عرض مشاركة واحدة
قديم 25 Jan 2010, 10:32 PM   #29
أبو سفيان
Banned


الصورة الرمزية أبو سفيان
أبو سفيان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,855 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue


(( 31 - الحافظ الطبرانى: التوسل عند القبر والشكوى إلى الرسول من الجوع - مروية فى سير أعلام النبلاء (16 / 400) - كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ))

قال الإمام الذهبي : (( وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما إن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم ))

الذهبي لم يذكر الإسناد ولكن صدرها بكلمة " وروي " وهذا ما يسمونه صيغة التمريض إذا كان السند ضعيف ، فلابد من معرفة الإسناد للحكم على القصة .

قلت : قول صحاب الشبهة : (( كما أنه صحح حديث التوسل بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم )) لا نسلم له به بل صحح الحديث المرفوع ، وليس القصة لأن كلمة " حديث " في اصطلاح المحدثين تعني المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ، وليس الآثار المروية عن الصحابة .

ومن ناحية أخرى على فرض صحة أنه صحح القصة فهذا لا يعني أنه يقول بالتوسل بالذوات أو الجاه فلا لازم بينهما ربما يكون للطبراني تأويل فإلزام الطبراني بأنه يقول بالتوسل لأنه مجرد صحح القصة تحكم لا دليل عليه وليس هذا من طريقة أهل العلم وكم من حديث صحيح لم يعمل به كحديث الجمع بين الصلاتين قال الترمذي : (( جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به وقد أخذ به بعض أهل العلم ما خلا حديثين حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه وقد بينا علة الحديثين جميعا في الكتاب )) [ سنن الترمذي كتاب العلل ص 1017 ]

أما قصة الضرير مع عثمان رضي الله عنه التي أشار إليها صاحب الشبهة فقد تفرد بها شبيب والد أحمد وإسماعيل ، قال الطبراني بعد أن ذكر هذه القصة في المعجم الطبراني الصغير: قال : (( حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف .. الحديث )) وقال عقبه : (( لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة ، وهو الذي يحدث عنه ابنه أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي. وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة، تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة والحديث صحيح . وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه وهم فيه عون بن عمارة، والصواب حديث شبيب بن سعيد )) [ ص 306 / 1 ] .

قلت : أما رواية شعبة عن أبي جعفر الخطمي فقد أخرجها الحاكم في المستدرك قال : (( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافني .... الحديث )) [ ص 458 / 1 ] .

فشبيب خالف أمير المؤمنين بالحديث شعبة بن الحجاج ، فذكر هذه الزيادة ، وشبيب متكلم فيه ؛ إذن يحصر البحث في شبيب لأن هو الذي تفرد بقصة الضرير مع عثمان بن عفان رضي الله عنه.

شبيب بن سعيد المكي وثقه غير واحد من النقاد ، ولكنهم لا يحتجون بحديثه إلا بشرطين أن يكون الراوي عنه ابنه أحمد بن شبيب، وتكون روايته عن يونس الأيلي. والدليل على ذلك :

1. قال ابن عدي : (( ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس، عن الزهري أحاديث مستقيمة ، وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير )) [ الكامل ص 31 / 4 ] .

2. وقال ابن حجر في التهذيب : و لما ذكره ابن عدى و قال الكلام المتقدم قال بعده : (( ولعل شبيباً لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط و وهم، وأرجو أن لا يتعمد الكذب، وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر يعنى يجود )) [ ص 269 / 4 ] . وفي هذا دلالة على أن روايته ابنه صحيحة .

3. صنع البخاري نفسه في الصحيح قال ابن حجر في مقدمة الهدي وهو يذكر الرواة المتكلم فيهم وغالبا يدافع عنهم إذا وجد بداً : (( خ س شبيب بن سعيد الحبطي أبو سعيد البصري وثقه بن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والذهلي وقال ابن عدي عنده نسخة عن يونس عن الزهري مستقيمة وروى عنه بن وهب أحاديث مناكير فكأنه لما قدم مصر حدث من حفظه فغلط وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر لأنه يجود عنه قلت (القائل ابن حجر): أخرج البخاري من رواية ابنه عن يونس أحاديث ولم يخرج من روايته عن غير يونس ولا من رواية بن وهب عنه شيئا )) [ ص 546 – 547 ] .

4. قال أبو نصر الكلاباذي في كتاب رجال صحيح البخاري : (( شبيب بن سعد حدث عن يونس بن يزيد، روى عنه ابنه أحمد في الاستقراض ومناقب عمر مفراً وفي غير موضوعاً مقروناً )) [ ص 350 / 1 ] .

قلت : ولم أر حديثه في البخاري حديث إلا عن يونس عن الزهري، وعنه أحمد ابنه، وهذه النسخة صحيحة لا قدح فيها كما مر قول ابن عدي فيها، وأما ما عدا ذلك ففي كلام ، وهذه القصة من تفرد فيها شبيب بن سعيد عن روح بن قاسم ، ولو سلامنا أن رواية شبيب هي الصحيحة ، ففيها علة أيضا ذكرها الألباني في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه، فقال : (( ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص202) والحاكم (1/526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي.

وخلاصة القول : إن هذه القصة ضعيفة منكرة، لأمور ثلاثة: ضعف حفظ المتفرد بها، والاختلاف عليه فيها، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة، فكيف بها مجتمعة؟ )) [ ص 86 ] .

قلت : وهي لا تصح متناً أيضاً ، وإلا لكان فيها طعنا في عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكيف بالخليفة الراشد يحتجب عن ضعفاء الرعية ولا يقبل أن يدخلوا عليه إلا بواسطة!! هل كان هذا خلق الخليفة الراشد ذو النورين صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اتفق أهل السنة والجماعة على أنه أفضل الصحابة بعد الشيخين!!

وقد ذكر الشيخ الألباني هذه العلة في كتاب التوسل فقال : (( هذا وفي القصة جملة إذا تأمل فيها العاقل العارف بفضائل الصحابة وجدها من الأدلة الأخرى على نكارتها وضعفها ، وهي أن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه كان لا ينظر في حاجة ذلك الرجل ، ولا يلتفت إليه فكيف يتفق هذا مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تستحي من عثمان ، ومع ما عرف به رضي الله عنه من رفقه بالناس وبره بهم ، ولينه معهم ؟ هذا كله يجعلنا نستبعد وقوع ذلك منه لأنه ظلم يتنافى مع كماله رضي الله عنه وأرضاه )) [ ص 89 ] .


وهذا وقد تم الرد على الرسالة والشبهات ، والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
__________________
http://almjhol.com/showthread.php?t=1076



 

رد مع اقتباس