عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04 Sep 2008, 09:04 PM
نبراس الكلمة
باحثة متميزه جزاها الله خيرآ
نبراس الكلمة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2405
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 فترة الأقامة : 5969 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2010 (12:14 AM)
 المشاركات : 2,181 [ + ]
 التقييم : 30
 معدل التقييم : نبراس الكلمة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Post منذ رحيله قبل خمسة عشر عاماً وفي كل رمضان يتذكره الناس



منذ رحيله قبل خمسة عشر عاماً وفي كل رمضان يتذكره الناس


إمام المسجد الحرام الشيخ عبدالله الخليفي «مبكي الملايين» وصاحب الصوت الشجي.



صلاح عبدالشكور – مكة المكرمة /الخميس 4/9/1429هـ

مضى على رحيله خمسة عشر عاماً .. إلا أن ذاكرة الأمة أبت أن تنسى هذا العلم .. وما أن يهل هلال رمضان .. وتبدأ آيات الذكر تعطر الفضاءات .. حتى ينساب في مسامع الذكريات ذلكم الصوت الشجي .. ذو النبرة الخاشعة والترتيل العذب .. إنه إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله بن محمد الخليفي .. الذي رحل فجأة بعد أن أمّ المصلين أكثر من نصف قرن في المسجد الحرام .. وبكته ملايين المآقي في العالم ..

ملحق الدين والحياة يعرض على قرائه نتفاً من سيرة هذا الإمام ونبذاً من حياته عبر هذا الحوار

مع ابن الفقيد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الخليفي المستشار بإمارة منطقة مكة المكرمة وإمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الخليفي بمكة فمع الحوار:

لاشك أن لبدايات والدكم في إمامة المصلين بالحرم المكي الشريف قصة، كيف كانت بدايته؟ وأين كان يؤم المصلين قبل ذلك؟ ومتى تم تعيينه إماماً في الحرم؟ وكم عاماً بقي في إمامة الحرم المكي الشريف؟

- لقد بدأت علاقة والدي – رحمه الله تعالى – بالإمامة قبل بلوغه الخامسة عشرة من عمره، وذلك في المسجد التحتي بالبكيرية، وكان الكثير من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة يحرصون على الصلاة خلفه، نظراً لجهورية صوته، وحسن ترتيله فذاع صيته بين أبناء المنطقة إلى أن وصلت أخباره إلى سمو الأمير: فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – نائب الملك في الحجاز آنذاك، فأمر – رحمه الله – باستدعائه للصلاة معه كإمام خاص به في قصره بالطائف، وذلك عن طريق إمارة منطقة القصيم عام 1363 هـ تقريباً، واستمر الوالد إماماً في قصر الملك فيصل – رحمه الله – لمدة سنتين تقريباً، كان للوالد فيها ذكريات جميلة لا تنسى مع الشهيد الملك فيصل – رحمه الله – وعن تلك الذكريات يقول الوالد – رحمه الله -: "جميع أوقاتي مع الملك فيصل – رحمه الله – حلوة خضرة، وذكريات مباركة، وأحلى الذكريات الطيبة معه أنني قد طلبت من الملك فيصل كتاباً علمياً لأستفيد منه، فأمر بمكتبة علمية كاملة – طيب الله ثراه -".
وعن هذه المكتبة يقول الوالد – رحمه الله -: ولا زلت أنتفع من تلك المكتبة وأدعو لصاحب الفضل غفر الله له.
وبعد أن أمضى الوالد – رحمه الله – في الإمامة بقصر الملك فيصل – رحمه الله – مدة سنتين، طلبه الشيخ/ عبد الله بن حسن آل الشيخ – رحمه الله – رئيس القضاة في ذلك الوقت من الملك فيصل ليكون إماماً مساعداً للشيخ: عبدالظاهر أبو السمح – رحمه الله – في المسجد الحرام، فتحقق له ذلك، فتم تعيينه إماماً بالمسجد الحرام اعتباراً من 3/ 3/ 1365هـ بمكافأة مالية قدرها 150 ريالا، وعن المرة الأولى التي أمّ فيها الوالد المصلين في المسجد الحرام يقول – رحمه الله -: اعتبر ذلك واجباً يفرضه عليَّ الدين والمليك وشرف الانتماء إلى العالم الإسلامي الكبير وبأمته الكبيرة حيث يتوجه المسلمون إلى بيت الله الحرام أكثر من خمس مرات في اليوم والليلة وكانت تلك الإمامة في عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله –، حيث تشرف الوالد بإمامته الملك عبد العزيز في الحرم أيام الحج.
واستمر الوالد – رحمه الله – في الإمامة والخطابة في رحاب المسجد الحرام إلى وفاته – رحمه الله – يوم الاثنين الموافق 28/ 2/ 1414هـ، بعد أن أمضى نصف قرن من الزمان في إمامة المسجد الحرام إلا عاماً واحداً، وهذا فضل كبير وشرف عظيم قل أن يناله أحد من الناس فلله الحمد والمنة.

لكل إمام صفات شخصية يتميز بها ؟ كونكم أحد أبناء الشيخ الخليفي رحمه الله ما هي أبرز السمات والصفات الشخصية التي كان يتميز بها؟
- لقد تميز الوالد – رحمه الله – بالعديد من المزايا والصفات الحسنة ومن أبرز ما تميز به أنه كان عطوفاً لين القلب رقيق العواطف لا يحتمل أن يرى الدموع، فكانت دمعته تسبق كلامه في كثير من الأحيان، متواضعاً لين الجانب له هيبة ووقار من الله، وله مكانة اجتماعية كبيرة عند طلاب العلم والعلماء وجميع الناس زاهداً في هذه الدنيا قانعاً بما آتاه الله، مطبقاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس".
ومع كل هذا اللين وهذا الزهد، فقد كان حازماً في كثير من الأمور خاصة فيما يتعلق بأمور الدين، وله صراحته المعهودة والمعروفة وآراؤه الشخصية وبعض المواقف التربوية الرائعة، يحب الناس ويشفع لكثيرين منهم ويبذل الخير بلا حدود، وله أعمال خيرية كثيرة بعضها معروف لدى بعض الناس، وبعضها لم يعلم عنه إلا بعد وفاته – رحمه الله -.

الخليفي في رمضان

لا يأتي شهر رمضان المبارك وتبدأ صلاة القيام في الحرم المكي الشريف إلا ويتذكر الناس صوت والدكم نريد منكم أن توضحوا لنا برنامجه اليومي خلال شهر رمضان المبارك؟ وكيف كان فطوره وسحوره؟
- لقد كان الوالد – رحمه الله – حريصاً كل الحرص على الاستفادة من كل لحظة من لحظات شهر رمضان المبارك، لذلك فإن برنامجه اليومي في شهر رمضان يختلف عن برنامجه في الأيام المعتادة، فمنذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل، ينتقل الوالد مع أسرته من حي العزيزية بمكة إلى إحدى الشقق المستأجرة القريبة من المسجد الحرام على حسابه الخاص ليكون قريباً من الحرم. فيصلي جميع الأوقات إماماً ومأموماً في الحرم ويبدأ يومه بالاستيقاظ لتناول وجبة السحور ثم أداء صلاة الفجر في الحرم ثم ينام قليلا ثم يستيقظ في الضحى ويشرع في قراءة القرآن ومراجعة حفظه ثم يرتاح قليلا إلى صلاة الظهر وبعد صلاة العصر العودة إلى مراجعة القرآن بشكل مركز إلى قبيل المغرب حيث يتوجه لإمامة المصلين في المسجد الحرام ويعود لتناول وجبة خفيفة مع ضيوفه إلى صلاة العشاء والتراويح فيعود بعدها للمنزل والجلوس مع الأقارب والأصدقاء إلى منتصف الليل ثم الخلود للنوم.
أما عن فطوره وسحوره، فقد ذكر هو – رحمه الله – في إحدى المقابلات أنه يكتفي باليسير من ذلك ويكره الإسراف في ذلك خاصة في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الصبر والمواساة.

كيف كانت علاقة والدكم بكتاب الله جل وعلا خاصة في رمضان وكم تتوقعون أن يقرأ كل يوم ؟ وما هي الأوقات التي كان يتلو فيها القرآن؟
- لقد كان الوالد – رحمه الله – نعم الحافظ لكتاب الله، المتدبر لمعانيه حيث كان حريصاً على مراجعة حفظه بصفة يومية طوال العام، على الرغم من كثرة ارتباطاته وزواره، وتكثر مراجعته للقرآن في شهر رمضان، لأنه موسم للعبادة والتجارة مع الله عز وجل، ولقد أشار – رحمه الله – إلى ذلك بقوله: "خير كتاب يقرأه الإنسان هو القرآن الكريم، وهو الكتاب الوحيد الذي أحرص على قراءته في هذا الشهر الفضيل بالإضافة إلى بعض كتب الحديث".
هل كان والدكم يقوم للصلاة في بيته في رمضان بعد انتهاء صلاة التراويح ؟
- عندما يفرغ من صلاة التراويح ويعود للمنزل فإنه يكتفي بذلك ويخلد بعدها للنوم والراحة ليعود إلى الصلاة مرة أخرى بروح قوية ونفسية متجددة، فرحمه الله رحمة واسعة.

وُصف والدكم بأنه (مبكي الملايين) فقد كان يتأثر كثيراً بالقرآن ويؤثر في من يصلي خلفه ، يا ترى ما الأسباب التي كانت وراء رقته وخشوعه ؟
- لقد عاش الوالد – رحمه الله – في كنف القرآن، وتربى في معين السنة، وجاور بيت الله الحرام إماماً وخطيباً به ما يقارب النصف قرن من الزمان، فعرفه الناس بزهده وخشوعه وحسن أخلاقه، والكل كان يترقب إمامته في صلاة التراويح والقيام وختم القرآن، في رحاب بيت الله، وذلك عندما يتردد صدى صوته الشجي في جنبات المسجد الحرام، ولطالما عاش المسلمون معه لحظات روحانية وهم يصلون معه خاصة عند ختم القرآن الكريم، وهو صاحب الصوت المؤثر الذي تتفاعل معه القلوب والأبدان، ولقد أصاب من وصفه – رحمه الله – بمبكي الملايين، فقد كان مؤثراً في دعائه وصلاته يدعو الله بقلب مخلص ونفس خاشعة وعين باكية من خشية الله، وهذه نعمة عظيمة من الله تعالى على الوالد – رحمه الله -.
وأذكر هنا أن الوالد سئل في إحدى المناسبات عن إحساسه وهو يؤم الجموع المؤمنة في بيت الله الحرام، فأجاب – رحمه الله -: أن المسجد الحرام باعتباره أول بيت وضع للناس وأطهر بقعة على وجه الأرض، يشعر المرء الذي له إحساس ولب بعظمة هذا المكان وهيبته، وهذا بحد ذاته يوجب الخشوع في هذا المسجد الحرام أكثر منه في أي مسجد آخر.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة!!!نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0904223344.htm




 توقيع : نبراس الكلمة




رد مع اقتباس