ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ...!!!
ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ،
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
"قيل للحسن البصري : ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملُّوا من الاستغفار" .
" جامع العلوم الحِكَم " ( 1 / 165 ) .
فإذا تاب الإنسان توبة نصوحاً ثم ضعفت نفسه واستزله الشيطان وعاد إلى الذنب مرة أخرى لم تبطل بذلك توبته السابقة ، ولكن عليه أن يتوب توبة أخرى من الذنب الجديد ، وهكذا ، كلما أحدث ذنبا أحدث له توبة .
قال الشنقيطي رحمه الله :
"وأظهر أقوال أهل العلم أن من تاب توبة نصوحاً ، وكفَّر الله عن سيئاته بتلك التوبة النصوح ، ثم عاد إلى الذنب بعد ذلك : أن توبته الأولى الواقعة على الوجه المطلوب لا يبطلها الرجوع إلى الذنب ، بل تجب عليه التوبة من جديد لذنبه الجديد ، خلافاً لمن قال : إنّ عوده للذنب نقضٌ لتوبته الأولى" انتهى .
"أضواء البيان: (6/206) .
وليس له أن يترك التوبة والاستغفار كلما وقع في الذنب ، بل ودَّ الشيطان لو ظفر بهذا من العبد العاصي ، حتى يجمع عليه الذنب واليأس من رحمة الله بترك التوبة والاستغفار .
ونقل ابن رجب الحنبلي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال :
" أيها الناس مَن ألمَّ بذنبٍ : فليستغفر الله ، وليتب ، فإن عاد : فليستغفر الله ، وليتب ، فإن عاد : فليستغفر ، وليتب ، فإنما هي خطايا مطوَّقة في أعناق الرجال ، وإن الهلاك : في الإصرار عليها " .
" ثم قال ابن رجب : ومعنى هذا : أن العبد لا بد أن يفعل ما قدِّر عليه من الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة ) ولكن الله جعل للعبد مخرجاً مما وقع فيه من الذنوب ، ومحاه بالتوبة ، والاستغفار ، فإن فعل : فقد تخلص من شر الذنوب ، وإن أصرَّ على الذنب : هلك" انتهى .
" جامع العلوم الحِكَم " ( 1 / 165 ) .
http://forum.manhag.net/viewtopic.php?f=22&t=112273
|