موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   العين والحسد وخطرها على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and eye a (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   أسباب الحسد (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=41261)

سلطانه 26 May 2018 02:12 AM

أسباب الحسد
 
أسباب الحسد

قد لا أستطيع إحصاء كل أسبابه لكنني أذكر أشهرها:

1_ الكبر؛ وهو أن يكون في طبعه أن يتكبر على شخص ما ، ويستصغره ويستخدمه ، ويتوقع منه الإنقياد له ، والمتابعة في أغراضه ، فإذا نال نعمة خاف أن لا يحتمل تكبره فيحسده.

2_ العجب؛ إعجاب الشخص بنفسه يدفعه إلى أن يحسد من اختص بشيء دونه كما أخبر الله تعالى عن الأمم السالفة، إذ قالوا لأنبيائهم ما ذُكر في قوله تعالى : {قالوا ما أنتم إلا بشرمثلنا} كذلك في قوله تعالى: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} وقوله تعالى {ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون} فتعجبوا من أن يفوز أحد دونهم بمزلة الرسالة والنبوة والوحي.

3_ الخوف؛ كخوف شخص من استحواذ أخيه على قلب أبويه، كحال يوسف عليه الصلاة والسلام مع إخوته، أو الخوف من استحواذ المرأة على قلب زوجها دون ضرائرها أو كحال الطالب مع مدرسه.

4_ ا لتعزز، وهو أن يرى من هو مثله يتفوق عليه بما تألفه النفس عادة كالعلم والولاية والمال، فيخاف أن يتكبر عليه بعد ذلك، فيحسده.

5_ حب الرياسة وطلب الجاه لنفسه، فمن رأى أحدا سبقه إلى ما يحب ربما تولد الحسد تجاهه.

6_ خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى؛ فهؤلاء لا يرون خيرا أصاب أحدا إلا اتقدت قلوبهم غيظا وحسدا، فهم لا يحبون مجامع الخير إلا لأنفسهم.

جاءت كلمة الحسد في القرآن بمشتقاتها المختلفة وما يدل عليها من كلمات وأحوال مرات عديدة. قال الله تعالى:

1_ {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة،109)

2_ {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا. فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} (النساء،54_55)

3_ {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً} (الفتح، 15)

4_ {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (الناس،4_5)

5_ {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة، 34) فامتناعه عن السجود كان في الأصل حسده لآدم فقد رأى نفسه أولى بالتكريم من آدم

6_ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة، 27)

7_ {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ } (يوسف،5) سيكيدون له لحسدهم إياه

8_ {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ. اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} (يوسف،8_9)

9_ {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ. وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف ،67_68)

10_ {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر،9) قيل في تفسير حاجة أي حسدا وهو وصف لما كان عليه الأنصار من كرم وإيثار.

11_ قال تعالى: {وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} ( القلم –51 ) فقد كانوا ينظرون إلى النبي نظرة الحسد لما اختصه الله تعالى من النبوة والوحي.

ذكر الحسد في السنة والتحذير منه

1_ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)[5].
2_ عن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاك لكم؟ أفشوا السلام بينكم)[6]

3_ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ أَوْ قَالَ الْعُشْبَ)[7]

بيان الدواء الذي ينفي مرض الحسد عن القلب

بينت الآيات والأحاديث السابقة خطورة الحسد على الفرد والمجتمع، فهو المحرك نحو البغي والإفساد، ولا شك أنه داء القلوب الأشد خطرا لما ينتج عنه من تهييج النفس على البغضاء، وقد ينفلت عقال الشخص فيظلم أو يبغي. فالمصيبة لا تكمن في مجرد الحسد، ولكن المصيبة في تراكمه في قلب الإنسان حيث يجره إلى البغي والعدوان والكراهية، وقد أسهب الغزالي رحمه الله في ذكر علاج الحسد فقال:

اعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوى أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل. والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقاً أن الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين، وأنه لا ضرر فيه على المحسود في الدنيا والدين بل ينتفع به فيهما. ومهما عرفت هذا عن بصيرة ولم تكن عدو نفسك وصديق عدوك فارقت الحسد لا محالة. أما كونه ضرراً عليك في الدين فهو أنك بالحسد سخطت قضاء الله تعالى، وكرهت نعمته التي قسمها بين عباده، وعدله الذي أقامه في ملكه بخفي حكمته، فاستنكرت ذلك واستبشعته. وهذه جناية على حدقة التوحيد وقذى في عين الإيمان، وناهيك بهما جناية على الدين. وقد انضاف إلى ذلك أنك غششت رجلاً من المؤمنين وتركت نصيحته، وفارقت أولياء الله وأنبياءه في حبهم الخير لعباده تعالى، وشاركت إبليس وسائر الكفار في محبتهم للمؤمنين البلايا وزوال النعم

وأما العمل النافع فيه فهو أن يتحكم بالحسد؛ فكل ما يقضيه الحسد من قول وفعل فينبغي أن يكلف نفسه نقيضه، فإن حمله الحسد على القدح في محسوده كلف لسانه المدح له والثناء عليه، وإن حمله على التكبر عليه ألزم نفسه التواضع له والإعتذار إليه، وإن بعثه على كف الإنعام عليه ألزم نفسه الزيادة في الإنعام عليه، فمهما فعل ذلك عن تكلف وعرفه المحسود طاب قلبه وأحبه، ومهما ظهر حبه عاد الحاسد فأحبه، وتولد من ذلك الموافقة التي تقطع مادة الحسد، لأن التواضع والثناء والمدح وإظهار السرور بالنعمة يستجلب قلب المنعم عليه ويسترقه ويستعطفه ويحمله على مقابلة ذلك بالإحسان، ثم ذلك الإحسان يعود إلى الأول فيطيب قلبه ويصير ما تكلفه أولاً طبعاً آخر.

ولا يصدنه عن ذلك قول الشيطان له: لو تواضعت وأثنيت عليه حملك العدو على العجز أو على النفاق أو الخوف وأن ذلك مذلة ومهانة، وذلك من خداع الشيطان ومكايده بل المجاملة – تكلفاً كانت أو طبعاً – تكسر سورة العداوة من الجانبين وتعود القلب التآلف والتحاب، وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض[8].

:88::88:
المصدر |http://www.hablullah.com/?p=2597.

أبو خالد 28 May 2018 10:24 AM

رد: أسباب الحسد
 
جزاكِ الله خير

سلطانه 31 May 2018 05:05 AM

رد: أسباب الحسد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد (المشاركة 174897)
جزاكِ الله خير

آجمعين إن شاءالله


الساعة الآن 05:02 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي