موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   أحداث وأخبار من واقعــــــــــــــــــــنا . Real Events (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   قـــال إنما أوتيتــــــــــــه على علم عندي (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=17203)

فوضت أمري لله 08 Jan 2011 08:15 PM

قـــال إنما أوتيتــــــــــــه على علم عندي
 
"قـــال إنما أوتيتــــــــــــه على علم عندي"






قال ابن القيم -رحمه الله-:




"والمقصود أن قوله على علم عندي إن أريد به علمه نفسه كان المعنى أوتيته على ما عندي من العلم والخبرة والمعرفة التي توصلت بها إلى ذلكوحصلته بها وإن أريد به علم الله كان المعنى أوتيته على ما علم الله عندي من الخير والاستحقاق وإني أهله وذلك من كرامتي عليه وقديترجح هذا القول بقوله أوتيته ولم يقل حصلته واكتسبته بعلمي ومعرفتي فدل على اعترافه بأن غيره آتاه إياه ويدل عليه



قوله تعالى: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} أي محنةواختبار والمعنى أنه لم يؤت هذا لكرامته علينا بل أوتيه امتحانا منا وابتلاءواختبارا هل يشكر فيه أم يكفر وأيضا فهذا يوافق قوله: {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَامَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} فهو قد اعترف بأن ربه هو الذي آتاه ذلك ولكن ظن أنه لكرامته عليه



فالآية على التقدير الأول تتضمن ذم من أضاف النعم إلى نفسه وعلمه وقوته ولم يضفها إلى فضل الله وإحسانه وذلك محض الكفر بها فإن رأس الشكر الاعتراف بالنعمة وأنها من المنعم وحده فإذا أضيفت إلى غيره كان جحدا لها فإذا قال أوتيته على ما عندي من العلم والخبرة التي حصلت بها ذلك فقد أضافها إلى نفسه وأعجب بها كما أضافها إلى قدرته الذين قالوا من أشد منا قوة فهؤلاء اغتروا بقوتهم وهذا اغتر بعلمه فما أغنى عن هؤلاء قوتهم ولا عن هذا علمه



وعلى التقدير الثاني يتضمن ذم من اعتقد أن إنعام الله عليه لكونه أهلا ومستحقا لها فقد جعل سبب النعمة ما قام به من الصفات التي يستحق بها على الله أن ينعم عليه وأن تلك النعمة جزاء له على إحسانه وخيره فقد جعل سببها ما اتصف به هو لا ما قام بر به من الجود والإحسان والفضل والمنة ولم يعلم أن ذلك ابتلاء واختبار له أيشكر أم يكفر ليس ذلك جزاء على ما هو منه ولوكان ذلك جزاء على عمله أو خير قام به فالله سبحانه هو المنعم عليه بذلك السبب فهوالمنعم بالمسبب والجزاء والكل محض منته وفضله وجوده وليس للعبد من نفسه مثقال ذرةمن الخير



وعلى التقديرين فهو لم يضف النعمة إلى الرب من كل وجه وإن أضافهاإليه من وجه دون وجه وهو سبحانه وحده هو المنعم من جميع الوجوه على الحقيقة بالنعم وأسبابها فأسبابها من نعمه على العبد وإن حصلت بكسبه فكسبه من نعمه فكل نعمة فمن الله وحده حتى الشكر فإنه نعمة وهي منه سبحانه فلا يطيق أحد أن يشكره إلا بنعمته وشكره نعمة منه عليه كما قال داود:



"يا رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة من نعمك علي تستوجب شكرا آخر فقال: الآن شكرتني يا داود"



ذكره الإمام أحمد وذكر أيضا عن الحسن قال: قال داود: "إلهي لو أن لكل شعرة من شعري لسانين يذكرانك بالليل والنهار والدهركله لما أدّوا مالك علي من حق نعمة واحدة والمقصود أن حال الشاكر ضد حال القائل إنما أوتيته على علم عندي.



ونظير ذلك قوله: {لا يَسْأَمُ الإنسان مِنْ دُعَاءِالْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}



قال ابن عباس: "يريد من عندي"



وقال مقاتل: "يعني أنــــــــــا أحق بهذا"



وقال مجــــــــــــاهد: "هذا بعملي وأنامحقوق به"



وقال الزجــــــــــــاج: "هذا واجب بعملي استحقيته"



فوصف الإنسان بأقبح صفتين إن مسه الشر صار إلى حال القانط ووجم وجوم الآيس فإذا مسه الخير نسي أن الله هو المنعم عليه المفضل بما أعطاه فبطر وظن أنه هو المستحق لذلك ثم أضاف إلى ذلك تكذيبه بالبعث فقال:
{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} ثم أضاف إلى ذلك ظنه الكاذب أنه إنبعث كان له عند الله الحسنى فلم يدع هذا للجهل والغرور موضعا."



أبو خالد 08 Jan 2011 08:39 PM

رد: قـــال إنما أوتيتــــــــــــه على علم عندي
 
بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

فوضت أمري لله 08 Jan 2011 09:02 PM

رد: قـــال إنما أوتيتــــــــــــه على علم عندي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد (المشاركة 82249)
بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير



الساعة الآن 10:18 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي