عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27 Oct 2008, 10:43 AM
مكاوية
جزاها الله خيراً
مكاوية غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2275
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 5977 يوم
 أخر زيارة : 27 Oct 2008 (11:00 AM)
 المشاركات : 1,424 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مكاوية is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
كيف تشكر على الكثير وقد قصرت في شكر القليل






كيف تشكر على الكثير وقد قصرت في شكر القليل




إنّ من لا يحمد الله على الماء البارد العذب الزلال، لا يحمده على القصور الفخمة، والمراكب الفارهة، والبساتين الغنّاء.

وإنّ من لا يشكر الله على الخبز الدافئ، لا يشكره على الموائد الشهية والوجبات اللذيذة، لأنّ الكنود الجحود يرى القليل والكثير سواء، وكثير من هؤلاء أعطى ربّه المواثيق الصارمة، على أنّه متى أنعم الله عليه وحباه وأغدق عليه، فسوف يشكر وينفق ويتصدق {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76)} [سورة التوبة 75-76].

ونحن نلاحظ كل يوم من هذا الصنف بشرا كثيرا، كاسف البال مكدر الخاطر، خاوي الضمير، ناقما على ربّه أنّه ما أجزل له العطيّة، ولا أتحفه برزق واسع، بينما هو يرفل في صحة وعافية وكفاف، ولم يشكر وهو في فراغ وفسحة، فكيف لو شغل مثل هذا الجاحد بالكنوز والدرو والقصور؟ إذن كان أكثر شرودا من ربّه، وعقوقا لمولاه وسيّده.

حنين وتلك الدار نصب عيوننا *** فكيف إذا سرنا مع صحبنا شهرا؟

الحافي منّا يقول: سوف أشكر ربي إذا منحني حذاء. وصاحب الحذاء يؤجل الشكر حتى يحصل على سيارة فارهة، نأخذ النعم نقدا، ونعطي الشكر نسيئة، رغباتنا على الله ملحّة، وأوامر الله عندنا بطيئة الامتثال.



د. عائض القرني
من كتاب لا تحزن




 توقيع : مكاوية


رد مع اقتباس