موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum Scient (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=98)
-   -   [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=31137)

الفاروق 09 Dec 2013 11:30 AM

[4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:

[ الباب الرابع: باب الخوف من الشرك ]


قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عظم الله له الأجر والثواب:

باب الخوف من الشرك

وقول الله عز وجل: { إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ... } [النساء: 48، 116] .

وقال الخليل عليه السلام: { ... وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } [إبراهيم: 35] .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن المصنف رحمه الله لما ذكر التوحيد وفضله وتحقيقه ناسب أن يذكر الخوف من ضده وهو الشرك، ليحذَره المؤمن ويخافه على نفسه.

ومعنى باب الخوف من الشرك:
بابٌ: هو لغةً: المدخل، واصطلاحاً: اسمٌ لجملة من العلم تحته فصول ومسائل غالباً.
الخوف: توقع مكروه، وهو ضد الأمن.
من : (مِن) بيانية وليست للتبعيض.
الشرك: صرف شيء من العبادة لغير الله.

معاني الكلمات:
{ لا يغفر أن يشرك به }: أي لا يعفو عن عبد لقيَه وهو يعبد غيرَه.
{ ويغفر ما دون ذلك }: أي يغفر ما دون الشرك من الذنوب.
{ لمن يشاء }: أي لمن يشاء المغفرة له من عباده حسب فضله، وحكمته.
( الخليل ): الذي بلغ أعلى درجات المحبة، والمراد به إبراهيم عليه السلام الذي اتخذه الله خليلاً.
{ اجنبني وبنيَّ }: اجعلني وإياهم في جانب وحيِّز بعيد عن ذلك.
{ الأصنام }: جمع صنم وهم ما كان منحوتاً على صورة البشر أو صورة أي حيوان.

المعنى الإجمالي للآية الأولى:
أن الله سبحانه يخبر خبراً مؤكداً أنه لا يغفر لعبد لقيَه وهو مشرك به ليحذّرنا من الشرك، وأنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء أن يغفر له تفضلاً وإحساناً؛ لئلا نقنط من رحمة الله.

المعنى الإجمالي للآية الثانية:
أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعو ربه عز وجل أن يجعله هو وبنيه في جانب بعيد عن عبادة الأصنام وأن يباعد بينه وبينها، لأن الفتنة بها عظيمة ولا يأمن الوقوعَ فيها.

مناسبة الآيتين للباب:
أن الآية الأولى تدل على أن الشرك أعظم الذنوب، لأن من مات عليه لا يُغفر له، وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه، والآية الثانية تدل على أن إبراهيم خاف الشرك على نفسه ودعا الله أن يعافيه منه، فما الظن بغيره، فالآيتان تدلان على وجوب الخوف من الشرك.

ما يستفاد من الآيتين:
1- أن الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه.
2- أن ما عدا الشرك من الذنوب إذا لم يتب منه داخل تحت المشيئة - إن شاء غفره بلا توبة، وإن شاء عذب به- ففي هذا دليل على خطورة الشرك.
3- الخوف من الشرك، فإن إبراهيم عليه السلام -وهو إمام الحنفاء- والذي كسّر الأصنام بيده -خافه على نفسه فكيف بمن دونه.
4- مشروعية الدعاء لدفع البلاء، وأنه لا غنى للإنسان عن ربه.
5- مشروعية دعاء الإنساء لنفسه ولذريته.
6- الرد على الجهال الذين يقولون: لا يقع الشرك في هذه الأمة فأمِنوا منه فوقعوا فيه.

* * *

الفاروق 09 Dec 2013 11:33 AM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

قال رحمه الله:

وفي الحديث: " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: " الرياء " (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


معاني الكلمات:
( وفي الحديث ): أي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والطبراني وابن أبي الدنيا والبيهقي.
( أخوف ما أخاف عليكم ): أي أشد خوفاً أخافه عليكم.
( الرياء ): إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدونه عليها.

المعنى الإجمالي للحديث:
لكمال شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورحمته بأمته ونصحه لهم بحيث لم يترك خيراً إلا دلهم عليه ولا شراً إلا حذّرهم منه، ومن الشر الذي حذّر منه الظهور بمظهر العبادة لقصد تحصيل ثناء الناس لأنه شركٌ في العبادة -وهو وإن كان شكاً أصغرَ فخطره عظيم، لأنه يحبط العمل الذي قارنه- ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرئاسة والمنزلة في قلوب الخلق إلا من سلَّم الله كان هذا أخوف ما يُخاف على الصالحين -لقوة الداعي إليه- بخلاف الداعي إلى الشرك الأكبر، فإنه إما معدوم في قلوب المؤمنين الكاملين، وإما ضعيف.

مناسبة الحديث للباب:
أن فيه الخوف من الشرك الأصغر كما أن في الآيتين قبله الخوف من الشرك الأكبر، والباب شاملٌ للنوعين.

ما يستفاد من الحديث:

1- شدة شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أمته وحرصه على هدايتهم ونصحه لهم.

2- شدة الخوف من الوقوع في الشرك الأصغر، وذلك من وجهين:
- أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تخوَّف من وقوعه تخوفاً شديداً.
- أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تخوَّف من وقوعه في الصالحين الكاملين فمن دونهم من باب أولى.

3- أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر.
- فالأكبر: هو أن يسوِّي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
- والأصغر: هو ما أتى في النصوص أنه شرك ولم يصل إلى حد الأكبر.

والفرق بينهما:
- أن الأكبر يحبط جميع الأعمال، والأصغر يحبط العمل الذي قارنة.
- أن الأكبر يخلد صاحبه في النار، والأصغر لا يوجب الخلود في النار.
- أن الأكبر ينقل عن الملة، والأصغر لا ينقل عن الملة.

* * *
__________

(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/428، 429) . والطبراني في معجمه الكبير (4/253 رقم 4301) .

الفاروق 09 Dec 2013 11:35 AM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

قال رحمه الله:

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: " من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار " رواه البخاري (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ابن مسعود:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذَلي، صحابي جليل من السابقين الأولين، من كبار علماء الصحابة، لازم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتوفي سنة 32هـ.

معاني الكلمات:
( يدعو ): الدعاء هنا هو السؤال يقال دعاه إذا سأله أو استغاث به.
( نداً ): الند المثل والشبيه.

المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن من جعل لله شبيهاً ومثيلاً في العبادة يدعوه ويسأله ويستغيث به نبياً كان هذا الند أو غيره واستمر على ذلك إلى الممات أي لم يتب منه قبل الممات، فإن مصيره إلى النار لأنه مشرك واتخاذ الند على نوعين:

الأول: أن يجعل لله شريكاً في أنواع العبادة أو بعضها فهذا شرك أكبر، صاحبه مخلد في النار.
الثاني: ما كان من الشرك الأصغر كقول الرجل: (ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت) ونحو ذلك مما فيه العطف بالواو على لفظ الجلالة. وكيسير الرياء، وهذا لا يوجب التخليد في النار وإن دخلها.

مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التخويف من الشرك ببيان عاقبة المشرك ومصيره.

ما يستفاد من الحديث:
1- التخويف من الشرك والحث على التوبة منه قبل الموت.
2- أن كل من دعا مع الله نبياً أو ولياً -حياً أو ميتاً- أو حجراً أو شجراً فقد جعل نداً لله.
3- أن الشرك لا يُغفر إلا بالتوبة.

* * *
__________

(1) أخرجه البخاري برقم (4497) وفيه: وقلت أنا ( الفوزان ): من مات وهو لا يدعو لله نداً دخل الجنة.
وأخرجه مسلم برقم (92) بلفظ: " من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار " وقلت أنا ( الفوزان ): ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.


الفاروق 09 Dec 2013 11:37 AM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

قال رحمه الله:

ولمسلم عن جابر -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: " من لقي الله وهو لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار " (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جابر:
هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي صحابي جليل مكثر ابن صحابي مات بالمدينة بعد السبعين وله أربع وتسعون سنة.

معاني الكلمات:
( من لقي الله ): من مات.
( لا يشرك به ): لم يتخذ معه شريكاً في الألوهية ولا في الربوبية.
( شيئاً ): أي شركاً قليلاً أو كثيراً.

المعنى الإجمالي للحديث:
أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخبرنا أن من مات على التوحيد فدخوله الجنة مقطوع به، فإن كان صاحب كبيرة ومات مصراً عليها فهو تحت مشيئة الله، فإن عفا الله عنه دخلها أولاً، وإلا عُذب في النار ثم أخرج منها وأُدخل في الجنة.
وأن من مات على الشرك الأكبر لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ويخلد في النار، وإن كان شركاً أصغر دخل النار -إن لم يكن معه حسنات راجحة- لكن لا يخلد فيها.

مناسبة الحديث للباب:
أن فيه التغليظ في النهي عن الشرك مما يوجب شدة الخوف منه.

ما يستفاد من الحديث:
1- وجوب الخوف من الشرك، لأن النجاة من النار مشروطة بالسلامة من الشرك.
2- أنه ليس العبرة بكثرة العمل، وإنما العبرة بالسلامة من الشرك.
3- بيان معنى لا إله إلا الله وأنه ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة.
4- قرب الجنة والنار من العبد وأنه ليس بينه وبينهما إلا الموت.
5- فضيلة من سلم من الشرك.

* * *
__________

(1) أخرجه مسلم برقم (93) ، وأحمد في المسند (3/345) .

ابن الورد 09 Dec 2013 11:37 AM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 
أخي الفاروق
ومراقبنا الغالي الفاضل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
على هذه المواضيع المتميزة أدباوموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكانت غيثا لقلوبنا وإرواءا لعقولنا وأفكارنا .
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ فيه
بارك الله فيكم
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور
ولاحرمنا الله منكم ولاحرمكم أجرنا
وجزاكم الله عن الجميع خيرالجزاء
وجعل الله تعالى كل ماتقدمه في ميزان حسناتكم
اللهم ربنا أنصر به السنة وأنفع به الأمة
حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

الفاروق 09 Dec 2013 11:39 AM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

تم بحمد الله الإنتهاء من هذا الباب

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح

وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أبو خالد 09 Dec 2013 11:45 AM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 
بارك الله فيك اخي الفاضل ابا عبد الله

وجزاك الله خير

الفاروق 09 Dec 2013 09:30 PM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

أخوي أبا الحسن وأبا خالد

وفيكما بارك الله وجزاكما عنا خيرا


نور الشمس 10 Dec 2013 02:20 PM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 
"

بآركـ الله فيك وفي جهودك الطيبه


يآرب تحمينآ وتقينآ جميعآ من الشـركـ وأنوآعـه


http://www12.0zz0.com/2013/12/10/11/826845609.gif

الفاروق 10 Dec 2013 11:50 PM

رد: [4] باب الخوف من الشرك > الملخص في شرح كتاب التوحيد
 

آمين والمسليمن يا رب العالمين

وفيكم بارك الله وجزاكم عنا خيرا



الساعة الآن 12:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي