عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Aug 2014, 11:34 PM   #10
الابن البار
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية الابن البار
الابن البار غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2964
 تاريخ التسجيل :  Jul 2008
 أخر زيارة : 12 May 2020 (08:02 PM)
 المشاركات : 1,180 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الحجامة مفتاح العلاج في الطب البديل



فقه الحجامة


أولا. مشروعية التداوي بالحجامة

كان لفعل الرسول عليه السلام وتطبيقه مبدأ الحجامة وثبوتها عنه عليه السلام, قد أعطى الحجامة مشروعية دينية قبل أن يكون لها مشروعية قانونية , حيث تعد الحجامة أمرا منوبا إليه في الإسلام .

فقد حثت الملائكة الرسول علية السلام ليلة اسري به على فعل الحجامة ففي سنن ابن ماجة قوله عليه السلام { ما مررت ليلة اسري بي بملأ إلا قالوا مر أمتك بالحجامة } صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2263). وقوله عليه السـلام { أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس} وأيضا قوله عليه السلام من حديث طويل { …….ولقد أوصاني جبريل بالحجم حتى ظننت أنه لابدّ منه }رواه أحمد ( 3306 )..

ولنعرف كل ما ورد في السنة عن الحجامة لا يسعه دفتا هذا الكتاب ولكن نذكر بعض الأحاديث التي تحث على الحجامة من السنة القوليه :

1-قوله عليه السلام { إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري }(أخرجه البخاري 7\162 ومسلم10\242 ) . أما القسط البحري فهو العود الهندي ومنه ما هو حلو ومر ويؤخذ من لحاء شجرة تنمو في الهند إذا طلي به مشرط الحجامة لم يتخلف في الجلد من أثره شئ (9 )( لا يحدث التهاب ) حيث عرف حديثا بأن العود الهندي يحتوي على مضاد حيوي طبيعي ( يحتوي القسط على مادة الهلينين ، و حمض البنزوات ، و كلاهما من المواد المطهرة للجراثيم ،و من هنا فائدة القسط في علاج اللوزات ،و التهاب اللهاة، و التهاب البلعوم)0

2-قوله عليه السلام { إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله } أخرجه الحاكم عن انس رضي الله عنه .

3-قوله عليه السلام { نعم الدواء الحجامة تذهب الدم وتجلو البصر وتخف الصلب }أخرجه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما\والترمذي و قال حيث حسن غريب, وفي حديث أخر قوله عليه السلام (نِعْمَ العبد الحجَّام يذهب بالدم ويُخفُّ الصَّلبَ وتجلو عن البصر) وكلمة (تجلو) وردت بالتأنيث لأنها عائدة على الحجامة, وقوله عليه السلام { الحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا } ويفهم من هذا الحديث أن سحب الدم بوساطة الحجامة يعين الأدوية المفردة أو المركبة في القضاء على المرض .

4-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والفصد ) أخرجه البخاري(7/162 ) ومسلم (10/242).

5-قوله عليه السلام{ إن كان في شئ من أدويتكم خير , ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار توافق داء وما أحب أن أكتوي}رواه البخاري ( 5359 ) ومسلم ( 2205 ), ففي هذا الحديث فصل عليه السـلام الأدوية بأصولها الثلاثة , فالدم يُنقَّى عن طريق الحجامة للتخلص من الأمراض الإملائية التي قد تكون بلغميه أو سوداوية فخروج الأخلاط من الدم يساعد على الشفاء 0

وأما ما تعسر من هذه الأخلاط إذا كانت صفراوية فخروجها يكون عن طريق الأمعاء ولذلك أمر الرسول عليه السلام بشرب العسل000
أما إن كانت الأخلاط باغية ولا تنحسم مادتها فقد وصف لها الرسول علية السلام الكي , وما نهيه عن الكي إلا نهي إرشاد لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم . ونجمل استخدام الكي الحديث ب(قطع النسيج ، و كيّ النقاط النازفة أثناء العمل الجراحي بنفس الوقت عوضاً عن ربطها ، و في هذا توفير للوقت . استئصال و تخريب بعض الأورام الجلدية ،و بعض الأورام المثانية . يستعمل الكي في حالات آلام العنيده التي ليس لها أسباب عضوية ، كالآلام النفسية ،و كذلك الآلام العنيده التي لها أسباب عضوية ، و لكن لا يمكن إزالة هذه الأسباب العضوية مثل الآلام السرطان 0

إن آلية الاستفادة من الكي في حالة الآلام المعندة هي في إحداث تنبيه شديد للجملة العصبية التي تخضع أساساً لتنبيه المرض ،و في هذه الحالة تستجيب الجملة العصبية للتنبيه الأشد ،و تنسى التنبيه الأضعف ، أي : تستجيب لتنبيه الكي و تنسى تنبيه المرض و عندما يزول تنبيه الكي ، قد لا يعود تنبيه المرض لأنه نُسي من قبل الجملة العصبية .وهي نظرية بوابة الألم للعالم (ملزاك) 0


*أما ما ورد في السنة الفعلية:

فقد روي عنه عليه السلام احتجامه في عدة مواضع من جسده الطاهر

1- قال ابن عباس رضي الله عنهما{ كان رسول الله علية الصلاة و السلام يحتجم ثلاثا : واحدة على الكاهل واثنتين على الأخدعين}

2- وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال { كنت عند رسول الله عليه السلام فدعا حجاما فأمره أن يحجمه , فأخرج محاجم من قرون , فألزمه إياها . وشرط بطرف شفرة , فصب الدم , وأنا عنده فدخل عليه رجل من بني فزاره فقال ما هذا يا رسول الله ؟ علام تمكن هذا من جلدك يقطعه . قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحجم قال وما الحجم ؟ قال خير ما تداوى به الناس } الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ج5, وفي رواية خير ما تداوى به العرب. أقول يُفهم من هذا الحديث أن الحجامة لم تَكنْ معروفة لدى كافة العرب في الجزيرة إذ أن الرجل كان من أحد البطون المعروفة في الجزيرة ( بني فزاره ). أو أن الرجل كان جاهلا بها, أما قوله عليه السلام خير ما تداوت به الناس فيه الرد الكافي على من أدعى أن الحجامة لأهل الحجاز خاصة دون غيرهم, كيف ذلك ؟ وقد بعث عليه السلام للناس كافة .

وفصل القول في حجامته عليه السلام نلخصه بما يلي:

1- إحتجم عليه السلام بين كتفيه وعلى هامته.(رواه البخاري ومسلم)

2- احتجم عليه السلام في وسط رأسه وسماها المغيثة . رواه البخاري ( 1739 ) ومسلم ( 1203 ) .

3- احتجم عليه السلام على الكاهل وعلى الأخدعين . رواه الترمذي (2051)

4- احتجم عليه السلام وهو محرم على رأسه من ألم الشقيقة الذي كان يعاني منها . رواه البخاري ( 5374 ) .

5- احتجم عليه السلام على وركه وعلى قدمه من وثأ كان يعاني منه والوثاء هو التواء المفصل من غير كسر وقد يصاحبه زرقة و انتفاخ بالعضلات المحيطة بالمفصل .(أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي)0

6- احتجم عليه السلام وأمر أن يدفن الدم بالتراب .

7- حجم أبو طيبه الرسول عليه السلام ومن ثم أمره الرسول أن يحجم زوجته عليه السلام ( أم سلمه ) البخاري( 5263 ) وفي مسلم ( 2952 .

8-عن مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خمس من سنن المرسلين : الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر " رواه الطبراني .

أما في آثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم :

كان مما أخبر به عليه السلام الصحابة ومن فعله للحجامة أثر فعّال في تسابق الصحابة لعمل الحجامة, والحث عليها .فهذا علي بن أبى طالب كرم الله وجهه يقول ( نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين والكاهل ) أخرجه ابن ماجة(إسناده ضعيف).

وهذا جابر بن عبد الله عندما عاد المقنع لمرض ألمّ به, وقال له ( لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء , وكذلك فعله مع قريب لعاصم بن عمر عندما علق محجما على خرّاج ( الدمل ) كان مصابا به فبرئ .رواه مسلم (2205)

وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يتخذ من غلمان له حجامين, ففي حديث عكرمة قال ( كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون , فكان اثنان يغلان عليه وعلى أهله, وواحد لحجمه وحجم أهله )أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب . فمما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : " إن يكن في شئ شفاء ففي مصة الحجام ومصة العسل " .

أما ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا تبيغ الدم به يوصي من يلتمس له حجاما ولكنه يشترط أن لا يكون شيخا كبيرا أو صبيا صغيرا بل يفضّل من كان رفيقا حاذقا في صنعته(أخرجه ابن ماجة بسند ضعيف) .

أما التابعون فقد وضعت في عهدهم مصنفات الحجامة, وقد حث أصحاب المذاهب كافة على الحجامة, وأجروها لأنفسهم لما فيها من خير وبركة.



مشروعية الحجامة عبر التاريخ :


لا يمكن لوسيلة علاجية مورست وأثبتت نجاعتها في علاج كثير من الأمراض والحالات المستعصية, وظلت تمارس لأكثر من 5000عام أن تزال بسهولة , وبجرة قلم واحدة ,أن تصبح شيئا من الماضي .

فكما ذكرنا في تاريخ الحجامة أنها اختفت من الكتب والمراجع الطبية بعد عام 1960 وخَبت ولم تمارس في العيادات الطبية إلا نادرا, لكنها وبعد أقل من 35 عاماً عادت للتربع من جديد وفرضت نفسها وذاع صيتها بين العامة و الخاصة , وذلك بفضل رجال أحبوا سنة المصطفى عليه السلام وآخرين علموا فضل الحجامة ووجدوا فيها علاجاً لأمراضهم .

ونذكّر أن منظمة الصحة العالمية وبعد ضغوط شديدة اعترفت بالحجامة كجزء من اعترافها بالطب الصيني وكذلك شرعت كثير من الدول بتقنينها وفق شروط صارمة.أما في الدول الإسلامية مثل إيران وماليزيا وسورية فقد أجروا عليها الكثير من الأبحاث ونشروها على الملأ .
وفي دول الخليج أصبح لها مراكز خاصة ضمن عيادات الأطباء أو في المستشفيات وفي مصر تعقد دورات تدريبية للأطباء تحت إشراف الحكومة أما في باقي الدول العربية الحجامة تحث الخطى نحو الانتشار .

وأشير هنا أنني أحصيت ما يزيد على 200 بحث علمي أجري سنة 2002 كلها تتعلق بالحجامة وتشرح وتبين نتائجها, وهذه الأبحاث موثقة ومنشوره في مجلات عالمية معترف بها, أما البرامج والندوات في الإذاعة و التلفزيون التي تناولت موضوع الحجامة فأكثر من أن تحصى وكذلك المقالات الصحافية.


فالحجامة سنة دوائية مؤكدة بالقول والفعل عن الرسول عليه الصلاة و السلام وهي باقية بقاء هذا الدين.



الحجامة وأيام الأسبوع:

أحببت أن أضيف هذا المبحث بعد أن ذكر لي أحد الإخوة أن بعض الناس يتخوف من الحجامة في أيام بعينها حتى وإن وافق ذلك النصف الثاني من الشهر القمري أيّ في أيام 17-19-21 وهي كما نعلم الأيام المستحبة للحجامة.(مثل كراهية الحجامة يوم الأربعاء أو الجمعة) فأورد بعض النصوص عن العلماء في هذه المسألة:2\757-759 السؤالات

قال البرذعي : (شهدت أبا زرعة : لا يثبت في كراهة الحجامة في يوم بعينه ولا في استحبابه في يوم بعينه حديثا (كمثل الاربعاء أو الثلاثاء )، قلت له : حديث أبي بكرة ؟ قال: ليس بالقوي ثم قال أجود شيء فيه حديث أنس كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجمون لسبع عشرة ولتسع عشرة وإحدى وعشرين فهذا يوافق الأيام كلها)
قلت : و هذا النص نفيسٌ جدّا لم أر من وقف عليه من الأئمة و نقله ، حتى البوصيري الذي ألف في الحجامة جزءا ليس بالقليل لم يقف على موضعه مع أهميته الكبيرة .وهذا شرح ما تضمنه من فوائد و فرائد :

أولا : لا يثبت في كراهة الحجامة في يوم بعينه ولا في استحبابه في يوم بعينه حديثا (عن الرسول عليه السلام ) .

ثانيا : تضعيف حديث أبي بكرة و حديث معقل ، و حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة .

و ثالثا : أن أجود ما في الباب موقوف أنس : ( أنس كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجمون لسبع عشرة ولتسع عشرة وإحدى وعشرين ) .

2-نقل الخلال عن أحمد انه كره الحجامة في الأيام المذكورة وأن الحديث لم يثبت, ( قال حنبل بن إسحاق كان أحمد يحتجم أي وقت هاج به الدم وأي ساعة كانت( إذا كان به مرض واحتاج الحجامة) .( الفتح 10/158- السلفية ) .

3- و قال العقيلي رحمه الله تعالى : (وليس في هذا الباب في اختيار يوم (من أيام الأسبوع)للحجامة شيء يثبت ) ( الضعفاء 1/150).و نقله ابن حجر بلفظ (وليس في الحجامة شيء يثبت لا في الاختيار ولا في الكراهة ) ( التهذيب 1/419) .



ثانيا.الحجامة والعبادات


الحجامة وسيلة للعلاج وليست عبادة مشروعة :

أمام الحشد الكبير من الأحاديث حول الحجامة والذي يبلغ نحو الثمانين حديثا , يبرز سؤال بالغ الأهمية ,وهو هل التداوي بالحجامة سنة؟ وهل تعلمها و ممارستها قربة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل ؟ هل ممارسة الحجامة لا بدّ منها ؟ هل الحجامة سنة لذاتها كونها مسألة مباركة ؟يؤكد الدكتور البوطي أن أحدا من المسلمين لم يقل أبدا أن الحجامة في حد ذاتها سنة نبوية , ولكن عندما يثبت أنها دواء لداء ما , عندئذ تكون سنة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تداووا ،عباد الله؛ فإن الله –سبحانه- لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلاَّ الهرم" ( رواه الأربعة واللفظ لابن ماجه). من هنا نؤكد أن الحجامة هي وسيلة علاج فان ثبت الخير في غيرها يؤخذ به, وهي من الأمور التوفيقية ومما يستفيد منه الناس وليست أمرا تعبديا بحد ذاتها . وهي تقع فيما يسميه أهل الفقه من الأمور الجبلّيه أي مثل المشي والقيام والجلوس كما وردت عنه عليه السلام(28).


نستعرض هنا تأثير الحجامة على مختلف العبادات
(جميع النصوص هنا ملخصه من الموسوعة الفقهية)

1-الحجامة والطهارة:

لا تفسد الحجامة الجافة الوضوء أو الطهارة, أما الحجامة الرطبة فقد اختلف الفقهاء فيها.
* الأحناف ذهبوا إلى وجوب الوضوء, بل وغسل مكان الحجامة, لأنهم اعتبروا الدم الفاسد الخارج من موضع الحجامة نجس وعليه إذا زاد ذلك عن قدر الدرهم وجب غسله والوضوء.
ومثل ذلك الفصد والحجامة بدود العلق .
**رأي المالكية والشافعية : لم يوجبوا الوضوء, لقول الشافعي ( لا وضوء في قيء ولا رعاف ولا حجامة ولا شئ خرج من الجسد وأخرج منه غير الفروج الثلاثة القبل والدبر والذكر ) .
***أما الحنابلة :- فقالوا أن الحجامة توجب الوضوء, إذا كان خروج الدم فاحشا أي كثير . ( مقدار الكف وقيل مقدار عشرة أصابع ) .


2-الحجامة والصيام:

الراجح أن الحجامة في الصيام جائزة لفعل الرسول لها وهو صائم ففي حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال { أرخص النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة للصائم }. ورخصته عليه السلام هنا هي للاستطباب من الأمراض العارضة ,أو إذا وجبت الحجامة وكان لابد منها إذ أن بعض الصحابة الكرام والسادة الفقهاء كرهوا الحجامة للصائم إذا ما أضعفته وأوجبت الفطر عليه بعد ذلك . أما في رمضان فلا تبطل الحجامة الصيام لحديث ابن عباس رضي الله عنهما { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم } وهذا الحديث ينسخ الحديث الآخر الذي رواه شداد ابن أوس حيث قال { كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم زمان الفتح فرأى رجلا يحتجم لثمان عشر من رمضان فقال ( أفطر الحاجم والمحجوم ) } فتبين أن الحجامة غير مفسدة للصوم وإنما كان النهي عنها للصائم من باب الإرشاد, فقد خُشي على الحاجم سبق الدم إلى حلقه فيفطر, وخُشي على المحجوم الضعف عن متابعة الصيام فيفطر أما رأي الفقهاء فهو :

*الأحناف : ذهبوا إلى أن الحجامة جائزة للصائم ولا بأس بها إذا لم تضعفه ومكروهة إذا أثرت فيه وأضعفته .

**المالكية :- فقد ذهبوا إلى تقدير الشخص لنفسه , فمن غلب على ظنه أنه لا يتضرر بالحجامة لقوة في جسده ,جاز له أن يحتجم أما إذا خشي على نفسه هلاكا أو أذى شديدا حرم عليه الحجامة إلا في حالات الضرورة فيجب عليه الحجم ويقضي إذا أفطر ولا كفارة عليه .

***الشافعية : ذهبوا إلى أنه لا يفطر الصائم بالفصد أو الحجامة .

****الحنابلة: ذهبوا إلى أن الحجامة تأثر في الحاجم والمحجوم وتفطر كل منهما وهم لا يرون أن حديث الرسول عليه السلام {أفطر الحاجم والمحجوم } منسوخا , وكذلك فعل كثير من الصحابة منهم أب عمر وأبو موسى و أنس رضي الله عنهم الذين احتجموا ليلا .

3-الحجامة والإحرام:

لم يقل أحد من الفقهاء أن الحجامة تبطل الاحرام أو تؤثر على صحة الحج أو العمرة وهذه اقوالهم في المسألة:

*الأحناف :ذهبوا إلى أن الحجامة لا تنافي الإحرام أما إذا ترتب عليها قص الشعر فيجب عليه الفدية .

**المالكية:ذهبوا إلى أن الحجامة في الإحرام لعذر جائزة أما إذا كانت لغير عذر حرمت إذا كان فيها قص للشعر وكرهت إن لم يلزم قص الشعر لأن الحجامة قد تضعف الحاج.

***الشافعية : أفتى الشافعية بجواز الاحتجام للمحرم إن كان هناك قص للشعر وجبة عليه الفدية .

****الحنابلة : ذهبوا إلى جواز الاحتجام للمحرم إذا لم يقص شعره ولكنهم اشترطوا أن يكون قص الشعر لعذر.

فنرى في هذه الأقوال مشروعية الحجامة لعذر المرض وهو ثابت عن النبي عليه السلام من حديث ابن عباس قال:(إحتجم صلى الله عليه وسلم وهو محرم) وأما تفصيل المالكية فيدل عليه قول الله تعالى(فمن كان به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)فعلق جواز حلق الشعر للمحرم من اجل الحجامة على العذر وأما كراهة الحجامة خشية الضعف فإنه يدل عليه قول الله تعالى(وأتموا الحج والعمرة لله) فينبغي أن لا يفعل المحرم ما يضر قدرته على إتمام حجه أو عمرته والله اعلم(42).



ثالثا. ضمان الحجّام

إن الحجامة نادرة ,بل معدومة المضاعفات إذا ما توافرت الشروط اللازمة في من يقوم بالحجامة من إتقان للصنعة وأخذها عن علم ودراية ولم يتجاوز ما ينبغي أن يفعل في مثله , وكذلك الأمر للمحجوم إذا توافرت فيه الشروط التي سوف نأتي على ذكرها .والأمر ينطبق على أدوات الحجامة واختيار المواضع المناسبة على الجسم لإجرائها وفق المعايير المشروحة في هذا الكتاب . ففي إجماع الفقهاء على أن الحجام لا يضمن إذا فعل ما أمر به وتوفرت فيه وله الشروط اللازمة التي شرحناها من قبل.(6)

عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال :" حدثني بعض الوفد الذين قدموا على أبي قال:" قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" أيما طبيب تطبب على قوم لا يعرف له تطبب قبل ذلك فأعنت فهو ضامن"؛ أي إن حصلت هناك أخطاء ممن يتصدون لعلاج الناس؛ ولم يعرف عنهم دراسة للعلوم الطبية وممارسة للعلاج الطبي منهم ,فهم ضامنون لكل الأخطاء الناتجة من أفعالهم، وإن حسنت نيا تهم .

http://bafree.net/alhisn/showthread.php?t=38044



 

رد مع اقتباس