النجمي نجم أفل

انتقل الى رحمة الله الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي أحد كبار العلماء بالمملكة ومفتي منطقة جازان بسبب جلطة أصيب بها في المخ للمرة الثانية وبشكل مفاجئ. وقد فقدنا عالما جليلا وعلما من اعلام وطننا المخلصين، لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق، وكان عمره حافلا بالأعمال الخيرة والمزايا الطيبة والسجايا الكريمة ولين الجانب وسمت العالم الزاهد الرفيع، وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل.. وكان صاحب فطنة وكياسة وكان شجاعا في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب فهو وصبور شديد التحمل، سلس الحديث، ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائما، بيته ومكتبه مفتوح وأذنه صاغية، إنه ورع تقي فكان قريبا من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد، كما ان رغبته في العلم والدعوة أخذت جل اهتمامه ووقته.. لا يهدأ، وذخيرته ايمانه بالله وحبه لاتقان العمل، وصدقه في البحث عن كل طرائق العمل الاسلامي التي تصله بالناس أينما كانوا.
فإن كان قد رحل عن هذه الدنيا بعد عمر أفناه في العلم والبحث الدؤوب لنشره بين الناس والعمل الصالح المتواصل الذي لا ينقطع، فستبقى بحوثه ومآثره العلمية وخصاله الحميدة وأعماله الجليلة وما خلفه من علم وأخلاق فاضلة وسيرة عطرة تشهد على علو مكانته وقدره ومحبة الناس له.
إن موت العلماء مصيبة وأي مصيبة إنهم ينفون عن الناس غلو الغالين وانتحال المبطلين، هم النجوم الساطعة التي تضيء في العتمات للساري {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}. قال أهل العلم: نقصان الأرض موت العلماء، وقال ابليس: “لعالم واحد أشد عليّ من ألف عابد، إن العابد يعبد الله وحده، وإن العالم يعلم الناس حتى يكونوا علماء” رواه ابن نعيم. {إنا لله وإنا اليه راجعون}.
د. فهد بن عبدالرحمن السويدان


%%
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0806214877.htm