عرض مشاركة واحدة
قديم 01 Jan 2010, 08:08 PM   #8
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 25من سورة فصلت مقارنة من كتب التفاسير الجزء 8 .



أضواء البيان ج7 ص26
فصلت : ( 25 ) وقيضنا لهم قرناء . . . . .

قوله تعالى : ) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ( . لعلماء التفسير في تفسير قوله : ) وَقَيَّضْنَا ( عبارات يرجع بعضها ، في المعنى إلى بعض .
كقول بعضهم : ) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ ( أي جئناهم بهم : وأتحناهم لهم .
وكقوله بعضهم : ) وَقَيَّضْنَا ( أي هيأنا .
وقول بعضهم : ) وَقَيَّضْنَا ( أي سلطنا .
وقول بعضهم : أي بعثنا ووكلنا .
وقول بعضهم : ) وَقَيَّضْنَا ( أي سببنا .
وقول بعضهم : قدرنا ونحو ذلك من العبارات ، فإن جميع تلك العبارات راجع إلى شيء واحد ، وهو أن الله تبارك وتعالى هيأ للكافرين قرناء من الشياطين يضلونهم عن الهدى ويزينون لهم الكفر والمعاصي وقدرهم عليهم . والقرناء : جمع قرين وهم قرناؤهم من الشياطين على التحقيق .
وقوله ) فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ( أي من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة :
) وَمَا خَلْفَهُمْ ( أي من أمر الآخرة ، فدعوهم إلى التكذيب به ، وإنكار البعث .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، أنه تعالى قيض للكفار قرناء من الشياطين ، يضلونهم عن الهدى ، بينه في مواضع أخر من كتابه .
وزاد في بعضها سبب تقييضهم لهم ، وأنهم مع إضلالهم لهم ، يظنون أنهم مهتدون ، وأن الكافر يوم القيامة يتمنى أن يكون بينه وبين قرينه من الشياطين بعد عظيم ، وأنه يذمه ذلك اليوم كما قال تعالى : ) وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ( .
فترتيبه قوله : ) نقيض له شيطاناً (، على قوله ) ومن يعش عن ذكر الرحمن (، ترتيب الجزاء على الشرط يدل على أن سبب تقييضه له ، هو غفلته عن ذكر الرحمن .
ونظير ذلك قوله تعالى : ) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ( لأن الوسواس هو كثير الوسوسة ليضل بها الناس ، والخناس هو كثير التأخر والرجوع عن إضلال الناس ، من قولهم : خنس بالفتح يخنس بالضم إذا تأخر .
فهو وسواس عند الغفلة عن ذكر الرحمن ، خناس عند ذكر الرحمن ، كما دلت عليه آية الزخرف المذكورة ، ودل عليه قوله تعالى : ) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ( لأن الذين يتولونه ، والذين هم به مشركون ، غافلون عن ذكر الرحمن ، وبسبب ذلك قيضه الله لهم فأضلهم .
ومن الآيات الدالة على تقييض الشياطين للكفار ليضلوهم ، قوله تعالى ) أَنَّآ أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ( ، وقد أوضحنا الآيات الدالة على ذلك في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى : ) إِنَّآ أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ ( . وبينا هناك أقوال أهل العلم في معنى ) تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ( .
وبينا أيضاً هناك أن من الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى : ) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنْسِ ( أي استكثرتم من إضلال الإنس في دار الدنيا ، وقوله : ) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ( .
ومنها أيضاً قوله تعالى : ) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يابَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ ( إلى قوله : ) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً ( إلى غير ذلك من الآيات .
وقد دل قوله في آية الزخرف : ) فَبِئْسَ الْقَرِينُ ( على أن قرناء الشياطين المذكورين في آية فصلت ، وآية الزخرف وغيرهما ، جديرين بالذم الشديد ، وقد صرح تعالى بذلك في سورة النساء في قوله : ) وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً ( لأن قوله : ) فَسَآءَ قِرِيناً ( بمعنى ) فَبِئْسَ الْقَرِينُ ( ، لأن كلا من ساء وبئس فعل جامد لإنشاء الذم كما ذكره في الخلاصة بقوله : فَبِئْسَ الْقَرِينُ ( ، لأن كلا من ساء وبئس فعل جامد لإنشاء الذم كما ذكره في الخلاصة بقوله : واجعل كبئس ساء واجعل فعلا
من ذي ثلاثة كنعم مسجلا
واعلم أن الله تعالى بين أن الكفار الذي أضلهم قرناؤهم من الشياطين يظنون أنهم على هدى ، فهم يحسبون أشد الضلال ، أحسن الهدى ، كما قال تعالى عنهم : ) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ( وقال تعالى : ) إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ( .
وبين تعالى أنهم بسبب ذلك الظن الفاسد هم أخسر الناس أعمالاً في قوله تعالى : ) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ( .
وقوله تعالى في سورة الزخرف : ) وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ( من قولهم عشا بالفتح عن الشيء ، يعشو بالضم إذا ضعف بصره عن إدراكه ، لأن الكافر أعمى القلب .
فبصيرته تضعف عن الاستنارة بذكر الرحمن ، وبسبب ذلك يقيض الله له قرناء الشياطين . قوله تعالى : ) وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ( . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة يس في الكلام على قوله تعالى : ) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ( .
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، اسم المؤلف: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي. ، دار النشر : دار الفكر للطباعة والنشر. - بيروت. - 1415هـ - 1995م. ، تحقيق : مكتب البحوث والدراسات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير أبي السعود ج8 ص11
فصلت : ( 25 ) وقيضنا لهم قرناء . . . . .

) وقيضنا لهم ( أي قدرنا وقرنا للكفرة في الدنيا ) قرناء ( جمع قرين أي أخدانا من الشياطين يستولون عليهم استيلاء القيض على البيض وهو القشر وقيل أصل القيض البدل ومنه المقايضة البدل ومنه المقايضة للمعاوضة ) فزينوا لهم ما بين أيديهم ( من امور الدينا واتباع الشهوات ) وما خلفهم ( من امور الآخرة حيث أروهم أن لا بعث ولا حساب ولا مكروه قط ) وحق عليهم القول ( أي ثبت وتقرر عليهم كلمة العذاب وتحقق موجبها ومصداقها وهو قوله تعالى لإبليس فالحق والحق أقل لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجميعن وقوله تعالى لمن اتبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين كما مر مرار ) في أمم ( حال من الضمير المجرور أي كائنين في جملة امم وقيل في بمعنى مع وهذا كما ترى صريح في أن المراد بأعداء الله تعالى فيما سبق المعهودون من عاد وثمود لا الكفار من الأولين والآخرين كما قيل ) قد خلت ( صفة لأمم أي مضت ) من قبلهم من الجن والإنس ( على الكفر والعصيان كذأب هؤلاء ) إنهم كانوا خاسرين ( تعليل لاستحقاقهم العذاب والضير للأولين والآخرين
إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، اسم المؤلف: أبي السعود محمد بن محمد العمادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 

رد مع اقتباس