عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30 Aug 2008, 09:33 PM
أبو سفيان
Banned
أبو سفيان غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 5966 يوم
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,855 [ + ]
 التقييم : 14
 معدل التقييم : أبو سفيان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أين عدالة الله وظلم البشر يطغى؟



أين عدالة الله وظلم البشر يطغى؟

رقم الفتوى
26656
المفتي
أ.د. أحمد الحجي الكردي
أ. د. أحمد الحجي الكردي
خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت


تاريخ النشر
2008-02-11
عنوان الفتوى
أين عدالة الله وظلم البشر يطغى؟
السؤال
السلام عليكم
يا فضيلة الشيخ كيف أرد على صديقتي غير المسلمةالتي قالت لي أن الله غير عادل، وغير رحيم لأن هناك أناسا يموتون من شدة الجوع والفقر، وهناك اناس يموتون في الحروب ونساء يغتصبن وأولاد ييتموا فإذا كان الله رحيما وعادلا لما كانت هذه إرادته ولم يمنع حدوث هذا؟
أرجوا الإجابة المفصلة والمقنعة
وبارك الله فيك، وجزاك الله مني ألف خير.
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا بد أن نعلم أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء واختبار وليست دار قرار، وبعد الابتلاء والاختبار تظهر النتائج، ويتميز المؤمن من الكافر، والتقي من الفاسق.
إن الله تعالى خلق الناس في هذه الحياة وبيَّن لهم طريق الجنة وطريق النار، وفرَّق لهم بين الحق والباطل وأمرهم باتباع الحق واجتناب الباطل، وألزمهم بأحكامٍ وتشريعات، وأوامر ونواهي، ثم تركهم بعد ذلك (وهو الحكيم) ليختاروا بإرادتهم اتباع أي من الطريقين، فمن ظلم وفسق وكفر فالله تعالى عالم به ومجازيه على ذلك، فمنهم من يعجل له عقابه في الدنيا، ومنهم من يمهله إلى الآخرة، ومن آمن وعمل صالحا واتبع أمر الله تعالى، فهو مجزيٌ بذلك أيضاً في الدنيا و في الآخرة، فظلم الظالم لن يضيع وينسى، بل هو معلوم ومسجَّل وسيكون على الظالم حجة ووبالاً لا محالة، أما المظلوم فإن كان مؤمنا فالظلم تكفيراً لذنوبه وخطاياه، ورفعا لدراجاته ومنزلته، وتطبيقا للابتلاء والاختبار الذي هو من سنن الله تعالى في هذا الكون، وأما إن كان كافراً فإن الله تعالى سينصفه من ظالمه أيضاً _ولاشك_ في الدنيا أو في الآخرة.
قال تعالى: ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) )) [الملك]
وقال: (( ألم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) )) [العنكبوت]
وقال:(( ...وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)) [يونس]
وقال: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42)
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) )) [إبراهيم]
فسبحان العليم الخبير العادل، فالإله لا يكون إلا عادلا، والإله لا يكون إلا رحيما، ويبقى الإنسان _مهما علم وتعلم_ ظلوما جهولا.
مع التبنيه بأنه لا صداقة ولا اتصالا مباشرا بين الرجل والمرأة الغريبة عنه مهما كانت المبررات.
والله تعالى أعلم.
http://www.islamic-fatwa.com/index.php?module=fatwa&id=26656





رد مع اقتباس