الموضوع: لا تغضب !
عرض مشاركة واحدة
قديم 23 Feb 2008, 07:35 PM   #2
مكاوية
جزاها الله خيراً


الصورة الرمزية مكاوية
مكاوية غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2275
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 27 Oct 2008 (11:00 AM)
 المشاركات : 1,424 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الغضب بين الشرع والطب..

---------------------------------------------------------

أثنى الله عز وجل على الكاظمين الغيظ فقال في وصف المؤمنين
الذين على ربهم يتوكّلون :
( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) .

وتأمل كيف قال (هُمْ يَغْفِرُونَ ) بعد ذِكر الغضب ؟

ذلك أن الغضب يدفع على الانتقام والتعدّي ، فإذا غضب المؤمن لِـحَـظِّ نفسه
تذكّر ما أعدّ الله له من الجزاء إذا عفا فيعفو ويغفر ويصفح .

وقال سبحانه وتعالى في وصف المتقين :
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

رُوي عن ميمون بن مهران أن جاريتَه جاءت ذاتَ يومٍ بِصَحْفَـةٍ فيها مَرَقَـة حارة
وعنده أضياف فعثرَتْ فصبّتِ المرقـةَ عليه ، فأراد ميمون أن يضربـها .
فقالت الجارية : يا مولاي استعمل قولَ الله تعالى :
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) قال لها : قَدْ فعلتُ ، فقالت :
اعمل بما بعده : ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) فقال : قد عفوت عنك ، فقالت الجارية :
( وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) قال ميمون : قد أحسنت إليك ، فأنت حـرَّةٌ لوجه الله تعالى .
وروي عن الأحنف بن قيس مثله . ذكره القرطبي في التفسير .


وفي فضل كظم الغيظ ، وامتلاك التّصرّف ، وضبط النفس ، جاءت
الأحاديث النبوية فمن ذلك :

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة
غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .

ولما كان الغضب يضرّ بصاحبه مع ما يتسبب به من أذية للآخرين فقد جاء الثناء
على من ملَك نفسه وقهرها عند غلبة الغضب .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصُّرعة ، إنما الشديد
الذي يملك نفسه عند الغضب . رواه البخاري ومسلم .

وقال : ما تعدون الصُّرعة فيكم ؟
قالوا : الذي لا يَصرعه الرجال .
قال : ليس بذلك ، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب . رواه مسلم .

ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني .
قال : لا تغضب . فردّد مرارا . قال : لا تغضب . رواه البخاري .

والغضب مدخل من مداخل الشيطان على النفس

قال سليمان بن صرد : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ،
فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
ذهب عنه ما يجد . فقالوا له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تعوّذ بالله من الشيطان ، فقال : وهل بي جنون ؟!
رواه البخاري ومسلم .


ليتأمل الإنسان نفسه حال الغضب

قال ابن ابن القيم رحمه الله : إذا خَرَجَتْ من عدوك لفظةَ سَـفَـهٍ فلا تُلْحِقها
بمثلها تُلَـقِّـحْـها ، ونَسْل الخصام نسل مذموم ! اهـ .

وقد حذر علماء الطب الألمان من أن الغضب يشكل خطرا على القلب ،
مشيرين إلى أن أكثر الذين أصيبوا بأمراض في القلب
كان " الغضب " أحد أسبابه الرئيسية .


وأعلن الأطباء في مؤتمر عقدوه يوم الثلاثاء الموافق 16-4-2002م في العاصمة
الألمانية برلين أن أكثر الذين توفُّوا بجلطة قلبية كان " الغضب " وخيبة الأمل
أحد أسباب الوفاة الرئيسية، إذ أن الغضب يعمل إما على تقوية سرعة القلب
بحيث تخرج عن السيطرة أو إبطاء نبضاته ليُصبح من الصعب
إعادته إلى حالته الأولى .

وأشار عالم الطب من المستشفى الجامعي فى مدينة بون " بيتر فاجلر "
في محاضرته إلى أن إجراء عملية تبريد القلب يمكن أن تساعد صاحبه على
المضي في الحياة بإذن الله إذا ما توفرت العناية به ، مشيرا إلى أن المستشفى
الجامعي قام بإجراء بحوث حول عملية التبريد شملت حوالي 275 مريضا
وُضعوا في غرفة عناية فائقة لمدة 24 ساعة مجهزة بمكيف هواء بارد يناسب
جسم المريض ، على أن تكون حرارة جسمه الداخلي ما بين 32 و 34 درجة مئوية .
وأكد على ضرورة أن يبعد عن المريض الثقلاء من الزوار !
موضِّحا أن نسبة التجارب الناجحة على مرضى القلب بعملية التبريد وصلت
إلى 41% من الذين يعانون من أمراض قلبية مختلفة .

ليُعلم أن دِين الله عز وجل هو الدِّين الكامل الشامل لجميع نواحي الحياة ،
فما مِن خير إلا دلّ عليه ، وما مِن شرّ إلا حذّر منه .

والله يحفظكم .
.............
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم -حفظه الله-



 
 توقيع : مكاوية



رد مع اقتباس