موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الشيخ عبدالله الخليفة حفظه الله:

اتصلت علي أحد مشرفات المنتدى وكانت من المشرفات المتميزات

فقالت: إن أخي مريض وسيأتي إليك ليأخذ برنامج الطب النبوي.

فسألتها عن نوع مرضه.

فقالت: نشعر بأنه مسحور. فطلبوا مني رقية شرعية,

فذهبت إليهم وكانوا خارج الرياض, فقرأت على الأخ وزوجته, فاستغربت نفور الزوجة من الرقية الشرعية.

فقد أخبروني بأنهم يريدون الرقية الشرعية إلا ( زوجة الأخ ) لا تريدها.

فسألت زوجها عن سبب نفورها.

فقال: لا أعلم, فأنا أيضاً متعجب مما حصل.

فسألته عن مدة زواجهم, فأجابني بـ (6) سنوات.

فقلت له: هل بدأت بالبرنامج؟

فقال: سأبدأ به إن شاء الله.

وفعلاً بدأ باستخدامه.

وبعد شهر أو شهرين, اتصلت علي الأخت وقالت: أبشرك أخي طلق زوجته.!!

فسألتها عن سبب تبشيرها بطلاقه من زوجته.

فقالت: إن أخيها مصاب بسحر محبة من هذه المرأة,

أولاً: هذه المرأة ليست منّا.

ثانياً: لم تحمل, فقد كانت تستعمل موانع.

ثالثاً: كانت تطمع بمال أخي.

فقلت لها: هذه الأدلة غير كافية.

فقالت: ياشيخ هناك أمر آخر وهو أن أخي على شدته وقوة شخصيته , فقد كان يخاف منها, وكانت أيضاً تضربه في بعض الأوقات. كما أنه يحبها حب جنوني على غير المعتاد ثم تحول شعوره للرجل الذي نعرفه قبل 6 سنوات والغريب أنه أول ما استخدم الطب النبوي, كرهها مباشرة وطلقها.

فتفسير هذا الأمر, أنه مصاب بسحر محبة, وفعلاً هذا الأخ طلقها بعد سنوات من عدم الإنجاب.

وكان زواجا فاشلاً حسب وجهة نظرهم, فتزوج زوجة أخرى ولله الحمد.

وهذه القصص قد تحدث معنا كثيراً, فأحياناً نقرأ الرقية الشرعية على المرضى فتتغير أشياء كثيرة في حياته.

كأن يتزوج عن طريق الخطأ وينكرها كل الأهل, كما حصل مع صاحبنا, ثم يطلقها.

أذكر مرة قرأت على شخص كان أهله معارضين على فكرة الزواج والسبب أن الزوجة ليست منهم ...ولانتاسبهم من نواح عدة .

وهو يرى أنه سليم, لكن في الحقيقة ظهرت عليه بعض أعراض سحر المحبة , وقرأت عليه لفترة, وبعد تقريباً ثلاثة أشهر أو أربعة, قيل لي أنه وضع زوجته عند أهلها وابتعد عنها, وأهله فرحين بهذا الأمر وذلك لأنها ليست مناسبة له , وكانوا يتمنوا أن يرجع إلى أم أولاده وهي الزوجة الأولى التي ذكروها بكل خير , والتي طلقها , فقد كانت محط إعجاب الأهل.

وبعد الرقية الشرعية منّ الله عليه بالشفاء. والغريب في الأمر أن رؤاهم في الزوجة الأخيرة ليست على مايرام

وبعض الشباب يتعلقون ببنات لَسْنَ منهم, ولَسْنَ كفؤا لهم , وبالتالي يحدث موضوع المحبة الزائدة والخيالية, حتى أنهم في بعض الأحيان يعصون والديهم, بسبب هذه المرأة.

لكن بفضل الله ثم بفضل الرقية الشرعية والطب النبوي يعود الشخص إلى طبيعته ورشده, وهي الشفاء من السحر.

وهذه قصة أحببت أن أطرحها تنبيهاً للإنسان الذي تصدر منه تصرفات لا إرادية بسبب هذا الموضوع.

::وقفات مع هذه القصة::

1/ الرقية الشرعية هي الفيصل للمرض الروحي والتي من خلالها يتم تحديد نوع هذا المرض.

2/ هذه القصة تحمل بين ثناياها فوائد العلاج بالقرآن الكريم ( الرقية الشرعية ) والطب النبوي.

3/ هناك دلالات وإشارات تدل على وجود المرض الروحي, مثل: المحبة الزائدة ( سحر المحبة ).

4/ المرض الروحي ابتلاء من الله فالواجب عليه الصبر واحتساب الأجر,قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة " رواه أحمد .

5/ الحرص على مشورة الوالدين في اختيار الزوجه لأن ذلك من البر, ويخشى على الابن من العقوق في عدم مشورتهم.

من الدروس السمعية للشيخ:

عبدالله الخليفة حفظه الله

http://www10.0zz0.com/2015/03/07/18/489962122.gif