موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   التوكل (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=42880)

بالقرآن نرتقي 19 Mar 2020 06:04 AM

التوكل
 

وقفة الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله عن التوكل في لقاء كتاب التوحيد ليوم الإثنين 1441/7/21هـ

التوكل يُعبر عن قوة الإيمان بأسماء الله و صفاته و أفعاله
فإنّ من صدقَ في الإيمان بالله
( إعتمد عليه ) !
فإنّ الله قد سمى نفسه الوكيل في القران مرات عديدة
و سمى نفسه الحفيظ ، و الكفيل ، و الكافي
فمن آمن بهذه الأسماء و وحّد الله بها و وصفهُ بكمالها .. تأثّر بهذا الإيمان فتيقن بكفاية الله و تيقن بقيام الله بهِ و تيقن أن غير الله لا يقوم به !
" هذه عقيدة القلب "
فنتج عن ذلك عمل للقلب ..
و هو السكون و الطمأنينة و التفويض و التسليم بحيث أن النفس لو أصابها قلق فعملت عمل المُضطرب سكّنها صاحبها و أدّبها بتعريفها بربها !
.. من الطبيعي أن الإنسان لما تأتيه مصاعب
نفسه تضطرب ! لكن لو كان عنده يقين و عقيدة صحيحة بأن الله هو الوكيل هو الحفيظ هو الكافي
و أن غيره لا يفعل ذلك
و لا بُد يكون "كفى بالله وكيلا"
لا بُد يكون "و نعم الوكيل" في نفسك !
لما تضطرب نفسك ، ماذا تفعل لها ؟
تُهذبها ، تُسكّنها !
تقول : لو أن هذا البلاء سيكون لي منه نصيب لو إجتمع أهل الارض .. لن يدفعوه عني
و لو أن هذا البلاء لا نصيب لي فيه فالله سيدفعه عني !
و لو كان الانسان خائف .. يقول لو كان هذا البلاء سيقع علي أوكّل الله في دفعه عني !
و لو وقع هذا البلاء أُوّكل الله في رفعه عني ..

المتوكل في كل شأنه متعمد على الله !

.. النفس تضطرب و تخاف
و المتوكل يُسكّن خوفه بالمعرفة عن الله
يستورد المعرفة من عقيدته لكي يضعها مثل الشيء الثقيل على النفس المضطربة !

هناك خانتين بالقلب .. ( عقيدة و عمل )
مكان العمل هو مكان الإضطراب و الشعور
هذا المكان مثل المكان الفارغ !
الإنسان ماذا يفعل ليحل مشكلة الاضطراب ؟

يأخذ من عقيدته مثل الشيء الثقيل و يضعها على مكان العمل ليحصل السكون و الهدوء و عدم الاضطراب
فيستورد عقيدته .. الله الشافي الله المعافي
الله الذي يدفع البلاء ، الله يكفر الذنوب بهذه البلاءات ، الله الذي يحفظ العباد !
يبقى الإنسان مُوكّل الله على الشأن الذي يدور حوله ما يغيب عنه هذا المعنى ..

لذلك التوكل هو قلب التوحيد النابض ! ✨

الإنسان دائماً يواجه مخاطر فماذا يحصل بقلبه ؟ يضطرب من المخاوف ..
لكن بالتوكل و الايمان أول ما يحصل حركة الخوف المضطربة
يستورد هذه المعاني .. الله وكيلنا ، الله يحفظ عنا البلاء ، الله يحفظنا من كل شر

ثُم : لا تظن أن المطلوب منك عدم الخوف
لا .. لا بُد تخاف !
عدم الخوف من قسوة القلب .
خاف من الأمور الطبيعية التي الله يجعلها ايات
و سكّن نفسك بالجوء الى الله ..
"فخرج منها خائفًا يترقب "
لازم يخاف !
لما خرج خائفاً يتقرب ..
قال ربي ، قال ربي ، قال ربي
نادى رب العالمين لما خاف !
لذلك الله يرسل الأيات تخويفًا لكي تضطرب النفس
و ما تَسكُن إلا بذكر الله و ما تَسكُن إلا بالتوكل على الله و الرجاء على الله و ما تَسكُن إلا بتوكيل الأمر لله
و بهذا يكون التوكل كأنك تُحضري كل ما تعرفيه عن الله و تضعيه في هذي الخانة حتى تأمن نفسك !

نوكل الله على نفوسنا لإعتقادنا أن الله شافي ، محيط على الخلق ، قريب ، مجيب ، سميع ، بصير !
*فنُناديه و نُناجيه ()*
نقول يا مدبر الأمور أخرجنا من هذا البلاء و الوباء
أنت مدبر الأمور أنت مُصرف الأمور إصرفه عنا ..
إيمانك أن الله هو المدبر و أن الله هو الشافي و هو مُصرف الأمور و أنه هو الوهاب ، و هو الغني الذي يغني عباده
كل هذا يجعلك في أي شأن معتمد على الله
متوكل على الله !
إذا آمن العبد حقاً بأسماء الله و صفاته يظهر هذا في توكله
التوحيد بدن .. و لهُ قلب !
"و هو التوكل "
كل ما جاءت الأخبار نبض ، كل ما جاءت الرغبات نبض!
لما تأتي في أحوال تجدي الناس قد إبتُلوا في نفوسهم أو في أموالهم أو مات لهم محبوب
مهما قلتي هذا القلب يبقى مكسور ؛ لكن قولي توكل على الله و اعتمدي على الله !
ما يمر على الخاطر ما الذي يجبر هذا القلب بعد هذا الكسر العظيم :"""
قولي : توكلي على ربنا و هو يكفيك !
يكفيك ما أهمك من جهة قلبك و جروحك
.. باسمه الجبار يجبر قلبك و يكفيك ما أهمك من جهة ما فقدت فبإسمه الرزاق يرزقك و بإسمه الشافي يشفيك !
فيُصبح الإنسان مُنطلق من التوكل لبقية الاسماء
التوكل يجعلك تنطلق لكل اسماء الله
لذلك هو قلب التوحيد النابض !
إذا كنت متوكلاً على الله .. توكلي على الله أن يعلمك و يحفظك ، توكلي على الله أن يصلح ابنائك ، توكلي على الله أن يدبر لك الاسباب للنجاة في الدنيا و القبر و الاخرة
لذلك في الحديث المعروف ان النبي ﷺ قال للصحابة عن يوم القيامة ما أفزغ قلوبهم و جعلها تطير من الخوف قالوا ما نصنع يوم القيامة ؟ فأمرهم الرسول أن يقولوا
"حسبنا لله و نعم الوكيل "
يعني أنه يكفينا ما أهمنا في شأن الاخرة

فإذاً نفهم أن التوكل شأن عظيم و هو دليل على أنك أنت مؤمن بالله و بصفاته و أفعاله !

و الانسان ما يبلغ هذه الدرجة بالتوحيد إلا إذا إجتمع عنده العلم بالله و بصفاته و أفعاله و ظهر أثره في التوكل ..

المتوكل حقّ التوكل لا بُد يكون يعرف ربنا و لا بُد يكون منتفع من تربيه الله له !

و يقول ما يخيبني الله ..قد كنت و فعل الله لي
قد كنت و فعل الله لي :""
كيف اليوم يخيبني ؟ ما يخيبني ابداً !
الله عودنا أن يُنجينا و يعطينا
عودنا أنه يُغنينا .. عودنا على ذلك !
فإذا هجم الخوف بسبب الاوضاع ؟ أستورِد من عقيدتي في الله و أضعه على مكان الإضطراب
اقول : لا ! ألم يفعل الله لنا كذا ؟ و يحصل لنا كذا ؟ألم يمر علينا كذا .. من نعمه و رحمته .

فإذا ذهب أصحاب الشأن !
فالذي يملك السماء و الارض حي لا يموت
الذي يملك الارض و السماء سبحانه و تعالى
ما يشغله شأن عن شأن !
فنُظهر من نفسنا لله "حالة من الطمأنينة"

التوكل يأتي عند أبواب مُعينة و أنت تمارسه تمارسه تمارسه .. فيُصبح من أصل عقيدتك ، من أصل حركة في قلبك !
و هذا مصداق حديث الرسول ﷺ :
"تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت له نكتة بيضاء ، حتى يصير على قلبين : أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض "

هذا الابيض الذي مثل الصفا جاءته التجربة الاولى الثانية الثالثة الرابعه و ينجح و ينجح و ينجح الى ان ينجحه الله عزوجل !

اسأل الله بمنه و كرمه أن يجعلنا من أهل التوحيد الموحدين المخلصين المشغولين بذكره عن ذكر كل شيء ..
أُحّذر نفسي و أحذركم أن يكون ذكر المرض و الوباء و ذكر عواقبه و اثاره
أكثر في ألسنتا من ذكر الله
و الله هذه هي المصيبة!
يأتي الوباء إبتلاء لنذكر الله و نعود اليه و نستغفر و نخاف منه
فنذكر الوباء أكثر مما نذكر الله !
و نهرب من الوباء أكثر مما نهرب من سخط الله !
و نخاف من الوباء أكثر مما نخاف من الله !
الله يصرف عنا الوباء و البلاء و يشفي مرضى المسلمين و يعيد علينا نعمائه كما كانت و خير .. اللهم امين .

الحسين 19 Mar 2020 05:31 PM

رد: التوكل
 
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 06:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي