موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   الحسد ومعتقدات وآراء غير المسلمين والرد عليها ـ عربي ـ إنجليزي (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=148)
-   -   الحسد من منظور النصارى (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=24689)

أبو موهبة 21 Sep 2012 01:21 AM

الحسد من منظور النصارى
 
ما هو الحسد؟ (المنظور النصراني (


يعتقد الكثير من النّاس أنّ المشاكل العديدة التي تُحيط بهم وتُفسد عليهم حياتهم وعلاقاتهم ومُستقبلهم، تعود أصلاً لوجود من يحسدونهم أو يعملون لهم عملاً أو سحراً.

فبعض المُحيطين بهم لهم "عيون حسودة شرّيرة" تنظر فيما لهم وتستكثره عليهم وتتمنّى حرمانهم منه. هؤلاء النّاس يعيشون حياة مُعذَّبة تُفقِدهم أيّ أمَلٍ أو رجاءٍ للمُستقبل.

ما هو الحسد؟
هو بتعريف بسيط النّظَر لشيء يمتلكه الآخَر ولا يمتلكه الشّخص الحسود. حيث ينظر هذا الحاسِد إلى شيء أعطاه الله للآخَر (يرى نفسه محروماً منه) بنظرة شهوة لتملُّكه، وبنظرة حقد وتمنّي أن يُعطى هو مثله أو أفضل منه حتّى لو كان الثّمن حرمان الشّخص المحسود منه.
اعتقاد سائد:
إنّ الاعتقاد بوجود أمور مثل الحسد والسّحر والأعمال الشّريرة، و"العين التي تفلق الحجر" وغيرها من الموروثات الشعبيّة التي تُحيط بنا، جعل الكثير من البشر يُسلّمون يقيناً أنّ كلّ ما يحدث لهم في حياتهم اليوميّة من مشاكل أو عقبات تعترض سبيلهم ـ أيّاً كانت هذه العقبات أو حجمها أو نوعيّتها ـ تعود كلّها لمصدر واحد في الأصل، ألا وهو الحسد أوالعين الحسودة (أو ربّما السحر أو الأعمال السُفليّة، أو أيّ من هذه المُعتقدات......).
ما الذي يُمكن أن يؤدّي إليه مثل هذه الاعتقاد:
الحقيقة أنّ اعتقاداً كهذا يُمكن أن يكون له الكثير من النّتائج السّلبيّة على كلّ من يؤمن به. فمثل هذا الاعتقاد كثيراً ما يؤدّي لفَهمٍ خاطىءٍ، حول طبيعة مشكلةٍ ما تواجه الإنسان وطريقة حدوثها والأسباب التي تؤدّي لها، فيفقد المرء بالتّالي القُدرة على التخلُّص منها ومُواجهتها وعلاجها، ويصبح لِسان حاله يقول: بوَجه مين تصبَّحت اليوم. فتتعقّد أموره أكثر وتتطوّر إلى الأسوأ، وتتعثّر خطوات السَّير في طريق الحلّ الصّحيح وتزداد المُشكلة تعقيداً، وهذا كلُّه قد يقود الإنسان لليأس والاستسلام، أو للانهيار التّام ومُحاولته الهروب من عجزه عن مُواجهة واقعه (لأنّه يصير مُقتنعاً أنّ الموضوع أكبر منه ولا سبيل له لحلّه أو لمُواجهته!)، فتكون النّتيجة أن ينطوي ويعتزل الحياة والنّاس، وقد يلجأ لإدمان المخدّرات أو المُسكرات وهكذا تزداد الأمور سوءاً.
أقوال الثّقافة العربيّة عن الحسد:
يحتلّ الحسد وِفقاً لواقع مُجتمعاتنا العربيّة مكانة واضحة. فانطلاقاً من الإيمان بوجوده وقُوّة الاقتناع بتأثيره على حياة الأفراد وظروفهم، نراه حصل بالتبعيّة على نصيب وافر من الحِكم والأمثال العربيّة، والتي يَشوب مُعظمها المفهوم الغَيبي مثل :"العين صابتني وربّ العرش نجّاني"، "عين الحسود فيها عود"، "الحسود لا يسود".... إلخ. وبناءً على هذا المفهوم العربي للحسد تعاملت المُعتقدات العربيّة الشّعبيّة معه بنفس المنطق. فعملت على مواجهته أو علاجه بأمور مثل ارتداء الخَرَزة الزّرقاء درءاً لشرِّ الحسد، أو التّلفُّظ بعبارات مثل: "أمسِك الخشب"، أو تعليق فَردة حذاء صغيرة في مُؤخِّرة السّيّارة، أو تعليق حَدوة حصان فوق باب البيت، وغيرها من الأمور التي يعتقد البعض أنّها تَقي من الحسد وتُبعد شرّ الحاقدين!.
ما رأي المسيحية في الحسد وماذا يقول الكتاب المقدس عنه؟
يتناول الكثيرون الحسد من منظور ديني وأخلاقي، ويجدر بنا هنا أن نلتفت لفكر الله بخصوص الحسد. الحقيقة أنّ الكتاب المُقدّس لا يُنكر وجود الحسد بين بني البشر كواحدة من الخطايا التي يقترفها النّاس تجاه بعضهم البعض. وقد تكرّرت الآيات التي تنهى عن الحسد بالكلمة المُقدّسة في مواضع عدّة منها:
"لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ وَلاَ تَحْسُدْ عُمَّالَ الإِثْمِ" (مزمور 37: 1).
"لاَ تَحْسُدِ الظَّالِمَ وَلاَ تَخْتَرْ شَيْئاً مِنْ طُرُقِهِ" (الأمثال 3: 31).
"لاَ تَحْسُدْ أَهْلَ الشَّرِّ وَلاَ تَشْتَهِ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ" (الأمثال 24: 1).
"لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ وَلاَ تَحْسُدِ الأَثَمَةَ" (الأمثال 24: 19).
كما أنّ الكتاب المقدس يذكر الحسد بمعنَيَيه الإيجابي والسّلبي. فالحسد بمعناه الإيجابي هو الغَيرة المحمودة، وقد نُسِبَ هذا المعنى للرّبّ نفسه كإلهٍ غيور (خروج5:20) و(خروج 34: 14)، لذلك منع العبادات الأُخرى، فالغَيرة هنا تستند على أُسُس الصّلاح والحُبّ والحقّ لتطهير الإنسان من النّظر لأيّة قوّة غير قوّة الله. هذا السّلوك الإيجابي للغَيرة يجب أن يُسقِطه الإنسان المسيحي على حياته، بأن ينظر إلى الأبرار ويتمنّى ويجتهد ليكون على شبههم. أمّا الحسد بمعناه السّلبي فهو تمنّي زوال شيء يمتلكه الآخر، فهو عاطفة أنانيّة تهتمّ بالمصلحة الذّاتيّة فقط. وهذا ما حدث في بعض المواقف بالكتاب المقدّس مثل حسد الفلسطينيّين لإسحق: "فَكَانَ لَهُ مَوَاشٍ مِنَ الغَنَمِ وَمَوَاشٍ مِنَ البَقَرِ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الفِلِسْطِينِيُّونَ" (تكوين6 14:2)، وحسد يوسف من أخوته: "فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ. وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ" (تكوين 11:37)، وقصة عيسو ويعقوب، وما ذُكِر عن راحيل ولَيئة، وعن هامان ومردخاي وحسد اليهود للرّبّ يسوع. وحيث تبيّن أنّ الحاسد هو من لديه النّظرة الحقودة، ونظرة عدم الرِّضى والشّعور الخبيث من نحو الآخَرين وأنّهم يمتلكون ما لا يمتلكه، فإنّ المسيحيّين يرَون أنّ الحسد خطيّة تُقتَرف أساساً في حقّ الله قبل أن تكون في حقّ الإنسان المحسود. وهي مثل خطيّة عدم الغفران تؤذي بالدّرَجة الأولى الحاسِد نفسه وليس المحسود. فالحسد إنّما يكون بمثابة الحرب التي يشنّها الحاسد على نَفْسه قبل أن يشنّها على الآخَرين، ويدفع هو ثمنها لا الآخَرين الذين في غالبيّة الأمر لا يَتضرّرون بشيء من جرّاء وقوعهم في دائرة الحسد.
الشّيطان يحاول تأكيد فكرة الحسد على الشّخص المحسود في عقول النّاس عن طريق إيذاء المحسود، ليوهم الإنسان بقدرات الحسد وقوّته، ويدفع المحسودين للخوف من الحاسدين. لكنّه بالطّبع لن يستطيع إيذاء المؤمنين بالمسيح.
كيف يُمكنني أن أتخلّص من خطيّة الحسد؟
يتطلّب الأمر أن يعرف الإنسان أنّ أمراً كهذا لا يليق به، لأنّ فيه نوعاً غير مُباشر من الاتّهام لله تعالى له كلّ المجد بأنّه مُقصِّر تجاهه، أو أنّه لا يُحبّه بشدّة (بمثل مقدار محبّته لذاك الآخَر الذي أعطاه ما لم يُعطِيه إيّاه!)، وأنّه غير عادل في توزيع العطايا والبَرَكات والهِبات والخَيرات على عبيده من بني البشر، فأعطى البعض لغَرَضٍ ما أموراً وعطايا أكثر تميُّزاً من آخَرين سواهم. بل ومرّاتٍ يتجاسَر أحدهم ليقول عن الله: "أعطى الحَلَق لِلّي بلا ودان!". وبهذا ينسب لله حماقة أو جهلاً في توزيع البَرَكات (حاشا لله)، وربّما يجيب البعض أنّهم يوجّهون هذا المثل أو هذا الاتّهام للبشر وليس لله!. لكن ألا يعلمون بأن الله تعالى هو صاحب كلّ قدرة وسلطان، وأن لا أحد من البشر يقدر أن يمنح أو يمنع إلاّ بإذنه هو تعالى له كلّ المجد.
إنّ الأمر يتطلّب أن أُحبّ للآخَرين كلّ خير وتقدُّم وصلاح، أفرح لفَرَحهم وأسعَد بكلّ ما يُعطيه الله لهُم من خَير وبَرَكات. أفرح كذلك وأقنَع بما يعطيه الله لي أنا أيضاً من عطايا. أطمح نعم، لكن لا أطمع. أجتهد لأقبَل من يد الله الصّالحة كلّ ما تُقدّمه لي من خَير وبَرَكة، فهو صالح ومُحِبّ ورؤوف ويعمل الكلّ بحكمة وصلاح. بهذا لن أعرف الحسد، بل السّعادة والهناء وراحة البال.
( منقول من المنتدى المسيحي)
وهم يؤمنون بالحسد و بعض لا يؤمنون بالعين .. ولهم الحسد والغيرة المحمود والمذمومة ..
ولكن علاجهم في تلك الامور يلجأون الي الرهبان ودعواتهم الكفرية ؟؟
ولاننسي قوله تعالي ( ومن يبتغي غير الاسلام فلن يقبل منه ) وانهم ألهو
عيسى بن مريم والله غنى عن عباده .. وللاسف الشديد قد رأيت مقطع
فيديو قبل سنوات بان احد العرب المسلمين من دول الخليج يدخل الكنيسة
ويستنجد بهم ..وعلى حد الزعم شفي ,, والله اعلم والمستعان به وعليه التكلان .. ولا حول ولا قوة الا بالله ..

الموضوع قابل للتعليق والنقاش .. فاهلا بكم

فراشة الربيع 27 Sep 2012 10:53 AM

رد: الحسد من منظور النصارى
 
جزاك الله كل خير

في ميزان حسناتك يااارب

أبو موهبة 09 Oct 2012 12:21 AM

رد: الحسد من منظور النصارى
 
[quote=فراشة الربيع;113858]
جزاك الله كل خير

في ميزان حسناتك يااارب
[/quot

بارك الله فيك وقتك الثمين .. رياحين الاخاء ... كثر الله من امثالك ..
ونعيذك مما استعاذ به موسى وعيسى وابر اهيم الذى وفي ومحمد صلى الله عليه وسلم

العون 20 Nov 2012 04:59 PM

رد: الحسد من منظور النصارى
 
شكرا لكم على هذا الجهد جزاك الله خيراً 10

أبو موهبة 29 Nov 2012 12:11 AM

رد: الحسد من منظور النصارى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العون (المشاركة 117722)
شكرا لكم على هذا الجهد جزاك الله خيراً 10

شكرا لمروركم .. واعانك الله لما فيه الخير ..

رضوان 02 Jan 2013 11:33 PM

رد: الحسد من منظور النصارى
 
جزاك الله خير وبارك الله فيك


الساعة الآن 12:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي