موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

عن عبد الله بن عمرو قال ,,(( رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ,,يطوف با الكعبه ويقول ما أطيبك وأطيب رائحتك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذى نفسى بيدة لحرمه المؤمن أعظم عند الله حرمه منك ماله ودمه وأن لا يظن به الا خيرأ))
فإذا كان الضن السئ حرام بالمؤمنين كافة فكيف بنا بمن هم أولياء الله وأحبائه؟ وأذا كان الضن السئ بالمؤمن أعظم حرمة من الكعبة أو أنه ينقص من إيمان المؤمن وعمله فمن الواجب أن لا يكون ضننا إلا حسنا وخصوصا بعباد الله المتقين فلا بد أن نلتمس ألف عذر,لأن نواياهم صالحة وقلوبهم عامرة بحب الله ومقاصدهم مستندة على المفطرة المستمدة من روح الإسلام الحنيف.
وبهذا الموضوع سوف نتطرق لأقوال الأئمة العلماءعن ضرر السحر من عدمه:أتفق أهل العلم من الأئمة الأربعة-رحمهم الله- أن السحر موجود وله ضرر إلا الإمام أبو حنيفة-رحمه الله- فقد أقر وجود السحر ونفى ضرره.
ونحن كمؤمنين يجب-ولا بد- علينا أن لا نفسر قول الإمام أبو حنيفة-رحمه الله- إلا تفسير إيجابي وأن لا نضن به إلا ضنا حسنا,فالإمام أبو حنيفة غالبا مايكون قد اجتهد وسار على نهج حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الذي يقول{لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر}فعلى هذا المنوال يبدوا أن الإمام أبو حنيفة بنى اجتهاده على أن السحر لا يضر-وهو لا يضر فعلا إلا بإذن الله الكوني القدري لا الشرعي- مضافا الى ذلك الكثير من الآيات التي اعتمد عليها الإمام في اجتهاداته وتفسيره كقوله تعالى{ولا يفلح الساحر حيث أتى}وقوله{قال موسى ماجئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} مع ضنه ونظرته ربما على أن السحر كله تخيل,لأن الله قال في محكم كتابه {يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى}وقوله{سحروا أعين الناس}وما ضنك بإبي حنيفة لو قرأ هذا التحذير من حديث رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم{لا عدوى ولا طيرة ولا غول}؟؟وبما أن الأئمة الأربعة أحمد والشافعي وأبو حنيفة ومالك -رحمهم الله- لم يفتوا أو يفسروا حديثا أو آية إلا في حال عدم وجود بيان صريح أو واضح وإلا فهم مجتهدون والمجتهد قديصيب أو يخطئ وإن أخطأ أحدهم فالآخر يصيب.
وأنا لنتذكر قول الإمام أبو حنيفة- رحمه الله-إذا صح الحديث فهو مذهبي وقال أيضا لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا مالم يعلم من أين أخذناه.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين.