موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   نصرة شفيعنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ بأبي أنت وأمي يارسول الله . (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=146)
-   -   نظرة في القدوة الحسنة (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=37662)

في الجنة نلتقي 29 Mar 2016 02:16 AM

نظرة في القدوة الحسنة
 
من رحمة الله بالأمة أن أرسل لها خير رسله؛ ليكون قدوة لها تأخذ من علمه وسمته، ولما أراد الله بأمتنا الخير بعث فينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- وجعله منة وتكريم ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (164)آل عمران.
قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره: "بين الله - تعالى -عظيم منته عليهم ببعثه محمداً - صلى الله عليه وسلم -. والناظر إلى حال الأمم اليوم فإنه يجدها تتعلق برموزها وينصبون لها تماثيل ويعظمون وينكبون ويرفعون وهذا كله من فعل البشر، أما من ينظر إلى نبينا الكريم، فإنه يجد من يزكي هو رب العالمين - جل وعلا - وجعل في نبيه -صلى الله عليه وسلم- المثل القويم والأسوة التي يتبعها المؤمنون جميعاً: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(21)الأحزاب، قال ابن كثير مفسراً لهذه الآية: "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر- تبارك وتعالى -الناس بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته" تفسير ابن كثير، (3/ 88). والذي يريد أن يعرف ويتعلم هذا فليتعلمه من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين اختارهم الله لنبيه ورباهم النبي علي يديه بهداية الله لهم.
القدوة في صحب النبي....
وهذا عمر بن الخطاب يضرب لنا مثلاً كريماً في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعن عابس بن ربيعة - رحمه الله -، قال: " رأَيتُ عُمَرَ يُقَبَّلُ الْحَجَرَ، ويقول: إنَّي لأعْلَمُ أنَّكَ حَجَرُ، ما تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ، ولولا أنَّي رأَيتُ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يُقَبَّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ" [حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم]
قبل الحجر لأنه رأي النبي يقبل، كان عمر يفهم التأسي سلوكاً اجتماعياً، فيه جانب كبير من متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أخلاقه، في شمائله، في تواضعه، في محبته، في وسطيته، في ليونته، في مؤانسته فرضي الله عنك يا عمر. فلقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- مثلاً وسيظل هذا المثل إلى يوم القيامة يحتذي به في كل جوانب الحياه.
وصية في الاقتداء.....
قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: " كلّ عبادة لم يَتَعبدْ بها أَصْحابُ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم - فلاَ تَتَعبَّدوا بها؛ فإِن الأَوَّلَ لَمْ يَدع للآخِر مَقالا؛ فاتَّقوا اللهَ يا مَعْشَر القرَّاء، خُذوا طَريقَ مَنْ كان قَبلكُم" "الإبانة". هذا لأنك تجد من يدخل في دين الله ما ليس منه ويريد أن يصبح قدوة ويريد تعميماً لرأيه الذي بناه بلا علم ولا حجة، فنقول له: اعلم أن المسلم لا تقبل منه العبادة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان:
الأول: إخلاص النية لله - تعالى -: وهو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله - تعالى -دون غيره والنص عندنا قول الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينة.
الثاني: موافقة الشرع الذي أمر الله - تعالى -أن لا يعبد إلا به، وذلك يكون بمتابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به، وترك مخالفته، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - والنبي أخبرنا (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة)). ورواه أبو داود وابن ماجه وصححه شعيب الأرناؤوط وبعضه في صحيح مسلم. فلابد من الاقتداء بمن سبقنا لا بغيرهم. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

ابن الورد 29 Mar 2016 08:15 AM

رد: نظرة في القدوة الحسنة
 
أختي الفاضلة الكريمة في الجنة نلتقي
جعل الله تعالى كل ماتقدمينه في ميزان حسناتكم
وجزاك الله تعالى عن الجميع خير الجزاء

فرح السنين 30 Mar 2016 02:10 AM

رد: نظرة في القدوة الحسنة
 
جزاك الله خير أختنا الفاضلة ●في الجنة نلتقي ●اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ..

نور الشمس 04 Apr 2016 03:59 AM

رد: نظرة في القدوة الحسنة
 
http://www4.0zz0.com/2016/04/04/03/877260272.gif

أنوار العلم 08 May 2016 06:34 PM

رد: نظرة في القدوة الحسنة
 
جزاك الله خيرا ... وجعله الله في موازين حسناتك


الساعة الآن 04:39 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي