاة قربة إلى الله فهي وسيلة ، والذبح لله وسيلة كالأضاحي والهدي ، والصوم وسيلة ، والصدقات وسيلة ، وذكر الله وقراءة القرآن وسيلة ، وهذا هو معنى قوله جل وعلا : اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ
[4] يعني ابتغوا القربة إليه بطاعته ، هكذا قال ابن كثير وابن جرير والبغوي وغيرهم من أئمة التفسير ، والمعنى التمسوا القربة إليه بطاعته واطلبوها أينما كنتم مما شرع الله لكم ، من صلاة وصوم وصدقات وغير ذلك ، وهكذا قوله في الآية الأخرى : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ[5] هكذا الرسل واتباعهم يتقربون إلى الله بالوسائل التي شرعها من جهاد وصوم وصلاة وذكر وقراءة قرآن إلى غير ذلك من وجوه الوسيلة ، أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هي التعلق بالأموات والاستغاثة بالأولياء فهذا ظن باطل ، وهذا اعتقاد المشركين الذين قال الله فيهم : وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤلاء شفعاؤنا عند الله[6] فرد عليهم سبحانه بقوله : قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [7].


[1] سورة الأنعام الآية 88.
[2] سورة الزمر الآية 65.
[3] سورة المائدة الآية 35.
[4] سورة المائدة الآية 35.
[5] سورة الإسراء الآية 57.
[6] سورة يونس الآية 18.
[7] سورة يونس الآية 18


http://www.binbaz.org.sa/mat/28

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:40 AM

حكم بعض الممارسات الشركية عند القبور
انتشرت في بعض المجتمعات الإسلامية مخالفات متعددة منها ما يقع عند بعض القبور ومنها ما يتصل بالحلف والأيمان والنذور، وقد تختلف أحكام هذه المخالفات بين ما يكون منها من قبيل الشرك المخرج من الملة، وما يكون دون ذلك فحبذا لو تفضل سماحتكم ببسط القول وبيان أحكام تلك المسائل لهم، ونصيحة أخرى لعامة المسلمين ترهيبا لهم من التساهل بأمر تلك المخالفات والتهاون بشأنها.




الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فإن كثيرا من الناس تلتبس عليهم الأمور المشروعة بالأمور الشركية والمبتدعة حول القبور، كما أن كثيرا منهم قد يقع في الشرك الأكبر بسبب الجهل والتقليد الأعمى. فالواجب على أهل العلم في كل مكان أن يوضحوا للناس دينهم وأن يبينوا لهم حقيقة التوحيد، وحقيقة الشرك، كما يجب على أهل العلم أن يوضحوا للناس وسائل الشرك وأنواع البدع الواقعة بينهم حتى يحذروها لقول الله عز وجل:
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ[1] الآية، وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) رواه مسلم في صحيحه، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) رواه مسلم أيضا. وفي الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))، والآيات والأحاديث في الدعوة إلى نشر العلم وترغيب الناس في ذلك والتحذير من الإعراض وكتمان العلم كثيرة.
أما ما يقع عند القبور من أنواع الشرك والبدع في بلدان كثيرة فهو أمر معلوم وجدير بالعناية والبيان والتحذير منه، فمن ذلك دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم، وطلب شفاء المرضى والنصر على الأعداء ونحو ذلك، وهذا كله من الشرك الأكبر الذي كان عليه أهل الجاهلية قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[3]، وقال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[4]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاه[5] والمعنى أمر وأوصى، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[6] الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة، والعبادة التي خلق الثقلان لأجلها وأمروا بها هي توحيده سبحانه وتخصيصه بجميع الطاعات التي أمر بها من صلاة وصوم وزكاة وحج وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة؛ كما قال سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[7] والنسك هو العبادة ومنها الذبح كما قال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[8]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله من ذبح لغير الله)) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الله سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[9]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[10]، وقال عز وجل في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[11]، فأوضح سبحانه في هذه الآيات أن الصلاة لغيره والذبح لغيره ودعاء الأموات والأصنام والأشجار والأحجار كل ذلك من الشرك بالله والكفر به.
وأن جميع المدعوين من دونه من أنبياء أو ملائكة أو أولياء أو جن أو أصنام أو غيرهم لا يملكون لداعيهم نفعا ولا ضرا، وأن دعوتهم من دونه سبحانه شرك وكفر، كما أوضح سبحانه أنهم لا يسمعون دعاء داعيهم ولو سمعوا لم يستجيبوا له.
فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس الحذر من ذلك والتحذير منه وبيان بطلانه، وأنه يخالف ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من الدعوة إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له، كما قال سبحانه:
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[12]، وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[13]، وقد مكث صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة يدعو فيها إلى الله سبحانه ويحذر الناس من الشرك به، ويوضح لهم معنى لا إله إلا الله فاستجاب له الأقلون، واستكبر عن طاعته واتباعه الأكثرون، ثم هاجر إلى المدينة عليه الصلاة والسلام فنشر الدعوة إلى الله سبحانه هناك بين المهاجرين والأنصار، وجاهد في سبيل الله، وكتب إلى الملوك والرؤساء، وأوضح لهم دعوته وما جاء به من الهدى، وصبر وصابر في ذلك هو وأصحابه رضي الله عنهم، حتى ظهر دين الله ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشر التوحيد وزال الشرك من مكة والمدينة ومن سائر الجزيرة على يده صلى الله عليه وسلم وعلى يد أصحابه من بعده، ثم قام أصحابه بالدعوة إلى الله سبحانه والجهاد في سبيله في المشارق والمغارب حتى نصرهم الله على أعدائه ومكن لهم في الأرض وظهر دين الله على سائر الأديان، كما وعد بذلك سبحانه في كتابه العظيم حيث قال عز وجل: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[14]، ومن البدع ووسائل الشرك ما يفعل عند القبور من الصلاة عندها والقراءة عندها وبناء المساجد والقباب عليها، وهذا كله بدعة ومنكر ومن وسائل الشرك الأكبر، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها. وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك))، فأوضح صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين وما جاء في معناهما: أن اليهود والنصارى كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد. فحذر أمته من التشبه بهم باتخاذها مساجد والصلاة عندها والعكوف عندها والقراءة عندها، لأن هذا كله من وسائل الشرك، ومن ذلك البناء عليها واتخاذ القباب والستور عليها، فكل ذلك من وسائل الشرك والغلو في أهلها، كما قد وقع ذلك من اليهود والنصارى ومن جهال هذه الأمة حتى عبدوا أصحاب القبور وذبحوا لهم واستغاثوا بهم، ونذروا لهم وطلبوا منهم شفاء المرضى والنصر على الأعداء كما يعلم ذلك من عرف ما يفعل عند قبر الحسين، والبدوي، والشيخ عبد القادر الجيلاني، وابن عربي وغيرهم من أنواع الشرك الأكبر والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها والكتابة عليها، وما ذاك إلا لأن تجصيصها والبناء عليها من وسائل الشرك الأكبر بأهلها. فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا الحذر من هذا الشرك ومن هذه البدع وسؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الصحيحة، والسير على منهج سلف الأمة عما أشكل عليهم من أمور دينهم حتى يعبدوا الله على بصيرة عملا بقول الله عز وجل: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[15]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين))ومعلوم أن العباد لم يخلقوا عبثا وإنما خلقوا لحكمة عظيمة وغاية شريفة، وهي عبادة الله وحده دون كل ما سواه كما قال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[16]، ولا سبيل إلى معرفة هذه العبادة إلا بتدبر الكتاب العظيم والسنة المطهرة، ومعرفة ما أمر الله به ورسوله من أنواع العبادة وسؤال أهل العلم عما أشكل في ذلك، وبذلك تعرف عبادة الله سبحانه وتعالى التي خلق العباد من أجلها وتؤدي على الوجه الذي شرعه الله، وهذا هو السبيل الوحيد إلى مرضاة الله سبحانه والفوز بكرامته، والنجاة من غضبه وعقابه، وفق الله المسلمين لكل ما فيه رضاه، ومنحهم الفقه في دينه وولى عليهم خيارهم وأصلح قادتهم، ووفق علماء المسلمين لأداء ما يجب عليهم من الدعوة والتعليم والنصح والتوجيه إنه جواد كريم.
ومن أنواع الشرك الحلف بغير الله كالحلف بالأنبياء وبرأس فلان وحياة فلان والحلف بالأمانة والشرف، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)) متفق على صحته.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) رواه الإمام أحمد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإسناد صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من حلف بالأمانة فليس منا))، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: ((لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والحلف بغير الله من الشرك الأصغر وقد يفضي إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد تعظيمه مثل تعظيم الله أو أنه ينفع ويضر دون الله، أو أنه يصلح لأن يدعى أو يستغاث به، ومن هذا الباب قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان وهذا من الله وفلان، وهذا كله من الشرك الأصغر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان))، وبهذا يعلم أنه لا حرج بأن يقول: لولا الله ثم فلان، أو هذا من الله ثم فلان.. إذا كان له تسبب في ذلك. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: أن رجلا قال له: ما شاء الله وشئت، فقال له صلى الله عليه وسلم: ((أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده))، فدل هذا الحديث على أنه إذا قال: ما شاء الله وحده فهذا هو الأكمل، وإن قال ما شاء الله ثم شاء فلان فلا حرج جمعا بين الأحاديث والأدلة كلها. والله ولي التوفيق.


http://www.binbaz.org.sa/mat/154

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:41 AM

سؤال الميت والاستغاثة به من الشرك الأكبر
ما يفعله بعض الجهلة حول بعض القبور من سؤال الميت والاستغاثة به وطلبه الشفاء أو النصر على الأعداء أو المدد ، ما حكمه لأن هذا موجود في كثير من الأمصار؟



بسم الله، والحمد لله: هذا العمل من الشرك الأكبر، وهو شرك المشركين الأولين من قريش وغيرهم كانوا يعبدون اللات والعزى ومناة وأوثانا وأصناما كثيرة ويستغيثون بها ويستعينون بها على الأعداء كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((قولوا له: الله مولانا ولا مولى لكم)) فقال: أبو سفيان: أعل هبل، مراده أعل يا هبل يعني الصنم الذي كانت تعبده قريش في مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ردوا عليه)) فقالوا: ما نقول: يا رسول الله قال: ((قولوا: الله أعلى وأجل))، والمقصود أن دعاء الأموات والأصنام والأحجار والشجر وغيرها من المخلوقات والاستغاثة بها أو الاستنصار بها والذبح لها والنذر لها والطواف بها كل ذلك من الشرك الأكبر؛ لأن ذلك كله من العبادة لغير الله ومن أعمال المشركين الأولين والآخرين، فالواجب الحذر منها والتوبة إلى الله من ذلك.
والواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله سبحانه أن ينصحوا من يتعاطى ذلك ويعلموه ويرشدوه ويوضحوا له أن هذا شرك المشركين الأولين الذين قال الله فيهم:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[1] الآية، وقال سبحانه في ذلك: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[2]، وقال فيه سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[3]، وقال فيه سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[4]، وقال فيه عز وجل يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[5]، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار)) رواه البخاري في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))
رواه مسلم في صحيحه.
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ونسأل الله أن يمنح المسلمين الفقه في دينه، وأن يعيذهم من كل ما يغضبه، وأن يمن عليهم بالتوبة النصوح من كل شر، وأن يوفق علماء المسلمين في كل مكان لنشر العلم وإرشاد الجهال إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يوفق قادة المسلمين ورؤسائهم للبصيرة في دينه وتحكيم شريعته وإلزام الشعوب بها إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

[1]سورة يونس الآية 18.
[2]سورة النساء الآية 48.
[3]سورة الأنعام الآية 88.
[4]سورة المائدة الآية 72.
[5]سورة الزمر الآية 65.



http://www.binbaz.org.sa/mat/231

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:42 AM

من دعا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت فقد أشرك
هل يكون من الشرك إذا قال أحد في أي بقاع الأرض: يا محمد يا رسول الله، يناديه؟



قد بين الله سبحانه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم أن العبادة حق الله ليس فيها حق لغيره، وأن الدعاء من العبادة، فمن قال من الناس في أي بقعة من بقاع الأرض: يا رسول الله، أو يا نبي الله، أو يا محمد أغثني، أو أدركني، أو انصرني، أو اشفني، أو انصر أمتك، أو اشف مرضى المسلمين، أو اهد ضالهم، أو ما أشبه ذلك، فقد جعله شريكاً لله في العبادة، وهكذا من صنع مثل ذلك مع غيره من الأنبياء أو الملائكة أو الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غيرهم من المخلوقات، لقول الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[1] وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[2].
ولقوله تعالى في سورة الفاتحة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[3]، وقوله سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[4]، وقوله عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[5]، فسمى الدعاء عبادة وأخبر أن من استكبر عنها سيدخل جهنم داخراً أي: صاغراً، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[6]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[7]، وقال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[8]، وقال سبحانه: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[9]، وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[10].
وهذه الآيات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث كلها تدل على أن العبادة حق الله وحده، وأن الواجب تخصيصه بها لكونه خلق العباد لذلك وأمرهم به، كما تدل على أن جميع المعبودين من دون الله لا يسمعون دعاء من يدعوهم، ولو فرض سماعهم لم يستجيبوا له، كما دلت أيضا على أن المعبودين من دون الله يتبرءون من عابديهم يوم القيامة، وينكرون عليهم ذلك، ويخبرونهم أنهم كانوا غافلين عن عبادتهم إياهم، وبين أنهم يكونون يوم القيامة أعداء لعابديهم من دون الله، وقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعون الناس إلى عبادة الله وحده، ويحذرونهم من عبادة ما سواه، كما قال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[11]، وقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[12]، وقال عز وجل في سورة الرعد آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغهم ما أمره به: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ[13]، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) متفق عليه من حديث معاذ رضي الله عنه، وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((الدعاء هو العبادة))، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))، وفي صحيح مسلم أيضا عن طارق الأشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل)).
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: (أي الذنب أعظم؟) قال: ((أن تجعل لله ندا وهو خلقك)) الحديث، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، ولا شك أن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأولياء والأنبياء والملائكة أو الجن، إنما فعلوا ذلك معتقدين أنهم يسمعون دعاءهم ويقضون حاجاتهم، وأنهم يعلمون أحوالهم وهذه أنواع من الشرك الأكبر، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولأن الأموات قد انقطعت أعمالهم وتصرفاتهم في عالم الدنيا، سواء كانوا أنبياء أو غيرهم؛ ولأن الملائكة والجن غائبون عنا مشغولون بشئونهم.
وليس لنا أن نصرف لهم شيئاً من حق الله أو ندعوهم مع الله عز وجل. لأن الله سبحانه أمرنا أن نعبده وحده دون ما سواه، وأخبر أنه خلق الثقلين لذلك، كما تقدم ذكر الآيات في هذا المعنى؛ ولأن جميع المعبودين من دون الله لا يستطيعون قضاء حاجات عابديهم ولا شفاء مرضاهم، ولا يعلمون ما في نفوسهم، وإنما الذي يقدر على ذلك ويعلم ما في الصدور. هو الله وحده، ومن الآيات الدالة على ذلك، قوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[14]، وسمى سبحانه في هذه الآية دعاء غيره شركا، وفي آية أخرى سماه كفراً، كما في قوله: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[15].
وبين عز وجل في آية أخرى أن المعبودين دون الله من الأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عن داعيهم ولا تحويله من حال إلى حال ولا من مكان إلى مكان أو من شخص إلى شخص آخر، كما قال عز وجل في سورة الإسراء: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[16]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
تنبيه هام:
ليس من عبادة غير الله التعاون بين العباد الأحياء القادرين بمقتضى الأسباب الحسية، كطلب الإنسان من الإنسان الحي القادر الحاضر أو الغائب بالمكاتبة ونحوها أن يعينه على تعمير بيته أو إصلاح سيارته، أو أن يقرضه شيئاً من المال، أو يساعده في الجهاد، أو على التحرز من اللصوص، أو قطاع الطرق أو نحو ذلك، وهكذا خوف الإنسان من عدوه الحي، أو من اللصوص أو من المؤذين طبعاً كالسباع والحيات والعقارب، فيعمل بما يحرزه من ذلك.
ومن الأدلة على ذلك قوله سبحانه في سورة القصص في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ[17]، وقوله عز وجل: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ[18]الآية، وقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[19]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فينبغي التنبه لهذا الأمر والعناية به؛ لأن كثيرا من الجهال والمشركين يلبسون على بعض دعاة التوحيد بمثل هذه الأمور، والله المستعان.
[1] سورة الذاريات الآية 56.

[2] سورة البقرة الآية 21.

[3] سورة الفاتحة الآية 5.

[4] سورة غافر الآية 14.

[5] سورة غافر الآية 60.

[6] سورة البقرة الآية 186.

[7] سورة البينة الآية 5.

[8] سورة فاطر الآيات 13-14.

[9] سورة الأحقاف الآيات 5-6.

[10] سورة الجن الآية 18.

[11] سورة النحل الآية 36.

[12] سورة الأنبياء الآية 25.

[13] سورة الرعد الآية 36.

[14] سورة فاطر الآيات 13-14.

[15] سورة المؤمنون الآية 17.

[16] سورة الإسراء الآيات 56-57.

[17] سورة القصص الآية 15.

[18] سورة القصص الآية 21.

[19] سورة المائدة الآية 2.


http://www.binbaz.org.sa/mat/1672

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:43 AM

ذكر السحر بعد الشرك وقبل القتل هل هو دليل على عظم خطره؟
ذكر السحر في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله قبل القتل مع عظم القتل في قوله صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) فهل هذا دليل على عظم خطره مع أن القتل أشنع، وقد قيل: إن القتيل يأتي يوم القيامة تقطر أوداجه دماً يوم القيامة ممسكاً بمن قتله ليحاجه أمام الله، يا رب سل هذا فيم قتلني؟!



ليس القتل بأشنع من الكفر، فالكفر أعظم من القتل؛ لأن صاحبه مخلد في النار إذا مات عليه. أما القتل فهو كبيرة من الكبائر لكنه دون الشرك، فالقتل أسهل من الشرك؛ لأن المشرك مخلد في النار أبد الآباد إذا مات على شركه، أما القاتل فقد يعفو الله عنه لأسباب كثيرة، وإن دخل النار فإنه لا يخلد فيها، بل يخرج منها بعد بقائه فيها ما شاء الله، ويدخل الجنة إذا كان لم يستحل القتل، وقد مات على التوحيد والإيمان، كسائر أهل الكبائر دون الشرك، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[1].
والخلاصة أن القتل دون السحر؛ لأن السحر كفر، ولا يتعاطاه الساحر إلا بعد كفره، وبعد عبادته للشياطين؛ ولهذا قرن بالشرك، وقال الله في حق السحرة: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ[2].
[1] سورة النساء الآية 48.

[2] سورة البقرة الآية 102.


http://www.binbaz.org.sa/mat/1909

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:43 AM

الشرك الأصغر لا يخرج من الملة
هل يخرج الشرك الأصغر صاحبه من الملة؟



الشرك الأصغر لا يخرج من الملة، بل ينقص الإيمان وينافي كمال التوحيد الواجب، فإذا قرأ الإنسان يرائي، أو تصدق يرائي، أو نحو ذلك نقص إيمانه وضعف، وأثم على هذا العمل، لكن لا يكفر كفراً أكبر.


http://www.binbaz.org.sa/mat/2031

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:44 AM

حكم من مات على الشرك
ما حكم من مات على الشرك، وهو لا يعلم أنه من الشرك؟



من مات على الشرك فهو على خطر عظيم؛ لقول الله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[1]، وقال تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ[2]، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا[3]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[4]، فهذا وعيدهم ومصيرهم كسائر الكفرة الكفر الأكبر، وحكمهم في الدنيا أنهم لا يغسلون ولا يصلى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين، أما إن كان أحد منهم لم تبلغه الدعوة - أعني القرآن والسنة - فهذا أمره إلى الله سبحانه يوم القيامة كسائر أهل الفترة، والأرجح عند أهل العلم في ذلك في حكمهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى دخل النار. وقد بسط الكلام في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في آخر كتابه "في طريق الهجرتين". حيث قال: (المذهب الثامن: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة ويرسل إليهم هناك رسول وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه أدخله النار، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها).
أما إن كان أحد منهم عنده جهل فيما وقع فيه من الشرك فأمره إلى الله جل وعلا، والحكم على الظاهر، فمن كان ظاهره الشرك حكمه حكم المشركين وأمره إلى الله جل وعلا الذي يعلم كل شيء سبحانه وتعالى.
[1] سورة الأنعام من الآية 88.

[2] سورة التوبة الآية 17.

[3] سورة الفرقان الآية 23.

[4] سورة النساء الآية 48.


http://www.binbaz.org.sa/mat/2059

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:45 AM

لا تجوز الإقامة في بلد يظهر فيه الشرك والكفر إلا للدعوة إلى الله
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الأخ المكرم (ن.م) وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإشارة إلى رسالتك التي تذكر فيها أنك شاب مسلم تقيم في إيطاليا، وأن بها شباباً من المسلمين كثيرين، وأن أغلبهم استجاب لرغبة الصليبيين في إبعادهم عن دين الإسلام وتعاليمه السامية، فأصبح أغلبهم لا يصلي، وتخلق بأخلاق سيئة، ويعمل المنكرات ويستبيحها.. إلى غير ذلك مما ذكرته في رسالتك.



وأفيدك بأن الإقامة في بلد يظهر فيها الشرك والكفر، ودين النصارى وغيرهم من الكفرة لا تجوز، سواء كانت الإقامة بينهم للعمل أو للتجارة أو للدراسة، أو غير ذلك؛ لقول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا[1]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))[2]، وهذه الإقامة لا تصدر عن قلب عرف حقيقة الإسلام والإيمان، وعرف ما يجب من حق الله في الإسلام على المسلمين، ورضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. فإن الرضا بذلك يتضمن من محبة الله، وإيثار مرضاته، والغيرة لدينه، والانحياز إلى أوليائه ما يوجب البراءة التامة والتباعد كل التباعد من الكفرة وبلادهم، بل نفس الإيمان المطلق في الكتاب والسنة، لا يجتمع مع هذه المنكرات، وصح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله بايعني واشترط، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين))[3] أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابق، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))،وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا يقبل الله عز وجل من مشرك عملا بعدما أسلم؛ أو يفارق المشركين))[4]، والمعنى حتى يفارق المشركين. وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك، والتحذير منه، ووجوب الهجرة مع القدرة، اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة، فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وشرح محاسن الإسلام لهم، وقد دلت آية سورة براءة: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[5] على أن قصد أحد الأغراض الدنيوية ليس بعذر شرعي، بل فاعله فاسق متوعد بعدم الهداية إذا كانت هذه الأمور أو بعضها أحب إليه من الله ورسوله، ومن الجهاد في سبيل الله، وأي خير يبقى مع مشاهدة الشرك وغيره من المنكرات والسكوت عليها، بل وفعلها، كما حصل ذلك من بعض من ذكرت من المنتسبين للإسلام. وإن زعم المقيم من المسلمين بينهم أن له أغراضاً من الأغراض الدنيوية، كالدراسة، أو التجارة، أو التكسب، فذلك لا يزيده إلا مقتاً. وقد جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى الوعيد الشديد والتهديد الأكيد على مجرد ترك الهجرة، كما في آيات سورة النساء المتقدم ذكرها، وهي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ[6] الآيات97 وما بعدها. فكيف بمن يسافر إلى بلاد الكفرة، ويرضى الإقامة في بلادهم، وكما سبق أن ذكرت أن العلماء رحمهم الله تعالى حرموا الإقامة والقدوم إلى بلاد يعجز فيها المسلم عن إظهار دينه، والمقيم للدراسة أو للتجارة أو للتكسب، والمستوطن حكمهم وما يقال فيهم حكم المستوطن لا فرق، إذا كانوا لا يستطيعون إظهار دينهم، وهم يقدرون على الهجرة.
وأما دعوى بغضهم وكراهتهم مع الإقامة في ديارهم فذلك لا يكفي، وإنما حرم السفر والإقامة فيها لوجوه، منها:
1- أن إظهار الدين على الوجه الذي تبرأ به الذمة متعذر وغير حاصل.
2- نصوص العلماء رحمهم الله تعالى، وظاهر كلامهم وصريح إشاراتهم أن من لم يعرف دينه بأدلته وبراهينه، ويستطيع المدافعة عنه، ويدفع شبه الكافرين، لا يباح له السفر إليهم.
3- من شروط السفر إلى بلادهم أمن الفتنة بقهرهم وسلطانهم وشبهاتهم وزخرفتهم، وأمن التشبه بهم والتأثر بفعلهم.
4- أن سد الذرائع وقطع الوسائل الموصلة إلى الشرك من أكبر أصول الدين وقواعده، ولا شك أنما ذكرته في رسالتك مما يصدر عن الشباب المسلمين الذين استوطنوا هذه البلاد هو من ثمرات بقائهم في بلاد الكفر، والواجب عليهم الثبات على دينهم والعمل به، وإظهاره، واتباع أوامره، والبعد عن نواهيه، والدعوة إليه، حتى يستطيعوا الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام. والله المسئول أن يصلح أحوالكم جميعاً، وأن يمنحكم الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعينكم على الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وأن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ومن نزغات الشيطان، وأن يعيننا جميعاً على كل خير، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين ويمنحهم الفقه في دينه، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في بلادهم، والتحاكم إليها، والرضا بها، والحذر مما يخالفها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
[1] سورة النساء الآيات 97 – 99.

[2] رواه الترمذي في السير برقم 1530؛ وأبو داود في الجهاد برقم 2274.

[3] رواه النسائي في البيعة برقم 4106 واللفظ له؛ وأحمد في مسند الكوفيين برقم 18436.

[4] رواه النسائي في الزكاة برقم 2521، وابن ماجه في الحدود برقم 2527.

[5] سورة التوبة الآية 24.

[6] سورة النساء الآية 97.


http://www.binbaz.org.sa/mat/2166

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:46 AM

حكم من وقع في الشرك
سائل يقول: هل كل من يقع في الشرك الأكبر يكون مشركاً، وتطبق عليه أحكام المشركين؟



نعم، من كفر بالله صار كافراً، ومن أشرك بالله صار مشركاً، كما أن من آمن بالله ورسوله صار موحداً مؤمناً، أما من لم تبلغه الدعوة، فهذا لا يقال له مؤمن ولا كافر، ولا يعامل معاملة المسلمين، بل أمرهم إلى الله يوم القيامة، وهم أهل الجهل الذين ما بلغتهم الدعوة، هؤلاء يمتحنون يوم القيامة، يبعث الله إليهم عنقاً من النار، ويقال ادخلوا، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً، ومن لم يجب يدخل النار، نسأل الله العافية. المقصود أن من بلغته الدعوة، ولم يؤمن ولم يسلم فهو كافر عدو الله.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4089

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:47 AM

توضيح الشرك الأكبر
نرجو من فضيلة الشيخ توضيح الشرك الأكبر أعاذنا الله وإياكم منه؟[1]



الشرك الأكبر مثل ما تقدم هو صرف بعض العبادة لغير الله كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والدعاء بالأصنام أو الملائكة أو بالجن هذا الشرك الأكبر يقول: يا صاحب القبر أغثني أو انصرني أو أجرني أو أنا في حسبك وجوارك أو يقول للصنم أو للجن أو الملائكة أو الأنبياء يقول لهم بعد موتهم كل هذا شرك أكبر نسأل الله العافية والسلامة، وهكذا لو استحل ما حرم الله كأن يقول: الزنا حلال أو الخمر حلال يكون كافراً كفراً أكبر، أو يقول: الربا حلال يكون كافراً كفراً أكبر هكذا لو أسقط ما أوجب الله واستحل إسقاط ما أوجب الله كأن يقول: الصلاة لا تجب أو صوم رمضان لا يجب على المسلمين أو يقول: الزكاة لا تجب أو الحج لا يجب على المستطيع يكون كافراً كفراً أكبر، نسأل الله العافية، فمن استحل ما حرم الله أو جحد ما أوجب الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر وهكذا من صرف العبادة أو بعضها لغير الله من دعاء أو صلاة أو طواف أو استغاثة أو نذر للأصنام أو لأصحاب القبور أو للجن أو للملائكة أو للكواكب كله شرك أكبر نسأل الله العافية.
[1] سؤال موجه إلى سماحته بعد الدرس الذي ألقاه في المسجد الحرام بتاريخ 27/12/1418هـ.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4153

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:47 AM

حكم تسمية الشرك الأكبر أصغر
ما حكم من يسمي الشرك الأكبر أصغر إذا كان لا يصحبه اعتقاد ونية مثل دعاء غير الله؟[1]



الشرك الأكبر ما يسمى أصغر، والأصغر لا يسمى أكبر، كلٌ له حده، فالشرك الأكبر له شأن والأصغر له شأن، فدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر للأموات أو للكواكب أو للأصنام والذبح لها هذا شرك أكبر لا يسمى أصغر، هذا شرك المشركين أبي جهل وأصحابه هذا الشرك الأكبر نعوذ بالله، فالذي يدعو البدوي أو يدعو علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو يدعو الحسين بن علي أو الحسن بن علي أو فاطمة أو يدعو العيدروس أو يدعو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم أو يطوف بقبورهم يرجو شفاعتهم أو ما أشبه ذلك هذا العمل شرك أكبر وهذه عبادة الأوثان نعوذ بالله، وهذه عبادة أبي جهل وأشباهه من أهل مكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الشرك الأصغر مثل والنبي، وبالنبي، والكعبة، وما شاء الله وشاء فلان، لولا الله وفلان، هذا هو الشرك الأصغر، وإذا حلف بالنبي أو الأمانة أو بفلان بقصد أن النبي مثل الله يعظّم أو أن علياً مثل الله صار هذا شركاً أكبر نعوذ بالله.
ومصيبة التعلق بالأموات في غالب البلاد مصيبة كبرى عظيمة يجب التنبه لها من إخواننا الحجاج وغيرهم، ويجب على العلماء التنبه لها أيضاً؛ لأنها أعظم المصائب وأعظم الذنوب فالشرك من أعظم الجرائم كما قال عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء[2] وقال سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[3]، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ[4]، فالواجب على أهل العلم وعلى طلبة العلم وعلى كل مسلم أن يهتم بهذا الأمر ولا سيما إذا كان في بلاد يقع فيها هذا الأمر، كمصر والشام والعراق وأشباههم، يجب أن يهتم بهذا وأن ينصح إخوانه، ينصح من يفعل هذا ويحذرهم من هذا الشرك الوخيم ويبين لهم أن هذا يناقض قول لا إلـه إلا الله ويخالفها والله المستعان.
[1] من أسئلة حج عام 1407هـ، الشريط رقم 10.

[2] سورة النساء، الآية 116.

[3] سورة الأنعام، الآية 88.

[4] سورة المائدة، الآية 72.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4156

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:48 AM

هل الحلف بغير الله شرك يخرج صاحبه من الملة؟
نرجو من سماحتكم التفضل بتوضيح أنواع الشرك وهل الحلف بغير الله شرك يخرج صاحبه من الملة؟



الشرك نوعان: شرك أكبر وشرك أصغر، فالشرك الأكبر: صرف العبادة لغير الله أو بعضها، كدعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم أو للجن أو للملائكة هذا يقال له شرك أكبر، كما كانت قريش وغيرها من العرب يفعلون ذلك عند أصنامهم وأوثانهم، ومن ذلك جحد الإنسان أمراً معلوماً من الدين بالضرورة وجوباً أو تحريماً فمن جحده كان كافراً ومشركاً شركاً أكبر، كمن قال: الصلاة لا تجب على المكلفين من المسلمين، أو قال: الزكاة لا تجب على من عنده مال، أو قال: صوم رمضان لا يجب على المسلم المكلف، أو أحل ما حرمه الله كما هو معلوم من الدين بالضرورة، كأن يقول: الزنا حلال، أو شرب المسكر حلال، أو عقوق الوالدين حلال، أو السحر حلال، أو ما أشبه ذلك. فهذا يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر، القاعدة أن من صرف العبادة أو بعضها لغير الله من أصنام أو أوثان أو أموات أو غيرهم من الغائبين فإنه مشرك شركاً أكبر، وكذلك الحكم فيمن جحد ما أوجب الله، أو ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، فهذا يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر. وكل من أتى ناقضاً من نواقض الإسلام يكون مشركاً شركاً أكبر كما قلنا.
أما الشرك الأصغر فهو أنواع أيضاً: مثل الحلف بغير الله، والحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبالأمانة، وبرأس فلان، وما أشبه ذلك، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك))[1] وهكذا الرياء، يقرأ للرياء أو يتصدق للرياء، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر)) فسئل عنه فقال: ((الرياء))[2]. وهكذا لو قال: ما شاء الله وشاء فلان بالواو أو لولا الله وفلان أو هذا من الله وفلان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان))[3]. ولما قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: ((أجعلتني لله نداً ما شاء الله وحده))[4].
وقد يكون الشرك الأصغر شركاً أكبر إذا اعتقد صاحبه أن من حلف بغير الله أو قال: ما شاء الله وشاء فلان، فإن له التصرف في الكون، أو أن له إرادة تخرج عن إرادة الله وعن مشيئته سبحانه، أو أن له قدرة يضر وينفع من دون الله، أو اعتقد أنه يصلح أن يعبد من دون الله وأن يستغاث به، فإنه يكون بذلك مشركاً شركاً أكبر بهذا الاعتقاد.
أما إذا كان مجرد حلف بغير الله من دون اعتقاد آخر، لكن ينطق لسانه بالحلف بغير الله؛ تعظيماً لهذا الشخص، يرى أنه نبي أو صالح أو لأنه أبوه أو أمه وتعظيمها لذلك، أو ما أشبه ذلك فإنه يكون من الشرك الأصغر وليس من الشرك الأكبر.
[1] أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما برقم 4886.

[2] أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار، باب حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه برقم 23119.

[3] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفسي برقم 4980، وأحمد في باقي مسند المكثرين، حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 22754.

[4] أخرجه أحمد في مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إلا أنه قال: "عدلا" بدل "ندا" برقم 1842.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4224

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:49 AM

حكم تعليق الحلقة والخيط ونحوهما
سائل يقول: عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صُفر فقال: ((ما هذا؟))، قال: من الواهنة، فقال: ((انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهناً؛ فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)).
وأيضاً أسمع أن من الشرك لبس الحلقة الخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه. فما معنى الحلقة، والخيط، والوهن؟ وما هو الشرك؟ أفيدونا أفادكم الله.



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فهذا الحديث الذي ذكره السائل - وهو حديث عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي رضي الله عنه وعن أبيه - رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند بإسناد جيد ورواه غيره، أن رجلاً كان في يده حلقة علقها من أجل الواهنة وهي مرض يأخذ باليد من المنكب، فكانت الجاهلية تعلق هذه الحلقة وتزعم أنها تنفع من هذا المرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآها على هذا الرجل، وفي رواية أنه رآها على عمران نفسه: ((انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)).
((انزعها)) يعني: أزلها، وقوله: ((إنها لا تزيدك إلا وهناً))يدل على أن العلاجات غير المشروعة لا تزيد صاحبها إلا وهناً، أي: إلا مرضاً على مرضه وشراً على شره، ((فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)) وذلك لأنها نوع من التمائم التي يعلقها الجهلة، وهي نوع من الشرك؛ لأنها تعلق القلوب على غير الله، وتلفتها إلى غير الله؛ ولهذا أنكرها الشارع ونهى عنها.
ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك)).
والتمائم: هي ما يعلق على الأولاد وعلى المرضى من ودع أو طلاسم أو عظام أو غير ذلك، مما يعلقه الجهلة يزعمون أنها تشفي المريض، أو أنها تمنعه من الجن، أو من العين، فكل هذا باطل لا يجوز فعله، وهو من الشرك الأصغر، ومن ذلك إلا لأنها تعلق القلوب على غير الله، وتجعلها في إعراض وغفلة عن الله عز وجل.
والواجب تعليق القلوب بالله وحده، ورجاء الشفاء منه سبحانه وتعالى، وسؤاله والضراعة إليه بطلب الشفاء؛ لأنه المالك لكل شيء فهو النافع الضار، وهو الذي بيده الشفاء سبحانه وتعالى، فلهذا شرع الله عز وجل ترك هذه التعاليق، وشرع النهي عنها، حتى تجتمع القلوب على الله، وعلى الإخلاص له سبحانه، والتوكل عليه، وسؤاله الشفاء سبحانه وتعالى دون كل ما سواه، فلا يجوز للمسلم أن يعلق حلقة من حديد، ولا من صُفر، ولا من ذهب، ولا من غير ذلك بقصد الشفاء أو من مرض اليد أو الرجل أو نحو ذلك.
ومن هذه الأسورة: الحديد المعدنية التي يستعملها بعض الناس، فهي من جنس هذا، ويجب منعها، ويقول البعض: إنها تمنع من الروماتيزم، وهذا شيء لا وجه له فيجب منعها؛ كالحلقة التي علقها عمران.
وهكذا ما يعلق من عظام، أو من شعر الذئب، أو من ودع أو من طلاسم أو أشياء مجهولة، كل هذا يجب منعه، وكله داخلٌ في قوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)).
ولما دخل حذيفة على رجلٍ مريض، ووجده قد علق خيطاً، قال: ما هذا؟ قال: من الحمى، فقطعه وتلا قوله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ[1].
فلا يجوز للمسلم أن يعلق خيوطاً، ولا حلقات ولا تمائم، ولا غير ذلك، بل يجب أن يبتعد عن هذه الأمور التي كانت تعتادها الجاهلية، وأن يلتزم بأمر الإسلام الذي فيه الهدى والنور، والصلاح والإصلاح، وفيه العاقبة الحميدة، والله ولي التوفيق.
والشرك شركان: أكبر وأصغر، فالشرك الذي يكون بسبب تعليق التميمة والحلقة شرك أصغر؛ لأنه يصرف القلوب على غير الله، ويعلقها بغير الله، فصار من الشرك من هذه الحيثية، وهو من أسباب الغفلة عن الله، وعدم كمال التوكل عليه سبحانه وتعالى، وصار هذا نوعاً من الشرك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فقد أشرك))، يعني قد صرف شعبة من قلبه لغير الله، والواجب إخلاص العبادة لله وحده، والتعلق عليه سبحانه وتعالى، والواجب التوكل عليه أيضاً جل وعلا، وأن يكون قلبك معلقاً بالله ترجو رحمته وتخشى عقابه، وتسأله من فضله، وترجو منه الشفاء سبحانه وتعالى.
أما الأدوية العادية المباحة فلا بأس بها، سواء كان الدواء مأكولاً أو مشروباً، أو شيئاً مباحاً من الحبوب أو من الإبر، أو من الضمادات، كل هذا لا بأس به، أما تعليق التمائم، وهي الأشياء المكتوبة في قراطيس أو رقع، أو تعليق قطع من الحديد، أو قطع من الصُفر، أو من الذهب، أو من الفضة، أو ما أشبه ذلك، فهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وسماه تميمة.
أما الأدوية المعروفة المباحة من مشروب أو مأكول أو ضماد أو حبوب تؤكل أو إبر تضرب أو ما أشبه ذلك، فهذه كلها إذا عرف أنها تنفع فلا بأس بها، ولا تدخل في هذا الباب كما تقدم.
[1] يوسف: 106.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4739

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:49 AM

آيات الشرك والكفر تنطبق على كل من عمل عمل المشركين الأوائل
هناك من الناس الطيبين من تكلم في هذا المسجد حول الشرك، واستدل بآيات من القرآن وأحاديث من السنة، فقال الإمام: إن هذه الآيات والأحاديث إنما هي في المشركين الأوائل. فهل آيات الشرك والكفر، خاصة بالمشركين الأوائل؟ أم تنطبق على كل من يعمل عملهم؟



ليست خاصة بهم، بل هي لهم ولمن عمل أعمالهم، فالقرآن نزل لهم ولغيرهم إلى يوم القيامة، فهو حجة الله على عباده إلى يوم القيامة؛ يقول سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[1]، فهذا يعم من كان في زمانه صلى الله عليه وسلم وقبله وبعده إلى يوم القيامة.
وقوله سبحانه: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[2]، يعم أهل مكة، وأهل المدينة، ويعم جميع الناس، كلهم منهيون أن يدعوا مع الله أحداً، في زمانه صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك إلى يوم القيامة.
وهكذا قوله تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[3]، فهذا عام.
وهكذا قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ[4]، هذا يعم جميع الخلائق، كما يعم الأصنام ويعم جميع ما يعبد من دون الله.
وهكذا قوله سبحانه: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[5]، وهذا يعم جميع الناس.
وكذلك قوله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[6].
فبين سبحانه أن المدعو من دون الله، من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين، لا يسمعون دعاء من دعاهم: إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وأنهم ما يملكون من قطمير، وهو اللفافة التي على النواة، فهم لا يملكون ما يطلب منهم ولا يستطيعون أن يسمعوا: إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ هذا كلام الحق سبحانه وتعالى، ثم قال: وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ فلو فرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم، ثم قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ[7]، فسمى دعاءهم إياهم شركاً بهم.
فوجب على أهل الإسلام أن يتركوا ذلك ويحذروا الناس منه، وعلى كل مكلف أن يدع ذلك، وألا يدعو إلا الله سبحانه وتعالى.
وهذا يعم جميع العصور، من عصره صلى الله عليه وسلم إلى آخر الدهر.
نسأل الله للجميع الهداية.
[1] الذاريات: 56.

[2] الجن: 18.

[3] المؤمنون: 117.

[4] سبأ: 22.

[5] الإسراء 56، 57.

[6] فاطر: 13، 14.

[7] فاطر: 14.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4794

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:50 AM

الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار
يقول السائل: هل الشرك الأصغر وهو الرياء يخلد صاحبه في النار أم لا؟



الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار، مثل الكبائر لا يخلد صاحبها في النار. وذلك مثل قول: لولا الله وأنت ما شاء الله وشئت، وكذلك الرياء، والحلف بغير الله. فكل هذا يعد من الشرك الأصغر، ولا يوجب الخلود في النار، ولا يبطل الأعمال، ولكنه محرم، مثل كبائر الذنوب بل أشد من كبائر الذنوب، ولكنه لا يوجب الخلود في النار، وهذا بالنسبة للرياء في العبادات، والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، فهذا كله يعد من الشرك الأصغر، والواجب الحذر منه والبدار بالتوبة منه.


http://www.binbaz.org.sa/mat/4810

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:52 AM

حكم الاستغاثة بغير الله سبحانه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد نشرت صحيفة المجتمع الكويتية في عددها 15 الصادر في 19/4/1390هـ. أبياتا تحت عنوان (في ذكرى المولد النبوي الشريف) تتضمن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والاستنصار به لإدراك الأمة ونصرها وتخليصها مما وقعت فيه من التفرق والاختلاف بإمضاء من سمت نفسها (آمنة) وهذا نص الأبيات المشار إليها:
يا رسول الله أدرك عالماً *** يشعل الحرب ويصلى من لظاها
يا رسول الله أدرك أمــة *** في ظلام الشك قد طال سراها
يا رسول الله أدرك أمة *** في متاهات الأسى ضاعت رؤاها

إلى أن قالت:
يا رسول الله أدرك أمة *** في ظلام الشك قد طال سراها
عجل النصر كما عجلته *** يوم بدر حين ناديت الإله
فاستحال الذل نصرا رائعا *** إن لله جنودا لا تراها

هكذا توجه هذه الكاتبة نداءها واستغاثتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم طالبة منه إدراك الأمة بتعجيل النصر، ناسية أو جاهلة أن النصر بيد الله وحده ليس ذلك بيد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من المخلوقات، كما قال الله سبحانه في كتابه المبين: {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، وقال عز وجل: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}. وقد علم بالنص والإجماع أن الله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان تلك العبادة والدعوة إليها كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[1]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَوَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[2]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ،[3]وقال عز وجل: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير وبشيرٌ}[4]. فأوضح سبحانه في هذه الآيات المحكمات أنه لم يخلق الثقلين إلا ليعبدوه وحده لا شريك له، وبين أنه أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام للأمر بهذه العبادة والنهي عن ضدها، وأخبر عز وجل أنه أحكم آيات كتابه وفصلها لئلا يعبد غيره سبحانه، والعبادة: هي توحيده وطاعته بامتثال أوامره وترك نواهيه، وقد أمر الله بذلك في آيات كثيرات منها، قوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}[5] الآية. وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ}[6] وقوله سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ،[7]والآيات في هذا المعنى كثيرة، كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه من الأنبياء وغيرهم. ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها فوجب إخلاصه لله وحده، كما قال عز وجل: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[8]، وقال عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}[9]، وهذا يعم جميع المخلوقات من الأنبياء وغيرهم؛ لأن (أحدا) نكرة في سياق النهي فتعم كل من سوى الله سبحانه. وقال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ}[10]، وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك تحذير غيره، ثم قال عز وجل: {فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[11]، فإذا كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين فكيف بغيره، والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر، كما قال الله سبحانه: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[12]، وقال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[13]، فعلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأصنام وغيرها شرك بالله عز وجل، ينافي العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها والدعوة إليها، وهذا هو معنى لا إله إلا الله فإن معناها لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده، كما قال الله سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[14]، وهذا هو أصل الدين وأساس الملة ولا تصح العبادات إلا بعد صحة هذا الأصل كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[15]، وقال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[16].
ودين الإسلام مبني على أصلين عظيمين أحدهما أن لا يعبد إلا الله وحده، والثاني: أن لا يعبد إلا بشريعة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فمن دعا الأموات من الأنبياء وغيرهم، أو دعا الأصنام أو الأشجار أو الأحجار، أو غير ذلك من المخلوقات، أو استغاث بهم أو تقرب إليهم بالذبائح والنذور أو صلى لهم أو سجد لهم، فقد اتخذهم أرباباً من دون الله وجعلهم أنداداً له سبحانه، وهذا يناقض هذا الأصل وينافي معنى لا إله إلا الله، كما أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وقد قال الله عز وجل: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[17]، وهذه هي أعمال من مات على الشرك بالله عز وجل، وهكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها الله فإنها تكون يوم القيامة هباء منثوراً؛ لكونها لم توافق شرعه المطهر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))متفق على صحته.
وهذه الكاتبة قد وجهت استغاثتها ودعاءها للرسول صلى الله عليه وسلم وأعرضت عن رب العالمين الذي بيده النصر والضر والنفع وليس بيد غيره شيء من ذلك، ولا شك أن هذا ظلم عظيم وشرك وخيم، وقد أمر الله عز وجل بدعائه سبحانه ووعد من يدعوه بالاستجابة وتوعد من استكبر عن ذلك بدخول جهنم، كما قال عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[18] أي: صاغرين ذليلين، وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة، وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم. فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله فكيف تكون حال من دعا غيره وأعرض عنه وهو سبحانه القريب المجيب، المالك لكل شيء، والقادر على كل شيء، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[19]، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الدعاء: هو العبادة، وقال لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ((احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)) أخرجه الترمذي وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار)) رواه البخاري، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: ((أي الذنب أعظم قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك)) والند: هو النظير والمثيل لكل من دعا غير الله، أو استغاث به، أو نذر له، أو ذبح له، أو صرف له شيئاً من العبادة سوى ما تقدم فقد اتخذه نداً لله سواء كان نبياً أو ولياً أو ملكاً أو جنياً أو صنماً أو غير ذلك من المخلوقات، أما سؤال الحي الحاضر ما يقدر عليه والاستعانة به في الأمور الحسية التي يقدر عليها، فليس ذلك من الشرك، بل ذلك من الأمور العادية الجائزة بين المسلمين، كما قال تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}[20] وكما قال تعالى في قصة موسى أيضا: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}[21]، وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها من الأمور التي تعرض للناس ويحتاجون فيها إلى أن يستعين بعضهم ببعض، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً فقال في سورة الجن: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا}[22]، وقال تعالى في سورة الأعراف: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[23]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهو صلى الله عليه وسلم لا يدعو إلا
ربه ولا يستغيث إلا به، وكان يوم بدر يستغيث بالله ويستنصره على عدوه ويلح في ذلك، ويقول: ((يا رب أنجز لي ما وعدتني)) حتى قال الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه: (حسبك يا رسول الله فإن الله منجز لك ما وعدك)، وأنزل الله سبحانه في ذلك قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[24]، فذكرهم سبحانه في هذه الآيات استغاثتهم به وأخبر أنه استجاب لهم بإمدادهم بالملائكة، ثم بين سبحانه أن النصر ليس من الملائكة وإنما أمدهم بهم للتبشير بالنصر والطمأنينة وبين أن النصر من عنده فقال: {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، وقال عز وجل في سورة آل عمران: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ،[25]فبين في هذه الآية أنه سبحانه هو الناصر لهم يوم بدر فعلم بذلك أن ما أعطاهم من السلاح والقوة، وما أمدهم به من الملائكة كل ذلك من أسباب النصر والتبشير والطمأنينة وليس النصر منها، بل هو من عند الله وحده، فكيف يجوز لهذه الكاتبة أو غيرها أن توجه استغاثتها وطلبها النصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض عن رب العالمين المالك لكل شيء والقادر على كل شيء.
لا شك أن هذا من أقبح الجهل، بل من أعظم الشرك، فالواجب على الكاتبة أن تتوب إلى الله سبحانه توبة نصوحاً وذلك بالندم على ما وقع منها والإقلاع منه والعزم على عدم العود إليه، تعظيماً لله، وإخلاصاً له، وامتثالاً لأمره، وحذراً مما نهى عنه، هذه هي التوبة النصوح، وإذا كانت من حق المخلوقين وجب في التوبة أمر رابع هو رد الحق إلى مستحقه أو تحلله منه، وقد أمر الله سبحانه عباده بالتوبة ووعدهم قبولها كما قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[26]، وقال في حق النصارى: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[27]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[28]، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[29]، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تجب ما كان قبلها)) ولعظم خطر الشرك وكونه أعظم الذنوب وخشية الاغترار بما صدر من هذه الكاتبة، ولوجوب النصح لله ولعباده حررت هذه الكلمة الموجزة.

وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين جميعاً، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في الدين والثبات عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.binbaz.org.sa/mat/8170








محمد الغماري 15 Mar 2010 02:57 AM

دفن الموتى في المساجد إحدى وسائل الشرك
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد اطلعت على صحيفة الخرطوم الصادرة في 17/4/1415هـ فألفيتها قد نشر فيها بيان بدفن السيد محمد الحسن الإدريسي بجوار أبيه في مسجدهم بمدينة أم درمان... الخ.
ولما أوجب الله من النصح للمسلمين، وبيان إنكار المنكر رأيت التنبيه على أن الدفن في المساجد أمر لا يجوز، بل هو من وسائل الشرك، ومن أعمال اليهود والنصارى التي ذمهم الله عليها، ولعنهم رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب على المسلمين في كل مكان -حكومات وشعوباً- أن يتقوا الله، وأن يحذروا ما نهى عنه، وأن يدفنوا موتاهم خارج المساجد، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم يدفنون الموتى خارج المساجد وهكذا أتباعهم بإحسان.
وأما وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في مسجده صلى الله عليه وسلم فليس به حجة على دفن الموتى في المساجد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم دفن في بيته - في بيت عائشة رضي الله عنها - ثم دفن صاحباه معه، فلما وسع الوليد بن عبد الملك المسجد أدخل الحجرة فيه على رأس المائة الأولى من الهجرة، وقد أنكر عليه ذلك أهل العلم، ولكنه رأى أن ذلك لا يمنع من التوسعة، وأن الأمر واضح لا يشتبه.
وبذلك يتضح لكل مسلم أنه صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما لم يدفنوا في المسجد، وإدخالهم فيه بسبب التوسعة ليس بحجة على جواز الدفن في المساجد؛ لأنهم ليسوا في المسجد، وإنما هم في بيته عليه الصلاة والسلام، ولأن عمل الوليد لا يصلح حجة لأحد في ذلك، وإنما الحجة في الكتاب والسنة، وفي إجماع سلف الأمة رضي الله عنهم، وجعلنا من أتباعهم بإحسان. وللنصح وبراءة الذمة جرى تحريره في 14/ 5/ 1415 هـ.
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه، وأتباعهم بإحسان.


http://www.binbaz.org.sa/mat/8621

محمد الغماري 15 Mar 2010 02:59 AM

ما هو الشرك الخفي أو الشرك الأصغر؟


ما يكون بالقلوب من الرياء يسمى خفي، كونه يصلي يرائي أو يقرأ يرائي الناس، أو يسبح حتى يمدحوه، أو يتصدق حتى يمدحوه وهو في نيته مراءاتهم يقال له شرك خفي، ويسمى الشرك الأصغر شركاً خفي مثلما قال: لولا الله وفلان، هذا من الله وفلان، يسمى شركاً خفي ويسمى شركاً أصغر، وهكذا الحلف بغير الله والنبي أو بالنبي أو بأبيك، أو وشرفك هذا شركاً أصغر، ويسمى شركاً خفي لأنه يخفى على بعض الناس، وكذلك بالأمانة هذا شرك خفي، لأن الحلف بالأمانة، أو بحياة فلان، أو بالأنبياء، أو بأبيك كل هذا شرك خفي وكله شرك أصغر، وكله محرم وكله لا يجوز.


http://www.binbaz.org.sa/mat/9731

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:00 AM

الإشراك الذي لا يغفره الله هل هو في العبودية فقط أو حتى في الطاعة؟ وهل هناك إشراك في الطاعة أم لا يوجد إشراك إلا في العبودية، ثم ما هو الإشراك، وكيف التخلص منه في أعمالنا ومعاملاتنا مع بعضنا، ثم إذا أطعنا أشخاصاً فيما فيه الخير وما فيه طاعة الله فهل هذه الطاعة إشراك بالله والعياذ بالله من كل عمل فيه شرك؟


الشرك بالله بينه الله في كتابه العظيم، وهو صرف العبادة لغير الله، كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، أو الملائكة أو الجن أو الأصنام، أو نحو ذلك، أو الصلاة لهم، أو السجود لهم، أو الذبح لهم تقرباً إليهم يرجو شفاعتهم، يرجو أنهم ينصرونه ويشفون مريضه، يتقربون إليه، أما إذا ذبح الذبيحة يتقرب إلى الله، الضحية، يضحي عن أبيه، أو عن أخيه، أو يتصدق بها عنه يرجو ثواب الله لا يتقرب إلى أحد، يتقرب إلى الله بالذبيحة، الضحية، فهذا قربة إلى الله ...، أما إذا ذبح يريد التقرب من ميت حتى يشفع له الميت، حتى ينصره، حتى يشف مريضه، هذه العبادة لغير الله، وهكذا النذر يقول إن شف الله مريضي، أو إن شفيت مريضي يا فلان فلك عليّ ذبيحة كذا وكذا هذا الشرك بالله، أو يقول يا سيدي فلان، أو يا فاطمة، أو يا سيدي البدوي انصرني، أو اشف مريضي، أو يا سيدي عبد القادر، أو يا شيخ عبد القادر، أو يا أبا ذر، أو يا رسول الله، أو يا أبا بكر الصديق، أو يا عمر، أو يا عثمان انصرني، أو اشف مريضي، أو يا ابن عباس، أو غيرهم من الناس، أو يا ملائكة الله انصروني، أو يا أيها الجن انصروني، أو يا جني فلان انصرني، أو اشف مريضي، أو يا... الفلاني، أو الشجرة الفلانية كل هذا شرك بالله وعبادة لغيره، وهكذا إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة بالأدلة الشرعية، إذا أنكره يكون كافراً مشركاً كالذي ينكر أن الله أوجب الصلاة، يقول: لا الصلاة ما هي واجبة، هذا كافر كفر أكبر، أو قال: الفجر ما هي بواجبة، أو العصر ما هي بواجبة، أو الظهر ما هي واجبة، أو المغرب ما هي واجبة، أو الجمعة ما هي واجبة على الناس كل هذا كفر أكبر، أو يقول الزكاة ما هي واجب، أو صيام رمضان ما هو بواجب على الناس، أو الحج مع الاستطاعة ما هو بواجب على الناس، هذا كفر أكبر، أو يقول الزنا حلال، أو الخمر حلال، إذا كان جاهل يبين له الأمر الشرعي، فإذا أصر على أن الزنا حلال، أو أن الخمر حلال صار كافراً كفراً أكبر، أو قال مساعدة المشركين على المسلمين كونه يساعد الكفار على إخوانه المسلمين حتى يذبحوهم، حتى يعذبوهم، هذا ردة، يقول الله سبحانه: وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ -يعني يتولى الكفار، ينصرهم على المسلمين- فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (51) سورة المائدة. هكذا من يستحل السجود لغير الله والصلاة لغير الله ولو ما فعله، كونه يصلي للملائكة، أو يصلي للجن أو يصلي للأموات، أو يسجد لهم ولو ما فعله يكفر بهذا الاعتقاد، وهكذا من يطيع غير الله في الشرك بالله، إذا أطاعه في الشرك بالله، والسجود لغير الله صار مشركاً؛ لأنها طاعة فيما هو شرك بالله عز وجل، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق)؛ فإن أطاعه في المعصية صارت معصية، وإن أطاعه في الشرك صار شرك، فإذا أطاع أنه يذبح لغير الله، أو يسجد لغير الله صار شركاً أكبر، وإذا أطاعه أنه يقتل بغير حق، يقتل إنسان بغير حق، أواو يجلد جلداً بغير حق يكون عاصياً ظالماً أطاعه في الظلم والمعصية، أما طاعة الرسول فهي طاعة لله،مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ (80) سورة النساء. طاعة الرسول واجبة تطيع الرسول فيما أمر به ونهى عنه، الله قال: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (54) سورة النــور. وقال سبحانه: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ (80) سورة النساء. كذلك طاعة العلماء في الحق، طاعة الأمراء في الحق طاعة لله، إذا أمرك الأمير تصلي في الجماعة، أمرك أن توحد إلى الله ولا تشرك به شيئاً، أمرك أن تحكم بالحق، وأن تحكم بما أنزل الله، يجب أن يطـاع في ذلك؛ لأنه أمرك بطاعة الله، أمرك ببر والديك عليك أن تطيعه؛ لأن طاعته طاعة لله في هذا، نهاك عن السرقة، نهاك عن الظلم تطيعه؛ لأن الله أمر بهذا، فولي الأمر إذا أطعته في هذا فأنت مطيع لله؛ لأنه أمركم بطاعة الله ورسوله، لكن إذا قال لك اضرب والديك، لا، إذا قال لك اشرب الخمر، لا، لا تطيعه، إذا أطعته في هذا فأنت عاصي مثله؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في المعصية الخالق). فإذا أطعته في شرك صرت مشركاً، وإذا أطعته في معصية صرت عاصياً، وإذا أطعته في طاعة الله فأنت مأجور، وفق الله الجميع.



http://www.binbaz.org.sa/mat/9741

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:00 AM

أنا أعيش في قرية يعم فيها الشرك والجهل، وكلما نصحت أهلها لا يسمعون لنصحي، فهم يقومون بالذبح والنذر لغير الله سبحانه وتعالى، ويقولون لي عندما أمنعهم أو أنصحهم: أنت مشرك بالله!! ماذا أفعل، وهل أنا على حق، وهل أبتعد عنهم، أم أبقى في القرية مع مجاهدتي لنفسي ولهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فننصحك أيها الأخ بالبقاء معهم، والجهاد لنفسك ولهم، بالتعليم والتوجيه والإرشاد والنصيحة، لعل الله أن يهديهم بأسبابك، ولك مثل أجورهم إذا هداهم الله على يديك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فاصبر واحتسب ولا تعجل، وادعوا الله لهم بالهداية وأنت على خيرٍ عظيم، هكذا صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، فتأسى بالرسل عليهم الصلاة والسلام، والله يقول: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، قد أوذي نبينا - صلى الله عليه وسلم-، وأوذي الأنبياء وصبروا، فكن أنت متأسياً بهم عليهم الصلاة والسلام فإذا كان أهل هذه القرية يتعاطون الشرك دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والتمسح بالقبور أو النذر لهم أو الذبح لهم، فهذا شركٌ أكبر، هذا دين المشركين، فالواجب عليهم ترك ذلك والتوبة إلى الله من ذلك، وعليك أن تنصحهم دائماً وأن تصبر حتى يهديهم الله بأسبابك وأنت على خير عظيم ولا تجزع، ولا تمل، ولا تغادر القرية إلا إذا وجد من يقوم مقامك ويحصل به المقصود، وإلا تبقى في القرية واجتهد في الدعوة واحرص على أن تلتمس من يساعدك ويعينك على هذه الدعوة العظيمة يسر الله أمرك وبارك في جهودك وهدى أصحابك. جزاكم الله خيراً.



http://www.binbaz.org.sa/mat/9749

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:01 AM

هناك من الناس الطيبين من تكلم في المسجد حول هذا الأمر، واستدل بآيات من القرآن وأحاديث من السنة، فقال الإمام: إن هذه الآيات والأحاديث إنما هي في المشركين الأوائل، فهل آيات الشرك والكفر خاصة بالمشركين الأوائل؟ أم تنطبق على كل من يعمل عملهم؟

ليس خاصة بهم، بل هي لهم ولمن عمل أعمالهم، والقرآن نزل لهم ولغيرهم إلى يوم القيامة، فهو حجة الله على عباده إلى يوم القيامة، وقوله -سبحانه وتعالى-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات: 56] فهذا يعم من كان في زمانه وبعده إلى يوم القيامة، وقوله -سبحانه-: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن: 18] هذا يعم أهل مكة وأهل المدينة ويعم جميع الناس، كلهم منهيون أن يدعوا مع الله أحداً، في زمانه -صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك إلى يوم القيامة، وهكذا قوله -سبحانه-: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[المؤمنون: 117] عام وهكذا قوله -جل وعلا-: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ[سبأ: 22] هذا يعم جميعاً الخلائق كما يعم الأصنام ويعم جميع ما يعبد من دون الله وهكذا قوله سبحانه: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[الإسراء: 56-57] فهذا يعم جميع الناس، وهكذا قوله -سبحانه-: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[فاطر: 13-14] سبحانه وتعالى، فبين -سبحانه- أن المدعوون من دون الله من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين لا يسمعون دعاء من دعاهم: إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ[فاطر: 14] وأنهم ما يملكون من قطمير وهو اللفاف التي على النواة، وهم لا يملكون ما يُطلب منهم، ولا يستطيعون أن يسمعوا: إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ[فاطر: 14] هذا كلام الحق -سبحانه وتعالى-، ثم قال: وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ[فاطر: 14] فلو فرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم، ثم قال: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ[فاطر: 14] فسمى دعائهم إياهم شركاً بهم. فوجب على أهل الإسلام أن يدَعُوا ذلك، وعلى كل مكلف أن يدع ذلك، وأن لا يدعوا إلا الله وحده -سبحانه وتعالى- وهذا يعم جميع العصور من عصره -صلى الله عليه وسلم- إلى آخر الدهر. نسأل الله للجميع الهداية. بارك الله فيكم


http://www.binbaz.org.sa/mat/9756

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:04 AM

ما هي ظواهر الشرك القولية والعملية الموجودة في أي مجتمع؟


ظواهر الشرك تارة تكون بالكلام، وتارة تكون بالفعال، فإذا كان في محل تدعى فيه القبور من دون الله ويتبع الناس في دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات هذه مظاهر الشرك، وإذا كان الناس يجهرون في دعاء الأموات، أو بدعاء الأنبياء أو الأولياء أو الأصنام أو الجن، هذه من مظاهر الشرك، يستغيثون بهم يذبحون لهم ينذرون لهم هذه مظاهر الشرك، فالواجب الحذر من ذلك، المقصود أن الشرك له مظاهر تارة بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات عند القبور، تارة بإثبات أشجار أو أحجار، تارة بأصنام مصورة توضع في أماكن معينة يدعونها من دون الله، تارة بدعاء الجن والاستغاثة بالجن إلى غير ذلك، تارة بدعاء الأموات وإن كان في بيته أو كان في السيارة أو كان في الطيارة يقول يا سيدي فلان يا رسول الله انصرني أو يا سيدي بدوي انصرني أو يا حسين أو يا حسن انصرني أو اشف مريضي أو يا شيخ عبد القادر الجيلاني أو يا فلان أو يا فلان كل هذا شرك أكبر ولو في السيارة ولو في الطريق ولو في الطائرة وإذا كان ـــ كذلك نسأل الله العافية.


http://www.binbaz.org.sa/mat/9762

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:05 AM

عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة‍؛ فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبداً، وأيضاً أسمع أن من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما؛ لرفع البلاء أو دفعه، فما معنى الحلقة والخيط والوهن، وما هو الشرك؟


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد: فهذا الحديث الذي ذكره السائل هو حديث عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي رضي الله عنه عن أبيه رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند بإسناد جيد، ورواه غيره أن رجلاً كان في يده حلقة علقها من أجل الواهنة، من أجل مرض يقال له الواهنة، والمرض يأكل باليد من المنكب، يحصل له فيها ضغف، فكانت الجاهلية تعلق هذه الحلقة تزعم أنها تنفع من هذا المرض، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-لما رآها على هذا الرجل، وفي رواية أنه رآها على عمران نفسه، (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)، فقوله:(انزعها) يعني أزلها وقال: (فإنها لاتزيدك إلا وهناً) يدل على أن هذه العلاجات الغير المشروعة لا تزيد صاحبها إلا وهناً إلا مرضاً وشر على شره (فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)، وما ذاك إلا لأنها نوع من التمائم التي يعلقها الجهلة، وهي نوع من الشرك لأنها تعلق القلوب على غير الله وتلفتها إلى غير الله، فلهذا أنكر الشارع ونهى عنها، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فلا أتم الله، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك)، والتمائم هي ما يعلق على الأولاد وعلى المرضى من ودع أو طلاسم أو عظام أو غير هذا مما يعلقه الجهلة يزعمون أنها تشفي المريض وأنها تمنعه من الجن أو من العين فكل هذا باطل لا يجوز فعله وهو من الشرك الأصغر، وما ذاك إلا لأنها تعلق القلوب على غير الله، وتجعلها في إعراض وغفلة عن الله عز وجل، والواجب تعليق القلوب بالله وحده وطلب الشفاء منه سبحانه وتعالى والضراعة إليه في طلب الشفاء، لأن المالك لكل شيء وهو النافع الضار وبيده الشفاء سبحانه وتعالى، فلهذا شرع الله عز وجل ترك هذه التعاليق وشرع النهي عنها حتى تجتمع القلوب على الله، وعلى الإخلاص له والتوكل عليه وسؤاله الشفاء سبحانه وتعالى دون كل ما سواه، فلا يجوز للمسلم أن يعلق حلقة من حديد ولا من صفر ولا من ذهب ولا من غير ذلك لقصد الشفاء أو منع ضرر ونحو ذلك، ومن هذه الأسورة الجميلة التي يستعملها بعض الناس المعدنية هي من جنس هذا يجب منعها يقول بعضهم أنها تمنع من الرومتزم وهذا لا وجه له، فيجب منعها كالحلقة التي علقها عمران، وهكذا ما يعلق من عظام أو من شعر الذئب أو من ودعة أو من طلاسم وأشياء مجهولة كل هذا يجب منعه وكله داخل في قوله - صلى الله عليه وسلم- : (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، ولما دخل حذيفة على رجل مريض فوجده قد علق خيطاً قال ما هذا؟ قال: من الحمى، فقطعه وتلا قوله تعالى:وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، فلا يجوز أن يعلق خيوطاً ولا حلقات ولا تمائم ولا غير ذلك، بل يجب أن يبتعد عن هذه الأمور التي كانت تعتادها الجاهلية ويلتزم بأمر الإسلام الذي فيه الهدى والنور وفيه الصلاح والإصلاح وفيه العاقبة الحميدة والله ولي التوفيق. أيضاً في سؤاله يسأل عن معنى الشرك؟ الشرك شركان أكبر وأصغر، فالشرك الذي يكون بسبب تعليق التميمة والحلقة شرك أصغر لأنه يصرف القلوب إلى غير الله ويعلقها بغير الله فصار شركاً من هذه الحيثية، وهو من أسباب الغفلة عن الله وعدم كمال التوكل عليه سبحانه وتعالى فصار هذا نوعاً من الشرك، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من تعلق تميمة فقد أشرك)، يعني قد صرف شعبة من قلبه لغير الله، والواجب إخلاص العبادة لله وحده والتعلق عليه سبحانه وتعالى، والواجب التوكل عليه أيضاً جل وعلا وأن يكون قلبك معلقاً بالله ترجو رحمته وتخشى عقابه وتسأله من فضله وترجو منه الشفاء سبحانه وتعالى، أما الأدوية العادية المباحة فلا بأس بها، الدواء بمأكول أو مشروب أو بشيء مباح من الحبوب أو من الإبر أو من الضمادات أو غيرها كل هذا لا بأس به، أما تعليق التمائم وهي الأشياء المكتوبة في قراطيس أو رقع أو تعليق قطعة من الحديد أو من الصفر أو من الذهب أو من الفضة أو ما أشبه ذلك، هذا هو الذي ينهى عنه، ويعتبر تميمة ويعتبر من الشرك، وأما الأدوية المعروفة المباحة من مشروب أو مأكول أو ضماد أو أمور تؤكل أو إبر تضرب أو ما أشبه ذلك، هذه كلها إذا عرف أنها تنفع لا بأس بذلك ولا تدخل في هذا الباب


http://www.binbaz.org.sa/mat/9786

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:06 AM

ما حكم من مات مشركاً بالله -أعاذنا الله من الشرك- ولكنه لم يعرف خطورة ذلك الأمر، وهو من جهل أهل القرى في ذلك الوقت، ولا يعرفون أن الشرك من أكبر الكبائر، ومات على ذلك الحال، سؤالي: هل يجب علينا أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، وأداء الحج والعمرة، وهل ينفعهم ذلك العمل؟ أفتونا بالتفصيل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالشرك هو أعظم الذنوب، وهو أكبر الكبائر، كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟!) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله..) ويدل على هذا قوله سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء، فالشرك أعظم الذنوب وأقبح السيئات، فمن مات عليه لم يغفر له، وهو من أهل النار المخلدين فيها، ولا يُحج عنه ولا يصلى عنه ولا يدعى له ولا يتصدق عنه؛ لقول الله جل وعلا: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (65) سورة الزمر، وقوله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) سورة الأنعام، وقال في المشركين: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) سورة البقرة، والشرك هو صرف العبادة لغير الله أو شيء منها، كالذي يدعو الأموات أو النجوم أو الأنبياء أو الملائكة يستغيث بهم ينذر لهم، يذبح لهم، هذا الشرك، وهكذا من جحد شيئاً مما أوجبه الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، كالذي يجحد وجوب الصلاة، أو يجحد وجوب الزكاة، أو يجحد وجوب صوم رمضان، أو يجحد حج البيت، وجوب الحج مع الاستطاعة، أو يستحل ما حرم الله من الأمور المعروفة من الدين بالضرورة مما أجمع المسلمون على تحريمه كالزنا، والخمر فيقول: الزنا حلال أو الخمر حلال، أو يقول عقوق الوالدين حلال، هذا كفرٌ أكبر، لا يصلَّى عليه ولا يُستغفر له، ولا يحج عنه، ولا يتصدق عنه؛ لأنه مات على غير الإسلام، ما دام بين المسلمين قد سمع القرآن ورأى المسلمين ورأى أعمالهم، هذا غير معذور قد قامت عليه الحجة؛ لأن الله يقول سبحانه: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ (19) سورة الأنعام، من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، قال الله سبحانه: هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ (52) سورة إبراهيم؛ ولأنه معرض ما تعلم ولا سأل، وأمره إلى الله، لكن هذا حكمه في الدنيا، مثل عامة كفار قريش الذين قتلوا في يوم بدر وفي غيره، أو ماتوا في مكة، عامة كفار اليوم، عامة كفار النصارى كفار اليهود كلهم جُهَّال، لكن لما رضوا بما هم عليه ولم ينقادوا لما بعث الله به محمد -صلى الله عليه وسلم- ولم يلتفتوا إليه صاروا كفاراً، نسأل الله العافية والسلامة.



http://www.binbaz.org.sa/mat/9805

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:06 AM

ما هو الشرك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه, وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله, وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد: فإن الشرك هو أعظم الذنوب, وهو أعظم الجرائم وهو الذي جرى بين الرسل وبين الأمم فيه النـزاع, فالأمم كانت على الشرك إلا من هداه الله وحفظ من أفراد الناس والرسل تدعوهم إلى توحيد الله والإخلاص له، وكان هذا الشرك قد حدث في قوم نوح لأسباب غلوهم في ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، لما غلوا فيهم وعظموهم التعظيم الذي نهى الله عنه, وقعوا في الشرك بعد ذلك وصاروا يستغيثون بهم وينذرون لهم ويذبحون لهم, فلما ظهر فيهم هذا الشرك بعث الله إليهم نوحاً -عليه الصلاة والسلام- يدعوهم إلى توحيد الله وينذرهم عن الشرك ويحذرهم منه, ولم يزل فيهم يدعوهم إلى الله ويأمرهم بالإخلاص لله -سبحانه وتعالى- والتوبة إلى الله من شركهم, ولكنهم استمروا على طغيانهم وضلالهم إلا القليل فبعد ذلك أمره الله أن يصنع السفينة وأن يحمل فيها من آمن معه، ومن كل زوجين اثنين. وأهلك الله أهل الأرض وأغرقهم بسبب كفرهم وشركهم بالله -سبحانه وتعالى-، وهكذا بعد ذلك الأمم من قوم هود وقوم صالح ومن بعدهم أرسل الله إليهم الرسل تدعوهم إلى توحيد الله وتنذرهم الشرك بالله -عز وجل-، ولم يؤمن إلا القليل وأكثر الخلق غلب عليه طاعة الهوى والشيطان. ونبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء وهو أفضلهم وإمامهم بعثه الله إلى هذه الأمة ينذرها الشرك بالله ويدعوها إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى-، وكان الشرك في وقته قد انتشر في الأرض وعم ولم يبقى على التوحيد إلا البقايا القليلة من أهل الكتاب، فأنذرهم -عليه الصلاة والسلام- من هذا الشرك وكانوا يتعلقون على الأشجار والأحجار والأصنام ويدعون الأنبياء والصالحين ويستغيثون بهم وينذرون لهم ويجعلون يقولون إنهم شفعاؤنا عند الله وأنهم يقربونا إلى الله زلفى، كما ذكر الله ذلك عنهم بقوله سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ, قال الله سبحانه رداً عليهم:قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(18) سورة يونس. هذا شأن المشركين يعبدون الأصنام والأشجار والأحجار والأولياء والأنبياء، فبهم يستغيثون ولهم ينذرون وإليهم يتقربون بالذبائح هذا هو الشرك الأكبر وهذا هو الذي أنكرته الرسل، وأنكره أتباعهم من دعاة الحق، قال الله فيه سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(88) سورة الأنعام. وقال فيه سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(65) سورة الزمر وقال فيه سبحانه: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13) سورة لقمان. وقال فيه عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) سورة النساء. وفي موضع آخر: وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا(116) سورة النساء. وبهذا نعلم حقيقة الشرك وأنه تشريك غير الله مع الله لعباده -سبحانه وتعالى- من أولياء أو أنبياء أو جن أو ملائكة أو أحجار أو أصنام أو شجر أو غير ذلك, هذا هو الشرك الأكبر, وهذا هو الذنب الأعظم الذي نهت عنه الرسل وأنزل الله فيه الكتب-سبحانه وتعالى- وتوعد عليه -عز وجل- بعدم المغفرة وبعدم دخول الجنة, وهكذا يلحق بذلك جميع أنواع الكفر كلها حكمها حكم الشرك, فإذا سب الله أو سب رسوله أو استهزأ بالدين أو تنقص الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو طعن برسالته -عليه الصلاة والسلام-، أو جحد بعض ما أوجب الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة كأن جحد وجوب الصلاة، الصلوات الخمس، أو جحد وجوب زكاة المال، أو جحد وجوب صوم رمضان، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو جحد تحريم الزنا أو جحد تحريم الخمر أو جحد تحريم السرقة أو ما أشبه ذلك كل هذا يسمى كفراً ويسمى شركاً بالله -عز وجل- وصاحبه إذا مات عليه مخلد في النار -نعوذ بالله- الجنة عليه حرام وأعماله حابطة، كما قال سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(88) سورة الأنعام. وقال -عز وجل-: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا(23) سورة الفرقان. وقال سبحانه: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(5) سورة المائدة. فالواجب على جميع المكلفين الحذر من هذا الشرك وأن يخصوا الله بالعبادة عن كل ما سواه, وهذا هو معنى: (لا إله إلا الله) فإن معناها لا معبود حقٌ إلا الله. فهي تنفي العبادة لغير الله، وتثبت العبادة لله وحده -سبحانه وتعالى-، كما قال عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ(62) سورة الحـج. وقال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ (36) سورة النحل. وقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ(25) سورة الأنبياء. وهذا التوحيد هو الذي خلق الله لأجله الثقلين, كما في قوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) سورة الذاريات. المعنى: إلَّا ليخصوني بالعبادة، يفردوني بالعبادة من صوم وصلاة ودعاء وخوف ورجاء وغير ذلك، هذا هو واجب المكلفين جميعاً, أن يعبدوا الله وحده ويخصوه بعباداتهم دون كل ما سواه, أما الرسل والأنبياء فحقهم الاتباع والمحبة والطاعة أما العبادة فحق الله -سبحانه وتعالى- وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاه(23) سورة الإسراء. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5) سورة الفاتحة. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء(5) سورة البينة. وهكذا الأولياء حقهم أن يُحَبُّوا في الله وأن يُسلك سبيلهم الطيب في طاعة الله ورسوله, أما أن يعبدوا مع الله لا، العبادة حق الله، لا يعبد مع الله أحد, لا ملك ولا نبي ولا ولي ولا غير ذلك، والواجب على جميع المكلفين أن يكون اهتمامهم لهذا الأمر أعظم اهتمام؛ لأن التوحيد هو أصل الدين وأساس الملة وهو أعظم واجب وأهم واجب؛ ولأن الشرك هو أعظم الذنوب وأكبر الجرائم فوجب أن يكون اهتمام المسلمين واهتمام طلاب العلم بهذا الأمر أعظم من كل اهتمام وأولى من كل أمر، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق..


http://www.binbaz.org.sa/mat/9811

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:07 AM

هل الشرك الأصغر وهو الرياء مخلد صاحبه في النار أم لا؟

لا، الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه، ليس من الكبائر، لا يخلد صاحبه في النار، مثل قول لولا الله وأنت، ما شاء الله وشئت، مثل شرك الريا والحلف بغير الله، كل هذه أنواع من الشرك الأصغر، لا توجب الخلود في النار، ولا تبطل الأعمال، ولكنها محرمة، مثل كبائر الذنوب، بل أشد من كبائر الذنوب، ولكنها لا توجب خلوده في النار، ولا توجب للأسف المغفرة. هذا بالنسبة للرياء في العبادات. الرياء في العبادات والحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشاء فلان، لولا الله وفلان، هذا من الله وفلان،الذي هو عمل الشرك الأصغر. أيها السادة المستمعون كان معنا في هذا اللقاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد وقد عرضنا على سماحته رسائل السادة: حمدان لافي العتيبي طالب جامعي في(الرياض)....


http://www.binbaz.org.sa/mat/9828

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:08 AM

في إحدى المرات ذكر شخص لي من الأصدقاء أن من يفعل الشرك أو الكفر فإنه يكفر, فقال له آخر: كلامك هذا خطأ؛ لأنه لا بد أن تقام عليه الحجة أولاً, فقال له الآخر: إن التوحيد لا يعذر فيه بالجهل؛ لأنه معلوم بالفطرة, ثم دار نقاش طويل حول هذا الموضوع, فما هو حكم الدي

إذا كان المشرك بين المسلمين ينكر عليه، ويعلَّم أن هذا شرك، لأنه قد يخفى عليه، يعلم أنه شرك ويستتاب، فإن تاب وإلا قتل عند المحاكم الشرعية، وإذا كان يخشى أنه جاهل يعلم ويبين له، لأنه بين المسلمين والمسلمون يعرفون التوحيد ويعرفون الإيمان ويعرفون ما أوجب الله، أما إن كان في بلاد بعيدة عن الإسلام، هذا لا ينكر عليه إلا بالتعريف، يعني لا يحكم عليه بشيء حتى يعرف، يعني لا يؤخذ بالأحكام التي تجب على مثله إلا بعد أن يعرف ويبين له الحكم الشرعي، فإذا أصر على الشرك بين المسلمين يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ولكن من كان بين المسلمين ينكر عليه، ويبين له، لأنه بين المسلمين، والمسلمون يعرفون الشرك، فإذا كان بين المسلمين ينكر عليه، ويقال له: هذا لا يجوز، وهذا منكر والواجب عليك التوبة إلى الله من هذا، حتى يكون على بينة، كالذي يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات، أو ينذر للأموات، أو ما أشبه ذلك، أو يسبل ثيابه أو يفعل أشياء من المحرمات الأخرى كحلق اللحى، وما أشبه ذلك، كل هذا يبين له بالدليل حتى يكون على بصيرة، لأنه قد يعترض بعض اللبس، يبين له الدليل حتى يكون على بينة وعلى بصيرة.


http://www.binbaz.org.sa/mat/9848

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:10 AM

سمعنا بأن والد ووالدة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ماتوا وهم على ملة قريش، وذكر بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استأذن الله ليستغفر لهم فلم يأذن له، فبكى وأبكى من حوله؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال.

نعم، النبي -صلى الله عليه وسلم- استأذن أن يستغفر لعمه أبي طالب فلم يأذن له، واستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم- لأمه فلم يأذن له، وقال لما سأل عن رجلٍ مات في الجاهلية قال: إنه في النار، فلما رأى ما في وجه الرجل قال: إن أبي وأباك في النار، وهذا محمولٌ عند أهل العلم على أنهم بلغتهم الدعوة، بلغتهم دعوة إبراهيم الذين ماتوا في الجاهلية وبلغتهم دعوة إبراهيم فقد أقيمت عليهم الحجة، إذا ماتوا على الكفر بالله، فهم من أهل النار، أما الذين ما بلغتهم الدعوة ولا عرفوا شيئاً فهذا أمرهم إلى الله، يعتبرون من أهل الفترة وأمرهم إلى الله، يمتحنوا يوم القيامة فمن نجح دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، أما من بلغته الدعوة في حياته دعوة إبراهيم قبل ببعث النبي - صلى الله عليه وسلم- فهذا قد قامت عليه الحجة، وعلى هذا يحمل ما جرى في حق أمه وأبيه، كونه استأذن أن يستغفر لأمه فلم يأذن له، وقال في أبيه: إن أبي وأباك في النار، محمولٌ على أنهم بلغتهم الدعوة، وأما أبو طالب فقد بلغته الدعوة، ودعاه ابن أخيه محمد عليه الصلاة والسلام واجتهد ودعاه في مرضه فأبى وأصر على الكفر نعوذ بالله من ذلك، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك)، فأنزل الله في ذلك قوله جل وعلا: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(113) سورة التوبة، فدل على أن من مات على الكفر بالله فإنه من أصحاب الكفر والعياذ بالله.


http://www.binbaz.org.sa/mat/10223

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:12 AM

أشهد أن محمداً يا رسول الله، وهل عبارة يا رسول الله صحيحة أم لا؟ وهل توقع الإنسان في الشرك؟ والبعض أيضاً يقولون عليك بالنبي، هل تعتبر حلف؟


أشهد أن محمداً يا رسول الله، وهل عبارة يا رسول الله صحيحة أم لا؟ وهل توقع الإنسان في الشرك؟ والبعض أيضاً يقولون عليك بالنبي، هل تعتبر حلف؟

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:13 AM

لقد أجبت يا سماحة الشيخ على أحد الأسئلة المطروحة من أحد السائلين فيما يتعلق بالعذر بالجهل، متى يُعذر ومتى لا يُعذر، وذكرت بأن الأمر فيه تفصيل، ومما ذكرته بأنه لا يُعذر أحدٌ بالجهل في أمور العقيدة، أقول يا سماحة الشيخ: إذا مات رجل وهو لا يستغيث بالأموات ولا يفعل مثل هذه الأمور المنهية عنها إلا أنه فعل ذلك مرة واحدة -فيما أعلم-، حيث استغاث بالرسول - صلى الله عليه وسلم- في زيارته لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو لا يعلم أن ذلك حرام وشرك، ثم حج بعد ذلك دون أن ينبهه أحد على ذلك، ودون أن يعرف الحكم -فيما أظن- حتى توفاه الله، وكان هذا الرجل يصلي ويستغفر الله لكنه لا يعرف أن تلك المرة التي فعلها حرام، فيا ترى هل من فعل ذلك ولو مرة واحدة إذا مات وهو يجهل مثل ذلك، هل يعتبر مشركاً؟ نرجو التوجيه والتوضيح جزاكم الله خيراً.


إن كان من ذكرته تاب إلى الله بعد المرة التي ذكرت، ورجع إليه سبحانه وتعالى واستغفر من ذلك، زال حكم ذلك وثبت إسلامه، أما إذا استمر على العقيدة التي هي الاستغاثة بغير الله ولم يتب إلى الله من ذلك، فإنه يبقى على شركه ولو صلى وصام، حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من الشرك، وهكذا لو أن إنساناً يسب الله ورسوله أو يسب دين الله، أو يستهزأ بدين الله أو بالجنة أو بالنار، فإنه لا ينفعه كونه يصلي ويصوم، إذا وجد الناقض من نواقض الإسلام بطلت الأعمال، حتى يتوب إلى الله من ذلك، هذه القاعدة، قال تعالى: ولو أ شركوا لحبط عنهم كانوا يعملون، وقال سبحانه: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين، وكانت أم النبي- صلى الله عليه وسلم- ماتت في الجاهلية واستأذن - صلى الله عليه وسلم- ليستغفر لها فلم يؤذن له، لأنها ماتت في الجاهلية، وقال: (إن أبي وأباك في النار)، لمن سأله عن أبيه، وأبوه مات في الجاهلية، فالمقصود أن الذي مات على الشرك لا يستغفر له ولا يدعى له ولا يتصدق عنه، إلا إذا علم أنه تاب إلى الله من ذلك، هذه القاعدة المعروفة عند أهل العلم، أما الأشياء التي قد تخفى على الناس مثلما يرى للشخص الذي قال لأولاده إذا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في البحر في يوم عاصف، فإن قدر الله علي ليعذبني أو كما قال، ـــ أن سأله عن ذلك بعدما مات، فقال: حملني على هذا مخافتك، فغفر الله له، قال العلماء: إن هذا خشي عليه كمال القدرة، كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وجهل هذا الأمر وظن أنه بهذا الحرق والسحق والذر في البحر أنه يفوت الله ويضيع، فهذا الجهل الذي في هذا الشيء الدقيق عفا الله عنه سبحانه وتعالى، لأنه حمله عليه خوف الله، والحذر من عقابه سبحانه وتعالى، أما إنسان يستغيث بالأموات وقد جاءت الرسل بالنهي عنه، وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه، والله يقول سبحانه وتعالى:ولا تدع من دون ما لا ينفعك و لا يضرك، ولا تدعو مع الله أحداً، ويقول:ادعوني أستجب لكم، هذا أمور معلومة من الدين بالضرورة، مشهورة بين المسلمين فلا يعذر، من قال إني أجهله بين المسلمين، لو كان في بلاد بعيدة عن المسلمين في أطراف الدنيا بين أهل الكفر بالله ما عندهم من يعلمهم هذا يكون حكمه حكم أهل الفترة، أمرهم إلى الله يوم القيامة، إن شاء عذبهم وإن شاء رحمهم، فهو سبحانه يمتحنهم يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ومن عصا دخل النار، هذا هو الصواب فيهم أنهم يمتحنون ويكلفون يؤمرون بشيء، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار.


http://www.binbaz.org.sa/mat/17729

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:14 AM

ما حكم ذهاب الداعية المسلم إلى بلدٍ تكثير فيه البدع، والخرافات، والشركيات، وذلك من أجل الدعوة إلى الله، وتصحيح المفاهيم؟


إذا كان عنده علم وذهب إلى بلاد الكفر أو البدع للدعوة إلى الله فهو مأجور يقول الله- جل وعلا-: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً(فصلت: من الآية33)، فإذا ذهب إلى بلاد الكفر ودعاهم إلى الله وبلاد أهل البدع, وهو لا يخاف على نفسه من ذلك فهو مأجور إن شاء الله وعلى خير عظيم. أما إذا كان فيه خطر لا يروح لهم.


http://www.binbaz.org.sa/mat/18285

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:15 AM

ما حكم الشرع -في نظركم- في رجل مسلم ارتكب الشرك الأكبر, فهل يعذر بجهله أم لا، ومتى يعذر الإنسان بالجهل، وما الدليل في كلا الحالتين؟


من ارتكب الشرك الأكبر فقد أتى أعظم الذنوب, فالواجب عليه البدار بالتوبة إلى الله-سبحانه وتعالى-؛ لأن الله يقول:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور: من الآية31), و-سبحانه-يقول:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ-يعني بالشرك والمعاصي-لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53), هذه الآية أجمع العلماء على أنها في التائبين, فالواجب على من فعل شي من الشرك أو المعاصي أن يبادر بالتوبة, وأن لا يقنط ولا ييئس؛ لأن الله-سبحانه-وعد من تاب إليه بالتوبة علية وهو الجواد الكريم-سبحانه وتعالى-والرحيم والرؤف الرحيم -سبحانه وتعالى-, وكل من كان بين المسلمين وبلغه القرآن أو السنة فقد قامت عليه الحجة, فالواجب عليه التفقه والسؤال و التعلم حتى يبرئ ذمته, وحتى يكون على بصيرة, أما من كان في بلاد بعيدة لم يبلغه القرآن ولا السنة فهذا يقال له من أهل الفترة حكمه حكم أهل الفترة ليس بمسلم ولا كافر بل هو من أهل الفترة موقوف أمره إلى يوم القيامة, يمتحن يوم القيامة, فإن أجاب دخل الجنة وإن عصى دخل النار؛ لأنه لم تبلغه الدعوة, أما من كان بين المسلمين, وسمع القرآن, وسمع السنة وعند أهل العلماء ثم يعرض ولا يسأل ولا يتبصر فهذا غير معذور نسأل الله العافية.


http://www.binbaz.org.sa/mat/20473

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:15 AM

ما الفرق بين الشرك والكفر؟


كل شرك يسمى كفرا, كل شرك دعوة غير الله, والاستغاثة بغير الله, وصرف العبادة لغير الله يسمى شركاً, ويسمى كفراً, وقد يسمى الكفر شركاً أيضاً, كمن جحد وجوب الصلاة, أو قال الزنا حلال يسمى كافر, ويسمى مشرك, ولكن الغالب على من كان جحداً لوجب أو جحداًً للمحرم يسمى كفرا, والغالب على من كان دعوة لغير الله, استغاثة بغير الله, نذر لغير الله يسمى شركاً, وإلا فكل شرك يسمى كفرا, وكل كفر أكبر يسمى شركا.



http://www.binbaz.org.sa/mat/20496

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:18 AM

أقسام التوحيد وأقسام الشرك


http://www.binbaz.org.sa/mat/21492

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:19 AM

مفهوم الشرك ومعنى الوسيلة
يقول السائل: يسألون عم مفهوم الشرك، ويطلبون تفسير هذه الآية قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[1]، أفيدونا بالصواب.


الشرك على اسمه هو تشريك غير الله مع الله في العبادة، كأن يدعو الأصنام، ويستغيث بهم، وينذر لهم، ويصلي لهم، ويصوم لهم، ويذبح لهم، يذبح للبدوي، يذبح للعيدروسي، يذبح لفلان، يصلي لفلان، يطلب المدد من الشيخ عبد القادر، من الرسول صلى الله عليه وسلم من العيدروسي في اليمن أو أشباههم من سائر المعبودين من دون الله، فهذا يُقال له الشرك، وهكذا إذا دعا الكواكب أو الجن أو استغاث بهم، أو طلب منهم المدد أو ما أشبه ذلك، فإذا فعل شيئاً من هذه العبادات مع المخلوقين أو مع الأموات صار مشركاً بالله عزَّ وجلَّ.
قال الله جل وعلا: ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[2]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[3].
ومن الشرك أيضاً: أن يعبد غير الله عبادة كاملة، فإنه يسمى شركاً ويسمى كفراً، فمن أعرض عن الله بالكلية، وجعل عبادته لغير الله، للأشجار أو الأحجار، أو الأصنام، أو الجن، أو بعض الأموات ممن يسمونهم بالأولياء؛ يعبدهم، يصلي لهم، يصوم لهم، وينسى الله بالكلية، هذا أعظم كفراً وأشد كفراً، وأشد شركاً. نسأل الله العافية.
وهكذا من ينكر وجود الله ويقول: إنه ليس هناك إله والحياة مادة، كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله، فهؤلاء أكفر الناس وأضلهم، وأعظمهم شركاً وضلالاً. نسأل الله العافية.
فالمقصود أن هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركاً وتسمى كفراً بالله عزَّ وجلَّ، وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمي دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلة وهذا غلط، هذه وسيلة للكفر ليست وسيلة مباحة، فالله جل وعلا يقول: اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ[4]، الوسيلة: التقرب إليه بطاعته، هذه هي الوسيلة عند أهل العلم جميعاً.
الصلاة قربة إلى الله فهي وسيلة، الذبح لله وسيلة كالضحايا والهدايا والصوم، والصدقات وسيلة، ذكر الله وقراءة القرآن وسيلة، هذا معنى قوله جل وعلا: اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ أي: ابتغوا إليه القربى بطاعته، هكذا قال ابن جرير وابن كثير والبغوي وغيرهم من أئمة التفسير، والمعنى: التمسوا إليه القربى بطاعته وابتغوها واطلبوها أينما كنتم فيما شرع الله لكم، من صلاة وصوم وصدقات وغير ذلك.
وهكذا قوله في الآية الأخرى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ[5]، يبتغون إلى ربهم القربى بطاعته، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ[6]، هكذا الرسل وأتباعهم. فالتقرب إلى الله يكون بالوسائل التي شرعها، من جهاد، ومن صوم، ومن صلاة، ومن ذكر، ومن قراءة قرآن إلى غير هذا من وجوه الوسيلة.
أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هي التعلق بالأموات، والاستغاثة بالأولياء، والنذر لهم، فهذا خطأ وظن باطل، وهذا اعتقاد المشركين، وهم الذين قال الله سبحانه فيهم: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ[7].
هذا عمل المشركين، يدعون الأموات، ويستغيثون الجن، ويستغيثون بالملائكة، ويجعلونهم وسائلهم إلى الله، وقال تعالى في كتابه الكريم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[8]، قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[9]، فسماهم كذبة، كفرة،كذبة في قولهم: تقربنا إلى الله. وكذبة في قولهم: إن الله أمرهم بهذا. وهو لم يأمرهم بذلك سبحانه وتعالى.
فهم كذبة في قولهم كفرة في فعلهم، ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ.
فهي لا تقربهم ولا تدنيهم إلى الله بل تبعدهم من الله سبحانه وتعالى، فهم كذبة في هذا القول كفرة في هذا الفعل الذي نسبوه إلى الله وجعلوه ديناً له سبحانه وتعالى، والله يقول: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ[10]، ويقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[11]، ويقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[12]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء[13]، وقال سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[14].
[1] سورة المائدة الآية 35.

[2] سورة الأنعام الآية 88.

[3] سورة الزمر الآية 65.

[4] سورة المائدة الآية 35.

[5] سورة الإسراء الآية 57.

[6] سورة الإسراء الآية 57.

[7] سورة يونس الآية 18.

[8] سورة الزمر الآية 3.

[9] سورة الزمر الآية 3.

[10] سورة الزمر الآية 2.

[11] سورة الفاتحة الآية 5.

[12] سورة الإسراء الآية 23.

[13] سورة البينة الآية 5.

[14] سورة محمد الآية 19.


http://www.binbaz.org.sa/mat/21588

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:27 AM

ما حكم الفاتحة للميت، وذبح المواشي ودفع الفلوس إلى أهل الميت؟


تقدم في السؤال الأول الذي قبل هذا أن التقرب للأموات بالذبائح أو بالفلوس أو بالنذور أو بغير هذا أن هذا من الشرك الأكبر لا يجوز، هذه من العبادات التي لا تكون إلا لله وحده، فالذبح لله وحده وهكذا النذور وهكذا الصدقات كلها لله وحده، قال الله تعالى: قل إن صلاتي – قل يا محمد – قل إن صلاتي ونسكي – يعني ذبحي – ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وقال سبحانه: إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله من ذبح لغير الله)، رواه مسلم في صحيحه، من حديث علي رضي الله عنه، فالذبح لغير الله من الأولياء أو الكواكب أو الجن شرك بالله عز وجل، وهكذا الأصنام كله شرك بالله عز وجل، أما الذبح لله فهو عبادة فإذا تقرب إلى الله بالذبائح بالضحايا بالهدايا بالنذور كلها عبادة لله وحده سبحانه وتعالى، فهذه العبادة لا تصرف لغير الله لا للأولياء ولا للأنبياء ولا للأصنام ولا للكواكب ولا لغير هذا من المخلوقات، وكذلك كونه يقدم نقوداً لصاحب القبر فالنقود قربة مثلما يتقدم إلى الله بالصدقات التي يعطيها الفقراء، فإذا أعطى الفقراء نقوداً فهي صدقة يرجى ثوابها من الله عز وجل، فإذا قدمها للميت فقد عبده بهذه الصدقة، عبده بهذه النقود التي يتقرب بها للميت ويأخذها زيد وعمرو، هذا منكر عظيم وشرك فضيع، لا يجوز أبداً، فيجب على المؤمن أن يحذر هذه الشرور، وأن ينبه غيره على ذلك و الله المستعان. أنا فهمت من سؤاله إذا أذنتم لي سماحة الشيخ أنه يقول: ما حكم الفاتحة للميت، يعني لأبيه مثلاً، وذبح المواشي ودفع الفلوس إلى أهل الميت كنوع من المواساة؟ إذا كان أراد هذا فله معنى آخر، أما قراءة الفاتحة فهو بدعة، يقرأ الفاتحة على الأموات أو على قبورهم هذا من البدع، لم يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه رضي الله عنهم فلا يجوز أن يقرأ على الموتى الفاتحة ولا غيرها، أما كونه يعطى أهل الميت صدقة يساعدون فهذا لا بأس به، إذا مات ميتهم يدفع إليهم عشاء أو غداء لا بأس، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قتل يوم مؤتة في الشام أمر النبي أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً، قال: (اصنعوا لأهل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم)، فأمر أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً ويبعث به إليهم لأنهم قد أتاهم ما يشغلهم عن الطعام، فإذا دفع إليهم جيرانهم طعاماً مصنوعاً أو ذبيحة ليستنفعوا بها وقت حزنهم ووقت مصيبتهم، أو يستعينوا بها على حاجاتهم فلا بأس فيما نرى، لكن ليس لهم أن يصنعوا طعام، أهل الميت، ليس لهم أن يصنعوا طعام يدعون الناس إليه ويكون عندهم ولائم في بيوتهم، هذه المآتم ممنوعة لا تجوز، قال جرير رضي الله عنه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة)، فلا يجوز هذا، لكن الأفضل والسنة أن يصنعوا طعاماً يصنع الجيران أو الأقارب طعاماً ويقدم لهم مصنوع، أما تكليفهم بالذبيحة أو بالنقود فهذا خلاف المشروع، إلا إذا فعلوه من باب الصدقة عليهم من غير أن يقيموا وليمة عند أهل الميت، ومن غير أن يكون هناك اجتماع عليها، بل صدقة مجردة، أن ينتفعوا بها لفقرهم وحاجتهم لا بأس، لكن السنة أن يبعث إليهم طعام مصنوع خالص منتهي، يبعث إليهم ليكفوهم المؤونة حتى يأكلون منه من دون كلفة ولا تعب، لأنهم مشغولون عن الطبخ لمصيبة الموت، هذا هو الأفضل وهذا هو المشروع، أما الصدقة عليهم إذا كانوا فقراء بنقود أو ذبيحة أو طعام فلا بأس به، لكن بشرط ألا يكون هذا الشيء لإقامة المأتم في البيت وصنع طعام للناس، سواء كان من أموالهم أو مما يدفع إليهم من جيرانهم، لا يفعل هذا


http://www.binbaz.org.sa/mat/14167

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:28 AM

مرضت وأنا صغير فنذرت أمي إن شُفيت وكبرت أن تذبح ماعزاً عند قبر الولي ويجتمع عليها الناس، وعندما كبرت أهدرت ماعزاً لتفي بنذرها فأخذت الماعز وبعتها في السوق وقلت لها: إن هذا شركٌ بالله؟ هل ما قمت به صحيحٌ أم لا؟ أرجوا الإفادة جزاكم الله خيراً.


قد أحسنت، هذا هو الصواب، ليس لها أن تذبح عند قبر الولي، لا على النذر ولا عليها نذر، إذا كان الذبح للولي فهذا شركٌ أكبر، إذا كان الأصل التقرب للولي لفلان أو فلان عند قبر البدوي أو فلان أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو ابن عربي أو فلان أو فلان، كل هؤلاء لا يجوز التقرب إليهم بالذبائح ولا يدعى أحدٌ من دون الله ولا يستغاث به، ولا ينذر له كل ذلك من الشرك الأكبر وهكذا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. لا يجوز للمسلم أن يذبح للنبي يتقرب إليه، أو يسأله أن يغيثه أو ينصره أو يشفي مريضه، لا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- ولا غيره، هذا حق الله - سبحانه وتعالى -، الله يقول: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) (21) سورة البقرة. ويقول جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ (23) سورة الإسراء. ويقول - سبحانه وتعالى -: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (5) سورة البينة. ويقول - عز وجل -: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، والنبي - عليه الصلاة والسلام-يقول: (الدعاء هو العبادة)، فلا يدعى أحدٌ مع الله لا نبي ولا ملك ولا جن ولا إنس ولا ولي ولا غير ذلك، وهكذا الذبح لا يذبح للأنبياء ولا للملائكة ولا للأولياء ولا يتقرب إليهم بالنذور، ولا غير هذا من العبادات، يقول الله - سبحانه -: (قل إن صلاتي –أي قل يا محمد للناس-إن صلاتي ونسكي–يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (162) سورة الأنعام، ويقول - سبحانه وتعالى -: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ سورة الكوثر، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله من ذبح لغير الله) فالتقرب للأولياء بالذبيحة من الشرك الأكبر، قد يذبح عند قبره، أو في غير قبره حتى ولو في المكان البعيد، ولو في بيت الإنسان، يذبح للولي فلان أو فلان هذا هو الشرك الأكبر، مثل لو صلّى له أو سجد له فهو شرك، وهكذا إذا ذبح له أو دعاه أو استغاث به أو نذر له أو قال يا سيدي اشف مريضي أو انصرني أو دلني على كذا، أو ما أشبه ذلك سواء عند قبره أو بعيد عن قبره هذا كله لا يجوز، هذا حق الله، هو الذي يدعى- سبحانه وتعالى -ويسأل، أما الحي الحاضر كونه يذبح له ذبيحة كرامة له لأنه ضيف جاء من سفر أو لأنه قريب له زاره فذبح له لإكرامه هذا لا بأس له، وهكذا لو قال لأخيه الذي عنده ساعدني على كذا الحي الحاضر، ساعدي على إصلاح سيارتي، على إصلاح مزرعتي يتعاون وإياه في المزرعة لا بأس، أما الأموات أو الغائبون أو الملائكة أو الأنبياء أو الذين يدعونهم مع الله أو يستغيثون بهم وينذرون فهذا لا يجوز، هذا من الشرك الأكبر، لا يدعى الأولياء ولا الموتى ولا الجمادات كالأشجار والأحجار والأصنام ولا الملائكة كلهم لا يدعون مع الله، ولا يستغاث بهم ولا يزار لهم بل هذا من الشرك الأكبر نعوذ بالله من ذلك. أما إذا كان بالطرق الحسية مع الأحياء مثل برقية يقول: افرض لي كذا أو يكلمه بالهاتف-التلفون-اقرض لي كذا، أو ساعدني على كذا يسأل الحي يكلمه أو يكتب له رسالة، هذا مثل الحي الحاضر مثل المشاهد لا حرج في ذلك. كما قال الله - عز وجل – في قصة موسى: (فاستغاثه من شيعته على الذي من عدوه)، فالناس يتعاونون، الأحياء يتعاونون، لا حرج في ذلك، لكن دعاء الميت أو الغائب لأنه يعتقد فيه الشرك، أنه يسمع ولو بعد أو دعاء الجمادات كالأصنام والكواكب هذا كله من الشرك الأكبر، أو دعاء الملائكة أو الجن هذا هو الشرك الأكبر لأنهم غائبون عنك مشغولون بشؤونهم، ليس من جنس الحاضر بين يديك لتخاطبه وتسأله أن يعينك على كذا أو كذا، وبهذا ينبغي للمؤمن أن يحتاط ويبتعد عن أسباب الشرك وعن ذرائعه وعن أعماله، وقد أحسنت أيها السائل في إخبار أمك وإيضاح الحق لها فقد أحسنت في ذلك بارك الله فيك.



http://www.binbaz.org.sa/mat/12232

محمد الغماري 15 Mar 2010 03:30 AM

عندنا في القرية إذا حصل للإنسان مكروه يقول: إذا أزال الله عني هذا المكروه سوف أذبح ذبيحة على قبر الشيخ فلان!! هل يصح الأكل من هذه الذبيحة، وهل يصح الوفاء بهذا النذر إذا زال المكروه؟


النذر فيه تفصيل، فإذا كان النذر طاعة لله، كأن يقول لله علي إن شفى الله مريضي فلان أن أصلي كذا، وكذا، أو أصوم أيام كذا، وكذا، أو شهراً، أو ما أشبه ذلك، أو أتصدق بكذا، هذا له طاعة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، فإذا قال: إن شفى الله مريضي، أو رد غائبي، أو شفيت من كذا صمت لله خمسة أيام، أو عشرة أيام، تصدقت بألف درهم، صليت كذا وكذا، كل هذا نذر طاعة، متى حصل المطلوب وجب عليه الوفاء. أما إذا كان النذر معصية لله فإنه لا يوفي به، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه)، فلو قال لله علي إن شفى الله مريضي أن أذبح للشيخ فلان ذبيحة، للبدوي، أو للحسين، أو للشيخ عبد القادر، أو لغيرهم هذا شركٌ أكبر هذا ما يجوز، هذا لا يحل الوفاء به، وعليه التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن هذا شركٌ أكبر، الذبح للأموات، والتقرب إليهم بالذبائح، أو النذور هذا شركٌ أكبر، العبادة حق الله وحده، يقول -سبحانه-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) (23) سورة الإسراء. ويقول -سبحانه-: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي..) . يعني قل يا محمد للناس (إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي) يعني ذبحي (وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (162-163) سورة الأنعام. ويقول سبحانه للنبي-صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (1-2) سورة الكوثر ) . ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله من ذبح لغير الله)، فلا يجوز الذبح للجن، ولا للمشايخ أصحاب القبور، ولا لغيرهم من أصنام، أو أشجار، أو أحجار، أو ملائكة، أو أنبياء، لا، هذا يكون لله وحده، التقرب يكون لله بالذبح الضحايا، والهدايا لله وحده -سبحانه وتعالى-، فيقول لله علي إن شفى الله مريضي أن أذبح كذا وكذا لله وحده، ناقة، أو بقرة، أو ذبيحة من الغنم لله وحده هذا قربة طاعة عليه أن يوفي بذلك. أما أن يذبح للشيخ فلان يتقرب إليه حتى يشفع له، أو يشفي مريضه هذا شرك أكبر، وهكذا لو قال يا شيخ فلان اشف مريضي، أو انصرني، أو يا رسول الله اشفني، أو انصرني، أو يا شيخ عبد القادر انصرني، أو يا شيخ أحمد البدوي، أو يا سيدي الحسين، أو يا شيخ فلان انصرني، أو اشفي مريضي، أو رد غائبي كل هذا من الشرك الأكبر، يعني لا يجوز دعاء الأموات ولا الاستغاثة بالأموات ولا النذر لهم، ولا سؤال الجن، ولا النذر لهم، ولا التقرب إلى الأصنام من الحجارة، أو غيرها، كل هذا منكرٌ عظيم، وشرك أكبر، الله يقول سبحانه: (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (18) سورة الجن. ويقول سبحانه: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) (106) سورة يونس. يعني المشركين، وقال -عز وجل-: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (2-3)الزمر.ويقول سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) (5) سورة البينة. فالواجب إخلاص العبادة لله وحده، ومن ذلك الدعاء، والخوف، والرجاء، والذبح، والنذر كله عبادة يجب أن تكون لله وحده، ولا يصرف منها شيء لا للأصنام، ولا للشيوخ، ولا للأنبياء، ولا للجن، ولا للأشجار، ولا للملائكة، ولا غيرهم، العبادة حق الله وحده -سبحانه وتعالى-، وهكذا لو قال لله علي إن شفى الله مريضي، أو رد غائبي أن أشرب الخمر، أو أزني هذه معصية لله لا يوفي بها، هذا منكرٌ عظيم يتقرب إلى الله بالمعاصي هذا منكر عظيم، لا يجوز له أن يوفي بذلك، وعليه كفارة يمين عن هذا النذر الباطل، عن هذا النذر بالمعصية. والخلاصة أن النذر أقسام، فما كان لله وحده إذا كان طاعة لله وجب الوفاء به، وما كان معصية، أو شركاً لا يوفى به، فالمعصية يجب التوبة منها، والشرك يجب التوبة منه، تجب التوبة منه، أما إذا كان لا، ليس شركاً، ولا معصية، ولا طاعة يقول لله علي أن أزور فلان، أو آكل طعام فلان، هذا مخير إن شاء زاره وإن شاء كفَّر عن نذره، ولم يزره، ولم يأكل طعامه، مخير، لأن هذا مباح، أو لله علي أن أعزم فلان، وأصنع له طعام، هو مخير إن شاء عزمه، ودعاه، وإن شاء تركه، لكن إذا لم يعزمه، ولم يوفي بنذره، فعليه كفارة يمين. وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز صام ثلاثة أيام، هذه كفارة يمين كما نص على ذلك ربنا -عز وجل- في سورة المائدة. جزاكم الله خيراً



http://www.binbaz.org.sa/mat/12167


الساعة الآن 01:04 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي