موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   القضــــــاء والقــــــدر ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث Fate and destiny of studies an (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=60)
-   -   ما حكم الاحتجاج بالقدر ؟ (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=5486)

أبو سفيان 02 Mar 2008 06:52 PM

ما حكم الاحتجاج بالقدر ؟
 
ما حكم الاحتجاج بالقدر ؟
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
ما حكم الاحتجاج بالقدر ؟

بسم الله الرحمن الرحيم .
كما يعلم الجميع بان الاحتجاج بالقدر على فعل معصيه
أمر لا يجوز ومحرم ...
وفي قصة موسى وآدم التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه
قال آدم لموسى بعد أن عاتبه على أكله من الشجره
وحرمان آدم وذريته من الجنه " لقد كتب الله علي ذلك قبل أن
يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام "
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى "
فالواضح من القصة أن آدم احتج على أكله من الشجرة وعصيان ربه
بالقدر وكتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض .

السؤال : كيف نجمع بين قضية تحريم الاحتجاج بالقدر على فعل معصية
وبين عدم إنكار الرسول ذلك وبيان أنه لا يجوز الاحتجاج بالقدر على فعل أمر مخالف للشرع .



الجواب




الجواب :



لا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي

ولذلك القاعدة عند أهل السنة في ذلك :

الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب .

أي يُحتجّ بالقدر على المصائب التي تُصيب الإنسان ؛ لأنه مأمور أن يقول عند نزول القضاء : قدر الله وما شاء فعل .

قال عليه الصلاة والسلام : وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قُل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان . رواه مسلم .



وقديما احتج رجل بالقدر على سرقة سرقها !

فقد احتج بالقدر والمقدّر والمكتوب على سرقته ، احتج بذلك على عمر رضي الله عنه !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ويذكر أن رجلا سرق فقال لعمر : سرقت بقضاء الله وقدره ! فقال له : وأنا أقطع يدك بقضاء الله وقدره .



وفي الصحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرغ لقيه أهل الأجناد ؛ أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام . قال ابن عباس : فقال عمر : ادعُ لي المهاجرين الأولين ، فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا ، فقال بعضهم : قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعُ لي الأنصار ، فدعوتهم له ، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعُ لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح : أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ! - وكان عمر يكره خلافَـه - نعم ، نَفِرّ من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عُدوتان إحداهما خصبة ، والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال إن عندي من هذا عِلماً ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه . قال : فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف .



وأما فعل آدم واحتجاجه بما سبق في عِلم الله وما قُدِّر عليه

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وآدم عليه السلام احتج بالقدر ؛ لأن العبد مأمور على أن يصبر على ما قدره الله من المصائب ، ويتوب إليه ويستغفره من الذنوب والمعائب ، والله أعلم .



وقال الشيخ مرعي الحنبلي : إنما حجّ موسى لكونه كان قد تاب من الذنب الصوري ، واستسلم للمصيبة التي لحقت الذرية بسبب أكله المقدر عليه فالحديث تضمن التسليم للقدر عند وقوع المصائب وعدم لوم المذنب التائب وأن المؤمن مأمور أن يرجع إلى القدر عند المصائب لا عند الذنوب والمعايب فيصبر على المصائب ويستغفر من الذنوب .

وقال : وأما الذنوب فليس لأحد أن يحتج على فعلها بقدر الله ، بل عليه أن لا يفعلها ، وإذا فعلها فعليه أن يتوب منها كما فعل آدم عليه السلام .

قال بعض السلف : اثنان أذنبا ، آدم وإبليس ، فآدم تاب فتاب الله عليه واجتباه ، وإبليس أصرّ على معصيته وأحتج بالقدر فلُعن وطُرد ، فمن تاب من ذنبه أشبه بآدم ، ومن أصرّ وأحتج بالقدر أشبه إبليس ، ومن تاب لا يَحسن لَومه على ذنبه الذي صدر منه . اهـ .



ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة في الاحتجاج بالقدر صغيرة الحجم كبيرة القَدْر والنفع .



والله تعالى أعلى وأعلم .

المصدر شبكة المشكاة الإسلامية
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref=547

أفق 02 Mar 2008 10:31 PM

بارك الله فيك
ونفع بعلمك


الساعة الآن 05:19 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي