عرض مشاركة واحدة
قديم 15 Mar 2010, 05:32 AM   #63
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


* * *
(3)هذا مثال ثان للإيمان الذي يراد به الإيمان المطلق ؛ أي الكامل.
· وقوله : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"[293]هنا نفي عنه الإيمان الكامل حين زناه، أما بعد أن يفرغ من الزنى؛ فقد يؤمن ؛ فقد يلحقه الخوف من الله بعد أن يتم الزنى فيتوب، لكن حين إقدامه على الزنى لو كان عنده إيمان كامل؛ ما أقدم عليه ، بل إيمانه ضعيف جداً حين أقدم عليه.
وتأمل قوله : " حين يزني": احترازاً من أنه قبل الزنى وبعده تختلف حاله؛ لأن الإنسان ما دام لم يفعل الفاحشة، ولو هم بها ؛ فهو على أمل ألا يقدم عليها .
ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن (1) ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن (2) ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن (3) …………………………
(1) وقوله :" لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" : أي: كامل الإيمان ؛ لأن الإيمان يردعه عن سرقته.
(2) وقوله :" ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن"؛ أي : كامل الإيمان.
(3)" ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم ": " ذات شرف "؛ أي : ذات قيمة عند الناس، ولهذا يرفعون إليه أبصارهم ؛ فلا ينتهبها حين ينتهبها وهو مؤمن ؛ أي: كامل الإيمان.
هذه أربعة أشياء : الزنى ( وهو الجماع في فرج حرام)، والسرقة ( وهي أخذ المال المحترم على وجه الخفية من حرز مثله)، وشرب الخمر ( والمراد تناوله بأكل أو شرب، والخمر كل ما أسكر على وجه اللذة والطرب)، والنهبة التي لها شرف وقيمة عند الناس ( قيل : الانتهاب : أخذ المال على وجه الغنيمة) لا يفعل هذه الأشياء الأربعة احد وهو مؤمن بالله حين فعله لها . فالمراد بنفي الإيمان هنا : نفي تمام الإيمان.
ويقولون هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ، ولا يسلب مطلق الاسم(1)…………………………………………………………………………………
(1)هذا بيان للوصف الذي يستحقه الفاسق الملي عند أهل السنة والجماعة.
· والفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق : أن الشيء المطلق هو الشيء الكامل، ومطلق الشيء؛ يعني : أصل الشيء، وإن كان ناقصاً.
· فالفاسق الملّي لا يعطى الاسم المطلق في الإيمان، وهو الاسم الكامل ، ولا يسلب مطلق الاسم ؛ فلا نقول : ليس بمؤمن ، بل نقول : مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهو المذهب العدل الوسط.
· وخالفهم في ذلك طوائف:
- المرجئة ؛ يقولون مؤمن كامل الإيمان.
- والخوارج ؛ يقولون : كافر .
- والمعتزلة ؛ يقولون: في منزلة بين منزلتين
* * *






في موقف أهل السنة والجماعة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن أصول أهل السنة والجماعة (1)‑سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)..............................
أي: من أسس عقيدتهم.
قوله : " سلامة قلوبهم وألسنهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم":
ولم يقل: وأفعالهم، لأن الأفعال متعذرة بعد موت الصحابة، حتي لو فرض أن أحداً نبش قبورهم وأخرج جثثهم، فإن ذلك لا يؤذيهم ولا يضرهم، لكن الذي يمكن أن يكون بعد موت الصحابة نحوهم هو ما يكون في القلب وما ينطق به اللسان.
فمن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلامة القلب من البغض والغل والحقد والكراهة، وسلامة ألسنتهم من كل قول لا يليق بهم.
فقلوبهم سالمة من ذلك، مملوءة بالحب والتقدير والتعظيم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بهم.
فهم يحبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويفضلونهم على جميع الخلق، لأن محبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من محبة الله، وألسنتهم أيضاً سالمة من السب والشتم واللعن والتفسيق والتكفير وما أشبه ذلك مما يأتي به أهل البدع، فإذا سلمت من هذا، ملئت من الثناء عليهم والترضي عنهم والترحم والاستغفار وغير ذلك. وذلك للأمور التالية:
أولاً: أنهم خير القرون في جميع الأمم، كما صرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم "[294]
ثانياً: أنهم هو الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فمنهم تلقت الأمة عنه الشريعة.
ثالثاً: ما كان على أيديهم من الفتوحات الواسعة العظيمة.
رابعاً: أنهم نشروا الفضائل بين هذه الأمة من الصدق والنصح والأخلاق والآداب التي لا توجد عند غيرهم، ولا يعرف هذا من كان يقرأ عنهم من وراء جدر، بل لا يعرف هذا إلا من عاش في تاريخهم وعرف مناقبهم وفضائلهم وإيثارهم واستجابتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
فنحن نشهد الله عز وجل على محبة هؤلاء الصحابة، ونثني عليهم بألسنتنا بما يستحقون، ونبرأ من طريقين ضالين: طريق الروافض الذين يسبون الصحابة ويغلون في آل البيت، ومن طريق النواصب الذين يبغضون آل البيت، ونري أن لآل البيت إذا كانوا صحابة ثلاثة حقوقه : حق الصحبة، وحق الإيمان، وحق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: " لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" : سبق أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من اجتمع به مؤمناً به ومات على ذلك، وسمي صاحباً، لأنه إذا اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، فقد التزم اتباعه، وهذا من خصائص صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما غير الرسول، فلا يكون الشخص صاحباً له حتي يلازمه ملازمة طويلة يستحق أن يكون بها صاحباً.
كما وصفهم الله به في قوله تعالى : ) والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم( (1).
* استدل المؤلف رحمه الله لموقف أهل السنة بقوله: " كما وصفهم الله به في قوله تعالى: ) والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ( [ الحشر: 10]".
هذه الآية بعد آيتين سابقتين هما قوله تعالى: ) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ( [الحشر: 8]، وعلى رأس هؤلاء المهاجرين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ففي قوله : ) يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ( : إخلاص النية، وفي قوله: ) وينصرون الله ورسوله ( : تحقيق العمل، وقوله: ) أولئك هم الصادقون (، أي: لم يفعلوا ذلك رياء ولا سمعة، ولكن عن صدق نية.
ثم قال في الأنصار: ) والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة( [الحشر : 9] ، فوصفهم الله بأوصاف ثلاث: ) يحبون من هاجر إليهم ( ، ) ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ( ، ) ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة(.
ثم قال تعالى بعد ذلك: ) والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ( الآية، وهم التابعون لهم بإحسان وتابعوهم إلى يوم القيامة، فقد أثنوا عليهم بالأخوة، وبأنهم سبقوهم بالإيمان، وسألوا الله أن لا يجعل في قلوبهم غلاً لهم، فكل من خالف في ذلك وقدح فيهم ولم يعرف لهم حقهم، فليس من هؤلاء الذين قال الله عنهم: )والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا .. ( .
ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن قوم يسبون الصحابة، قالت: لا تعجبون ! هؤلاء قوم انقطعت أعمالهم بموتهم، فأحب الله أن يجري أجرهم بعد موتهم!!
وقوله: ) ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا (، ولم يقل: للذين سبقونا بالإيمان، ليشمل هؤلاء السابقين وغيرهم إلي يوم القيامة.
) ربنا إنك رءوف رحيم( : ولرأفتك ورحمتك نسألك المغفرة لنا ولإخواننا الذين سبقون بالإيمان.
وطاعة (1) النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (( لا تسبوا ))(2).............................
(1)* " طاعة " : معطوف على قوله: " سلامة " ، أي : من أصول أهل السنة والجماعة: طاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلخ.
(2)* السب: هو القدح والعيب، فإن كان في غيبة الإنسان، فهو غيبة.
أصحابي(1) فو الذي نفسي بيده (2)لو أن أحدكم أنفق مثل أحد (3) ذهباً ما بلغ مد (4) أحدهم ولا نصيفه "(5)... ......
(1)* أي: الذين صحبوه، وصحبه النبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنها تختلف: صحبه قديمة قبل الفتح، وصحبة متأخرة بعد الفتح.
والرسول عليه الصلاة والسلام كان يخاطب خالد بن الوليد حين حصل بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ما حصل من المشاجرة في بني جذيمة، فقال النبي صل الله عليه وسلم لخالد: " لا تسبوا أصحابي" ، والعبرة بعموم اللفظ.
ولا شك أن عبد الرحمن بن عوف وأمثاله أفضل من خالد بن الوليد رضي الله عنه من حيث سبقهم إلى الإسلام، لهذا قال: " لا تسبوا أصحابي"، يخاطب خالد بن الوليد وأمثاله.
وإذا كان هذا بالنسبة لخالد بن الوليد وأمثاله، فما بالك بالنسبة لمن بعدهم.
(2)* أقسم النبي عليه الصلاة والسلام، وهو الصادق البار بدون قسم : " لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"[295].
(3)* " أحد " : جبل عظيم كبير معروف في المدينة.
(4)* المد: ربع الصاع.
(5)* " ولا نصيفه " ، أي نصفه. قال بعضهم: من الطعام ، لأن الذي يقدر بالمد والنصيف هو الطعام، أما الذهب فيوزن، وقال بعضهم: من الذهب ، بقرينة السياق، لأنه قال: " لو أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" ، يعني : من الذهب.
وعلى كل حال ، فإن قلنا : من الطعام، فمن الطعام، وإن قلنا: من الذهب، فليكن من الذهب، ونسبة المد أو نصف المد من الذهب إلي جبل أحد من الذهب لا شيء.
فالصحابة رضي الله عنهم إذا أنفق الإنسان مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، والإنفاق واحد، والمنفق واحد، والمنفق عليه واحد، وكلهم بشر، لكن لا يستوي البشر بعضهم مع بعض، فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لهم من الفضائل والمناقب والإخلاص والاتباع ما ليس لغيرهم، فلإخلاصهم العظيم، واتباعهم الشديد، كانوا أفضل من غيرهم فيما ينفقون.
وهذا النهي يقتضي التحريم، فلا يحل لأحد أن يسب الصحابة على العموم، ولا أن يسب واحداً منهم على الخصوص، فإن سبهم على العموم ، كان كافراً، بل لا شك في كفر من شك في كفره ، أما إن سبهم على سبيل الخصوص، فينظر في الباعث لذلك، فقد يسبهم من أجل أشياء خَلْقية أو دينية، ولكل واحد من ذلك حكمه.
***
ويقبلون (1) ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم(2)……….
(1)أي: أهل السنة.
(2)قوله : " ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم":
الفضائل: جمع فضيلة، وهو ما يفضل به المرء غيره ويعد منقبة له.
والمراتب: الدرجات، لأن الصحابة درجات ومراتب، كما سيذكرهم المؤلف رحمه الله.
فما جاء من فضائل الصحابة ومراتبهم، فإن أهل السنة والجماعة يقبلون ذلك:
فمثلاً ما جاء عنهم من كثرة صلاة أو صدقة أو صيام أو حج أو جهاد أو غير ذلك من الفضائل.
ويقبلون مثلاً ما جاء في أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة، فجاء أبو بكر بجميع ماله، وهذه فضيلة[296].
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة من أن أبا بكر رضي الله عنه كان وحده صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته في الغار.
ويقبلون ما جاء به النص من قول الرسول عليه الصلاة والسلام في أبي بكر: " إن من أمن الناس على في ماله وصحبته أبو بكر "[297]
وكذلك ما جاء في عمر وفي عثمان وفي علي رضي الله عنهم وما جاء في غيرهم من الصحابة من الفضائل، يقبلون هذا كله.
وكذلك المراتب، فيقبلون ما جاء في مراتبهم ، فالخلفاء الراشدين هم القمة في هذه الأمة في المرتبة، وأعلاهم مرتبة أبو بكر، ثم عمر ثم عثمان ثم علي، كما سيذكره المؤلف.
ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل (1)....................
* دليل ذلك قول تعالى : ) لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ( [ الحديد: 10].
فالذين أنفقوا وقاتلوا قبل صلح الحديبية أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكان صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة في ذي القعدة، فالذين أسلموا قبل ذلك، وأنفقوا وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا.
فإذا قال قائل: كيف نعرف ذلك؟
فالجواب: أن ذلك يعرف بتاريخ إسلامهم، كأن نرجع إلي " الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر أو " الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر أو غير ذلك من الكتب المؤلف في الصحابة رضي الله عنهم، ويعرف أن ، هذا أسلم من قبل أو أسلم من بعد.



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس