موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الذكاء والفطنة .. (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=5301)

مسك 2007 23 Feb 2008 03:38 AM

الذكاء والفطنة ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .

أما بعد فإن أجل الأشياء موهبة العقل فهو آلة للتفكر والتدبر لعواقب الأمور الدينية والدنيوية وبه

تضبط المصالح وتلحظ العواقب وتدرك الغوامض وتجمع الفضائل.

وذكاء الذكي وجودة الفطن علامة يستدل بها على قوة العاقل.


- قال ابن الأنباري: قولهم فلان ذكي معناه كامل الفطنة ثاقبها من قول العرب ذكت النار تذكو إذا زاد

وقودها ويقال مسك ذكي إذا كان طيب الريح.اه

- وقال الزجاج: الذكاء في اللغة تمام الشيء ومنه الذكاء في السن وهو تمام السن ومنه الذكاء في

اللغة تمام الشيء ومنه الذكاء في الفهم وهو أن يكون فهماً تاماً سريع القبولِ وذكيت النار إذا

أتممت إشعالها .


ويقال: قد ذكيت الشاة إذا أتممت ذبحها وبلغت الحد الواجب فيه.اه

قال ابن الجوزي : يستدل على عقل العاقل بسكوته وسكونه وخفض بصره وحركاته في أماكنها

اللائقة بها ومراقبته للعواقب فلا تستفزه شهوة عاجلة عقباها ضرر، ويترك ما يخاف ضرره ويستعد

لما يجوز وقوعه.اه


وأما محله فهو في القلب كما يروى عن الشافعي رحمه الله ودليله قوله تعالى (فتكون لهم قلوب

يعقلون بها)
وقوله تعالى (لمن كان له قلب) أي عقل فعبر بالقلب عنه لأنه محله.وشق صدر النبي

صلى الله عليه وسلّم بتطهير قلبه وحشوه إيمانا وحكمة دليل على أن محل العقل القلب وهو

متصل بالدماغ.


- وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال خرجت امرأتان

ومعهما صبيان فعدا الذئب على أحدهما فأخذتا يختصمان في الصبي الباقي فاختصما إلى داود

عليه الصلاة والسلام فقضى به للكبرى منهما فمرتا على سليمان عليه السلام فقال ما أمركما

فقصتا عليه القصة فقال ائتوني بالسكين اشق الغلام بينكما فقالت الصغرى أتشقه قال نعم قالت

لا تفعل حظي منه لها فقال هو ابنك فقضى به لها.



- قال الحافظ ابن حجر: دلت هذه القصة على أن الفطنة والفهم موهبة من الله لا تتعلق بكبر سن

ولا صغره.اه

- قال النووي : في الحديث استعمال الحيل- طبعا المشروعة - في الأحكام لاستخراج الحقوق، ولا

يتأتى ذلك إلا بمزيد الفطنة وممارسة الأحوال.اه


- وروى الإمام أحمد وغيره عن علي بن أبي طالب قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلى بدر وجدنا عندها رجلين رجلاً من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط فأما القرشي فأفلت وأما

مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له كم القوم فيقول هم والله كثير عددهم شديد باسهم فجعل

المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له كم القوم

فقال هم والله كثير عددهم شديد باسهم فجهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره كم هم فأبى

ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله كم ينحرون من الجزر فقال عشراً لكل يوم فقال رسول الله

القوم ألف كل جزور لمائة وتبعها.اه


- ومما ورد في ذكاء وفطنة العرب :أن رجلاً كان أسيراً في بني بكر بن وائل وعزموه على غزو قومه،

فسألهم في رسول يرسله إلى قومه، فقالوا: لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم، فجاؤوا

بعبد أسود، فقال له: أتعقل ما أقوله لك، قال: نعم إني لعاقل، فأشار بيده إلى الليل، فقال: ما هذا؟

قال: الليل. قال: ما أراك إلا عاقلاً، ثم ملأ كفيه من الرمل وقال: كم هذا؟ قال: لا أدري وإنه لكثير،

فقال: أيما أكثر النجوم أم النيران؟ قال: كل كثير، فقال: أبلغ قومي التحية، وقل لهم يكرموا فلاناً

يعني أسيراً كان في أيديهم من بكر بن وائل، فإن قومه لي مكرمون، وقل لهم إن العرفج قد دنا

وشكت النساء، وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها، وأن يركبوا جملي الأصهب بأمارة

ما أكلت معكم حيساً، واسألوا عن خبري أخي الحرث. فلما أدى العبد الرسالة إليهم قالوا: لقد جن

الأعور، والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملاً أصهب، ثم دعوا بأخيه الحرث فقصوا عليه القصة، فقال:

قد أنذركم، أما قوله: قد دنا العرفج، يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح وأما قوله: شكت

النساء أي أخذت الشكاء للسفر، وأما قوله: أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء، واركبوا

الجمل الأصهب، أي الجبل. وأما قوله: أكلت معكم حيساً، أي أن أخلاطاً من الناس قد عزموا على

غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط، فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا.اه




- وحكي أن بعضهم دخل على عدوه من النصارى، فقال له: أطال الله بقاءك، وأقر عينك، وجعل يومي

قبل يومك، والله إنه ليسرني ما يسرك، فأحسن إليه، وأجازه على دعائه، وأمر له بصلة، وكان ذلك

دعاء عليه لأن معنى قوله: أطال الله بقاءك، حصول منفعة المسلمين به في أداء الجزية، وأما قوله:

وأقر عينك، فمعناه سكن الله حركتها أي أعماها، وأما قوله: وجعل يومي قبل يومك، أي جعل الله

يومي الذي أدخل فيه الجنة قبل يومك الذي تدخل فيه النار، وأما قوله: إنه ليسرني ما يسرك، فإن

العافية تسره كما تسر الآخر.


و الكلام عن الذكاء والفطنة والفصاحة كثير في كتب الأدباء والحكماء والشعراء،ولولا مخافة الإطالة

لسردت من ذلك الكثير والعجيب.

نسأل الله التوفيق والسداد.


منقول ..

ابن الورد 23 Feb 2008 08:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة مسك 2007
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
على ماتقدموه لنا من خير جامع وعلم نافع
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ
وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما
وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا
بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولاحرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم
وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخباربني الجان للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى .
الموقع رسالة مقدسة ودعوية قرآنية وربانية نبوية نقدمها لكل العالم تنير قلب كل مسلم وتهدي بها قلب كل كافر
دمتم ودام عطائكم
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

أفق 23 Feb 2008 12:08 PM

بارك الله فيك
مواضيع قيمه

مسك 2007 23 Feb 2008 06:51 PM

وفيكم بارك الله ..

أسأل الله أن يرزقنا واياكم الذكاء والفطنة ..


الساعة الآن 02:10 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي