موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - أثر النية في الرقية الشرعية

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يخفى على الجميع الأحاديث الصحيحة التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النية

ومنها الحديث الشريف إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرئ مانوى -

فمثلا هناك رجل يقرأ آية الكرسي فيهرب من أمامه الشياطين وهم لا يلوون على شئ..

وهناك رجل يقرأ آية الكرسي ليجتمع الشياطين من حوله وهو يستدعيهم بهذه الآية ..

فما هو الفرق بينهما

إن الفرق بينهما أن الأول رجل مؤمن متقي لله عز و جل وهو راق أو رجل عادي يطيع الله و رسوله ما إستطاع إلا ذلك سبيلا

والرجل الآخر أفاك أثيم مشرك بالله عز و جل شرك أكبر يخرج من الإسلام ويخرج من الإنسانية أيضا فيصبح شيطانا من شياطين الإنس

فيتفق مع شياطينه بتحضيرهم بآية الكرسي الشريفة بعد أن يبخر ويمتهنها لعنة الله عليه ..

ولهذا فإن للنية في جميع شئون ديننا و حياتنا منزلة كمنزلة الرأس من الجسد

ولو أن رجلا يرائي امام الناس في جميع أمور دينه لم يتقبل الله العليم الخبير سبحانه منه عدلا ولا صرفا لأن نيته

ليست خالصة لله عز و جل وحتى لو دفع المليارات في وجوه الخير أمام الناس ليقولون أنه متقي وأنه كريم..

وللنية في الرقية الشرعية أثر كبير و عظيم في حصول الشفاء بإذن الله وفي التخفيف من حدة الآلام بمشيئة الله

فاالإنسان عندما يرقي نفسه او يرقي غيره فإنه يكون قد دعا الله و مستعينا بالله متوكلا عليه وفي نيته المسبقة

أنه يقرأ بنية الشفاء و بنية تخفيف الحالة على ذلك المسلم المصاب ومستحضرا تلك النية أثناء القرائة ومتدبرا معاني

ما يقرأه من آيات ومختارا من الآيات ما يوافق الحالة التي أمامه لأن القرآن الكريم دواء و شفاء

فهناك آيات الشفاء فمفعولها كالحبة السوداء وكالعسل في تقوية جهاز المناعة للجسد وتحفيز صفائح الدم وكرياته

للعمل ومكافحة كل جسم غريب داخل الجسم..

وكذلك آيات إبطال السحر وآيات الحسد وآيات المس كل ذلك له الأثر بإذن الله في شفاء ما يوافقه من علة

وكذلك آيات التحصين وآيات الإستعاذة إذا كان يريد تحصين المريض ويعوذه بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة الشريفة

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي مرضى المسلمين و المسلمات وأن يعز الإسلام و المسلمين

وأن يدمر أعداء الدين من السحرة ومن شايعهم من شياطين الجن والإنس..

وصلى الله على محمد والحمد لله رب العالمين..