موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

السحر كفر عظيم يخرج متعلمه وفاعله من ملة الإسلام الى ملة الكفر والإلحاد,وكلما كان الساحر قوي الكفر والإلحاد كلما كان الشيطان شديد الطاعة لذلك الساحر,والسحر من الأسباب الرئيسية في انهدام المجتمعات وانحرافها وتشتتها بعد إذن الله الكوني القدري لا الشرعي.
فإن لم يتعاون المجتمع مع بعضه بتكاتف أبنائه والقيام بدورهم الشرعي المكلفون به وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلف به كل مسلم كانت العواقب وخيمة
والنتائج ضارة,فإذا ماعرف الناس أن الشخص الفلاني ساحر ولم ينهوه عن فعله ويكفوا أذاه عن المسلمين..كان ذلك سببا لمقت الله وغظبه على المجتمع كله فقد دمر الله مدينة بأكملها فاسقيها مع صالحيها بسبب تسعة رهط من المفسدين قال تعالى{وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون، قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون
ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون}
وقد روى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش رضي الله عنها (( أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه فزعاً وهو يقول : " لا إله إلا الله . ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا – وحلق بين إصبعيه السبابة والإبهام – " فقالت له زينب رضي الله عنها : يارسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث))وسأروي لكم قصة حقيقية رأيتها وعشتها في بلدي تؤكد قول الله تعالى وقول رسوله:كان يوجد في قريتي ساحر شديد الكفر والإلحاد والفساد وكان معظم الناس في القرية يعلمون ذلك ومع كل ذلك يسمحون له أن يعتلي المنبر يوم الجمعة ويخطب بالناس ويصلي بهم وكنت أنا في ذلك الوقت مصاب بسحر ولكنني كنت لا أصلي وراء هذا الساحر ,فإذا أتيت وهو يخطب اغادر المسجد والقرية وأذهب للصلاة في القرية المجاورة وكنت في بعض الأسابيع أجهز خطبة لأخي وآمره أن يسبق الساحر الى المنبر ويخطب الناس واستمر الصراع حتى سافرت الى خارج البلاد...ومنذو أن بدأ هذا الساحر بتعلم السحر ومؤاذاة المسلمين الى درجة الفساد قلت الأمطار في البلاد فما أن يمر شهر واحد على ذهاب موسم الأمطار وهو الصيف الا وتجف الآبار جميعها وتيبس الزروع وفي بعض السنوات تجف الآبار قبل رحيل الصيف فكان الناس يأتون بالماء من المناطق الجاورة على السيارات فيكلفهم ذلك مبالغ كبيرة طوال العام وبعد كل ذلك فتح الله على العباد بعد ثمان سنوات من القحط والجدب بمغادرة الساحر القرية مع أسرته الى منطقة بعيدة عن منطقتنا وفي نفس العام الذي رحل به الساحر جائت أمطار كثيرة فأنعم الله على البلاد والعباد من البشر والحيوان ومن العجب الذي يدعي الى التأمل أن الآبار لم تجف طوال العام من بعد رحيل الساحر حتى أتى الموسم الثاني وهو الصيف {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}