موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

عبد الفتاح بن يونس وطلحة بن خويلد

لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى وفاة القائد عبد الفتاح بن يونس العبيدي رئيس أركان جيش الثورة في ليبيا ، والذي كان من أوائل من أعلن انضمامه لثورة السابع عشر من فبراير ، وتخليه عن جميع مناصبه استجابة للمطالب العادلة للشباب ، ودعا جميع القوات المسلحة أن يقوموا بخدمة الشعب اليبي الأبي.
وكان يقود المعارك في جبهات القتال بقوة وعزيمة ، وشدة جلد ، إلا أن نظام القذافي استطاع أن يثير الشكوك حوله واتهامه بالخيانة المالية ، وعدم إخلاصه للثورة وأنه عميل مزدوج حتى سرت هذه الأوهام لدى بعض الثوار وصدق أو اضطرب ولم يقابلهم عبد الفتاح إلا بالصبر والاستمرار بالدفاع عن حرية ليبيا.
وهو موقف مشابه لطليحة بن خويلد الأسدي - رضي الله عنه - الذي ادعى النبوة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم - ثم غزاه أبو بكر - رضي الله عنه - وأرسل له ابن الوليد - رضي الله عنه - فهزمه في أرض بزاخة بنجد ، وفر إلى الشام ، ثم أسلم ووفد على عمر - رضي الله عنه - وبايعه وكان من أشجع العرب ويعد بألف فارس ، وحسن بلاؤه في الفتوح ، وفي أيام نهاوند غاب عن الصحابة حتى قال الناس إنه ارتد ثانية ، فعلم كلام القوم ورجع فلما رأوه كبروا ، وأعلموه أنهم خافوا عليه الردة ، وأنكر ذلك منهم ، واستشهد في نهاوند التي يسميها العرب فتح الفتوح لأنه لم يقع على المسلمين بأرض العراق أشد منها ، ولا هاب عمر - رضي الله عنه - غيرها ، ولم يكن للفرس بعده اجتماع ، وملك المسلمون بلادهم ، وكان لطليحة دور بارز في هذه الانتصارات.
إنني أخشى أن يكون بعض الثوار قد ظلم عبد الفتاح بن يونس العبيدي الذي لقى ربه صابرا محتسبا وهو يقاتل الطاغية الملحد الأثيم .
وكتبه " أبو حذيفة " .