04 Apr 2010, 03:57 AM
|
#9
|
وسام الشرف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم باحث : 8176
|
تاريخ التسجيل : Jan 2010
|
أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
|
المشاركات :
1,647 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مثل ريشة ملقاة بأرض فلاة وللقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا # فلما كانت الإرادة والعمل من لوازم ذاتها فإذا هداها الله علمها ما ينفعها وما يضرها فأرادت ما ينفعها وتركت ما يضرها & فصل & # والله سبحانه وتعالى قد تفضل على بني آدم بأمرين هما أصل السعادة & الفطرة & #39 أحدهما أن كل مولود يولد على الفطرة كما في الصحيحين عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة اقروا إن شئتم ^ فطرة الله التي فطر الناس عليها ^ قال تعالى ^ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ^ # وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاجتالهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا # فالنفس بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالألهية محبة له تعبده لا تشرك به شيئا ولكن يفسدها ما يزين لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض من الباطل قال تعالى ^ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ^ # وتفسير هذه الآية مبسوط في غير هذا الموضع & هداية الله & #40 الثاني أن الله تعالى قد هدى الناس هداية عامة بما جعل فيهم بالفطرة من المعرفة وأسباب العلم وبما أنزل إليهم من الكتب وأرسل إليهم من الرسل قال تعالى ^ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم ^ وقال تعالى
^ الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان ^ وقال تعالى ^ سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ^ وقال تعالى ^ وهديناه النجدين ^ # ففي كل أحد ما يقتضي معرفته بالحق ومحبته له وقد هداه ربه إلى أنواع من العلم ويمكنه أن يتوصل بها إلى سعادة الأولى والآخرة وجعل في فطرته محبة لذلك لكن قد يعرض الإنسان بجاهليته وغفلته عن طلب علم ما ينفعه وكونه لا يطلب ذلك ولا يريده أمر عدمي ولا يضاف إلى الله تعالى فلا يضاف إلى الله لا عدم علمه بالحق ولا عدم إرادته للخير & طبيعة النفس & #41 لكن النفس كما تقدم الإرادة والحركة من لوازمها فإنها حية حياة طبيعية لكن سعادتها ونجاتها إنما تتحقق بأن تحيا الحياة النافعة الكاملة وكان مالها من الحياة الطبيعية موجبا لعذابها فلا هي حية متنعمة بالحياة ولا هي ميتة مستريحة من العذاب قال تعالى ^ فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى ^ فالجزاء من جنس العمل لما كان في الدنيا ليس يحيى الحياة النافعة التي خلق لأجلها بل كانت حياته من جنس حياة البهائم ولم يكن ميتا عديم الإحساس كان في الآخرة كذلك فإن مقصود الحياة هو حصول ما ينتفع به الحي ويستلذ به والحي لا بد له من لذة أو ألم فإذا فغذا لم تحصل له اللذة لم يحصل له مقصود الحياة فإن الألم ليس مقصودا # كمن هو حي في الدنيا وبه أمراض عظيمة لا تدعه يتنعم بشيء مما يتنعم به الأحياء فهذا يبقى طول حياته يختار الموت ولا يحصل له
# فلما كان من طبع النفس الملازم لها وجود الإرادة والعمل إذ هو حارث همام فإن عرفت الحق وأرادته وأحبته وعبدته فذلك من تمام إنعام الله عليها وإلا فهي بطبعها لا بد لها من مراد معبود غير الله ومرادات سيئة تضرها فهذا الشر قد تركب من كونها لم تعرف الله ولم تعبده وهذا معبود فعبدت غيره وهذا هو الشر الذي تعذب عليه وهو من مقتضى طبعها مع عدم هداها & غلط القدرية في إرادة الإنسان & #42 والقدرية يعترفون بهذا جميعه وبأن الله خلق الإنسان مريدا لكن يجعلون المخلوق كونه مريدا بالقوة والقبول أي قابلا لأن يريد هذا وهذا # أما كونه مريدا لهذا المعين وهذا المعين فهذا عندهم ليس مخلوقا لله وغلطوا في ذلك غلطا فاحشا فإن الله خالق هذا كله # وإرادة النفس لما يريده من الذنوب وفعلها هو من جملة مخلوقات الله تعالى فإن الله خالق كل شيء وهو الذي ألهم النفس التي سواها فجورها وتقواها # وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها # وهو سبحانه جعل إبراهيم وآله أئمة يهدون بأمره وجعل فرعون وآله أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون # لكن هذا لا يضاف مفردا إلى الله تعالى لوجهين من جهة علته الغائبة ومن جهة سببه وعلته الفاعلة # أما الغائبة فإن الله إنما خلقه لحكمة هي باعتبارها خير لا شر وإن كان
شرا إضافيا فإذا أضيف مفردا توهم المتوهم مذهب جهم أن الله يخلق الشر المحض الذي لا خير فيه لأحد لا لحكمة ولا رحمة والأخبار والسنة والاعتبار تبطل هذا المذهب # كما أنه إذا قيل محمد وأمته يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض كان هذا ذما لهم وكان باطلا وإذا قيل يجاهدون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله ويقتلون من منعهم من ذلك كان هذا مدحا لهم وكان حقا # فإذا قيل إن الرب تبارك وتعالى حكيم رحيم أحسن كل شيء خلقه وأتقن ما صنع هو أرحم الراحمين أرحم بعباده من الوالدة بولدها والخير كله بيديه والشر ليس إليه بل لا يفعل إلا خيرا وما خلقه من ألم لبعض الحيوانات أو من أعمالهم المذمومة فله فيها حكمة عظيمة ونعمة جسيمة كان هذا حقا وهو مدح للرب وثناء عليه # وأما إذا قيل إنه يخلق الشر الذي لا خير فيه ولا منفعة لأحد ولا له فيها حكمة ولا رحمة ويعذب الناس بلا ذنب لم يكن هذا مدحا للرب ولا ثناء عليه بل كان بالعكس # ومن هؤلاء من يقول إن الله تعالى أضر على خلقه من إبليس # وبسط القول في بيان فساد قول هؤلاء له موضع آخر # وقد بينا بعض ما في خلق جهم وإبليس من السيئات من الحكمة والرحمة وما لم نعلم أعظم مما علمناه # فتبارك الله أحسن الخالقين وأرحم الراحمين وخير الغافرين ومالك يوم الدين الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد الذي لا يحصي العباد ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه الذي له الحمد في الأولى
والآخرة وله الحكم وإليه يرجعون الذي يستحق الحمد والحب والرضا لذاته ولإحسانه إلى عباده سبحانه وتعالى يستحق أن يحمد لما له في نفسه من المحامد والإحسان إلى عباده هذا حمد شكر وذاك حمد مطلقا & كل ما خلقه الله فهو نعمة للمؤمنين & #43 وقد ذكرنا في غير هذا الموضع ما قيل من أن كل ما خلقه الله فهو نعمة على عباده المؤمنين يستحق أن يحموه ويشكروه عليه وهو من الآية ولهذا قال في آخر سورة النجم ^ فبأي آلاء ربك تتمارى ^ وفي سورة الرحمن يذكر ^ كل من عليها فان ^ ونحو ذلك ثم يقول عقب ذلك ^ فبأي آلاء ربكما تكذبان ^ # وقال آخرون منهم الزجاج وأبو الفرج ابن الجوزي ^ فبأي آلاء ربكما تكذبان ^ أي من هذه الأشياء المذكورة لأنها كلها ينعم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانيته وفي رزقه إياكم ما به قوامكم # وهذا قالوه في سورة الرحمن # وقالوا في قوله ^ فبأي آلاء ربك تتمارى ^ فبأي نعم ربك التي تدل على وحدانيته تتشكك وقيل تشك وتجادل قال ابن عباس تكذب # قلت قد ضمن تتمارى معنى تكذب ولهذا عداه بالتاء فإن التماري تفاعل من المراء يقال تمارينا في الهلال والمراء في القرآن كفر وهو يكون تكذيب وتشكيك # وقد يقال لما كان الخطاب لهم قال تتمارى أي يتمارون ولم يقل تميرك فإن التفاعل يكون بين اثنين تماريا قالوا والخطاب للإنسان قيل
للوليد بن المغيرة فإنه قال ^ أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي في أن لا تزر وازرة وزر أخرى ^ ثم التفت إليه فقال فبأي آلاء ربك تتمارى تكذبان كما قال ^ خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فبأي آلاء ربكما تكذبان ^ # ففي كل ما خلقه الله إحسان إلى عباده يحمد عليه حمد شكر وله فيه حكمة تعود إليه يستحق لأجلها أن يحمد عليه حمدا يستحقه لذاته # فجميع المخلوقات فيها إنعام على العباد كالثقلين المخاطبين بقوله ^ فبأي آلاء ربكما تكذبان ^ من جهة أنها آيات للرب يحصل بها هدايتهم وإيمانهم الذي يسعدون به في الدنيا والآخرة فيدلهم عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته # والآيات التي بعث بها الأنبياء وأيدهم بها ونصرهم وإهلاك عدوهم كما ذكره في سورة النجم ^ وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى ^ # يدلهم على
|
|
|