موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

أورد الإمام الغزالي في كتابه احياء علوم الدين ..في حقوق الصحبة الاتي:-
الحق الاول : في المواساة بالمال على ثلاث مراتب ..أدناها أن تنزله منزلة عبدك ، فتقوم بحاجته من فضل مالك ، فإذا سنحت له حاجة وكانت عندك فضلةأعطيته ابتداء ولم تحوجه إلى السؤال ، فإن أحوجته فهو غاية التقصير . الثانية أن تنزله منزلة نفسك.. والثالثة أن تؤثره على نفسك وتقدم حاجته على حاجتك ..وهذه رتبة الصديقين ..
الحق الثاني :- في الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات ، وهذه أيضا درجات أدناه القيام بحاجة أخيك عن السؤال وكان السلف من يتفقد عيال أخيه ، وأولاده بعد موته أربعين سنة يقوم بحاجتهم ويتردد كل يوم إليهم ، وكان أحدهم يتردد على بيت أخيه يقول : هل لكم زيت ؟ هل لكم ملح ؟ هل لكم حاجة؟ هل هل ؟؟
الحق الثالث :- أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته وحضرته ،بل يتجاهل ويسكت عن الرد فيما يتكلم به ولا يماريه ولا يناقشه وأن يسكت عن التجسس على أحوله ، وأن يسكت عن أسراره ..
الحق الرابع :- أن يتكلم بلسانه مشاركة لصديقه وتفقده له بالسؤال عنه في غيابه ، والمساهمة له في السراء والضراء والثناء عليه وعلى أولاده والدعاء له بخيرأسمائه عنه في غيابه ..
الحق الخامس :- العفو عن الزلات والهفوات ، فهفوات الصديق لا تخلو أن تكون دينه بارتكاب معصية ، فإن بدر منه ذلك فعليه التلطف في نصحه ، فإن بقى معتزا قد اختلفت طرق الصحابة في إدامة مودته ..
الحق السادس :- الدعاء للأخ في حياته وبعد مماته بكل ما يحب لنفسه ولأهله ، فتدعو له كما تدعو لنفسك ..
الحق السابع :- الوفاء والاخلاص ، ومعنى الوفاء – الثبات على الحب وإدامته إلى الموت وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه ، فإن الحب إنما يراد للآخرة فإن انقطع حبط العمل ..
الحق الثامن :- التخفيف وترك التكلف والتكليف، بأن لا يكلف اخاه ما يشق عليه ولا يكلفه شيئا من مهماته ، وأعبائه ولا يقصد بمحبته إلا لله تعالى ..
وبما أن الاخوة كانت لله فلا ينبغي أن تحول إلى غيره من جلب منافع الدنيا أودفع المضار ، وآية سقوط الكلفة الموجبة للإنس أن يفعل الاخ في بيت أخيه أربع خصال .. أن يأكل في بيته ..ويدخل الخلاء عنده ..ويصلي ..وينام . فإذا فعل ذلك فقد تم الإخاء ..
الحق التاسع :- التزاور ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( من عاد مريضا او زار أخا في الله ناداه مناد بان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا )
الحق العاشر :- أن يعطيه من لسانه ما يحبه منه فيدعوه باحب اسمائه اليه ويذكره بالخير في الغيبة والحضور وأن يبلغه ثناء الناس عليه مظهرا اعتباطه به بذلك وفرحه به ، ولا يسترسل في نصحه فيقلق ولا ينصحه أما م الناس فيفضحه ..