عرض مشاركة واحدة
قديم 23 Jul 2013, 08:15 PM   #2
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (02:51 PM)
 المشاركات : 17,448 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue
رد: اريد ان اخبركم سراٌ



أخي الفاضل الكريم أبو عمار
وصل سرك إلى قلوبنا
ونور على نور
جزاك الله تعالى عنا كل خير
وجعل الله تعالى كل ماتقدمه في ميزان حسناتكم
اللهم ربنا أنصر به السنة وأنفع به الأمة
ورحم الله ابن القيم حين قال أروع وصف في الجنة :
" ميمية ابن قيم الجوزية ( بلاد الأشواق ) "
ومـــــا ذاكَ إلا غــــيرة أنْ يَنــــــــالـَــهـــــــا ××× سوى كفئها ، والربُّ بالخلقِ أعلَمُ
وإن حُــــجِبَتْ عنـــــا بكــــــلِّ كـــــــــريهة ٍ ××× وحُـــــفَّتْ بما يُؤذي النفوسَ ويُؤلِمُ
فــــلله مــا في حــــشوهـا من مَســــرة ٍ ××× وأصنــافِ لــــــذاتٍ بهـــــــــا يُتَنَعَّــمُ
ولله بــــردُ العيــــشِ بينَ خِيـــــــــامِـهــــــا ××× وروضاتِها، والثغرُ في الروضِ يبسمُ
ولله واديهــــا الــذي هو مــــوعدُ الــــمـــــز ××× يـَــــدِ لِـــــوَفْدِ الحـُبِّ لو كُنْتُ مِنْهُمُ
بذيـَّــــــالك الـــوادي يـَــــهِيمُ صَــبــــابــــة ً ××× مُحــبٌ يرى أن الصَّبــــــابةَ مَــــغْنَمُ
ولله أفــــراحُ المُــحـــــبينَ عِــــنْدمــــــــــــا ××× يُخَـــاطِبُهم من فـــوقهم ، ويسلــمُ
ولله أبصــــــــــــــارٌ تـــــــــــرى الله جـــهرة ً ××× فلا الضيمُ يَغشاها ،ولا هيَ تَسأمُ
فيـا نــظرة ً أهـــدَت إلى الـوجـــــــه نَضْرة ً ××× أمِــنْ بعدِها يَسلو المحبُّ المُـتَـيَّمُ
ولله كـــــم مـــن خــــيـــرة ٍ إن تَبَسَّــــمتْ ××× أضــاءَ لها نورٌ من الفجــــرِ أعظــــمُ
فَيــــــــا لـــــذَّة الأبصــــارِ إن هـي أقـــبلتْ ××× ويــــا لـــــذة الأسمــاعِ حين تَكَـلَّمُ
ويــــا خَـــــــجْلَةَ الغصن الـرطيب إذا انثنتْ ××× ويـــا خـــجلة الفجرين حين تَبَسَّمُ
فــــإن كـــنت ذا قــــلبٍ عليل بحبهــــــــــا ××× فلم يَبْق إلا وَصــــــلُها لكَ مَرهَــــمُ
ولا سيَّمــــــــــا في لثمِها عنــــد ضــمِهــا ××× وقد صارَ منهـــا تحت جِيدِكَ معصمُ
تـــــراهُ إذا أبـــــدتْ لــــه حُسْـــنَ وجـهِهــا ××× يَلـــذ ُّ به قبـــــل الوصــالِ ، وينعـــمُ
تَفَــكـّــــــه منهــــا العينُ عند اجـــتـــلائهـا ××× فواكهَ شتى ، طلعُهــا ليس يُعْــدَمُ
عــــنـــاقيدُ من كــــرم ٍ ، وتفـــــــاح جـــنة ٍ ××× ورمانُ أغصـــــان ٍ به القلبُ مغـــرَمُ
ولِلــوَردِ مـــا قد ألبَسته خـــــدودُهــــــــــــا ××× وللخمرِ ما قـــــد ضمَّه الريقُ والفَمُ
تقسَّم منهــــا الحُسْـنُ في جمع ٍ واحــد ٍ ××× فَيــــــا عــجبــــاً من واحد ٍ يَتقسَّمُ
لهـــا فِــــرَقٌ شتَّى من الحُــســنِ أجَمِعَتْ ××× بجُــــملَتِهــا ، إنَّ السُــلوَّ مُحَـــــرَّمُ
تَـذكر بالــــرحــــمن مَنْ هُــــــوَ نـــــاظــــــرٌ ××× فـــينطقُ بــــــالتسبيحِ لا يتلعثــمُ
إذا قَـــــابَلَتْ جيش الهُمومِ بوجِـــــهــهــــــا ××× تـــولَّى على أعقابهِ الجيشُ يُهْزَمُ
ولمَّــــا جــــــرى مـــــاءُ الشــــابِ بغُصنِهـــا ××× تيقَّـــــنَ حـــــقاً أنـــه ليسَ يَـــهرَمُ
فيــــا خــــاطبَ الحسنـــــاءِ إن كنتَ راغبــاً ××× فــــــــهذا زمانُ المَهرِ فهوَ المُقدَّمُ
وكـــــن مُبغضــــاً للخـــائِنــــــاتِ لــــحـبِّهــا ××× فتَحــظى بهـــا من دُونِهنَّ وَ تَنـْـعَمُ
وكن أيِّمـــــا مــمَّن ســـــواهـــــا فَــــإنهــــا ××× لمثــــــلِكَ في جنــــاتِ عَدْن ٍ تأيَّمُ
وصُــــمْ يومَـــــكَ الأدنى لعـــــلَّكَ فــي غد ٍ ××× تَفـــوزُ بعيـــد الفطرِ ، والناس صومُ
وأقــــدمْ ولا تـــــقنعْ بــــعــيش ٍ مُــــنَغـَّص ٍ ××× فمــــــا فاز باللَّذاتِ من ليس يُقدِمُ
و إنْ ضــــاقَتِ الدنيـــــا عـلَيك بأسرِهــــــــا ××× ولــــــــم يـَــــكُ فيها مَنْزلٌ لَكَ يُعْلَمُ
فــحيَّ عَلى جنــــــاتِ عـــــدن ٍ فـــإنَّهــــــا ××× منــــــازلُكَ الأولى وفيهــــا المُخيَّمُ
ولكــــــــنَّنـــا ســــبي العــــدوِّ فهـــــل تـَرى ××× نَعـــــودُ إلى أوطــــانِنـــــا ونسلَّـــمُ
وقـــــد زَعـــــــموا أنَّ الغــــــريبَ إذا نَــــــأى ××× وشَطَّــــتْ بـــه أوطــــانُهُ فَهْوَ مُغرَمُ
وأيُّ اغتـِـــــــراب ٍ فــــــــوقَ غُربَتنــــــا التي ××× لها أضْحَتِ الأعداءُ فينــــا تَحـــــكَّمُ
وحـــــيَّ على روضـــــــاتها وخــــــــيـــــامها ××× وحيَّ على عيش بها ليس يسأمُ
وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقي المُحِـ ××× ـبون ذاكَ السوقُ للقــــوم مُعلـــمُ
فمــــا شئتَ خُـــذْ منهُ بــــــلا ثَـــــمن ٍ لـــه ××× فقد أسلَفَ التُّجارُ فيه وأســـــلَموا
وحـــــيَّ علـــى يوم المــــزيدِ الـــذي بـــــهِ ××× زيارةُ ربِّ العرشِ ، فاليوم مَوسِـــمُ
وحـــــيَّ علـــى واد ٍ هنــــــــــالِكَ أفْيَــــــح ٍ ××× وتــــربَتهُ مــــن أذْفَرِ المسكِ أعظَمُ
منــــــابرُ من نــــور ٍ هنـــــــــــــاكَ وفضــــة ٍ ××× ومِنْ خــــالِصِ العقيــــانِ لا تتقصَّمُ
وكثبـــــانُ مســـك ٍ قد جُــــعِلْنَ مَقــــــاعداً ××× لِمَنْ دونَ أصحــــابِ المنــــابر تُعلمُ
يــــــــــــرون به الرحــمن - جــــــل جـلاله - ××× كـــــــرؤية بـــــــدر الــتمِّ ، لا يتوهمُ
وكــــالشمس صــــــحواًَ من دون أفقــــــــها ××× سحـــــــــابٌ ، ولا غيمٌ هناك يغيِّم
فبينــــــــا هُــــمُ في عيشِهم وسرورِهــــم ××× وأرزاقـُــــهُم تجري عليهم وتُـقْسَمُ
إذا هُـــمُ بنور ٍ ســـــاطع ٍ قد بــــــــدا لهم : ××× ســــلامٌ عـليكم : طبتمُ ، ونَعِمتمُ
سَـــــلامٌ عليكـُـــم يَسمعونَ جــــــــميعُهُمْ ××× بــــــآذانِهـــم تَسْليمَه إذْ يُسَــلِّـــمُ
يقــــــولُ سَـــلوني مـــا اشْتَهَيْتُمْ فَـكُل مـا ××× تُريدونَ عنـــدي ، إنَّني أنــــا أرْحَـمُ
فقـــــالوا جميعــــــاً : نحـن نَســألُكَ الرِّضــا ××× فأنتَ ، الذي تولي الجميلَ وترحَـمُ
فَيعطِـــيهمُ هـــــذا ، ويشهد جـــمعُهــــــــمْ ××× عــــليهِ ، تعالى الله ، فالله أكــــرَمُ
ولكـــــــنَّما التــــــــوفيق بـــــالله إنَّـــــــــــــه ××× يخــص به من شاء - فضلاً - وينْعمُ
فيـــــا بــــائِعــــاً هَــــذا ببخــــس ٍ مُعجَّــــل ٍ ××× كـأنَّكَ لا تَدري ، بَلى سوفَ تَعْـلَـمُ
فقــــدِّمْ فــــــدتكَ النَّفـــــسُ نفسَــــــكَ إنَّها ××× هـــي الثمنُ المبذولُ حين تسلَّمُ
وخــــــــض غـــمراتِ المـــوتِ وارقَ معارجَ الـ ××× ـمحبَّةِ في مرضـــــــــاتهم تَتسنَّمُ
وســــــلِّم لهم مــــا عقــــــــدوك عــــليه إنْ ××× تُرد مـــــنهمو أنْ يَبــذلوا ويُسلِّموا
فــــــما ظَـــفِـــــرت بالـــوصل نفـــسٌ مهينةٌ ××× ولا فــــــــازَ عبدٌ بالبطــــــالة ينعمُ
وإن تـــــكُ قد عاقتك سُعدَي فقـــــــــلبك الـ ××× ـمُعنَّي رهــــينٌ في يديها مُسلَّمُ
وقد ســـــــــاعَدت بالــــــوصل غيرك فالهوى ××× لها منك والــــــواشي بهــا يَتنعَّمُ
فـــــــدعها وســــلِّ النفـــــــسَ عنها بجنَّةٍ ××× من العلم في روضاتها الحقُّ يَبسِمُ
وقــــــد ذُلــِّلت منهــــا القطـــــوفُ فمن يرد ××× جــــــناها يَنله كــــيف شاء ويُطعمُ
وقـــــــــــد فَتحــتْ أبــــوابها وتــــــــزيَّنـــــتْ ××× لخُــــــطَّابها فالحُسنُ فيها مُقسَّمُ
وقد طــــــــــــاب منها نُــــــــزلُها ونَــــــزيلُها ××× فطـوبى لمن حــــــــلُّوا بها وتنعَّموا
أقـــــــــام عــــــــــلى أبوابها داعــي الهُدى ××× هــــــلمُّوا إلى دار السعادة تَغْنَمُوا
وقد غـــــرسَ الرحـــــــــمنُ فيها غـــــــراسهُ ××× من الناس والرحمنُ بالخلق أعلمُ
ومـــــــــــن يغرس الرحــــــــــمنُ فيهـــا فإنَّه ××× سعـــــــــيدٌ وإلا فــــالشقاءُ مُحتَّمُ
-----------------------------------------------------------
ابن قيم الجوزية
كتاب الميمية لابن القيم - دار الآثار - ص35
اللهم ربنا إجعلنا جميعا من أهلها .



 
 توقيع : ابن الورد


التعديل الأخير تم بواسطة ابن الورد ; 23 Jul 2013 الساعة 08:35 PM

رد مع اقتباس