عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30 Mar 2008, 08:41 AM
ابن الورد
الحسني
ابن الورد متصل الآن
Saudi Arabia    
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7033 يوم
 أخر زيارة : اليوم (04:31 PM)
 الإقامة : بلاد الحرمين الشريفين
 المشاركات : 17,448 [ + ]
 التقييم : 24
 معدل التقييم : ابن الورد تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
Post الصخرة المقدسة ( أخبار الجان في العصر الحديث ) ؟؟؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم
مهاجرون يطلبون العلاج عند سيدي عبد الرحمن «مول المجـمـر»
ترتطم الأمواج بالصخور المحيطة بسيدي عبد الرحمن «مول المجمر» محملة بأصناف القرابين وأشكال الملابس الداخلية. عائشة وفاتي وحميد وعبد الرحيم وكريم أشخاص أتوا إلى مزار سيدي عبد الرحمن. اختلسوا جزءا من وقتهم ليقضوا لحظات اصطيافهم «النفسي» بين «مجامر الشوافات» و«فرينات لفقها». أمواج البحر تمتد على الساحل لتلامس الأجساد السابحة، وشباب الضريح يسرق مياه السبعة أمواج لتغتسل به «المربوطات».
انسلت «فاطمة» رفقة والدتها إلى صخرة «مقدسة» خلف الضريح، ومعالم حزن وإرهاق تعتصر جسدها النحيل رغم كونها لم تتجاوز الثلاثين من عمرها. جلست فوق صخرة مواجهة لـــ«الصخرة المقدسة» بعينين زائغتين وبدأت في إفراغ زجاجات «ماء الزهر» وعلبة الحليب فوق الصخرة، أعقبتها برمي حبات التمر والزيتون الأسود والفواكه الجافة، ثم قطع السكر. طقوس اعتاد المرتادون «للسيد» مشاهدتها بشكل يومي، يتخلص بها «المملوك» أو «الملبوس» من مالكه الذي يعتقد أن لسيدي عبد الرحمن سلطة عليه، لأنه من «الجنون البحريين». وتختم بطقس «الذبيحة» أو «القربان»، فعندما انتهت فاطمة من رمي طلبات “لسياد” أخرجت الحناء ولطخت بها «الصخرة المباركة»، التي تحولت مع الزمن إلى كتلة بنية مع تعاقب الحالات و كثرة المملوكين. وضعت مرافقتها فوق رأسها قطع ثوب من مختلف الألوان، الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر. طاف أحد شباب الضريح بثلاث دجاجات فوق رأسها، دجاجات لها سماتها الخاصة. فهناك الحمراء والسوداء المنقطة والسوداء، ليصلوا بعدها إلى لحظة الذبح ورمي القرابين «للجنون البحريين». إلى جانب الصخرة وخلف الضريح مباشرة توجد غرفة «العومان» أو مكان طرد «لعكس». تتحلق حولها النساء من كل الأشكال و الأعمار في انتظار أدوارهن للدخول إلى الغرفة الصغيرة المظلمة. يتخلصن بها من «العكوسات» التي تلاحقهن في الزواج أو العمل أو الإنجاب أو.... تعددت الأسباب و الوسيلة واحدة، استحمام بمياه سبعة أمواج فوق “الرحا” و رمي الملابس الداخلية ليرتمي معها كل ما من شأنه أن يكون حاجزا أمام تحقيق الحلم.
سياحة و “تفوسيخ”
أمواج المحيط تلطم جنبات ضريح سيدي عبد الرحمن بالدار البيضاء. أطفال و شبان يستجمون على رمال الشاطئ الدافئة، و أشعة غشت الحارقة تلفح وجه الساحل. وحدها حركة زوار «السيد» تضفي على المكان صبغة غير صيفية. نساء من كل الأعمار، و رجال كذلك، يحجون إلى قبر الولي الصالح الذي تحول إلى “فكاك لوحايل”. يتميز سيدي عبد الرحمن بموقعه الفريد فوق مرتفع صخري، على شكل شبه جزيرة، يقطعها البحر عن اليابسة عند المد. جزيرة منفصلة عن العالم الخارجي للاصطياف، فلكل اصطيافه الخاص. ينقسم «السيد» إلى عدة بيوت متناهية الضيق، جزء منها تقطنه “الشوافات” و“لفقها”، والجزء الآخر يعرض للكراء، خاصة في فصل الصيف الذي يعرف رواجا كبيرا يؤدي إلى بناء أعشاش صغيرة تعرض بدورها للكراء. أسر عديدة في غالبيتها نساء فضلن الاصطياف داخل الضريح تبركا أو بحثا عن الملاذ من قسوة الحياة. جلست طامو، اسم مستعار، في هدوء بالجانب القصي من الغرفة، و حولها أوعية من ماء البحر تطفئ بها لهيب “اللدون” بين رجلي الزبون. طامو امرأة في بداية الأربعينيات، جميلة ، ممشوقة القوام ذات شعر أملس أخفته بمنديل ينحسر عن رأسها. ترتدي وزرة منزلية فوق قميصها. تفرغ في جيبها أتاوى «التفوسيخة» المنهمرة كالسيل من زبون لآخر. اكتظت الغرفة بأعداد هائلة من الزبناء. جلسوا جنبا إلى جنب ينتظرون لحظة انكشاف سر كربهم، ليخوضوا بعدها رحلة فكه و حله. «التبخار باللدون» مرحلة أولى تنكشف بها حقيقة الأزمة و مصدر السحر المعقود، لتنطلق مرحلة ثانية متنوعة تحددها «الشوافة» ابتداء من «التبخار» مرورا بـــ«الذبيحة» وانتهاء بـــ «العومان» وغيرها من الوصفات التي تغرق بها الزبون أملا في شفاء مزعوم. استغرقت مريم في بكاء مرير أبان عن حالتها النفسية المتأزمة. لحظة استغلتها طامو «أسوأ» استغلال، اقتنصتها من بحر حزنها لتقرأ لها خطوط المستقبل من بقايا «اللدون» المنطفئ بماء البحر بين رجلي الفتاة. بادرتها بالقول: «مضيومة أبنتي هاد ليام». عاودت بكاءها بعينين زائغتين ونفس لا يكاد يستقر. أضافت الشوافة: «هاداك اللي كتعرفيه مكتاب ليك لفراق معاه طال الزمان ولا قصار». كلمات بمثابة السكين على قلب الفتاة، فقدت معها كل إحساس بالعالم الخارجي. السمة التي جمعت بين غالبية الحضور أنهم من زبناء طامو الدائمين ، ألفوها وخبرتهم. تقول إحدى الفتيات وهي تتحسس منتصف رأسها «راسي متقوب بالسحور». فتاة في منتصف الثلاثينيات أوحت تحركاتها التلقائية داخل الغرفة بأنها زبونة دائمة لطامو. بمجرد جلوس الزبون بين يديها يخوض في تلفظ كل ما يختلج في صدره من هموم الدنيا، كجلسات علاج نفسي يحتاج فيها المريض إلى التفريغ وبث ضيقه للآخر. تفريغ لا يستغرق أكثر من وقت ذوبان «اللــدون» لتفــرغه بوعاء الماء وتبدأ عملية قراءة الطالع، تلخص بها مجمل ما باح به الزبون سابقا مع نصح «بالتبخار» لفك «السحر» أو غيرها من الوصفات الكفيلة بحل «المعقود» وانكشاف الكرب. كانت لطامو قدرة هائلة على توظيف ما يبوح به الزبون على غرار العودة الدائمة للكرة في لعبة «السكواتش»، تنتهي جلسة «التفوسيخ» بتسليم «الشوافة» مبلغ 30 درهم، الطريفة الصيفية التي عرفت ارتفاعا تماشيا مع ارتفاع التسعيرة السياحية لمختلف المعروضات الصيفية.
مرحبا بالمهاجرين
تربعت فاطمة أو فاتي رفقة أختها وأمها في انتظار مرورهم بين يدي «الشوافة». الأختان تنطقان العربية بعناء شديد، تظهر عليهما سمات التقدم في السن رغم ارتدائهما ملابس فيها الكثير من العصرنة. عانق الضريح وفود المهاجرين وغمرهم بنعيم بركاته. تستقبلهم عند أدراجه الأولى موسيقى عذبة بنغمات المزمار والدف، محدثة طابعا فولكلوريا متميزا، يضفي على المكان النكهة المغربية. يؤديها ثنائي احترف التسول بباب الضريح. على امتداد اليوم يحج عشرات المواطنين من الجالية المغربية المقيمة بالخارج «للسيد». ينتشرون بين حجراته المظلمة و قبر وليه أو يلوذون بغرفة فك «العكوسات» للاغتسال. في موقف السيارات المقابل لمكان وجود الضريح، تركوا سياراتهم في صف طويل و انطلقوا نحو سراب كشف الغيب و فك خيوط «السحر»، مولين ظهورهم لتلاطم أمواج عين الذئاب المغرية بالسباحة. مررت طامو قطع «اللدون» على كل أنحاء جسم «فاتي»، وضعتها قطعة قطعة فوق موقد النار. استفاضت الأم في بث شكواها و وصف حال بناتها في كثير من التوتر أدى إلى اشتباك بين الأم و ابنتها، أبان عن طبيعة «فاتي» المتميزة بالعصبية وسرعة الغضب. سمة التقطتها طامو بحضور بديهتها وذكائها الثاقب لتصفعها بها بمجرد إمساكها بقطع «اللدون» بين يديها. قالت طامو: «بنتك مقلقة بزاف». وأعقبت: «إلا بقيتي معصبة هكا، ماعمرك الطفريه». لقي كلام طامو تأييد الفتاة وأمها لتوافقه مع مجمل ما يراودهما من أفكار و آمال. لم تكن «فاتي» وعائلتها الحالة الوحيدة من المهاجرين التي تزور طامو. ضمت الغرفة حالات أخرى يظهر من تعاملها معها أنها من الزبناء المستدامين. مما ينفض غبار الاتهام الموجه إلى الفقر كدافع وحيد لارتياد هذه الأماكن.
«تبخيرت الرجال»
وقف حميد بطوله الفارع وبنيته الضخمة بباب الغرفة. التفت الحضور إلى الزائر الجديد بأفواه فاغرة. ربما ظنوا أنه أحد رجال الشرطة أو فرد من أفراد السلطة العمومية المنتشرة بشاطئ عين الذئاب أتى ليلقي القبض على «شوافتهم». ساد الصمت للحظات غير قصيرة، لم يكسره إلا صوت طامو المرحب بضيفها الجديد، داعية إياه إلى الغرفة الداخلية من المنزل. الحاضر أحد زبنائها، اعتاد زيارتها من وقت لآخر لفك «المربوط» والتخلص من السحر. بعد انتهاء حميد من طقوس «اللدون» انتقل إلى مرحلة أخرى من العلاج ارتدى فيها الجلباب وتبخر «بسكة الوراثة» أي قطـعا حـديدية ورثتها إحدى الأسر المغربية من مفاتيح أو فأس أو غيرها، كوسيلة أكثر نجاعة من اللدون «لفك لعكس» وإلقاء «التابعة». حميد وعبد الرحيم و كريم و غيرهم أثثوا فضاء غرفة طامو إلى جانب النساء، في مساواة مبهرة للناظرين. فكما هي الدعوة إلى المساواة في الحقوق و الواجبات ضم سيدي عبد الرحمن صورا مغرية للمساواة في الاعتقاد الواهم. حالات جعلت الاتهام الملصق بالنساء كونهن الفئة الوحيدة التي تسلم بالخرافة لا أساس له من الصحة. فالعديدون أسلموا عنان عقولهم لأيدي «الشوافات» و«لفقها» أملا في تخليصهم من معاناتهم المتكررة مع معتركات الحياة اليومية أو حدة بعض العلاقات النسائية.
فقر و مرض
قالت عائشة وهي امرأة في الثلاثينيات من عمرها بنفس ضيق وحسرة انطبعت على قسمات وجهها المنهك: «عيت ما نجري بيه على جمعية لالة مريم ولا بغات تشدوا ليا». حاولت المرأة ضم ابنها الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره بين يديها إلا أنه انسل وأخذ في اللهو واللعب والصراخ. جاء الطفل محمد المختل عقليا رفقة والدته إلى ضريح الولي الصالح بحثا عن أمل لم تحققه مؤسسة لالة مريم للمعاقين التي رفضت، حسب تصريح الأم، ضم الطفل إلى رعايتها، كغيرها من الجمعيات والمؤسسات المختصة برعاية الأطفال المعاقين. نيران «اللدون» المرشوش ببعض «الشبة» وقطع الشمع ترتفع أحيانا، والطفل محمد يلهو فرحا بمشهد النيران، ويصرخ «الله» مع كل فرقعة. الأم سلمت أمر طفلها إلى الله عز وجل وقصدت “بويا عمر”، رغم العوز، بحثا عن دواء متوهم بعد ابتلائه بالداء. ضيق ذات اليد حطم أملها في العلاج الطبي، واكتفت بزيارة الأضرحة وطلب إرشاد “الشوافات”.
الحذر الحذر الحذر من كل هذه البدع والشركيات.
هدى الله المسلمين إلى نهجه القويم وصراطه المستقيم
حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين .
دمتم ودام عطاء الخير منكم معنا بإذن الله تعالى
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
وتقبلوا أجمل واطيب دعواتنا
[email protected]
[email protected]
www.rc4js.com
[email protected]
[email protected]
[email protected]
[email protected]




 توقيع : ابن الورد



آخر تعديل ابن الورد يوم 30 Mar 2008 في 08:45 AM.
رد مع اقتباس