موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   مواضيع لاتدعها تفوتك !! Threads do not let them miss (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=82)
-   -   صادقون في زمن القبض على الجمر (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=43710)

عائد لله 12 Mar 2021 04:01 PM

صادقون في زمن القبض على الجمر
 
صادقون في زمن القبض على الجمر
مازال في الدنيا خير حتى وإن قل ، فالصدق والأمانة باقيان مادام الإسلام باقيًا ، لأن الله سبحانه وتعالى أمر بهما في كل الديانات السماوية ، ورسوله أوصى الأمة بعدم هجرهما ، ورغم أن هناك البعض ممن لا يتحلون بتلك الصفات إلا أن البعض الأخر مازال قابضًا عليها ، ومن هؤلاء الناس بطل قصتنا الأمين أبو محمود .

فهو أب لثلاثة أبناء يعمل في مجال التجارة ، كان أبو محمود رجلًا صالحًا يقيم الصلاة ويدفع الزكاة ، وكان لا يبخل على محتاج أو فقير رغم أنه من أسرة متوسطة الحال ، وليس ثريًا كبعض التجار ، وذات يوم خرج أبو محمود مع عائلته إلى مركز التسوق ليشتري بعض مستلزمات المنزل ، من طعام وشراب .

وبعد أن انتهت زوجته وأطفاله من جمع ما يبغونه ووضعه في عربة التسوق ، توجه أبو محمود بحاجيات الأسرة إلى المحاسب ، ودفع له ما طلب واستلم إيصالًا بالمشتريات ، ثم توكل على الرزاق وخرج عائدًا بصحبة عائلته إلى المنزل ، وقضى يومه ما بين العبادة والجلوس مع العائلة ، حتى جاء موعد النوم .

وفي الصباح استيقظ أبو محمود وبعد أن توضأ وصلى وتناول طعامه توجه للعمل ، وأثناء جلوسه على مكتبه أخرج بعض الفواتير والإيصالات الخاصة بعمله ، وبدأ يتصفحها فكان بينها إيصال مركز التسوق ، وأثناء قراءته لذلك الإيصال اكتشف أن الإيصال به بعض الأشياء المنقوصة ، فقد اشترى بالأمس ثلاث دجاجات وأشياء أخرى لم يجدها مدونة .

وعلى ما يبدو أن محاسب المشتريات قد أخطأ في رؤيتها ، أو نسى تدوينها فشعر أبو محمود بغصة في قلبه ، وقال في نفسه : كيف سيأكل أولادي طعامًا لم أدفع ثمنه ! ، وتذكر قول المولى عز وجل : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ( سورة النساء ، الآية 58) ، فقام على الفور وتوجه إلى مركز التسوق كي يصحح الخطأ ويرد الأمانة إلى أصحابها .

لم يقل أبو محمود سأنتظر ريثما أنتهي من عملي ، ولم يفكر في الخسائر التي قد يخسرها حينما يغلق متجره في هذا الوقت الحيوي ، كل ما فكر فيه أن في بيته سلعًا لم يدفع ثمنها ، وإن أكل منها أولاده فهي حرام لذا لم يهنأ باله إلا عندما قام وتوجه إلى محاسب المشتريات بالمركز ، وهناك راجع المحاسب وأخبره أن هناك خطأ في الحساب وأن للمركز في ذمته مبلغًا من المال .

فشكره المحاسب على أمانته وأبلغ إدارة المركز بما حدث ، فحمد الله على بقاء الأمانة واتجه إلى أبو محمود وشكره بنفسه ، وكافأه على ذلك بأن أهداه مجموعة قيمة من الألعاب لأبنائه الصغار ، ففرح أبو محمود بموقف مدير المركز وعاد إلى عمله واثقًا أن فعل الصواب ، فلم يكترث لما يمكن أن يخسره من المال بسبب إغلاق متجره والتوجه إلى المركز التجاري ، لأنه تجارته مع الله أربح وأعظم .


الساعة الآن 02:36 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي