القبلة الواحدة تحمل 15 مرضاً
اعتاد الكثيرون عند استقبالهم للضيوف أو الأصدقاء أو حتى زملاء العمل, تبادل القبلات كأحد وسائل التعبير عن الحب والمعزة والتآخي وما إلى ذلك, وقد وصل الحال إلى تبادلها بين الشاب وزميله والفتاة وزميلتها في العمل وبصفة يومية, وكأن الساعات التي مرت عليهما ولم يلتقيا فيها سنوات. التآخي والصداقة والعلاقة الطيبة بين الجميع أمر مطلوب, لكن ليست القبلة هي التي ستدعم ذلك, ويجب الابتعاد عن هذه الممارسات السيئة التي أقلع عنها الغرب فور ثبوت الأضرار الكثيرة التي يتسبب فيها تبادل القبلات, فقد أثبتت الدراسات أن القبلات بين الأصدقاء والآخرين في محيط الأسرة يجعل مرسل القبلة ومستقبلها في مرمى الإصابة بأحد الأمراض من بين 15 مرضًا أخبرت بهم الدراسة, حيث أكدت أن أخطر هذه الأمراض أنفلونزا الطيور والخنازير, مرورًا ببعض الأمراض الجلدية, فالقبلة فعلا تستحق وصفها بالقنبلة الموقوتة, ونقدم هنا وصفا لما قد تحدثه القبلات, ونصائح الأطباء في هذا الصدد.
يقول الدكتور عادل عاشور.. أستاذ طب الأطفال والوراثة.. والمشرف على وحدة الطوارئ بالمركز القومي للبحوث بمصر: عادة التقبيل تسهم بصورة كبيرة في نقل ونشر عدد غير قليل من الأمراض المعدية, لاسيما أنها أصبحت من وسائل التعبير عن الترحيب والشوق بين الناس إلى جانب المصافحة. وتتسبب القبلات في نشر عدد من الأمراض سريعة الانتقال والعدوى من خلال النفس واللعاب, ويصل عدد هذه الأمراض إلى أكثر من 15 مرضًا تتنوع بين البسيط مثل التهابات الحلق ونزلات البرد والنزلات الشعبية الهوائية. والأمراض متوسطة الخطورة مثل الحمى القرمزية والجديري المائي والحصبة, والأمراض شديدة الخطورة مثل نقل مرض أنفلونزا الطيور والخنازير, والدرن والحمى الشوكية والسارس وفيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب. سي). وخطورة القبلة في عدم ظهور أية أعراض مرضية, كما أن عادة التقبيل بين كبار السن والأطفال قد تسبب مشكلات صحية خطيرة, وخصوصًا لدى الأطفال بسبب عدم اكتمال نمو جهازهم المناعي, ما حدا ببعض الدول الآسيوية لفرض غرامات مالية على أي من يقبل الأطفال, كما ذهبت بعض الدول الأوروبية من بينها انكلترا, لإنتاج فانلات "تي شيرت" للأطفال مطبوعًا عليها عبارة "رجاء لا تُقَبِلْني". فالتقبيل عند المصافحة عادة يمكن التقليل أو التخلص منها نهائيًا, خصوصًا أنها لا تحتاج إلى أي جهد نفسي أو معنوي, أو حتى إرادة قوية مثل التوقف عن التدخين, كما أنها ليست دليلا على المودة كما يعتقد البعض, وإنما هي مجرد أداء روتيني. لذلك كان من المهم التنبيه إلى خطورة تلك العادة من خلال شرح خطورتها وقدرتها على نقل الأمراض بين الكبار والصغار, وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع, من خلال عقد الندوات والتوعية في وسائل الإعلام المختلفة, وما إلى ذلك. وبما إن الرعاية الصحية أحد الأركان الأساسية لمجتمع صحي سليم ومتطور, كانت محل اهتمام من الباحثين من خلال رصد المشكلات الصحية والتصدي لها, وتطوير برامج وتوجيهات قائمة على أسس علمية سليمة من أجل حماية المجتمع وتحسين الحالة الصحية لأفراده, ومن هذا المنطلق, كان لحملة "القبلات تنقل الأمراض" التي تم تنظيمها أهمية كبيرة في التوعية والوقاية من الأمراض المعدية التي قد تتسبب القبلات في نشرها بين الأهل والأصدقاء, والتي لعبت دورًا أكبر أثناء انتشار فيروس إنفلونزا الطيور والخنازير التي حدثت على مستوى دول كثيرة في العالم ومن بينها مصر عام 2005, حيث كانت هذه العادة أسرع الوسائل وأسهلها لنقل العدوى بين الناس. تنقل العدوى قال الدكتور سمير عنتر, استشاري الحميات والكبد - ونائب مدير عام مستشفي حميات إمبابة, نحن كشرقيين كنا ننفر من عادة التقبيل بين الرجل للرجل, وبين المرأة للأخرى, كأحد وسائل الترحيب بهم أو التعبير عن الشوق الشديد, إلا أنها ظلت تنتشر حتى أصبحت من الضروريات التي يجب عدم إغفالها إذا ما لقيت صديقًا أو قريبًا لك. والمشكلة أن هذه العادة تؤدي إلى انتقال العدوى بين شخصين يكون أحدهما مريضًا فينقلها إلى الآخر, لذا فإن القبلات تعتبر مصدرًا أكيدًا لانتشار أمراض الفم والجهاز التنفسي وأشهرها الانفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي والسل, بالإضافة إلى جميع أمراض الجهاز التنفسي, ومن بين الأمراض التي كنا نخشى انتقالها انفلونزا الخنازير, حيث كانت العدوى تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق رذاذ الفم من على مسافة متر, فما بالنا بشخصان يتقابلان ويُقبل كل منهما الآخر? بالتأكيد سينقلها له لا محالة. لذا نقوم دائمًا بتوعية مرضانا بالابتعاد عن هذه العادة المستحدثة, على أن يكتفوا فقط بالمصافحة الطبيعية يدا بيد وعلى مسافة معقولة لا تسهل انتقال العدوى, مع ضرورة تعويد الأبناء على الابتعاد عن ممارسة هذه العادة السيئة, سواء مع زملائهم في المدارس أو حتى في محيط العائلة. عادة مرفوضة ويقول الدكتور عاطف بسيوني, رئيس قسم السكر والغدد الصماء بالمعهد القومي للسكر والغدد الصماء: عادة التقبيل مرفوضة بشدة لدى بعض الدول العربية وعلى الأخص في المملكة العربية السعودية, حيث يكتفون بالمصافحة وتقبيل الكتف, لذا تجد أن عملية انتشار العدوى بينهم تراجعت بشكل ملحوظ. والمشكلة في القبلات هي اللعاب الذي يتناثر على الشفاه أثناء التحدث والمصافحة, ثم يأتي التقبيل الذي قد يتصادف أن يكون لشخص قد انتهى من حلاقة ذقنه, فيلتقي الرذاذ المتناثر على شفتي الشخص الذي سيُقَبل الآخر, والذي قد يكون حاملا لفيروس (سي) أو أي عدوى أخرى, ويلتقي هذا الرذاذ مع الخدوش التي تحدث في البشرة اثناء حلاقة الذقن فتنتقل العدوى, من دون أن يدري الضحية, والنتيجة انتشار الأمراض بسرعة النار في الهشيم. م\ن |
رد: القبلة الواحدة تحمل 15 مرضاً
|
الساعة الآن 08:51 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي