موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   فوائد ومقتطفات - ابن الورد الحسني (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=139)
-   -   خطبة الجمعة وموضوعها : الطلاق وآثاره (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=44242)

ابن الورد 18 Nov 2022 10:38 PM

خطبة الجمعة وموضوعها : الطلاق وآثاره
 
خطبة جامع. العلوانية ( زاوية الحضارم. )
حي البلد - فيصل عبدالله عوض .
الجمعة 24 ربيع الثاني 1444هـ

موضوع الخطبة : الطلاق وآثاره
بِسْم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا،
مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ
عباد الله
وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون

.................................................. ....................................

روى الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثِرُوا ذكرَ هادِمِ اللذَّاتِ . يعني : الموتَ
وعامة الناس يقولون عن الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات
عباد الله لو أخبرتكم عن أمر له هدم اللذات وتفريق الجماعات وتضييع العائلات
وتفكيك الأسر وخلخلة المجتمعات
ولو أخبرتكم بأنها قد تكون كلمة من أربعة حروف تدخل الاسر في متاهات المخاوف وتيتم الأبناء والبنات وأبائهم وأمهاتهم على قيد الحياة
ألا وهي كلمة الطلاق
وقد جعلها الله تعالى علاجا وكثير من الناس جعلوها أوجاعا
وجعلها الله تعالى دواءا وكثير من الناس جعلوها داءا

عباد الله، يحكي واقع كثير من الناس اليوم، صوراً شتى من اللامبالاة، بقيم الألفاظ ودلالات الكلام وثمراته، ترى الكلمة تخرج من فم المرء، لا يلقي لها بالا، ربما أهوت به وبأهله وأسرته في مسالك الضياع والرذيلة، استحقر بعضهم حجم الكلمات، واستنكف عن معانيها، وما علم أولئك،
أن النار بالعيدان تذكى............. وأن الحرب مبدأها كلام.
عباد الله
الطلاق
يهدم به صرح أسر ويخلخل المجتمعات ؟
إنها كلمة تنقل صاحبها من سعادة وهناء، إلى محنة وشقاء؟
إنها كلمة أبكت عيونا، وأدمت قلوبا، وروعت أفئدة، إنها كلمة صغيرة ، لكن خطرها عظيم ،
إنها كلمة ترعد الفرائص بوقعها، وتقلب الفرح ترحا والبسمة غصة،
كلمة أنت طالق ، أنت طالق
الطلاق؟! كلمة الوداع والفراق، والنزاع والشقاق، فلله كم هدمت من بيوت للمسلمين! وكم قطعت من أواصر للأرحام والمحبين! يالها من ساعة رهيبة، ولحظة أسيفة، يوم تسمع المرأة طلاقها، فتكفكف دموعها، وقد لاتودع زوجها! ولاتؤدع أولادها وبناتها وتنقلب المحبة عداوة وتنقلب المودة شقاء وبغضاء
يالها من لحظة تجف فيها المآقي، حين تقف المرأة على باب دارها، لتلقي النظرات الأخيرة، نظرات الوداع على عش الزوجية، المليء بالأيام والذكريات!
يا لها من لحظة عصيبة،
حين تغادر السعادة ويرحل السرور ، من رحاب ذلك البيت المسلم المبارك
ولاحول ولاقوة إلا بالله

.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين
.................................................. .....................................

.................................................. .....................................
اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين
اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا.
.................................................. .....................................
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم
ولجميع المسلمين
من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور .
.................................................. .....................................

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :.
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه
واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه
أما بعد
فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون
ويا عباد الله :
.................................................. ....................................
أن لكلا الزوجين حقا على الآخر؛ فحقٌ على الزوج أن ينفق عليها، ولا يكلفها من الأمر مالا تطيق، وأن يسكنها في بيت يصلح لمثلها، وأن يعلمها،، ويغار عليها، ويصونها، وألا يتخونها، ولا يلتمس عثراتها، وأن يعاشرها بالمعروف،
قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : ((استوصوا بالنساء خيرا)) [متفق عليه][3].
وسئل عليه الصلاة والسلام : ما حق امرأة أحدنا عليه؟
قال: ((تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تُقَبِّح،
ولا تهجر إلا في البيت)) [رواه أبو داود][4].
ومن حق الزوج على زوجته، أن تطيعه في المعروف، وأن تتابعه في مسكنه،
وألا تصوم تطوعا إلا بإذنه، وألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه، وألا تخرج بغير إذنه، وأن تشكر له نعمته عليها ولا تكفرها، وأن تدبر منزله وتهيئ أسباب المعيشة به، وأن تحفظه في دينه وعرضه. قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)) [رواه الترمذي والحاكم][5].

.................................................. ...................................
عباد الله
قديما قالوا الوقاية خير من العلاج
وقديما قالوا درهم وقاية خير من قنطار علاج
عباد الله
ولا من يشكر الله تعالى لا يشكر الناس ، ونشكر ولاة أمرنا وكل من ساهم في الحفاظ على صحة وسلامة البلاد والعباد
عباد الله
ونحنُ نرى هذه الجهودَ العظيمةَ التي قام بها ولاة أمر هذه البلاد -حفظهم اللهُ- ووفقهم الله تعالى لما فيه صلاح وخير البلاد والعباد ولا تزالُ جهودهم في إدارةِ جائحة الإمراض المعدية ؛ فكانتْ بلادُنا مثالاً يُحتذى به في التنسيقِ والترتيبِ وتقديمِ صحةِ الإنسان على أي شيء كان
وتوفير التطعيمات لأي كانَ مواطناً أو مقيماً
فقدموا الصحة على كلِّ شيءٍ مهما كانَ من اقتصادٍ أو غيرِه

وانطلاقًا من الحرصِ الكبيرِ على حمايةِ صحةِ المجتمع كله
من المواطنينَ والمقيمينَ وضمانِ سلامتهِم ننبه بالحرص على أخذ لقاح الوقاية من الأنفلونزا الموسمية وخاصة الفئة الأشد عرضة لها من كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة حتى نعيش في بلد آمن صحي سعيد .

.................................................. ....................................

اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب
برحمتك يا أرحم الراحمين

.................................................. ....................................
.................................................. ....................................

عباد الله
إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه،
وخصكم به أيها المؤمنون من جنه وإنسه،
فقال قولًا كريمًا :

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
اللهم صل وسلم على عبدك وحبيبك محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الأخيار الطيبيين

وارضَ اللهم عن خلفاءه الأربعة الراشدين والأئمة المهديين
أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين
وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
اللهم وارضَ عنَّا بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ

اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين
اللهم.ربنا.أهدنا.لأحسن.الأخلاق.فإنه. لايهدي.لأحسن.الأخلاق.إلا.انت.
....اللهم.ربنا.أتى.نفوسنا.تقواها.وزكاها.أنت.خير.من .زكاها.أنت.وليها.ومولاها
اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين
اللهم.ربنا.أصرف.عنا هذا.الوباء..واصرف عنا البلاء..عن.بلادنا.وعن.جميع بلاد المسلمين.
اللهم.ربنا.آمن.بلادنا.بلاد الحرمين الشريفين من.كل.سوء.ومرض.وفتنة.ووباء.وبلاء.وعن جميع.بلاد المسلمين ...

﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].
وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار
عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * ﴾ [النحل: 90 - 91].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم،
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

——————————————————————————————————————
——————————————————————————————————————
——————————————————————————————————————


الساعة الآن 04:37 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي