موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   من دروس الهجره النبويه..أول مؤتمر للعرب برعاية ابليس (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=43822)

أبو موهبة 30 Jun 2021 07:24 PM

من دروس الهجره النبويه..أول مؤتمر للعرب برعاية ابليس
 
من دروس الهجرة النبويه..
أول مؤتمر للعرب تحت رعايةإبليس....
لما سمعت قريش باقتراب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى يثرب، جُن جنونها، فقررت قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - .
اجتمعت قيادات قريش في دار الندوة لبحث هذا الأمر الخطير ، وكان على رأسهم :{{ أبو جهل، أبو سفيان، أمية بن خلف، شيبة بن ربيعة، عتبة بن ربيعة }}، وجميع سادات قبائل قريش، فعقدوا {{ مؤتمراً }} ، وتكتموا على الخبر ، ولما اجتمعوا في دار الندوة، يُروى في بعض الأخبار أنّ إبليس - لعنة الله عليه - حضر بصورة شيخ نجدي كبير كي لا يعرفه أحد، ورحّب به أبو جهل، و أجلسه في صدر المجلس كي يستأنس برأيه.
[[ فكان المؤتمر تحت رعاية إبليس . . . وما أشبه اليوم بالأمس !! ]]وأخذوا يتداولون الرأي، وتوصلوا للاقتراحات التالية : قال قائل : نحبسه كما كنا نحبس الشعراء، وننتظر حتى يموت، فلا يجتمع به أحد، ولا يجتمع هو بأحد، فنكون قطعنا بينه وبين أصحابه، وهذا تفسير قوله تعالى: " ليُثبتوك " ، لكنّ القوم وعلى رأسهم إبليس رفضوا هذا القرار، فهم يعلمون حب أصحابهِ له، ولو سمعوا أنه محبوس عندهم، جاؤوا على الفور وقاتلوهم حتى ينقذوه. [[ ما عجبه إبليس رئيس المؤتمر ]] .فقال رجل آخر : نخرجه من مكة، وننفيه منها، ولا نبالي به أينما ذهب . وهذا تفسير قوله تعالى: " يُخرجوك " ، واعترض القوم وعلى رأسهم إبليس؛ لأن الخروج من مكة هو رغبة النبي، وربما ينزل عند أهل يثرب وتقوى شوكتهم . قال أبو جهل : وما أكثر أبو جهل في زماننا !!! قال : نأخذ من كل قبيلة شاباً قوياً ذا نسب، ثم يُعطى كل واحد منهم سيفاً صارماً، فيعمدوا إليه جميعاً، فيضربوه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه بين القبائل، فلا يقدر بنو هاشم على حربهم جميعاً، ويرضون بالعُقل .( حيث أنهم في السابق لم يستطيعوا قتله بسبب قوة قبيلته عبد مناف، ولم يكن الخطر كبيراً، لكن اليوم أصبح الخوف من دولة إسلامية في يثرب، لذلك هناك خطة جديدة ) [[ العُقل معناها الدية، وسميت بالعُقل لأنهم كانوا يعقلون الإبل، أي يربطون مائة ناقة على باب صاحب الحق حتى يرضى ويعفو ]]، فابتسم إبليس، وفُضّ الاجتماع على هذا القرار الظالم، والقتل هو لغة الظالمين إلى اليوم. وهذا تفسير قوله تعالى : " يقتلوك " .لكن الله سبحانه وتعالى خبير بعباده، فأنزل جبريل على محمد – صلى الله عليه و سلم – يُخبره بالمؤامرة ؛ ويرسم له خطة الخروج والهجرة . قال تعالى : {{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذين كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله ۖوالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }}،
وهُنا لفتة بلاغية في الآية تستوجب الوقوف :
- قرارات قريش : [[ يثبتوك ( يحبسونك ) ، يخرجوك ، يقتلوك ]]
- ترتيب الآية : [[ يثبتوك ( يحبسونك ) ، يقتلوك ، يخرجوك ]] فلماذا تأخر قرار الإخراج في الآية الكريمة ؟؟ حتى يعرف رسول الله - صلى الله عليه - عن الله عز وجل أن الله يختم بكلامه الحق والحقيقة : وهي أنك ستخرج وتهاجر يا نبي الله من مكة إلى المدينة، ولن يستطيعوا إيذاءك . .. قال جبريل للرسول - صلى الله عليه وسلم : لا تنم هذه الليلة في فراشك، وانتظر حتى يكون وسط الليل ليكون الخروج، وأخبره أن من يجهز نفسه وسط النهار، فالمؤامرة كانت في الصباح، وبعد أن ارتفع جبريل قام - صلى الله عليه وسلم - فتقنع بثوب [[ التقنع هو وضع الثوب على الرأس، والالتفاف به من شدة الحر ، وللتخفي والأخذ بالأسباب ]] .وقيل إنّ التقنّع [[ خلوة صغرى بين العبد وربه، وقد أكرم الله المرأة المحتشمة بهذه الميزة دون سائر البشر ، فيتجلى الله على قلبها، فتشعر بالرضا والرحمة، وتشعر بقرب الله منها وهي في قمة سعادتها، بالرغم من المشقة أحيانا، أنار الله طريقكنّ أيتها المحتشمات، ولكنّ النور التام يوم القيامة بإذن الله ]] .
قام - صلى الله عليه وسلم - فتقنع بثوب، واتجه إلى دار أبي بكر الصديق ليخبره. تقول عائشة رضي الله عنها :أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها [[ الهاجرة وقت الظهر والحر شديد ]] ، قالت : فلما رآه أبو بكر قال : بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ما أتيت بهذه الساعة إلا لأمر حدث ؟ [[ أمر مهم ]] قالت : فلما دخل، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله على السرير وقال له - صلى الله عليه وسلم - : أخرج عني من عندك [[ أي أخرج من كان عندك بالدار ، يعني أريدك على انفراد كي أقول لك سراً ]] فقال أبو بكر : فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك [[ يعني زوجتك عائشة، وأختها أسماء ]]، ما الخبر ؟ فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة. فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله ؟! فقال له النبي : نعم . تقول عائشة : فأجهش أبو بكر بالبكاء، فلا والله ما علمت أن أحداً يبكي من الفرح قبل أن رأيت أبي يبكي يومها .
وكان أبو بكر - رضي الله عنه - عندما أراد الهجرة وقال له النبي سابقاً لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً، قد أخذ يخطط ويستعد للهجرة، فذهب واشترى راحلتين، وجعل الراحلتين عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو {{ عبد الله بن أريقط }}، لأنه لو ترك الراحلتين عنده سيلفت الانتباه.
ثم قال أبو بكر : يا نبي الله، إن هاتين راحلتان، قد كنت أعددتهما لهذا اليوم، خذ واحدةً منهما، فقال صلى الله عليه وسلم : ولكن بثمنها يا أبا بكر . فقال : هي لك. قال : بالثمن الذي اشتريتهما به . قال أبو بكر : نعم رضيت. فقال له النبي : وأنا قبلت. لماذا قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - إنفاق أبي بكر كله قبل ذلك ولم يقبل الآن إلا أن يدفع له ثمن الراحلة ؟؟
لأنه - صلى الله عليه وسلم - أحب أن تكون هجرته لله تعالى كلها من ماله، فرضي الصديق، وتم البيع . . .
رضي الله عنك يا أبا بكر الصديق، يا من بذلت مالك في سبيل الدعوة إلى الله، وعلى المستضعفين، فها هو يعتق بلالا الحبشي ووالدته من يد المتغطرس أمية بن خلف، وها هو يُعتق أيضاً عامر بن فهيرة، وغيرهم وغيرهم ... حتى أن قريشا قالت : [[ والله ما أعتق أبو بكر بلالا ودفع هذا المبلغ الضخم إلا ليد كانت له عنده فيكافئه ]]، فأنزل الله تعالى في سورة الليل آيات بحق أبي بكر رداً على قريش . قال تعالى :
" وَسَيُجَنبها الْأَتْقَى * الذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * الا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى "،
وما لأحد عنده من نعمة تجزى، لم يكن لبلال يد عند أبي بكر فيكافئه، هي المحبة..

أبو زهرة 30 Jun 2021 11:42 PM

رد: من دروس الهجره النبويه..أول مؤتمر للعرب برعاية ابليس
 
سبحان الله الذي رد كيدهم في نحورهم.
،
جزاك الله خير.

أبو موهبة 04 Jul 2021 10:00 AM

رد: من دروس الهجره النبويه..أول مؤتمر للعرب برعاية ابليس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زهرة (المشاركة 180643)
سبحان الله الذي رد كيدهم في نحورهم.
،
جزاك الله خير.

_______
اسعدني مرورك والمداخله


الساعة الآن 05:35 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي