كتاب نبذة في العقيدة الإسلامية ... للشيخ محمد العثيمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، صلَّى الله عليه ، وعلى آله، وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان ، وسلَّم تسليمـًا .
أما بعد:
فإنَّ ( علم التوحيد ) أشـرفُ العلـوم ، وأجلُّها قدرًا ، وأوجبُها مطلبًا ؛ لأنه العلم بالله تعالى ، وأسمـائه ، وصفـاته ، وحقوقـه على عباده ، ولأنه مفتاح الطريق إلى الله تعالى ، وأساس شرائعه .
ولذا ؛ أجمعت الرسل على الدعوة إليه ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) [سورة الأنبياء (25)]
وشهد لنفسه- تعالى- بالوحدانية، وشهد بها له ملائكته ، وأهل العلم ، قال الله تعالى : ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمـًا بـِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [سورة آل عمران ( 18) ] .
ولما كان هذا شأن التوحيد ؛ كان لزامـًا على كل مسلم أن يعتني به تعلُّمًا ، وتعليمًا ، وتدبـُّرًا ، واعتقادًا ؛ ليبني دينه على أساس سليم ، واطمئنان ، وتسليم ، يسعدُ بثمراته ، ونتائجه .
|