عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:51 AM   #32
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الملك أنا الملك أين ملوك الأرض } . وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أبلغ من ذلك والسياق لمسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون } ؟ رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة ورواه عثمان بن أبي شيبة قال : { يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين ثم يأخذهن بشماله فيقول : أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ } . وفي حديث عبد الله بن مقسم { عن عبد الله بن عمر قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : يأخذ الجبار سمواته وأرضه - وقبض بيده وجعل يقبضها ويبسطها - ويقول : أنا الرحمن أنا الملك أنا القدوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا العزيز أنا الجبار أنا المتكبر أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا أنا الذي أعيدها أين الجبارون أين المتكبرون ؟ ويتميل رسول الله على يمينه وعلى شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ } رواه ابن منده وابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وسعيد بن منصور وغيرهم من الأئمة الحفاظ النقاد الجهابذة . فإذا كان سبحانه يطوي السموات كلها بيمينه وهذا قدرها عنده - كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم وهو سبحانه بين لنا من عظمته بقدر ما نعقله كما قال عبد العزيز الماجشون : والله ما دلهم على عظيم ما وصف من نفسه وما تحيط به قبضته إلا صغر نظيرها منهم عندهم - إن ذلك الذي ألقى في روعهم وخلق على معرفته قلوبهم . وقد قال تعالى : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } قال ابن أبي حاتم في " تفسيره " : حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه { عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } قال : لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة ; منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا بالله أبدا } - فمن هذه عظمته كيف يحصره مخلوق من المخلوقات سماء أو غير سماء ؟ حتى يقال : إنه إذا نزل إلى السماء الدنيا صار العرش فوقه أو يصير شيء من المخلوقات يحصره ويحيط به سبحانه وتعالى . فإذا قال القائل : هو قادر على ما يشاء ; قيل : فقل : هو قادر على أن ينزل سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه وإذا استدللت بمطلق القدرة والعظمة من غير تمييز فما كان أبلغ في القدرة والعظمة ; فهو أولى بأن يوصف به مما ليس كذلك ; فإن من توهم العظيم الذي لا أعظم منه يقدر على أن يصغر حتى يحيط به مخلوقه الصغير وجعل هذا من باب القدرة والعظمة ; فقوله : إنه ينزل مع بقاء عظمته وعلوه على العرش ; أبلغ في القدرة والعظمة وهو الذي فيه موافقة الشرع والعقل . وهذا كما قد يقوله طائفة " منهم أبو طالب المكي " قال : إن شاء وسعه أدنى شيء وإن شاء لم يسعه شيء وإن أراد عرفه كل شيء وإن لم يرد لم يعرفه شيء ; إن أحب وجد عند كل شيء وإن لم يحب لم يوجد عند شيء وقد جاوز الحد والمعيار وسبق القيل والأقدار ذو صفات لا تحصى ; وقدر لا يتناهى ; ليس محبوسا في صورة ولا موقوفا بصفة ولا محكوما عليه بكلم ولا يتجلى بوصف مرتين ولا يظهر في صورة لاثنين ; ولا يرد منه بمعنى واحد كلمتان ; بل لكل تجل منه صورة ولكل عبد عند ظهوره صفة وعن كل نظرة كلام ; وبكل كلمة إفهام ولا نهاية لتجليه ; ولا غاية لأوصافه . قلت : أبو طالب رحمه الله هو وأصحابه " السالمية " أتباع الشيخ أبي الحسن بن سالم صاحب سهل بن عبد الله التستري - لهم من المعرفة والعبادة والزهد واتباع السنة والجماعة في عامة المسائل المشهورة لأهل السنة ما هم معروفون به وهم منتسبون إلى إمامين عظيمين في السنة : الإمام أحمد بن حنبل وسهل بن عبد الله التستري ومنهم من تفقه على مذهب مالك بن أنس كبيت الشيخ أبي محمد وغيرهم وفيهم من هو على مذهب الشافعي . فالذين ينتسبون إليهم أو يعظمونهم ويقصدون متابعتهم أئمة هدى رضوان الله عليهم أجمعين . وهم في ذلك كأمثالهم من أهل السنة والجماعة . وقل طائفة من المتأخرين إلا وقع في كلامها نوع غلط لكثرة ما وقع من شبه أهل البدع ; ولهذا يوجد في كثير من المصنفات في أصول الفقه وأصول الدين والفقه والزهد والتفسير والحديث ; من يذكر في الأصل العظيم عدة أقوال ويحكي من مقالات الناس ألوانا والقول الذي بعث الله به رسوله لا يذكره ; لعدم علمه به لا لكراهته لما عليه الرسول . وهؤلاء وقع في كلامهم أشياء أنكروا بعض ما وقع من كلام أبي طالب في الصفات - من نحو الحلول وغيره - أنكرها عليهم أئمة العلم والدين ونسبوهم إلى الحلول من أجلها ; ولهذا تكلم أبو القاسم بن عساكر في أبي علي الأهوازي لما صنف هذا مثالب أبي الحسن الأشعري وهذا مناقبه وكان أبو علي الأهوازي من السالمية فنسبهم طائفة إلى الحلول . والقاضي أبو يعلى له كتاب صنفه في الرد على السالمية . وهم فيما ينازعهم المنازعون فيه - كالقاضي أبي يعلى وغيره وكأصحاب الأشعري وغيرهم من ينازعهم - من جنس تنازع الناس تارة يرد عليهم حق وباطل ; وتارة يرد عليهم حق من حقهم وتارة يرد باطل بباطل وتارة يرد باطل بحق . وكذلك ذكر الخطيب البغدادي في " تاريخه " أن جماعة من العلماء أنكروا بعض ما وقع في كلام أبي طالب في الصفات . وما وقع في كلام أبي طالب من الحلول سرى بعضه إلى غيره من الشيوخ الذين أخذوا عنه كأبي الحكم بن برجان ونحوه . وأما أبو إسماعيل الأنصاري صاحب " منازل السائرين " فليس في كلامه شيء من الحلول العام لكن في كلامه شيء من الحلول الخاص في حق العبد العارف الواصل إلى ما سماه هو : " مقام التوحيد " وقد باح منه بما لم يبح به أبو طالب لكن كنى عنه . وأما " الحلول العام " ففي كلام أبي طالب قطعة كبيرة منه ; مع تبريه من لفظ الحلول فإنه ذكر كلاما كثيرا حسنا في التوحيد كقوله : عالم لا يجهل قادر لا يعجز , حي لا يموت قيوم لا يغفل حليم لا يسفه سميع بصير ملك لا يزول ملكه قديم بغير وقت آخر بغير حد كائن لم يزل إلى أن قال : وإنه أمام كل شيء ووراء كل شيء وفوق كل شيء ومع كل شيء ويسمع كل شيء وأقرب إلى كل شيء من ذلك الشيء وإنه مع ذلك غير محل للأشياء وإن الأشياء ليست محلا له وإنه على العرش استوى كيف شاء بلا تكييف ولا تشبيه وإنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وبكل شيء محيط . وذكر كلاما آخر يتعلق بالمخلوقات وإحاطة بعضها ببعض بحسب ما رآه ثم قال : والله جل جلاله وعظم شأنه هو ذات منفرد بنفسه متوحد بأوصافه بائن من جميع خلقه لا يحل الأجسام ولا تحله الأعراض ليس في ذاته سواه ولا في



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس