عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 14 Apr 2008, 01:28 AM
مكاوية
جزاها الله خيراً
مكاوية غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2275
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 5979 يوم
 أخر زيارة : 27 Oct 2008 (11:00 AM)
 المشاركات : 1,424 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مكاوية is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوءThe difference between intuition and mistrust



سؤال يحيرني يا شيخ

كيف أفرق بين الفراسة وبين الظن السوء , وما هو تعريف كلا منهما ؟

وجزاك الله خيرا شيخي الحبيب.


الجواب
وجزاك الله خيراً

الفراسة

نور يقذفه الله في قلوب أوليائه ، يُفرِّقون به بين الحق والباطل ، كما في قوله الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)

ويستدلّون على بواطن الأمور بظواهرها ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) .
قال مجاهد : للمتفرسين. قال ابن جُزيّ في تفسيره : للمتوسمين أي للمتفرسين ، ومنه فراسة المؤمن . اهـ .

والفراسة في اللغة :

التثبت والنظر .

وقال الزجاج : المتوسمون في اللغة النظّار المتثبتِّون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سِمَة الشيء ، يُقال : توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك فيه وقال غيره المتوسم الناظر في السمة الدالة على الشيء . نقله ابن الجوزي .

ويُروى أن رجلا دَخَل على عثمان رضي الله عنه فقال له عثمان : أرى في عينيك الزنا ، فقال الرجل : أَوَحْي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة ، وكان يقول : من غضّ بصره عن المحارم ، وأمسك نفسه عن الشهوات ، وعمر باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره بإتباع السنة ، وعوّد نفسه أكل الحلال ؛ لم تخطئ له فراسة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مُعقّباً على قول الكرماني :

والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ، فَغَضّ بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه ، فيُطلق نور بصيرته ويفتح عليه .

وممن اشتهر بذلك الإمام الشافعي رحمه الله .

أما سوء الظن

فهو لا يكون بالاستدلال على الباطن بالظاهر ، ولا هو فُرقان يقذفه الله في قلب ولـيِّـه .وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث . رواه البخاري ومسلم . قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ، فإن ذلك لا يُمْلَك .

والله تعالى أعلم .

فضيلةالشيخ عبدالرحمن السحيم.
عضو مركز الدعوة والإرشاد.




 توقيع : مكاوية


رد مع اقتباس