عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Mar 2013, 04:19 PM   #136
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories





الباب السابع والثلاثون بعد المائة في بيان حضور الشيطان مجمع قريش

بدار الندوة للتشاور في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقبيحه آراءهم وتصويبه رأي أبي جهل
قال ابن اسحاق لما رأت قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كانت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم عرفوا أنهم قد نزلوا دارا وأصابوا سعة فحذروا خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفوا أنه قد أجمع لحربهم فاجتمعوا له في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خافوه فحدثني من لا أتهم من أصحابنا عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج وغيره ممن لا أتهم عن ابن عباس قال لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بت له فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ فقال شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى أن لا يعدمكم منه رأيا ونصحا قالوا أجل فادخل فدخل وقد اجتمع فيها أشراف قريش من بني عبد شمس عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب ومن بني نوفل بن عبد مناف طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث ابن عمرو بن نوفل ومن بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة ومن بني أسد بن عبد العزى أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود وحكيم ابن حزام ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام ومن بني سهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج ومن بني جمح أمية بن خلف ومن كان منهم ومن غيرهم ممن لا يعد من قريش فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم وأنا والله لا نأمن من الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا فاجمعوا به رأيا قال فتشاوروا ثم قال قائل منهم احبسوه في الحديد واغلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما اصاب اشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهير والنابغة من مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه ما أصابهم فقال الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلا يوشك أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ثم يكاثروكم حتى يغلبوكم على أمركم ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره فتشاوروا ثم قال قائل منهم نخرجه من بين ظهرنا فننفيه من بلادنا فإذا خرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه أصلحنا أمرنا وآلهتنا كما كانت فقال الشيخ النجدي والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به والله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل على حي من العرب فيغلب بذلك عليهم من قوله وحديثه حتى يبايعوه عليه ثم يسير بهم اليكم حتى يطأكم بهم فيخرج أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد فأروا فيه رأيا غير هذا قال فقال أبو جهل بن هشام والله إن لي لرأيا ما أراكم وقفتم عليه بعد قالوا وما هو يا أبا الحكم قال أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى شابا جلدا نسيبا وسطا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا فلا تقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم قال يقول الشيخ النجدي القول ما قال الرجل هذا الرأي لا أرى غيره فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له فأتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لا تبيت الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه قال فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبوا عليه فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكانهم قال لعلي بن أبي طالب نم على فراشي وتوشح ببردي هذا الأخضر فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام في برده ذلك إذا نام فحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب قال لما أجمعوا له وفيهم أبو جهل بن هشام فقال وهم على بابه إن محمدا يزعم أنكم إن بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ثم إن بعثتم من بعد موتكم جعلت لكم جنان كجنان الأردن وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ثم بعثتم بعد موتكم فجعلت لكم نارا تحرقون فيها قال وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم وأخذ الله أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر التراب على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات “ يس “ إلى “ فهم لا يبصرون “ ولم يبق رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا وانصرف إلى حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال وما تنتظرون ههنا قالوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - قال قد خيبكم الله قد والله خرج عليكم محمد - صلى الله عليه وسلم - وما ترك أحدا منكم إلا وضع على رأسه ترابا وانطلق لحاجته فما ترون ما بكم قال فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متشحا ببرد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقولون والله إن هذا لمحمد نائما عليه برده فلم يزالوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا والله لقد صدقنا الذي كان حدثنا فكان مما أنزل الله تعالى من القرآن في ذلك “ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “ وقول الله تعالى “ أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين “

تعليق وبيان فصل
قد قدمنا في بيان طلوع قرن الشيطان من نجد المعنى الذي تمثل من اجله الشيطان في صورة شيخ نجدي وهو أن قريشا قالوا لا يدخل معهم في المشاورة أحد من أهل تهامة لأن هواهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يسم ابن اسحاق من المشيرون الذين أشاروا غير أبي جهل فقال ابن سلام الذي أشار بحبسه هو أبو البختري بن هشام والذي أشار بإخراجه ونفيه هو أبو الأسود ربيعة بن عمير احد بني عامر بن لؤي وأما وقوفهم على بابه يتطلعون فيرون عليا وعليه برد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيظنونه إياه فلم يزالوا كذلك قياما حتى اصبحوا فذكر بعض أهل السير السبب المانع لهم من التقحم عليه في الدار مع قصر الجدار وأنهم إنما جاءوا لقتله فذكر في الخبر أنهم هموا بالولوج عليه فصاحت امرأة من الدار فقال بعضهم لبعض والله إنها لسبة في العرب أن يتحدث عنا إنا تسورنا الحيطان على بنات العم وهتكنا ستر حرمنا فهذا الذي أقامهم في الباب حتى أصبحوا ينتظرون خروجه ثم طمست ابصارهم عنه حين خرج وفي قراءة الآيات من سورة يس من الفقه التذكرة بقراءة الخائفين لها اقتداء به - صلى الله عليه وسلم - وقد روى الحارث بن اسامة في مسنده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر في فضل يس أنها إن قرأها خائف أمن أو جائع شبع أو عار كسى أو عاطش سقى أو سقيم شفى حتى ذكر خلالا كثيرة والله أعلم

من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس