بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الذي يفزع إليه المكروب ، ويستغيث به المنكوب ،
وتصمد إليه الكائنات ، وتسأله المخلوقات ، وتلهج بذكره الألسن ،
وتألهُهُ القلوب .. إنه الله لا إله إلا هو .
وحقٌ عليَّ وعليك أن ندعوه في الشده والرخاء ، والسراء والضراء ،
ونفزع إليه في الملمَّات ، ونتوسل إليه في الكربات ،
وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين ،
حينها يأتي مدده ، ويصل عونه ، ويسرع فرجه ، ويحل فتحه
.. (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) ..
فينجي الغريق ، ويرد الغائب ، ويعافي المُبتلى ، وينصر المظلوم ،
ويهدي الضال ، ويشفي المريض ، ويفرّج عن المكروب
.. (( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللهَ مُخلِصيِنَ لَهُ الدِّينَ )) ..
ولن أسرد عليك هنا أدعية إزاحه الهم والغم والحزن والكرب ،
ولكن أُحيلك إلى كتب السنه لتتعلم شريف الخطاب معه ؛
فتناجيه وتناجيه وتتدعوه وترجوه ،
فإن وجدته .. وجدت كل شئ ..
وإن فقدت الإيمان به .. فقدت كل شئ ..
إن دعاءك ربك عبادة أخرى وطاعة عظمى ثانية فوق حصول المطلوب ..
وإن عبداً يُجيد فنَّ الدعاء حرّيٌ ألا يهتم ولا يغتم ولا يقلق ..
كل الحبال تتصرّم إلا حبله ، كل الأبواب توصد إلا بابه ،
وهو قريب سميع مجيب ، يجيب المضطر إذا دعاه – يأمرك – وأنت الفقير
الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد – بأن تدعوه
.. (( ادعوني أستجب لكم )) ..
إذا نزلت بك النوازل ، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره ،
واهتف بإسمه ، واطلب مدده ، واسأله فتحه ونصره ..
مَرِّغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على تاج الحريه ،
وأرغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ..
مد يديك ، إرفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ، بالغ في سؤاله ،
ألِحَّ عليه ، إلزم بابه ، إنتظر لطفه ، ترقب فتحه ، اشدُ باسمه ،
أحسن ظنك فيه ، انقطع إليه ، تبتل إليه تبتيلا حتى تسعد وتفلح .
نقلاً من كتاب .. لا تحزن ..
لفضيله الدكتور .. عائض القرني ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
الأخيار وسلم تسليماً كثيرا
تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع