موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   دور الغيب في حياتنا (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=43819)

أبو زهرة 28 Jun 2021 04:17 AM

دور الغيب في حياتنا
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في صفة المتقين: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة/ 3)
،
التطبيق الحياتي: قواكَ المادّية والعقلية محدودة، فإذا لم ترتبط بالمطلق بشكلٍ أو بآخر بقيتَ محدوداً، إنّ الله تعالى أراد لحياتك أن تكون أوسع دائرة من الحياة المادّية، ففتحَ عليك باب الإيمان الشامل الكامل بكلّ ما غاب علمه عنك: كذات الله تعالى، وملائكته والدار الآخرة، ممّا أخبر عنه القرآن، وأرشد إليه الدليل، وعجزت عنه وسائل وأدوات القدرة المادّية.
اعتقادك بوجود أشياء غير منظورة من القوى والعوالم والأشياء بما لم يتيسّر لك رؤيته عملياً، وامتداد تفكيرك خارج السنن والتجربة، يموّنك بقوّة أكبر، ويسلِّمك بمدد أعظم يتجاوز حدود السائد والمألوف، ويدور في فلك أوسع من الفلك الدنيوي.
إنّ الغيب هو ارتباط عملي وحياتي بالله في المواقف الصعبة والعصيبة التي يعجز الإنسان على اختراق عقباتها، فالحياة لا تخضع دائماً للتفسيرات المادّية، خاصّة في عالمي (الرزق) و(الصحّة).
الغيب باختصار، هو وجود جانب روحي - غائب عن الحواس والعلم - يرعى الإنسان، يتدخّل في حياته.
وهذه بعض الأمثلة القرآنية:
1- دور الغيب في النصر:
قال تعالى في معركة حنين: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) (التوبة/ 26).
التطبيق الحياتي: الألطاف الخفيّة في حياة كلٍّ منّا هي من بعض الغيب الذي يريد الله للمؤمن من أن تبقى عينه معلّقة به، وقلبه متّصلاً به، فالله تعالى هو الذي يفيض أسباب النصر، وبيده الأمر كلّه، فإذا عشتَ هذا الفتح الروحي في قلبك، عشتَ الفتح العسكري في حربك، بل في حياتك كلّها.
2- دور الغيب في البركة: قال تعالى على لسان عيسى (عليه السلام): (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا) (مريم/ 31).
التطبيق الحياتي: البركةُ بركتان: بركة من خلال عملك المبارك النافع الذي تنتفع وتثري وتصلح حياة الناس به، بما تمتلكه من طاقات خيِّرة تنجزها في خدمتهم. وبركة تمثّل حالة غيبية روحية فيما تنفقه من مال، فيزكو وينمو ويتضاعف بأن يطرح الله البركة فيه، وفيما تبذله من علم وجهود وأوقات في خدمة الناس، فتزداد علماً وصحّةً وسعةً في الوقت. وعن النبيّ (صلى الله عليه وسلم): "العلم يزكو على الإنفاق"، أي أنّ الله يجعله علماً مباركاً، فيتّسع كلّما نفع.
،،،،
إنّ الغيب إنما نستقبله من خلال سند موثّق محقّق عن عالمه المطلق الله جلّ جلاله، أي يصلنا الخبر بذلك من خلال شخص موثّق أو جماعة من الثقافات والصادقين في نقلهم المحقِّقين في أمرهم .
إنّ وسائلنا للعلم والمعرفة تنحصر بنوعين:
أ- المُشاهَد المحسوس: وهذا ما نعرفه ونميِّزه بتشخيص الحواس له.
ب- المنقول لنا: ويشترط فيه أن نطمئن إلى صدق ناقل الخبر. ومن هذا النوع من المعرفة، ما حدّث به رسل الله وأنبياؤه (عليهم السلام) من عوالم السماوات، والملائكة، والجنّ، ومشاهد يوم القيامة، وما حدّثونا به من صفات الله تقدّست أسماؤه .

،،منقول للفائدة،،

ابن الورد 29 Jun 2021 12:21 AM

رد: دور الغيب في حياتنا
 
حياك الله تعالى أخي الفاضل الكريم أبوزهرة
وعودا حميدا وعمرا مديدا وأجرا مزيدا معنا بإذن الله تعالى

ونشكر لكم مشاركاتكم المباركة
وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء


الساعة الآن 12:19 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي