وعند ذلك تعلم بشاعة موقف بعض الجهال من بعض التائبين في مثل القصة الآتي ملخصها :
ذهب مذنب الى إمام مسجد جاهل , واعترف لديه بما ارتكب من ذنوب وطلب منه الحل , فقال هذا الإمام لابد أولا أن تذهب إلى المحكمة وتصدق اعترافاتك شرعا . وتقام عليك الحدود , ثم ينظر بعد ذلك في أمرك .
* ** * ** * ** * ** *
فلما رأى المسكين أنه لا يطيق هذا الكلام , عدل عن التوبة ورجع الى ما كان فيه .
* ** * ** * ** * ** *
وأنتهز هذه الفرصة لتعليق مهم فأقول : أيها المسلمون إن معرفة أحكام الدين أمانة , وطلبها من مصادرها الصحيحة أمانة والله يقول " فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " النحل .
* ** * ** * ** * ** *
وقال : " الرحمن فاسأل به خبيرا " الفرقان .
فليس كل واعظ يصلح أن يفتي , ولا كل إمام مسجد أو مؤذن يصلح أن يخبر بالأحكام الشرعية في قضايا الناس , ولا كل أديب أو قاض يصلح ناقلا للفتاوى .
* ** * ** * ** * ** *
والمسلم مسئول عمن يأخذ الفتوى , وهذه مسألة تعبدية . وقد خشي صلى الله عليه وسلم على الأمة من الأئمة المضلين .
* ** * ** * ** * ** *
قال أحد السلف : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم , فاحذروا عباد الله من هذه المزالق والتمسوا أهل العلم فيما أشكل عليكم , والله المستعان .