عرض مشاركة واحدة
قديم 30 Mar 2013, 10:25 PM   #5
فتاة الإسلام
قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا


الصورة الرمزية فتاة الإسلام
فتاة الإسلام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 11102
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 23 Jun 2019 (03:25 AM)
 المشاركات : 642 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كتاب المرضى من فتح الباري شرح صحيح البخاري



قوله: (حتى الشوكة) جوزوا فيه الحركات الثلاث، فالجر بمعنى الغاية أي حتى ينتهي إلى الشوكة أو عطفا على لفظ مصيبة، والنصب بتقدير عامل أي حتى وجد أنه الشوكة، والرفع عطفا على الضمير في تصيب.
وقال القرطبي: قيده المحققون بالرفع والنصب، فالرفع على الابتداء ولا يجوز على المحل.
كذا قال، ووجهه غيره بأنه يسوغ على تقدير أن " من " زائدة.
قوله: (يشاكها) بضم أوله أي يشوكه غيره بها، وفيه وصل الفعل لان الاصل يشاك بها.
وقال ابن التين: حقيقة هذا اللفظ - يعني قوله: يشاكها - أن يدخلها غيره.
قلت: ولا يلزم من كونه الحقيقة أن لا يراد ما هو أعم من ذلك حتى يدخل ما إذا دخلت هي بغير إدخال أحد.
وقد وقع في رواية هشام بن عروة عند مسلم " لا يصيب المؤمن شوكة " فإضافة الفعل إليها هو الحقيقة، ويحتمل إرادة المعنى الاعم، وهي أن تدخل بغير فعل أحد أو بفعل أحد.
فمن لا يمنع الجمع بين إرادة الحقيقة والمجاز باللفظ الواحد يجوز مثل هذا، ويشاكها ضبط بضم أوله ووقع في نسخة الصغاني بفتحه، ونسبها بعض شراح المصابيح لصحاح الجوهري، لكن الجوهري إنما ضبطها لمعنى آخر فقدم لفظ " يشاك " بضم أوله ثم قال: والشوكة حدة الناس وحدة السلاح، وقد شاك الرجل يشاك شوكا إذا ظهرت فيه شوكته وقويت.
قوله: (إلا كفر الله بها عنه) في رواية أحمد " إلا كان كفارة لذنبه " أي يكون ذلك عقوبة بسبب ما كان صدر منه من المعصية، ويكون ذلك سببا لمغفرة ذنبه.
ووقع في رواية ابن حبان المذكورة " إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة".
ومثله لمسلم من طريق الاسود عن عائشة، وهذا يقتضي حصول الامرين معا: حصول الثواب، ورفع العقاب.
وشاهده ما أخرجه الطبراني في " الاوسط " من وجه آخر عن عائشة بلفظ " ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله به عنه خطيئة، وكتب له حسنة، ورفع له درجة " وسنده جيد.
وأما ما أخرجه مسلم أيضا من طريق عمرة عنها " إلا كتب الله له بها حسنة، أو حط بها خطيئة " كذا وقع فيه بلفظ " أو " فيحتمل أن يكون شكا من الراوي، ويحتمل التنويع، وهذا أوجه، ويكون المعنى: إلا كتب الله له بها حسنة إن لم يكن عليه خطايا، أو حط عنه خطايا إن كان له خطايا.
وعلى هذا فمقتضى الاول أن من ليست عليه خطيئة يزاد في رفع درجته بقدر ذلك، والفضل واسع.
كتاب المرضى من فتح الباري صحيح البخاري
يتبع



 

رد مع اقتباس