عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15 Sep 2013, 05:25 PM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5229 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
بشرى للمستمسكين



أصلان من أصول الدين يقبل الله بهما العبادة، ويكون المؤمن بهما عبدا لله لا عبدًا لهواه فريضة عظيمة، من أيقن بها شفاه الله من الهموم، والغموم، وشرح صدره، وجعل قلبه من القلوب المخبتة المطمئنة، وذاق طعم السعادة الحقيقة.
أصلان من أصول الدين من استمسك بهما استبرأ من النفاق، واستبرأ لدينه، وعرضه، وهداه الله إلى الصراط المستقيم.
إنّ ما أصاب الكثير من المسلمين اليوم من، وهن وضعف، وماحصل لهم من تداعي الأعداء عليهم، واستباحة دمائهم ونهب أموالهم، وخيراتهم كما تداعى الأكلة على قصعتها.
لأن منهم أناس لم يتمسكوا بكتاب الله حق التمسك، ولم يتبعوا الرسول نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة الاتباع الحق، بل أنّ منهم من ضيع العمل بأصلين من أصول الدين، وركائزه فأفسدوا دنياهم وآخرتهم.
أما الأصل الأول فهو:
من العبادات القلبية التي هي من أصول الإيمان، وقواعد الدين فلم يرسل الله رسولا إلى قوم إلا وأول ما يدعوهم إليه هو هذا الأصل العظيم. إنه الشرط الأول من شروط قبول العمل، وهو الإخلاص لله سبحانه وتعالى قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:2].
والإخلاص لله هو أن تكون عباداتنا، وأعمالنا، وسكناتنا، وحركاتنا، وأقوالنا، وأفعالنا، وما نقوم به من أعمال البر، والخير خالصة لوجه الله تعالى حبا، وشوقا للقائه، ورجاءا في عفوه، وغفرانه، وخوفًا من عقابه، وانتقامه ثمّ نتوكل عليه، وندعوه تبارك وتعالى أن يرزقنا مافي عباداتنا من خيري الدنيا، والآخرة.
ولا يصل إلى هذا إلا النفوس الطاهرة المطمئنة البريئة من الشرك، والكفر والنفاق، والرياء والتعلق بالدنيا كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
أمّا الأصل الثاني: والشرط الثاني لقبول العمل، والظفر بحب الله، وماعنده من النعيم الدائم، والنصر، والتمكين في الأرض. هو اتباع سنة الرسول صلى الله عليه، وسلم فلا نبتدع، ولا نتبع أهواءنا واهواء المغضوب عليهم والضالين.
فنصلي ونصوم ونحج، ونقوم بكافة أنواع العبادات الواجبة والمستحبة متأسين في أداءها برسول الله قال تعالى: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[الأحزاب:21].
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( وصحة الاقتداء لقاح الإخلاص فإذا اجتمعا أثمر قبول العمل ).
ضعف الإخلاص لله أيها الأحبة واتباع سنة رسول الله نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، عند كثير من الناس، بل أن الآخرين ضيعوه بالكليّة فماذا كانت النتيجة؟
يمارسون الربا والغش، والرشوة وكأن الأمر لا يعنيهم، أولادهم يجاهرون بالمعاصي يوميا، وكأن الأمر لا يعنيهم، يخرجون مع بناتهم أو زوجاتهن وهن كاسيات عاريات يلبسن لباسا لا يسترهن بل يظهر مفاتنهن، وكأنهن عاريات، والرسول نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال في حق هؤلاء: { صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا } [المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2128].
نساءهم كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وكأن الأمر لا يعنيهم، يرتكبون الذنوب يوميا من غيبة، ونميمة وسب، ولعن وأكل لمال الناس بالباطل، وظلم وشهادة زور وغير ذلك من المعاصي التي كانت سببًا في هلاك الأمم السالفة، وكأن الأمر لا يعنيهم.
يرون المنكر ولا ينكرون، ويعرفون الظلم فلا يعدلون، المسلمون من حولهم تستحل بلادهم ويذبح أبناؤهم ورجالهم وتستحيا نساءهم، وتنتهك أعراضهم، وتغتصب بيوتهم ويمارس أعداء الله كافة أنواع الظلم والبطش والجور وكأن الأمر لا يعنيهم.
كل هؤلاء مهدد بقول الرسول نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة: { ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة } [رواه مسلم] البعض في المدن أو القرى من المعلمين، والمعلمات والجنود، والقضاء والأطباء والطبيبات والتجار والتاجرات، والآباء والأمهات، والعامة والخاصة يقومون بأعمالهم لكنهم ضيعوا ثوابها الرباني كما قال تعالى: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الفرقان:23].
فعلى سبيل المثال: هذا يكرم ضيفه أو يجيب الدعوة أو يساعد مسلمًا أو يتقف من أجل أن يقال له "فلان والنّعم" أو فلان "عارفة" أو "مثقف" همه ونيته في ذلك الشهرة، وأن يكون أحسن من فلان وهذا ما يسميه البعض "القالة" أو "المزاعم" أو "الزعمة" طمعا في مدح الناس وثنائهم عليه، وذاك يؤدي عمله في مجال التعليم أو الطب أو الهندسة، أو غير ذلك من أجل مصلحته الدنيوية.
فمثلاً إذا جاءت التعاميم الرسميّة من الجهات العليا، وفيها التنظيم والتوجيه، والخير يقال: "نفذ هذا التعميم عن قولت ليش ما نفذتوه".
إنّ مثل هؤلاء قاموا بأعمال هي في حقيقتها من أعمال الخير، والبر لكنهم ضيعوا الأجر والثواب بل ربما تعرض البعض منهم للعقاب إذا أراد بأعمال الآخرة الدنيا.
عن أبي ابن كعب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن النبي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: { بشّر هذه الأمّة بالسّنا والعزّة والرفعة والدين والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب } [الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1332].
أما إذا أثنى الناس على رجل دون أن يكون في نيته هذا أو يكون قصده الأول وغايته الأولى ثناء الناس فهذا عاجل بشرى المؤمن قيل لرسول الله نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: {تلك عاجل بشرى المؤمن } [رواه مسلم].
أحبتي في الله:
الحذر من أن تكون الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا قال تعالى: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [هود:15].
لقد نزلت هذه الآية في الكفار لكنها تشمل كل من أراد بعمله الصالح الحياة الدنيا.
يقول العالم الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - حفظه الله تعالى - في شرحه (لكتاب التوحيد): ( الذين يريدون الحياة الدنيا أصلاً وقصداً وتحركاً هم الكفار، ولهذا نزلت هذه الآية في الكفار؛ لكن لفظها يشمل كل من أراد الحياة الدنيا بعمله الصالح ).
ثم ذكر الشيخ حفظه الله تعالى أن علماء السلف ذكروا أربعة أنواع من الناس كلهم داخل في الوعيد المذكور في الآية:
النوع الأول:
ممن ركبوا هذا الشرك الأصغر، فأرادوا بعملهم الحياة الدنيا، أنه يعمل العمل الصالح، وهو فيه مخلص لله "جل وعلا" لكن يريد به ثواب الدنيا، ولا يريد به ثواب الآخرة، مثلا يعمل، يتعبد الله "جل وعلا" بالصلاة وهو فيها مخلص لله أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله، لكن يريد منها أن يصح بدنه، أو وصل رحمه، وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة، ونحو ذلك، أو عمل أعمالاً من التجارة والصدقات، وهو يريد بذلك تجارة.
لكي يكون عنده مال، فيتصدق، وهو يريد بذلك ثواب الدنيا، فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر، ومخلصا فيها لله، ولكنه طامع في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة، ولم يعمل هربا من النار وطمعاً في الجنة، فهذا داخل في هذا النوع وداخل في قوله: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [هود:15].




 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس