موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   التوحيد ـ الإدارة العلمية والبحوث Monotheism - Scientific management and research (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=90)
-   -   بحث في فضل فاتحة الكتاب ... (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=26760)

فراشة الربيع 17 Jan 2013 02:18 PM

بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا تنبيه هام: الأحاديث التي لم يتم التعليق عليها فهي صحيحة وأقل أحوالها أنها حسنة وما كان ضعيف فقد بينا ضعفه

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله وليّالصالحين .

(( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله

وكفىبالله شهيدا )) . (( محمد رسول الله والذين معه أشداء

على الكفار رحماء بينهم ))

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

سبحانه هو اللطيف بعباده ؛ ومن مظاهر لطفه بخلقه أن وهبهم العقل

الذي يميزون به بين الخبيث والطيب ،والضار والنافع ، والظلمات

والنور . وأرسل إليهم (( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس

على الله حُجة بعد الرسل )) . وأنزل كتباً تهدي

السالكين إلى أرض الرشاد والسداد ،

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وعلى رأس هذه الكتب (( القرآن العظيم )) . نزل به أعظم ملك هو

الروح الأمين ، في أعظم ليلة هي ليلة القدر ، في أعظم شهر هو شهر

رمضان ، ومن أعظم مكان هو أم الكتاب ، في أعظم بلد (( مكة ))

بأشرف لغة ، على أعظم نبي هو سيدالأولين والآخرين ، الذي مدحه

ربه بما منحه فقال (( وإن لك لأجراً غير ممنون *

وإنك لعلى خلقٍ عظيم ))

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وقال عنه مبيناً الحكمة من إرساله :

(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) . وقال عن أتباعه : (( ورحمتي

وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا

يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم

في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم

الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت

عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي

أُنزل معه أولئك هم المفلحون))

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وقد أمره مولاه ومصطفيه أن يعلن عموم رسالته فقال :

(( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات

والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأميّ

الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ))

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فتأمل معي قوله جل شأنه :

(( واتبعوا النور الذي أُنزل معه )) إنه القرآن . فالله نور السماوات

والأرض ، والقرآن نور ، والنبي الذي جاء بالقرآن نور

(( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فعجباً لأمر الأمه : ربها نور ، وكتابها نور ، ونبيها نور ،

كيف ترضى لنفسها أن تعيش في الظلمات (( فآمنوا بالله

ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير )) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وبعد ..... فهذا بحث بسيط في فضل سورة الفاتحه ،

قصدت به تيسير الطريق لذوي الألباب الباصره،

وأولي الأفئده المستنيره ، لمن أراد أن ينفعه الله بهدي كتابه

(( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين

يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا )) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

لا سيما وقد طغت الماديات على المعنويات ، واشتغل الناس بالدنيا ،

وارتكبوا في سبيل تحصيلها وجمع مالها ما يندى له جبين الحياء خجلاً

فماجت الفتن موج البحر ، وعرضت على القلوب كما تعرض الحصير

عوداً عوداً ، فأنكرتها قلوب وأشربتها أخرى . فكانت القلوب على قلبين :

على أبيض مثل الصفا لا تضره فتنه مادامت السماوات والأرض ،

وعلى أسود مرباداً مثل الكوزِ مجخياً لا يعرف معروفاً ولا

ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فالمخرج من تلك الفتن هو القرآن الكريم ففيه

نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم .

حديث ضعيف جدا: رواه الترمذي (5/172) والبزار في المسند (3/71) والدارمي في السنن (2/526) والبيهقي في شعب الإيمان (2/325). من طريق ابن أخي الحارث الأعور وهو مجهول وكذا الحارث فيه مقال.

وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا :

(( إنا سمعنا قرآناً عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به )) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

من قال به صدق ، ومن عمل به أُجر ، ومن حكم به عدل ،

ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ...

وعلى بركة الله نبدأ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بسم الله الرحمن الرحيم (1)

الحمد لله رب العالمين (2) الرحمنالرحيم (3)

مالك يوم الدين (4) إياك نعبد وإياك نستعين (5)

اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضآلين (7) .


يتبع ان شاء الله


فراشة الربيع 17 Jan 2013 02:40 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* أسماء سورة الفاتحه *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


تسمى (( الفاتحه )) لأنها تفتتح بها القراءة في الصلوات ،

ويقال لها أيضاً (( أم الكتاب )) ولها أسماء منها (( الحمد ))

و (( الشفاء )) و (( الوافية )) و (( الكافية )) و (( أساس القرآن ))

و (( سورة الصلاة )) و (( السبع المثاني )) و (( سورة الثناء ))

و (( الرقيه )) و ((أم القرآن )) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال البخاري : (( وسميت أم الكتاب لأنه يبدأ بكتابتها


في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة )) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه

وسلم أنه قال في أم القرآن : (( هي أم القرآن ، وهي السبع

المثاني وهي القرآن العظيم )) .

وكذا رواه البخاري في صحيحه (4/1738).


فراشة الربيع 17 Jan 2013 03:05 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 


* فضلها *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ورد في سورة الفاتحه آثار تدل على عظم فضلها ورفعة

قدرها عند الله . ونذكر هذه الأحاديث فيما يلي :

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : (( كنت أصلي

فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صليت ،

قال : فأتيته ، فقال : ما منعك أن تأتيني ؟ قال : قلت يا رسول

الله إني كنت أصلي ، قال : ألم يقل الله تعالى : (( يا أيها الذين

آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) ثم قال :

لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، قال :

فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يا رسول الله

إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ، قال : نعم

(( الحمد لله رب العالمين )) هي السبع المثاني والقرآن

العظيم الذي أوتيته )) . صحيح البخاري


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال : (( ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل

(( أم القرآن )) وهي السبع المثاني ، وهي مقسومة

بيني وبين عبدي نصفين ))



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وعن أبي هريره رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقول : (( قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين

عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ،




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فإذا قال العبد :

( الحمد لله رب العالمين ) قال الله : حمدني عبدي ،

وإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال الله : أثنى عليَّ عبدي ،

فإذا قال : ( مالك يوم الدين ) قال الله : مجدني عبدي ،

وقال مرة : فوّض إليّ عبدي ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فإذا قال : ( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال الله :

هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ))




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد بلغ من بركات الفاتحه أنهم كانوا يرقون بها المريض فيشفى

بإذن الله تعالى . فما أعظمها من رقية وما

أكثر بركاتها من آيات بينات .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (( كنا في مسير

لنا فنزلنا ، فجاءت جاريه فقالت : إن سيد الحي سليم (( أي لديغ )) ،

وإن نفرنا غُيَّب فهل منكم راق ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقيه ،

فرقاه فبرأ ، فأمر له بثلاثين شاه ، وسقانا لبناً ، فلما رجع قلنا له :

أكنت تحسن ؟ أو أكنت ترقي ؟ قال : لا ، ما رقيت إلا بأم الكتاب ،

قلنا : لا تحدثوا شيئاً حتى نأتي أو نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :

(( وما كان يدريه أنها رقيه ؟ اقسموا واضربوا لي بسهم )) .

الصواب ما كنا نأبنه: (ما كُنَّا نَأْبِنُهُ بِرُقْيَةٍ أي ما كُنَّا نعلمُ أَنَّه يَرْقى فَنَعِيبَهُ)
أنظر غريب الحديث لابن الجوزي [1- 8 ] والنهاية في غريب الأثر [1 - 18 ]


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( بينما رسول الله صلى

الله عليه وسلم وعنده جبريل ، إذ سمع نقيضاً فوقه ، فرفع جبريل

بصره إلى السماء فقال : هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط ،

قال : فنزل منه ملك ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ،

وخواتيم سورة البقره ، لم تقرأ حرفاً منها إلا أوتيته )) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وإنها لجديرة بأن تسمى أساس القرآن وأم الكتاب ، فقد اشتملت على

مبادئ الإسلام عقيدة وعبادة وسلوكاً ، وكانت بمثابة البذرة الطيبة التي

غرست في أرض طيبه ، فأنبتت شجرة طيبه باسقة الأغصان

ورافة الظلال كريمة الجنى ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


لقد لخصت سورة الفاتحة المبادئ التي فصلها القرآن العظيم .

فقد اشتملت علي الوحدانية بكل معانيها ، وتوحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ،

كذلك أشتملت على الجزاء والبعث بعد الموت ، واشتملت أيضاً على العبادة



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


واشتملت على السلوك القويم ، وسيرة الصالحين . فأنت إذا بسملت

وأثبتّ الحمد لله ، وذكرت صفات الكمال الواجبة لله فأنت بذلك من الذين

عرفوا الله وأثبتوا ما يليق بذاته الأقدس وعندما تقرأ (( مالك يوم الدين )) ،

فقد أثبت أن هناك داراً للجزاء إن خيراً فخير وإن شراً فشر ،

وهذا ما يسمى بالمعاد وهو عودة الحياة بعد الموت .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وعندما تقرأ : (( إياك نعبد )) فتلك هي العبادة في أسمى معانيها ،

وفي تقديم الضمير على الفعل ما يدل دلالة قاطعه على توحيد الإلوهيه .

وكذلك في قوله : (( وإياك نستعين )) مايفيد تخليص العقيدة من أي شائبة ،

وبهذا يكون المسلم قد اعتصم بالله وأخلص دينه لله .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فإذا ما قرأت :

(( اهدنا الصراط المستقيم )) فذاك جانب السلوك في الإسلام .

فأنت تطلب الهدايه فهذا أغلى ما يتمناه المسلم . فالهداية نعمة

لا تعدلها نعمة أخرى . قال تعالى لصفيه وحبيبه : (( إنا فتحنا لك

فتحاً مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم

نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً )) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقال جل شأنه : (( والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء

إلى صراط مستقيم )) . فإذا ما قرأت تفسير الصراط في قوله تعالى :

(( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين

والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً )) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وعندما تحترز وتحترس في طلب الصراط المستقيم تبعد عن نفسك

كل فرق الضلال الذين استهوتهم الشياطين . وما أعظمها من كلمة

جامعه لكل الذين انحرفوا عن سلوك الجاده وتنكبوا الطريق .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ما أجمعها من كلمة

(( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وإن كان لي في العمر بقية فسوف أوضح ما تيسر

من فضل كل آية من آيات فاتحة الكتاب ،،،





نسألكم الدعاء .


يتبع ....


فراشة الربيع 17 Jan 2013 03:54 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* بسم الله الرحمن الرحيم *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ما أعظم أن يفتتح الله الكتاب الكريم بتلك الآية التي تفيض جلالاً ،

وتشع كمالاً وتغمر العباد رحمة وإحساناً ،

وتعم الأكوان فضلاً وإكراماً .

فيها التبرك باسم الله ،

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فأنت عندما تقرؤها كأنك تقول : أبدأ عملي باسم الله

أو استعين باسم الله في عملي ، فإذا العمل تحوطه العناية

وتحفظه الرعاية وتملؤه البركة . لذلك قال الصادق المعصوم

(( كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ))

الحديث ضعيف جدا: ورواه ابن حبان والدارقطني وغيرهم وفي إسناده قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المعافرى صاحب مناكير؛ وقال الدارقطني: ورواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح الحديث وصدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان والمرسل هو الصواب

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد ذكروا أموراً تستحب فيها البسملة حتى يكون المسلم

على معرفة بها : فتستحب في أول الوضوء لقوله عليه السلام :

( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) ، وتستحب عند الذبيحه في

مذهب الشافعي وأوجبها آخرون ، وتستحب عند الأكل لقوله عليه السلام :

( .. فإذا أكل أحدكم طعامه ، فليذكر اسم الله عليه ، فإذا نسى

في أوله فليقل باسم الله في أوله وآخره ) ..

وأيضاً تستحب عند كل شيء .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه

( بسم الله الرحمن الرحيم ) ،

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وقد ذكروا أن نبي الله سليمان لما أرسل هدهده بالكتاب إلى ملكة

سبأ وجاء فيه (( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم )) قال

سليمان للهدهد : ألا تخاف أن يصطادك أحد وأنت في الطريق إليها ؟

قال الهدهد : يا نبي الله وكيف أخاف وأنا معي بسم الله الرحمن الرحيم ؟ .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


نعم إنها الصيانة والرعاية والعناية .

وكيف لا وأنت لا تستعين بأحدٍ من ملوك الدنيا ،

إنما تستعين بمالك الملك وملك الملوك ، وكأنك تقول :



أيدركني ضيم وأنت ذخيرتي .... وأظلم في الدنيا وأنت نصيري


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


إن اسم الله هكذا بلفظ الجلالة إذا ذكر وجلت القلوب لجلاله ،

وخشعت الأصوات لقوته ، وعنت الوجوه لعظمته .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وهو الله الذي إذا ذكر نزلت الطمأنينه

في قلوب المؤمنين لجلاله ورحمته .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

قال تعالى في مقام الهيبة والجلال :

(( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وقال في مقام الرحمة والطمأنينة :

(( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ألا تدري أن من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله

رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من الدمع ؟ وأن هناك أعيناً لا تمسها

النار ، ومن تلك العيون عين بكت من خشية الله ؟

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

أو ما علمت أن يوسف الصديق عندما ضاقت به الدنيا وضربت سلسة

الشدائد حلقاتها حوله ، واحتدم الخطر وادلهم الخطب عليه ،


ماذا قال يوسف وقتها ؟؟


لم يصرخ ولم يولول كما أنه لم يضعف أمام نداء الشيطان

إنما كل ما قاله : (( معاذ الله )) فأعاذه الله تعالى ..


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

حقاً : ( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) ..

( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وقد وصف الله ذاته في البسملة بصفتين : الرحمن والرحيم .


قال تعالى في الحديث القدسي الجليل :

( أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي ،

فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها قطعته )


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ومن الرحمن أكرم الله الرحماء . جاء في الحديث الشريف :

( الراحمون يرحمهم الرحمن . ارحموا من في

الأرض يرحمكم من في السماء ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وجاء في الحديث القدسي : ( إن أردتم رحمتي فارحموا خلقي )


حديث ضعيف: يقول الله عز وجل إن كنتم ترجون رحمتي فارحموا خلقي.
رواه ابن عدي في الكامل (3/29) ترجمة خالد بن عمرو القرشي السعيدي وقال ابن عدي روى عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مناكير؛ (6/285) ترجمة محمد بن الوليد بن أبان، وقال ابن عدي كان يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/51) ترجمة غازي بن محمد أبو الحسن الوشاء.

وجاء في الوعيد : ( لا تنزع الرحمة إلا من شقي ..

من لا يرحم لا يرحم ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


والرحمن والرحيم من أسماء الله الحسنى وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه

بأسمائه الحسنى فقال : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين

يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً ،

مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة ) .

فراشة الربيع 17 Jan 2013 04:20 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* الحمد لله رب العالمين *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ما أجمل هذا الحديث الشريف الذي ذكر فيه

الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة الحمد فقال :


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله

تملآن مابين السماء والأرض ، والصلاة نور والصدقة برهان ،

والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، وكل الناس يغدو ،

فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



جاءت آية الحمد بعد البسملة لأن البسملة اشتملت على أعظم النعم

وهي * الرحمة * ، فناسب ذلك أن يقدم الشكر لله على تلك النعمة .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن أفضال الحمد أن الله تعالى جعله

ذكراً يثيب عليه مع أن النعمة منه هو ..


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال موسى لربه :

يارب خلقت آدم بيديك ونفخت فيه من روحك وأسجدت

له ملائكتك وتبت عليه بعدما أدخلته جنتك ، فكيف استطاع أن

يؤدي شكر تلك النعم ؟ فقال له الله :

يا موسى يكفيه أنه قال : الحمد لله .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد سمع أحد الصالحين رجلاً يذكر الله فيقول : الحمد لله أستغفر الله ..

فسأله : لم تلتزم هذا الذكر ، فقال : أحمده على نعمه التي

أنعم بها عليّ وأستغفره لذنوب اقترفتها .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد سأل موسى ربه فقال : يارب كيف أشكرك ؟ فقال له :

يا موسى تذكرني ولا تنساني إنك إن ذكرتني شكرتني وإن نسيتني كفرتني .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوا إن شئتم

(( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )) .

ضعيف: حديث أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول يا بن آدم إنك إذا ذكرتني شكرتني وإذا نسيتني كفرتني. لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا أبو بكر الهذلي تفرد به حجاج بن محمد
رواه الطبراني في الأوسط (7/200)، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/338) وفي إسناده أبو بكر الهذلي ضعيف.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



مر أحد الصالحين برجل يذكر الله فيقول : الحمد لله الذي عافاني مما

ابتلى به كثيراً من خلقه . وصلى الله على سيدنا

محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فنظر إليه فإذا هو فاقد البصر وقد شلت إحدى يديه ورجليه فقال له :

عجباً لك ! لم تردد هذا الذكر ؟ فقال له الرجل : عافاني مما ابتلى

به كثيراً من خلقه : ووهب لي لساناً يذكره وقلباً يشكره ، ثم أنشد :



حمدت الله ربي إذ هداني .... .. إلى الإسلام والدين الحنيف

فيذكره لساني كل وقت ..... ..ويعرفه فؤادي باللطيف


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


والحمد لله لها أفضال يثيب الله قائلها ثواب الشاكرين ..

فمن أفضالها أنها خير الدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم :

( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله ،

إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم :

( أن عبداً من عباد الله قال : يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال

وجهك وعظيم سلطانك ، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها

فصعدا إلى الله فقالا : يا ربنا إن عبداً قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها ،

قال الله – وهو أعلم بما قال عبده – ماذا قال عبدي ؟ قالا : يارب إنه قال :

لك الحمد يارب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ،

فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها ) .

حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: أن عبدا من عباد الله قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك . فعضلت بالملكين . فلم يدريا كيف يكتبانها . فصعدا إلى السماء وقالا يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لاندري كيف نكتبها . قال الله عز وجل وهو أعلم بما قال عبده ماذا قال عبدي ؟ قالا يا رب إنه قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله عز وجل لهما اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها.
ضعيف: رواه ابن ماجة في السنن (3801) والطبراني في المعجم الكبير (12/343) من طريق صدقة بن بشير مولى العمرين عن قدامة بن إبراهيم الجمحي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب الحديث وصدقة وقدامة مقبولان ولم يابع أي منهما على الرواية.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :

( رآني النبي صلى الله عليه وسلم أحرك شفتي ،

فقال لي : بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة ؟ فقلت :

أذكر الله يارسول الله . فقال : ألا أخبرك بشيء إذا قلته

ثم دأبت الليل والنهار لم تبلغه ؟ قلت : بلى ، قال : تقول الحمد لله

عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله

عدد ما أحصى خلقه ، والحمد لله ملء ما في خلقه ، والحمد لله ملء

سماواته وأرضه ، والحمد لله عدد كل شيء ،

والحمد لله على كل شيء ، وتسبح مثل

ذلك وتكبر مثل ذلك ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً عن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال : ( من قال الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً

طيباً مباركاً فيه على كل حال حمداً يوافي نعمه ، ويكافيء مزيده

ثلاث مرات ، فتقول الحفظة : ربنا لا نحسن كنه ما قدسك عبدك هذا وحمدك ،

وما ندري كيف نكتبه ؟ فيوحي الله إليهم أن اكتبوه كما قال عبدي ) .

حديث من قال الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه على كل حال حمدا يوافي نعمه ويكافىء مزيده ثلاث مرات فتقول الحفظة ربنا لا نحسن كنه ما قدسك عبدك هذا وحمدك وما ندري كيف نكتبه فيوحي الله إليهم أن اكتبوه كما قال عبـدي)
لم أقف له على إسناد لا في كتب السنن ولا المسانيد ولا المعاجم ولا غيرها وقد وجدت المنذري عزاه للبخاري في الضعفاء (2/288-2428) ولم أقف عليه في ضعفاء البخارى ولا في غيره.
ثم وقفت على كلام للعلامة ابن القيم في هذا الحديث قال
هل هذا الحديث الذي رواه في الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده صحيح أم لا افتونا مأجورين رحمكم الله؟
أجاب الشيخ الإمام العالم شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي
الحمد لله هذا الحديث ليس في الصحيحين ولا في أحدهما ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة ولا له إسناد معروف وإنما يروى عن أبي نصر التمار عن آدم أبي البشر ولا يدري كم بين أبي نصر وآدم إلا الله تعالى
قال أبو نصر قال آدم يا رب شغلتني بكسب يدي شيئا من مجامع الحمد والتسبيح فأوحى الله إليه يا آدم إذا أصبحت فقل ثلاثا وإذا أمسيت فقل ثلاثا الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده فذلك مجامع الحمد والتسبيح فهذا لو رواه أبو نصر التمار عن سيد ولد آدم لما قبلت روايته لانقطاع الحديث فيما بينه وبين رسول الله فكيف بروايته عن آدم. أنظر صيغ الحمد (1/21).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال أُبيُّ بن كعب :

لأدخلن المسجد فلأصلين ولأحمدن الله بمحامد لم يحمده بها أحد ،

فلما صلى وجلس ليحمد الله ويثني عليه ، فإذا هو بصوت عال من خلفه يقول :

( اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله ، وبيدك الخير كله ، وإليك يرجع الأمر

كله علانيته وسره . لك الحمد إنك على كل شيء قدير . اغفر لي ما مضى

من ذنوبي ، واعصمني فيما بقى من عمري ، وارزقني أعمالاً زاكية ترضى بها

عني وتب عليّ . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص

عليه فقال : ذلك جبرائيل عليه السلام ) .

ضعيف: منقطع حسب كلام الإمام المنذري في الترغيب والترهيب (2/288-2429)، وعزاه لابن أبي الدنيا في كتاب الذكر وقال رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الذكر ولم يسم تابعيه. والكتاب غير مطبوع ولا يزال مخطوطا والله أعلم.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


روى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته ،

والحمد لله الذي ذل كل شيء لعظمته ، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته ،

والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه ، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته ،

فقالها يطلب بها ما عند الله كتب الله له بها ألف حسنة ،

ورفع له بها ألف درجة ، ووكل به سبعون ألف

ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة ) .

ضعيف جدا: رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/424) وكذا رواه في الدعاء بسند ضعيف، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/392) من طريق يحيى بن عبد الله البابلي (وهو ضعيف) عن أيوب بن نهيك (منكر الحديث) وذكر الحديث الذهبي في لسان الميزان (1/490) وعده من مناكير أيوب عن مجاهد.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : ( قال رجل عند رسول الله صلى

الله عليه وسلم : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : من صاحب الكلمة ؟ فسكت الرجل ، ورأى أنه قد هجم

من رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء يكرهه .. فقال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : من هو ؟ فإنه لم يقل إلا صواباً ، فقال الرجل : أنا قلتها

يا رسول الله أرجو بها الخير ، فقال : والذي نفسي بيده لقد رأيت ثلاثة عشر

ملكاً يبتدرون كلمتك أيهم يرفعها إلى الله تبارك وتعالى ؟ ) .

ضعيف: رواه البخاري في الأدب المفرد (1/240) والطبراني في الدعاء (1/175) والبيهقي قي شعب الإيمان (4/93) وفي إسناده أبو محمد الحضرمي مجهول.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



عن علي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم

( نزل عليه جبرائيل عليه السلام ، فقال : يا محمد إذا سرك أن

تعبد الله ليلة حق عبادته أو يوماً فقل : اللهم لك الحمد حمداً

كثيراً خالداً مع مخلودك ، ولك الحمد حمداً لا منتهى له

دون مشيئتك ، ولك الحمد حمداً لا آخر لقائله إلا رضاك ) .

ضعيف جدا: رواه الطبراني في المعجم الأوسط (5/355) والبيهقي في شعب الإيمان (4/95) وأبو نعيم في الحلية (8/223). في إسناده علي بن الصلت مجهول وبشر بن غالب الأسدي متروك

يتبع ان شاء الله

فراشة الربيع 18 Jan 2013 12:19 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* مالك يوم الدين *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



صلة هذه الآية بما قبلها هي صلة الوعد بالوعيد ،

فـ( الرحمن الرحيم ) وعد يشرق بنوره على

قلوب عباده ليبدد غياهب ظلمات اليأس .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

و ( مالك يوم الدين ) ، وعيد يرسل الإنذارت الشديدة إلى

النفوس المارقه لتعود إلى ساحة الرضوان :

هل من تائب فأتوب عليه ؟

هل من سائل فأعطيه ؟

هل من مستغفر فأغفر له ؟

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

. وبين الوعد والوعيد تدور أساسيات التربية .

قال أبو تمام :


فقسا ليزدجروا ومن يك حازما ... فليقس أحياناً على من يرحم


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فعلى كل الذين يعنون بشأن التربية أن يراعوا

هذين الجانبين لتكتمل الوسائل وتستقيم السبل .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وقد أصاب الصادق المعصوم كبد الحقيقة عندما قال :

( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد ،

ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد ) .

رواه مسلم في صحيحه (2755)

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وبالمناسبه أحب أن أذكر لكم أن في مالك يوم الدين قراءتان

( مالك ) و ( ملك ) فالمالك يملك وقد لا يحكم ، والملك يحكم

وقد لا يملك . هذا بالنسبة للعباد . أما الذي يملك

ويحكم فهو الله وحده ، فهو المالك الملك .


وقد ورد في القرآن الكريم ما يفسر ذلك .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

يقول الله المالك الملك :

( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ويقول تعالى :

( الملك يومئذٍ الحق للرحمن ) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

قال الصادق المعصوم : ( يقبض الله الأرض ويطوي

السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ) .

متفق عليه


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وفي رواية أخرى لمسلم عن عبد الله بن عمر قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يطوي الله عز وجل السموات

يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون

المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرض بشماله ثم يقول

أين الجبارون أين المتكبرون ؟ ) .

صحيح: أخرجه الإمام مسلم في. ((صحيحه)). (2788).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

و ( الدين ) هو الجزاء ، وإنما جعل للجزاء يوماً

ليعلم البشرية جمعاء أن الدنيا ليست هي النهاية .

فما الإنسان في جيل إلا ذرة في فضاء وما الجيل في

زمان إلا لبنة في بناء ، وما الزمان إلا مقدمة

محدوده لعالم البقاء .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

قال صلى الله عليه وسلم :

( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعدّ نفسك من أهل القبور ) .

صحيح: رواه الإمام البخاري في. ((صحيحه )). (6053).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

والدنيا نحن فيها مسافرون ، ولابد للمسافر أن يرتحل .

وما نحن في هذه الدنيا إلا كراكب استظل

بظل شجرة ما يلبث أن يغادرها .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

والحياة ألم يخفيه أمل ، وأمل يحققه عمل ،

وعمل ينهيه أجل ، وبعد ذلك يجزى

كل امريء بما فعل .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وإنما قال ( مالك يوم الدين ) وهو جل جلاله مالك كل شيء

ليبعث المهابة في القلوب لهذا اليوم من باب

قوله جل شأنه : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لتقي الدين

الحسن البصري رضي الله عنه : عظنا يا تقي الدين . فقال له :

يا أمير المؤمنين صم عن الدنيا وافطر على الموت

وأعدّ الزاد لليلة صبحها يوم القيامة .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اعلم يا أخي أن هناك محكمة قاضيها عالم خائنة الأعين

وما تخفي الصدور ، وسوف يسأل فيها كل امريء

عن شبابه فيم أبلاه ، وعمره فيم أفناه ، وعن ماله من

أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا صنع فيه .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

إن قلت يارب : لِم لَم ترسل إليَّ إنذاراً بحضور الجلسة ،

فسوف يقال لك : لقد كنت تقرأ الإنذار كل يوم سبع عشرة مرة .

ألم تقرأ ( مالك يوم الدين ) فهذا هو يوم الدين والله مالكه .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فإن قلت يارب من الذي أوصلني الإنذار ؟ فسوف يقال لك :

( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم

حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فإن قلت يارب : دعني حتى أحضر الشهود فسوف يقال لك :

( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون *

يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فإن قلت يارب : دعني حتى أوكل محامياً للدفاع عني .

فسوف يقال لك : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فإن قلت يارب : أتقبل مني فدية مالية أو شخصية ؟

فسوف يقال لك : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )

. . ( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزى والد عن ولده

ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً إن وعد الله حق فلا تغرنكم

الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) . .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

فإن قلت يارب سأستأنف الحكم . فسوف يقال لك :

( ما يبدل القول لديَّ وما أنا بظلام للعبيد ) .


ثم ماذا بعد هذا ؟

الدار دار نعيم إن عملت بما ... يرضي الإله وإن خالفت فالنار

هما محلان ما للمرء غيرهما ... فانظر لنفسك أي الدار تختار

ما للعباد سوى الفردوس إن عملوا ... وإن هفوا هفوة فالرب غفَّار



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


إن محكمة العدل الإلهية الكبرى لا تقبل أحكامها النقض .

( يوم نقول لجهنم هل امتلئت وتقول : هل من مزيد *

وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد ) .

فراشة الربيع 18 Jan 2013 02:45 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* إياك نعبد وإياك نستعين *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لما ذكر الله تعالى أنه ( مالك يوم الدين )

ناسب ذلك أنه لا معبود سواه ولا يستعان إلا به .

فمن الحقيق بالعبادة إلا المالك ؟

ومن الجدير بطلب العون إلا هو ؟ .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فبين الآيتين تمام ارتباط واتصال ،

وفيهما التفات من الغيبة إلى الخطاب ،

فإن العبادة وطلب العون ثناء على الله بما

هو أهله فناسب ذلك اسلوب الخطاب

في ( إياك ) ( وإياك ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي تقديم الضمير على الفعل ما يفيد توحيد الإلوهية ،

وهو اختصاص الله تعالى بالعبادة وطلب العون منه .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد كان أهل الجاهلية يقرّون لله بالربوبية :

( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) .. ( ولئن سألتهم من

خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ) ..


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


( قل من يرزقكم من اسماء والأرض أمّن يملك السمع

والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من

الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) ..


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


( ولئن سألتهم من نزَّل من السماء ماء فأحيا

به الأرض بعد موتها ليقولن الله ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فهذه الآيات كلها تدل دلالة قاطعة على أنهم

آمنوا بالله رباً ولكنهم أشركوا به إلها وقالوا

( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )

فأشركوا في عبادته غيره .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ومن ثم جاءت العبادة الصحيحة بما لها من أهمية لتنقذ

الإنسانية من أرجاس الشرك . قال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان

واجتنبوا قول الزور * حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله

فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوى

به الريح في مكان سحيق )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقال تعالى ( فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين *

الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما

أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



إذن فلابد من توحيد الإلوهية أن يكون مقترناً بتوحيد الربوبية

، ويكون توحيد الإلوهية خالصاً لله ، بإخلاص العبادة له :

( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً وما كان من المشركين )

( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً

ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فالعمل لا يقبل إلا إذا كان صواباً خالصاً ،

ومعنى كونه صواباً أي على وفق ما شرع الله ،

وإخلاصه : بعده عن شوائب الشرك .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد شمل الوعيد قوماً اعترفوا لله بالربوبية ،

ولكنهم أشركوا في ألوهيته . وفيهم يقول جل ذكره :

( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فهؤلاء آمنوا بالله رباً وأشركوا به إلها . قال الله تعالى :

( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم

إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه

يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقد أوعد الله هؤلاء وعيداً شديداً ،

وبعد الوعيد أرشد العباد إلى طريق الرشاد .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


قال في الوعيد : ( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من

عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ثم قال في الإرشاد : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على

بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولما للعبادة أهمية قصوى جعلها الله غاية للخلق

في قوله جل شأنه : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *

ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون *

إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ،


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ولهذه الأهمية قدمت العبادة على الإستعانة في

قوله جل شأنه : ( إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين )

فالعبادة هي الغاية ، والإستعانة بالله

مظهر من مظاهرها ،


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وإنما عبّر بنون الجمع ( نعبد ) ( نستعين ) هكذا ،

لأن الإسلام هو دين الجماعة التي لا تجحد حق الأفراد ،

ومصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد ،

وفي نفس الوقت فإن حق الفرد مقدس

لا يجوز المساس به .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وكان أمير المؤمنين عمر الفاروق يقول :

لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها :

لِم لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟ .

الصواب (قال عمر بن الخطاب لو ماتت سخلة –ولد الشاة- على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها) أنظر تاريخ دمشق (35/215)

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فما هي حقيقة العبادة والإستعانة حتى نكون

على معرفة بأخص خصائص إسلامنا ؟ .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



هذا ما سنعرفه بعد قليل ..


يتبع ...

فراشة الربيع 18 Jan 2013 03:21 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
العبادة لغة :

مأخوذه من الذلة ، ويقال طريق

معبّد ، وبعير معبّد أي مذلل .






العبادة شرعاً :

خضوع ينشأ عن استشعار القلب بعظمة

المعبود اعتقاداً بأن له سلطانا لا يدرك العقل حقيقته ،

لأنه أعلى من أن يحيط به فكره ، أو يرقى إليه إدراكه ،




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




فمن يتذلل لملك لا يقال إنه عبده ،

لأن سبب التذلل معروف ، وهو إما لخوف

من جَوره وظلمه وإما رجاء كرمه وجوده .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



صور العبادة :

ليست العبادة أمراً مقصوراً على الصلاة مثلاً كما

قد يتبادر إلى الذهن إنما العبادة لها صور وأشكال ،




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




فمنها :

العبادة القولية والقلبية والعملية والمالية والبدنية .






فالقولية :

كذكر الله تعالى والإستغفار والدعاء



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




قال صلى الله عليه وسلم :

( ... خير ما قلته أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ... ) .

حديث حسن: رواه الإمام الترمذي في سننه (3585).


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وكان يقول لأصحابه : ( جددوا إيمانكم .

قالوا : وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله ؟

قال : أكثروا من قول لا إله إلا الله ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال الله تعالى على لسان نوح :

( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غَفَّارا *

يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال

وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجاً

ومن كل شدة مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وأما الدعاء فقد قال الله في شأنه :

( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين

يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( الدعاء مخ العبادة ) .

ضعيف: أخرجه الإمام الترمذي في. ((سننه)) (3371). ورواه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3/293). وفي إسناده عبد الله بن لهيعة العمل على تضعيف حديثه.
والصحيح: حديث النعمان بن بشير : عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } قال الدعاء هو العبادة وقرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } إلى قوله { داخرين}.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال صلى الله عليه وسلم :

( إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس ، فإنه سر الجنة ) .

والحديث صحيح .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني

فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




وما من سؤال وجِّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

– كما ورد في القرآن الكريم – إلا قال الله له : قل .

إلا آية الدعاء ، قال تعالى : ( يسألونك ماذا ينفقون قل

ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال جل شأنه : ( يسألونك عن الشهر

الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال سبحانه : ( يسألونك عن الخمر

والميسرقل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ) .

وقال : ( يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال : ( يسألك الناس عن

الساعة قل إنما علمها عند الله ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال : ( يسألونك عن

الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




فأنت ترى في هذه الأيات كلها أن الله لقَّن نبيه

الإجابة بقوله : قل . أما في آية الدعاء :

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فإن الإجابة جاءت فيها مقترنة بالسؤال دون ذكر قل

حتى لا يكون بين العبد وربه واسطة في الدعاء وذلك لأن

الدعاء عبادة والعبادة يجب أن تكون مُباشرة لله دون واسطه .

فهذه لمحة لطيفة تفيدنا في باب العباده .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أما العبادة القلبية :

فتتمثل في النية الصادقة والتوبة والخوف

والرجاء والصبر والشكر والرضا واليقين والتوكل .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أما العبادة العملية :

فالصلاة والصيام والحج .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أما العبادة المالية :

فالزكاة والكفارات والنذور ..



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أما العبادة البدنية :

فالجهاد في سبيل إعلاء كلمة التوحيد .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي هذه الصور من العبادات مراتب لا تحصى

ومراق لا تستقصى ، لكننا مركزنا عناصرها الأساسية

وعنصرنا مراكزها الأصليه بما تيسَّر من التقدير وتقدر من التيسير ،

فمن أراد أن يستزيد فليرجع إليها في مظانّها ليقف على حقائق

الأسرار ويسلك مدارج الأنوار ويعيش في

مقعد صدق عند مليك مقتدر .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أما الإستعانة : فهي طلب العون ،

إذ السين والتاء يدلان على الطلب وهي في

الشرع تفويض الأمر إلى الله بعد الأخذ بالأسباب .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال تعالى :

( أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون )

فعلى العبد أن يحرث الأرض ويبذر فيها

الحب والله هو الذي ينبت الحب .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولذا بلغ من صفاء التوحيد عند ابن عباس أنه قال :

من قال لولا الكلب لدخل اللص فقد أشرك . ويقاس

عليه قول الناس : لولا الطبيب ما شفيت ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولتصحيح العقيده يقول القائل :

لولا أن الله سخر الكلب لدخل اللص .

ولولا أن الله سخر الطبيب ما شفيت ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وذلك حتى تستقيم العقيدة لصاحبها

فلا يخلط بين الخالق ومخلوقاته .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال تعالى : ( ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع

الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقد جاء في الحكمة :

على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك المقاصد .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال قائلهم :

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجنى عليه اجتهاده



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



نسأل الله أن يرزقنا العبادة الخالصة والإستعانة الصادقه .

فيا أخي إذا سألت فاسأل الله ،

وإذا استعنت فاستعن بالله .

صحيح: رواه الترمذي في السنن (2516 ). وأحمد في مسنده (2669 ).


يتبع ...

فراشة الربيع 18 Jan 2013 04:09 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* اهدنا الصراط المستقيم *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لما ذكرت الآية السابقة العبادة والإستعانة وأنهما يجب

أن يكونا خالصين لله ، ناسب ذلك أن يأتي بآية

الدعاء بعد العبادة والإستعانة ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




فقال ( اهدنا الصراط المستقيم ) . فالدعاء مخ العبادة ،

وطلب الهداية من الله إنما هو استعانة به سبحانه أن يوفق إليها ،

فكان بين الآيتين تمام ارتباط . والصراط هو الطريق ،

والمستقيم هو الذي لا اعوجاج فيه ، أو كما

يقولون : هو أقرب صلة بين نقطتين .





ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقد يطلق الصراط ويراد به الإسلام كما في قوله صلى

الله عليه وسلم : ( ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً ، وعلى جانبي

الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ،

وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً

ولا تعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط . فإذا أراد الإنسان أن يفتح

شيئاً من تلك الأبواب ، قال : ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه .

فالصراط هو الإسلام ، والسوران حدود الله ، والأبواب المفتحة

محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ،

والداعي من فوق الصراط واعظ

الله في قلب كل مسلم ) .

صحيح: رواه الترمذي في سننه (2859)، وأحمد في المسند (4/183)، والحاكم في المستدرك (245)، والنسائي في السنن الكبرى (11233)، والطبراني في مسند الشاميين (1147).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال مجاهد : الصراط المستقيم هو الحق ،

وهذا أشمل ولا منافاة بينه وبين ما تقدم .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال ابن جرير في هذه الآية : ( اهدنا الصراط المستقيم )

أي وفقنا للثبات على ما ارتضيته ووفقت له من أنعمت

عليه من عبادك من قول وعمل ، وذلك هو الصراط

المستقيم ، لأن من وُفِّقَ لما وفق له من أنعم الله

عليهم من النبيين والصديقين والشهداء

والصالحين فقد وفق للإسلام .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والمراد بالهداية قد يكون معنى خلق قدرة الطاعة في العبد

وهي هداية خاصة لا يقدر عليها إلا الله ، وفيها يقول جل شأنه :

( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولا يحسبن أحد أن هذه الآية تسلب العبد كسبه واختياره ،

لأن مشيئة الله ليست عبثاً إنما تقوم على الحكمة والعلم

والإرادة والقدرة ، ومن ثم فقد جاء ختام الآية

( وهو أعلم بالمهتدين )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فالله سبحانه علم ما كان وعلم ما يكون

وعلم ما لا يكون لو كان

كيف كان يكون .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والعلم صفة انكشاف وليس صفة إلزام ،

وعلى وجه المثال فهو كالمرآة إذا نظرت إليها

بوجه مبتسم بدت صورتك مبتسمة

فإذا نظرت فيها عابس الوجه

بدت صورتك كذلك .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم :

( مثل علم الله فيكم كمثل السماء التي أظلتكم والأرض

التي أقلتكم ، فكما لا تحملكم السماء والأرض على فعل

الذنوب كذا لا يحملكم علم الله ، وكما لا تستطيعون الخروج

من السماء والأرض كذا لا تستطيعون

الخروج من علم الله ) .

روي موقوفا على عمر رضي الله عنه من قوله إن صح عنه (ولم أقف عليه مسندا)


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وعلم الله مبني على حكمته وهو سبحانه وتعالى أعلم

حيث يجعل تلك الحكمة ، قال تعالى : ( لقد رضي الله عن

المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم

فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبا ً ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن ثم فقد بين الله أن الهداية تأتي بمعنى الإرشاد ،

فهو سبحانه يرشد ويبين ويزود الإنسان بالوسائل التي تمكنه

من سلوك الطريق القويم . قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من

نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سمعياً بصيرا * إنا هديناه

السبيل إما شاكراً وإما كفورا ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال سبحانه : ( ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين ) .

ثم بين وظيفة العقل لأنها الأهم من ذكره ، فلم يقل ووهبنا

له عقلاً ، وإنما قال : ( وهديناه النجدين ) . وقال سبحانه :

( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها *

قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والإلهام نوع من أنواع الهدايات ، وكيف يكون

هناك جبر أو سلب لكسب العبد واخياره وقد قال تعالى :

( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وكيف يكون هناك قهر للعبد وقد قال تعالى :

( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى *

فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى *

وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لقد قال جل شأنه : ( وما يضل به إلا الفاسقين )

( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) ..

وقال عظمت حكمته : ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب

وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فأنت ترى أن الذين لا يهديهم الله هم الذين اختاروا لأنفسهم

طريق الفسق والظلم والضلال : ( إن الذين لا يؤمنون

بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ألم تسمع إلى قوله جل شأنه : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا

فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه

بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل

عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا

فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن نعم الله علينا أن هدانا ولطف بنا ، ويتمثل لطفه

في ثلاثة جوانب : فقد خلق لنا عقلاً وأرسل إلينا رسلاً وأنزل

إلينا كتباً ، وهو قبل ذلك وبعد ذلك يقبل التوبة عن عباده ويعفو

عن السيئات فلا يلومن الظالمون إلا أنفسهم . قال تعالى :

( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم

من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من

أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



الخلاصة :

معنى :

( اهدنا الصراط المستقيم )

أي وفقنا وأعنّا على سلوكه .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولسائل أن يقول :

كيف يطلب العبد من ربه الهداية في الصلاة ،

والصلاة في ذاتها هداية ؟




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ونقول : إن المراد بطلب الهداية من المؤمن لربه أن يوفقه

للثبات عليها . فقد كان دعاء الصادق المعصوم صلى الله

عليه وسلم : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) .

صحيح: رواه الترمذي في السن (2140 )، وابن ماجة (3834)، وأحمد في المسند (3/112)، والبخاري في الأدب الوفرد (683 )، والحاكم في المستدرك (1927)، وأبو يعلى في المسند (3687). من حديث أنس رضي الله عنه.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن دعائه : ( يا حي يا قيوم برحمتك استغيث .

أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) .

صحيح: رواه الترمذي (3524)، والحاكم في المستدرك (2000)، والطبراني في المعجم الأوسط (3565)، ورواه النسائي في السنن الكبرى (10405) من حديث أنس رضي الله عنه؛ ورواه الحاكم في المستدرك (1875)، والبيهقي في شعب الإيمان (10231 )، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أوما قرأت قوله جل شأنه :

( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله )

فأمرهم بالإيمان وخاطبهم بصفة الإيمان ،

أي اثبتوا على الإيمان بالله ورسوله .



يتبع ...

فراشة الربيع 18 Jan 2013 05:03 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* صراط الذين أنعمت عليهم *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم ) : فالصراط هو

نفس الصراط السابق ، ولذا فإن الإرتباط بينهما غني عن البيان ،

ولقد جائت هذه الآية كأنها جواب عن سؤال مقدر .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فكأن سائلاً قال :

ما هو الصراط المستقيم ؟


فجاء الجواب :

صراط الذين أنعمت عليهم ،

أي تفضلت عليهم بطاعتك ورحمتك ورضوانك .

وقد فصلت سورة النساء ما أجملته سورة الفاتحة ،

وخير ما تفسر به القرآن ، القرآن نفسه .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله

عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن

أولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي تلك الآية دلالة قاطعه على أن عقيدة الأنبياء واحده

وهي التوحيد . فكلهم عملوا في معسكر واحد هو معسكر التوحيد

وتحت لواء واحد هو قول : لا إله إلا الله . وكل الأنبياء مسلمون .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال نوح لقومه :

( إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وجاء في شأن إبراهيم :

( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني

إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وجاء في شأن موسى :

( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وفي شأن يوسف :

( توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي شأن عيسى :

( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي

وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي شأن سليمان :

( ألا تعلوا علىّ وأتوني مسلمين ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي حق أمة محمد صلى الله عليه وسلم

( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي حق النبيين :

( يحكم بها النبيون الذين أسلموا ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي حق البشرية جمعاء :

( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل

منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .







* غير المغضوب عليهم ولا الضآلين *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ثم بعد ذلك ، وبعد ذكر الذين أنعم الله عليهم احترز

عن فرق الضلال والهوى فقال : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والمغضوب عليهم قوم عرفوا الحق كما يعرفون

أبناءهم ولكنهم نبذوه وراء ظهورهم ولم يقبلوه ،

واليهود على رأس هؤلاء الذين

استحقوا غضب الله .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لما دخل عبد الله بن سلام الإسلام – وكان من أحبار اليهود –

قال يا رسول الله : سل اليهود عني قبل أن أعلن إسلامي .

فسألهم الرسول عنه قالوا : يا محمد هو سيدنا وابن سيدنا .

قال عبد الله بن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله

وأشهد أن محمداً رسول الله .


فقال اليهود :

يا محمد هو سفيهنا وابن سفيهنا .

هذا خطأ والصواب كما رواها البخاري من حديث أنس قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يحترف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي فما أول شرط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال ( أخبرني جبريل آنفا ) . قال جبريل ؟ قال ( نعم ) . قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية ( { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } . أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت ) . قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله يا رسول الله أن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أي رجل عبد الله فيكم ) . قالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا . قال ( أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام ) . فقالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.
وفي رواية (شرنا وابن شرنا وجاهلنا وابن جاهلنا)


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أما الضالون فهم الذين لم يعرفوا

الحق ولم يبحثوا عنه فضلَّوا وحاروا .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال تعالى : ( ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا

من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل )


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وعلى رأس هؤلاء : النصارى .

قال عدي ابن حاتم سألت رسول الله صلى الله عليه

وسلم عن قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم )

قال : هم اليهود ( ولا الضالين )

قال : هم النصارى .



فراشة الربيع 18 Jan 2013 05:10 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
* آمين *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ



آمين : هي اسم فعل أمر بمعنى استجب .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وروي في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( لقنني جبريل آمين عند فراغي من سورة الفاتحه وقال :

إنه كالختم على الكتاب ) ،

ضعيف جدا: رواه الطبراني في الدعاء (219) وابن عدي في الكامل (1915)؛ وفي إسناده إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي البصري متروك


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وأوضح ذلك عليّ كرم الله وجهه فقال :

آمين خاتم رب العالمين ، ختم به دعاء عبده

– يريد أنه كما يمنع الخاتم الإطلاع على

المختوم والتصرف فيه ، يمنع

الخيبة عن دعاء العبد .




فراشة الربيع 18 Jan 2013 05:35 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 

ختاماً :


أعرف انني قد أطلت عليكم فاعذروني

ولكن بما أننا تكلمنا عن فضل سورة الفاتحه

فكان واجب عليّ أن أخوض في شرح وبيان أحكام آياتها ...


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أرحب بتعليقاتكم وتوجيهاتكم ...


وأحب أن أختم بما قاله جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم


قال جبريل عند نزوله بفاتحة الكتاب :

يا محمد مازلت خائفاً على أمتك حتى نزلت

بفاتحة الكتاب فأمِنت بها عليهم .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



استعنت في بحثي هذا بكتاب لفضيلة العلامه :

الشيخ // عبد الحميد كِشك رحمه الله

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع

فرح السنين 18 Jan 2013 07:58 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
أتمنى لكِ مزيداً من التميز والإبدااااع ..بالعكس لم تطيلي لأن الموضوع شيق ..

أبو موهبة 18 Jan 2013 08:48 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
ما شاء الله وتبارك الله عليك وعلى مجهودك الطيب ..
فراشة المركز .. كما أوصيك بقراءة كتاب مدارج السالكين في منازل اياك نعبد واياك نستعين ..
للشيخ أبن القيم الجوزية رحمه الله .. فتجدين فيه الثراء المفيد ,, وهؤلاء من ورثة الانبياء ,,
ونأمل ان تكوني منهم باذن الله ..


http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif وتلك الكلمات تقف مضيئة تدعو لك ..
http://img519.imageshack.us/img519/8...0bc9d81wm2.gif

رضوان 18 Jan 2013 11:06 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله تبارك الله

بكل صراحه مواضيعك كلها رائعه ومفيده

كن هنا دائماٌ ونحن نسعد بتواجدك بيننا

بارك الله فيك ورحم الله والديك

فراشة الربيع 20 Jan 2013 05:32 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرح السنين (المشاركة 121248)
أتمنى لكِ مزيداً من التميز والإبدااااع ..بالعكس لم تطيلي لأن الموضوع شيق ..


يا رب بعلمك أحببت تلك الرفيقه ..

فبرحمتك وسع لها كل طريق ..

ونجها من كل هم وضيق ..

اللهم آآمين .

فراشة الربيع 20 Jan 2013 05:39 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعثمان (المشاركة 121251)
ما شاء الله وتبارك الله عليك وعلى مجهودك الطيب ..
فراشة المركز .. كما أوصيك بقراءة كتاب مدارج السالكين في منازل اياك نعبد واياك نستعين ..
للشيخ أبن القيم الجوزية رحمه الله .. فتجدين فيه الثراء المفيد ,, وهؤلاء من ورثة الانبياء ,,
ونأمل ان تكوني منهم باذن الله ..


http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif وتلك الكلمات تقف مضيئة تدعو لك ..
http://img519.imageshack.us/img519/8...0bc9d81wm2.gif


اللهم إني أسألك له بأسمائك الحسنى كل خير

تطمح له نفسه الطيبة ..


جزاك الله كل خير شيخي الفاضل

اسعدني تواجدك وردك .


فراشة الربيع 20 Jan 2013 05:48 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور العلم (المشاركة 121259)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله تبارك الله

بكل صراحه مواضيعك كلها رائعه ومفيده

كن هنا دائماٌ ونحن نسعد بتواجدك بيننا

بارك الله فيك ورحم الله والديك


اللهم ثبت له يقينه وارزقه حلال يكفيه

اللهم ابعد عنه كل شيء يؤذيه

ولا تحوجه لطبيب يداويه

اللهم آآمين .

صلاح المعناوي 15 Feb 2013 09:55 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الربيع (المشاركة 121220)

وكان يقول لأصحابه : ( جددوا إيمانكم .
قالوا : وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله ؟
قال : أكثروا من قول لا إله إلا الله ) .


أسأل الله أن يبارك لك في هذه العمل وهذا المجهود الطيب أختنا فراشة الربيع
وحديث أبا هريرة رضي الله تعالى عنه (وكان يقول لأصحابه : ( جددوا إيمانكم، قالوا : وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله ) .

حديث ضعيف: رواه الإمام أحمد في المسند (2/359)، والحاكم في المستدرك (4/285)، والطيالسي في مسنده (1/337)، وكذا عبد بن حميد في مسنده (1/417)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/357)،

جميعهم من طريق صدقة بن موسى ثنا محمد بن واسع عن سمير بن نهار عن أبي هريرة يرفعه... وفي إسناده صدقة بن موسى الدقيقى، أبو المغيرة ضعيف.
وقال أيضا الشيخ محمد ناصر الألباني (ضعيف) أنظر ضعيف الجامع (2626).

بارك الله فيكم وفي عملكم وأسأل الله أن ينميه لكم حتى يرضيكم

فراشة الربيع 22 Feb 2013 12:52 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح المعناوي (المشاركة 122707)
أسأل الله أن يبارك لك في هذه العمل وهذا المجهود الطيب أختنا فراشة الربيع
وحديث أبا هريرة رضي الله تعالى عنه (وكان يقول لأصحابه : ( جددوا إيمانكم، قالوا : وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله ) .

حديث ضعيف: رواه الإمام أحمد في المسند (2/359)، والحاكم في المستدرك (4/285)، والطيالسي في مسنده (1/337)، وكذا عبد بن حميد في مسنده (1/417)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/357)،

جميعهم من طريق صدقة بن موسى ثنا محمد بن واسع عن سمير بن نهار عن أبي هريرة يرفعه... وفي إسناده صدقة بن موسى الدقيقى، أبو المغيرة ضعيف.
وقال أيضا الشيخ محمد ناصر الألباني (ضعيف) أنظر ضعيف الجامع (2626).


بارك الله فيكم وفي عملكم وأسأل الله أن ينميه لكم حتى يرضيكم

اللهم آآآمين واياكم وجميع المسلمين ..

اسأل الله أن يرزقكم التوفيق والنجاح أينما توجهتم .



شيخي الفاضل لدي سؤال يشغلني قليلاً ...

ما الفرق بين الضعيف والضعيف جداً ؟؟

أي ما العلة التي جعلتني أقول على هذا الحديث ضعيف وعلى الآخر ضعيف جداً ؟؟

هل بسبب ان الحديث فيه علة واحده على سبيل المثال في الإسناد لهذا قلت عليه ضعيف أما ضعيف جداً فذلك لوجود أكثر من عله سواء كانت في المتن أو السند أم ماذا ؟؟؟


سؤالي الثاني .. أريد توضيح الآتي :

ذكر الحافظ ابن حجر ثلاثة شروط للأخذ بالحديث الضعيف وهي :

1 ـ أن يكون الضعف غير شديد فيخرج حديث من انفرد من الكاذبين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه وقد قال بعض العلماء ان ذلك الشرط متفق عليه .

2 ـ أن يندرج تحت أصل معمول به بحيث لا يكون العمل به غريباً عن قواعد الإسلام المعروفه الثابته المقرره .

3 ـ أن لا يعتقد عند العمل به صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل يأخذ الحديث مع احتمال صحة نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يتهجم على الدين برأيه .

الشرط الأول مفهوم .. أما الثاني والثالث فأتمنى منكم توضيحه .

وجزاكم الله كل خير .

صلاح المعناوي 23 Feb 2013 12:37 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الربيع (المشاركة 122995)
اللهم آآآمين واياكم وجميع المسلمين ..
اسأل الله أن يرزقكم التوفيق والنجاح أينما توجهتم .
شيخي الفاضل لدي سؤال يشغلني قليلاً ...
ما الفرق بين الضعيف والضعيف جداً ؟؟


اللهم آمين وإياكم والمسلمين والمسلمات
الحديث الضعيف في الإصطلاح هو ما كان في إسناده راو ضعيف والمقصود بالضعف هنا هو ضعف الضبط (أي ضعيف الحفظ) وكثير الغلط، على سبيل المثال ابن لهيعة (عبد الله بن لهيعة بن عقبة) كان يعتمد في تحديثه على كتبه فلما احترقت كتبه اختلطت عليه الروايات فضعف العلماء حديثه؛ طيب لماذا ضُعف حديثه السبب هنا ضعف ضبطه، فهنا نقول ضعيف.
والضعيف جدا هو ما كان فيه راو ضعيف ولكن ضعفه من قبل عدالته وليس من قبل ضبطه، فإن كان الراوي متهم في عدالته فالحديث يطلق عليه أهل الفن ضعيف جدا أو واه أو مطروح ومثل هذه العبارات التي هي دون الضعيف أي تدلل على أن الضعف شديد (وهذا باب لم يصنف فيه أحد ولكنه عرف من اصطلاحات العلماء في كتبهم كالسيوطي في الموضوعات وباقي كتب العلل خاصة ومن أكثر من استخدامه من المتأخرين الشيخ المجدد محمد ناصر الدين الألباني في كتبه).
فالضعيف جدا مرتبة من مراتب الضعف وهي مما هو بين الضعيف والمكذوب أو الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتميز الضعيف عما هو دونه بأنه قد يصحح لغيره (أي بأحاديث أتت من طرق أخرى) أما الضعيف جدا فلا يصلح للإستدلال به ولا بالإستشهاد به لتقوية حديث آخر ضعيف.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الربيع (المشاركة 122995)
أي ما العلة التي جعلتني أقول على هذا الحديث ضعيف وعلى الآخر ضعيف جداً ؟؟
هل بسبب ان الحديث فيه علة واحده على سبيل المثال في الإسناد لهذا قلت عليه ضعيف أما ضعيف جداً فذلك لوجود أكثر من عله سواء كانت في المتن أو السند أم ماذا ؟؟؟

وما ذكرتيه هنا في المثال أمر معتبر أيضا عند الحكم على الحديث، فليس الإسناد الضعيف بسبب راو فيه كالإسناد المسلسل بالمجاهيل أو كإسناد به وضاع


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الربيع (المشاركة 122995)
سؤالي الثاني .. أريد توضيح الآتي :
ذكر الحافظ ابن حجر ثلاثة شروط للأخذ بالحديث الضعيف وهي :
1 ـ أن يكون الضعف غير شديد فيخرج حديث من انفرد من الكاذبين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه وقد قال بعض العلماء ان ذلك الشرط متفق عليه .
2 ـ أن يندرج تحت أصل معمول به بحيث لا يكون العمل به غريباً عن قواعد الإسلام المعروفه الثابته المقرره.
الشرط الأول مفهوم .. أما الثاني والثالث فأتمنى منكم توضيحه

أي لابد أن يكون لهذا الأمر أو لهذا النص أصل في الشرع غيره يدخل تحت بابه
مثال: حديث أتى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي الفقر فأمره النبي بالزواج فتزوج، ثم عاد ثانية وشكا له الفقر فأمره بالزواج فتزوج، ثم عاد في الثالثة فشكا الفقر فأمره بالزواج فتزوج، ثم عاد فشكى الفقر فأمر رسول الله بالزواج فتزوج الرابعة وكانت تحسن الغزل فعلمت النسوة الثلاثة الغزل والنسيج فانفرجت ضائقة الرجل وصار من الأغنياء.
فهذا حديث ضعيف ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن له أصل في شرعنا يندرج تحت بابه؛ وهذا الباب أو الأصل قد ورد في القرآن والسنة وفهم سلفنا أيضا؛ قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) النور
وقال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) النساء
ووردت السنة بحديث علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد الله رضي الله عنه فقال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (متفق عليه
وجاء عن سلفنا الصالح في الأمر أيضا
فورد في تفسير ابن كثير (3/ 382) أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى : {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} وعن ابن مسعود : التمسوا الغنى في النكاح يقول الله تعالى : {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
فهذه أصول يدخل تحتها أمر طلب الغنى بالنكاح وإن كان الخبرر به ضعيف

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الربيع (المشاركة 122995)
[
3 ـ أن لا يعتقد عند العمل به صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل يأخذ الحديث مع احتمال صحة نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يتهجم على الدين برأيه .
الشرط الأول مفهوم .. أما الثاني والثالث فأتمنى منكم توضيحه .
وجزاكم الله كل خير .

أي لا نعتقد عند العمل به أنه ثابت وننسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل لابد عند ذكره أن نقرن ذلك ببيان ضعفه.
وهنا ملاحظات وتنبيه هام
هذه الشروط جمعها شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني المصري لمن رأى العمل بالحديث الضعيف وهو لم يعمل بهذه الشروط، وقد نص هو على ذلك إذ قال: (ولكن اشتهر أن أهل العلم يتسامحون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف، ما لم تكن موضوعة. وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا، وأن لا يُشهر بذلك، لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف، فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة).
فقد بين أن هناك علماء يتسامحون بإيراد أحاديث ضعيفة في الفضائل
وهو إن كان –رحمه الله– لا يؤيد ذلك ولا يرتضيه ولا ينتهجه في طريقته التأليفية فقد بدا منه ما يدل على الترفق بهم في هذه الطريقة، حيث اكتفى ممن يقتفيها بأن يعتقد العامل كون هذا الحديث ضعيفاً، وألا يشهر ذلك حتى لا يقع بسبب ذلك في تشريع ما لم يشرعه الله، أو يراه بعض الجهلة يعمل به فيظن أنه سنة صحيحة.
ولكن المؤلف –رحمه الله– لم يترك المكان خالياً مما يعتقده من وجوب تجنب أيراد الأحاديث الضعيفة والتحدث بها، فقد ختم ذلك المعنى الذي أوجب فيه تلك الشروط بما ترتعد له الفرائص، وتقشعر منه الجلود، وتنفر منه النفوس، ذلك هو ما يستحقه من حدَّث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أنه كذب. أنظري رسالة تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر-(1/9) وهي غلاف صغير.

بارك الله فيكم وأرجوا من الله أن أكون وفقت في جواب ما أشكل عليكم أختنا الكريمة وأسأل الله لكم التوفيق والسداد

فراشة الربيع 23 Feb 2013 03:07 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح المعناوي (المشاركة 123071)

أنظري رسالة تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر-(1/9) وهي غلاف صغير.


ان شاء الله ... جزاك الله كل خير .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح المعناوي (المشاركة 123071)

بارك الله فيكم وأرجوا من الله أن أكون وفقت في جواب ما أشكل عليكم أختنا الكريمة وأسأل الله لكم التوفيق والسداد


اللهم آآمين ...

ما شاء الله .. وفقت شيخي الكريم ولله الحمد ..

فتح الله عليكم فتوح العارفين ومتعكم بالنظر إلى وجهه الكريم .

صلاح المعناوي 23 Feb 2013 09:35 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
اللهم أمين وجزاكم الله مثله أختنا، أسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين

الفاروق 26 Mar 2013 01:00 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم أختنا الفاضلة ونفع الله بكم

وجزاكم الله عنا خير الجزاء وأوفاه

وأثاب الله شيخنا أبا عبد الرحمن على ما أعطانا إياه لإضافته وجزاه عنا وعنكم وعن المسلمين خير الجزاء

فراشة الربيع 31 Mar 2013 06:42 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 



اللهم آمين اخي الفاروق

شكرا لمرورك وردك الطيب

أكرمكما الله تعالى بالفردوس الأعلى

وجعلها مستقرا لكم ومن تحبون

صلاح المعناوي 08 Apr 2013 02:15 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
ما أجمل التعاون على البر والتقوى، إنها لذة لا يبعرفها أهل الهوى ومن انتهج نهجهم بارك الله فيكم جميعا

نور الشمس 09 Apr 2013 03:47 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
مجهود طيب
جزاك الله كل خير

امة الرحمان 09 Apr 2013 07:25 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 


جزاك الله عنا خير الجزاء على مجهوداتك الرائعة ووفقك لما يحبه ويرضاه

بارك الله فيك وشكرا

http://www.roo7-ly.com/vb/imgcache/2/6155alsh3er.gif

فراشة الربيع 11 Apr 2013 08:37 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 

شيخي الكريم , صلاح المعناوي

صدقت في مقولتك , فالمتعاونون على البر والتقوى هم أسعد عباد الله ,

لأن السعادة كل السعادة في عمل الصالحات .. لا في الحسب ولا النسب

أسعدك الله في الدارين شيخنا الفاضل .

فراشة الربيع 11 Apr 2013 08:47 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 

أختي العزيزه , الضوء الشارد

شكرا لمرورك , جزاك الله كل خير

أكرمك الله تعالى بالفردوس الأعلى .

فراشة الربيع 11 Apr 2013 08:55 AM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 

أختي العزيزه , امة الرحمان

مشكوره ع الدعوات , ولك بالمثل ومن قال آمين

شكرا لمرورك ,, واسأل الله لك التوفيق والنجاح .

ابو سليمان 22 Aug 2013 08:30 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
جزاك الله كل خير ............

طالب علم 18 Apr 2024 02:40 PM

رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...
 
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...61CFg&usqp=CAU


الساعة الآن 02:59 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي