عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13 Sep 2012, 10:21 AM
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
فراشة الربيع غير متصل
Egypt    
SMS ~ [ + ]

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل : May 2012
 فترة الأقامة : 4408 يوم
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 الإقامة : القاهرة
 المشاركات : 3,189 [ + ]
 التقييم : 19
 معدل التقييم : فراشة الربيع is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
معنى الإحتســاب .. وأهميته .



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يجيب ابن الأثير قائلاً ..

" الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر

وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم

فيها طلباً للثواب المرجو منها " النهايه لابن الأثير (1\382 )


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فاحتسب أعمالك اليومية كفعل الطاعات .. والصبر على المكروهات ..

والحركات والسكنات.. ليحسب ذلك من عملك الصالح ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن الاحتساب عمل قلبي، لا محل له في اللسان .

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها القلب...

وأنت عندما تحتسب الأجر من الله ذلك يعني أنك تطلبه منه تعالى .

والله عز وجل لا يخفى عليه شيء .. قال الله تعالى :

(( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ))

( آل عمران : 29 ) .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


و العمل لابد فيه من النية... فالذي يحتسب وينوي بعمله وجه الله فهو لله

والذي ينوي بعمله الدنيا فهو للدنيا فالأمر خطير جداً.. جداً.

والنيات تختلف اختلافاً عظيماً وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض !

فمن الناس من نيته في القمة في أعلى شيء، ومن الناس من نيته في القمامة

في أخس شيء وأدنى شيء. فإن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية

حصل لك ذلك ، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قال تعالى: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ))

( الاسراء : 18) .

ما قال عجلنا له ما يريد !! بل قال ما نشاء ـ أي لا ما يشاء هو

ـ لمن نريد ـ لا لكل إنسان ـ فقيّد المُعَجَّل والمُعَجَّل له.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إذاً من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنه من يعطى شيئاً منه

ومنهم من لا يعطى شيئاً أبداً ! وهذا معنى قوله تعالى :

((عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )).


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أما قوله تعالى :

(( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ))

( الاسراء : 19).

فلابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة

وهذا يعني أن تحرص على الأحتساب.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ولا تنسى كذلك أجر احتساب النية الصالحة الذي لا يضيعه الله أبداً

حتى وإن لم تتمكن من أداء العمل الصالح الذي تنوي القيام به !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


" إن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له الأجر،

أجر ما نوى. أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر، أي: لما كان قادراً كان يعمله

ثم عجز عنه فيما بعد فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيماً " .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فمثلا إذا كان من عادته أن يصلي تطوعاً ولكن منعه مانع ،

ولم يتمكن منه فإنه يكتب له أجره كاملاً .

أما إذا كان ليس من عادته أن يفعل فإنه يكتب له أجر النية فقط دون أجر العمل .

ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أتاه الله مالاً فجعل ينفقه في سبيل الخير

وكان رجل فقير يقول لو أن لي مال فلان لعملت فيه عمل فلان ،


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" فهو بنيته فهما في الأجر ســواء "

أي سواء في أجر النية أما العمل فإنه لا يُكتب له

أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن تعويدك نفسك على احتساب الأعمال خير على خير...

فمن فضل الله ورحمته بعباده أنه من كان من نيته عمل الخير،

ولكنه اشتغل بعمل آخر أفضل منه، ولا يمكنه الجمع بين الأمرين ..

فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل أفضل منه،

بل لو اشتغل بنظيره وفضل الله تعالى عظيم


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إذاً لماذا من المهم أن تحتسب الأجر في كل شيء؟


1) حتى تحقق الغاية التي خلقت من أجلها ، لأن خروجك إلى الحياة

حدث عظيم ترتب عليه أمور كُلفت بها وتحاسب عليها... لذلك

فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها،


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهي عبادة الله تعالى، والفوز برضى الله ونعيمه ، والنجاة من غضبه وعذابه ،

وأن يحرص ، على أن تكون نيته في كل ما يأتي وما يذر خالصة لوجه الله تعالى

سواء في ذلك الأمور والعبادات الواجبة أم المندوبة ، أم المباحات ، أم التروك

فحينئذ تتحول المباحات إلى عبادات ويثاب على تركه للمحرمات ،

وقد دل على ذلك أدلة كثيرة....


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن حرصك على احتساب الأجر في جميع أمورك سوف يجعلك في عبادة مستمرة

لا تنقطع فتكون ـ بإذن الله ـ قد قمت بما خلقك الله له، قال الله تعالى :

(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))

(( الذاريات : 56 )).


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


2) الاحتساب مهم جداً لأنه سوف يميز عباداتك عن عاداتك...

ولابد أيضاً أن يميز العادة عن العبادة ، فمثلا الإغتسال يقع نظافة أو تبرداً ،

ويقع عن الحدث الأكبر، وعن غسل الميت ، وللجمعة ونحوها ، فلا بد أن ينوي

فيه رفع الحدث أو ذلك الغسل المستحب... فالعبرة في ذلك كله على النية .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


3) أنت بحاجة ماسة كذلك إلى احتساب النية الصالحة لأن جميع الأعمال

مربوطة بالنية قبولاً ورداً وثواباً وعقاباً ، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم

" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

.
.
.
.
.
.


الآن... ألا يبدو لك الأمر مهماً وخطيراً ؟...

إذن . هيا لنحتسب كلنا...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لماذا الحديث عن الاحتساب؟

قد تزهد في العمل الصالح أحياناً...!

بمعنى أنك لا تجد حماسة له ، ولربما كان السبب في ذلك أنك لا تعلم أهمية هذا العمل

ولا الثواب المترتب عليه ، أو أنك تجهل أن بعض الأعمال البسيطة قد تبلغ بك

المنازل العالية فتستهين بها...!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وفي الغالب يُفسر ذلك كله بعدم وجود الاحتساب في حياتك...

فلربما لا تدري ما هو الاحتساب ؟ ولا ماذا تحتسب ؟.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وقد تشعر عندما تقوم ببعض الأعمال الصالحة بوجود من ينكر عليك

ويقول لك : لا تتعب نفسك... يكفي ما قمت به سابقاً... لماذا كل هذا المجهود ؟

الأمر لا يستدعي ذلك... لا تحرم نفسك فأنت ما زلت شاب... إلخ .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سبحان الله ! وهل العمل إلا في الشباب ؟.

لو علم هؤلاء أنهم هم المحرمون ، وأنت من يقول لهم : كفى... كفى

أريحوا أنفسكم من اللهو والعبث... ولا تتعبوها بالغفلة...

وارحموها من حمل أثقال المعاصي المتراكمة...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أما إن كان ما تقوم به من أعمال صالحة فيه منفعة للآخرين

كقضاء حاجات المسلمين من أقارب وإخوه وأخوات في الله والتودد إليهم ،

فستسمع من ضعيف الإيمان عبارات من نوع ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إنهم لا يستحقون ما تفعله لأجلهم...

في كل مرة تساعدهم وهم لم يساعدوك مرة واحدة...

هل سبق أن قدم لك فلان هدية حتى تهديه تلك الهدية القيّمة ؟ ... إلخ.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وكأننا خلقنا لنعمل من أجل الناس !

فإن أرضونا تفانينا في الإحسان لهم ،

وأن أغضبونا تفانينا في الإساءة إليهم !...

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إذاً ماذا بقي للآخرة ؟...

ما الذي ستجده في صحيفتك إذا كانت أعمالك كلها منصرفة للبشر

حسب علاقتك الشخصية بهم وليست لله وحده !...

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن الأيام لتذهب سريعاً فلا تفاجئ بخلو صحيفتك

من الأعمال التي تبتغي بها وجه الله...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أشعرت ـ عزيزي \\ عزيزتي ـ بأن هناك من يزهد جدا في العمل الصالح ،

بل ربما يعتبر بعض الأعمال الصالحة ضعفاً ومهانة !

كالعفو والحلم مثلا ... !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لأجل ذلك كله كان الحديث عن احتساب الأجر

أمرا نحتاج إليه...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تقديم

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع




 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع


رد مع اقتباس