عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 31 Jan 2013, 03:31 PM
صلاح المعناوي
مدير عام إدارة الطب الإلهي والنبوي ــ جزاه الله خيرا
صلاح المعناوي غير متصل
Egypt    
لوني المفضل Black
 رقم باحث : 8065
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 فترة الأقامة : 5283 يوم
 أخر زيارة : 27 Aug 2016 (07:59 AM)
 المشاركات : 1,212 [ + ]
 التقييم : 17
 معدل التقييم : صلاح المعناوي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
(يا أماه أخبريني إن أذن المؤذن) إنا لفراقك أختنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
مآساة أخت في الله
سأكتب هذه الكلمات بمرارة دمع ونزيف فؤاد عن أختكم (.....) التي فارقت دنيا البلاء من ساعات ليست بالكثيرة فلعل فيها لمن يقرأ موعظة، ولمن يتعظ شفاء، ولعل فيها لكسول نشاط، ولعل فيها لدنيء عزيمة همة، ولعل فيها لمتماوتة حياة، ولعل فيها لمسوف استفاقة، ولعل فيها لمخالف عظة، ولعل فيها لمعاند حياء، ولعل فيها لمكابر دواء، ولعل فيها لجاهل علما، ولعل فيها لمغرور حجمة، ولعل فيها لمراء علاج، ولعل فيها لصاحب هوى دعاء، ولعل فيها لعاقل حزما، ولعل فيها لمن يتقي الله هناء.
ميلادها: 21/5/1998 مـ
كان عمرها تقريبا سبع سنين في هذا الوقت الذي بدأ السرطان يتحسس طريقه لبدنها، وبدأت رحلة الآلام، ولمن لا يعرف آلام هذا المرض فهي آلام لا يتحملها الرجال الأشداء فهي آلام يصفها أصحابها أنها النيران في داخل الأبدان (فصبرا أخيتي وصبرا أخي فقد يزول الجهل قريبا وتنكشف غمتكم ويتعلم الجاهل طبيبا كان أو غيره كم ظلمك لما لم يعترف بالأمراض الروحية وتأثيرها على الأبدان الحسية، وإن لم يزل جهل الجاهل، فالله أرحم بنا وبكم منهم).
بدأت رحلتها مع المرض في سن مبكرة مثلها مثل كثير غيرها من الورود والزهور ورياحين القلوب التي تتراقص حين رؤيتهم، إنه ورم بالدماغ ولابد من إزالته وإلا!! خضعت مثلها مثل أقرانها لأيدي أرباع الأطباء الذين لا يعرفون في الدنيا غير المحسوس الذين لا يعلمون عن أسباب شفاء المرض إلا ما تراه أعينهم العمياء وقد لا يوفق له بعينيه حتى يجسه بكلتا يديه جسا وقد لا يصدق ما تحسسته يداه حتى يفصله وينظر إليه ويبدأ مريضه يتحسن شيئا فيصدق الطبيب نفسه أنه قضى على المرض وهيهات هيهات، إنه مرض كالنبتة إن لم تجتث من جذورها تفرعت وأينعت فأصلها موجود ثابت وسببها قائم لا يخطر لهم على بال.
خرجت من الجراحة وندبات سكين الطبيب في جبينها الندي، أصبحت تنظر في الأرض إن نظر إليها أحد وكأنها تحثك على عدم التدقيق في جبينها المجروح بكل حياء وأدب، طفلة تهرب من نظرات العيون، وهي نظرات إن أحببت فقل أنها مشفقة وإن أحببت فقل أنها نظرات تتأمل برائتها، فكم كانت برائتها طاغية وهدوئها هو الحضور وضعفها هو روح قوتها.
بدأت رحلة الجراحات والعلاج الكيميائي القاتل المزين لنا على أنه الحل الأوحد للعلاج وبدأت رحلة مثلث الآلام تسانده من جميع الجهات الجهل، جهل الأهل والمحبين، وجهل الناصحين، وجهل الأكاديميين، وأغلق عليها المثلث بإحكام قوي لم يتوانى ضلع فيه أو يتراجع قيد أنملة حتى خنقها خنقا بطيئا وكم أزل الجهل رجالا، أسلمت لباريئها اليوم روحها، (18/3/1434) (29/1/2013) (عن خمسة عشر ربيعا عمرها بيننا). فكم بكتها أكباد عرفتها، وعيون رأتها، وأيادي قدمت لها الدواء، وكم عز على طبيب وضع لها في يوم من الأيام ميزان الحرارة أن تفارق هذه الزهرة الندية دنياها، فكم من عيون دمعت لرحيلكم أختاه، ولا نقول أخيتي إلا ما يرضي ربنا وإنا بك لمحزونون.
ولكن لماذا تركتي كل هذا الجيش خلفك من الحزن؟
العلم لله الواحد القهار، ولكني أقول ما حدث منها قبل أن تفارق الحياة فقد يكون فيه جواب.
كلامها: زجر لطيف لله، وترغيب لطيف في الله.
وكأنها رزقت علما بتقوى الله رغم صغرها تستشعر أنها عالمة بالله
آلامها: كما وصفها لفظها (نار).
فاللهم ارفعها حتى ترضيها
أمنيتها: الموت لتدخل الجنة!
فما أعظم هذا الظن الحسن بربك ريحانتي، وأبشرك فالله عند ظنك به والله لا يخلف وعده.
عبادتها: (ياا أماااه أخبريني إن أذن الآذان –هكذا لفظها- بعد أن ذهب السمع وتلاه البصر) في شدة ألمها بعد أن تفيق من غيبوبتها أول ما يخطر ببالها أن تتحسس رأسها هل رأسها مغطى أم لا؛ أخرج مسلم في صحيحه حديث جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (يبعث كل عبد على ما مات عليه) هل تعلم أخي وأخيتي على ما قبضها الله قبضها على ترديدها لأسمائه الحسنى فما أرحمك بعبادك يا معبودنا؛ أراها يوم البعث تبعث وهي تقول (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) فأي بعثة تبعثينها يا أمة الله فكم تمنيت أن أكون مكانك ولكن الله أعلم بعباده وبما يستحقوه.
فأي خاتمة ختم لك بها أخيتنا الغالية، وأي موعظة تركتيها خلفك لمن مرضوك وحضروك وأي سهم محمل بالتعب أبقيتيه لمن بعدك وأي حربة شربتيها بماء الوصب ثم وجهتيها لصدور من عرفوك.

اعزف يا القلم وخط ذكرانا... اعزف عالورق لحــن موت نادانـــــا
اعزف يا القلم لحـــن قوانا..بالحـــــــق نكتــــــب فلا لنجــــــــوانـا
اعزف يالقلم الحق تبيانـــا..اعزف وإن قطعوا يسرانـــــا ويـمنـانا
يا كاغدي لا تنطــــــــــوي..الحــــــق خير فلا تلتفـت لنـهيــــــــانا
أكتب لبنت العم وبين بيان..نحــــن أهل الدواة والحق ينعانـــــــــا
أكتب وبين صوت دعوانا..لـــبنت العم فـــدمع القـلب حزنانـــــــا
اكتب فالله بشرنا وعزانا..بحــسن ختـــم لها والقلــب رضـيانــــا




 توقيع : صلاح المعناوي



جوال:00201007787500
بريدي: [email protected]
مواضيع : صلاح المعناوي


رد مع اقتباس