عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01 Aug 2006, 03:50 AM
ابن الورد
الحسني
ابن الورد متصل الآن
Saudi Arabia    
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7045 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (10:27 PM)
 الإقامة : بلاد الحرمين الشريفين
 المشاركات : 17,455 [ + ]
 التقييم : 24
 معدل التقييم : ابن الورد تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
الشعوذة في المغرب.. نظرة سوسيولوجية



[COLOR="Yellow"]الشعوذة في المغرب.. نظرة سوسيولوجية

2003/12/02
** المغرب - د. خديجة أميتي


إقبال الناس على الشعوذة يعكس غياب الوعي

إن ما يعرفه المجتمع المغربي من تحولات على مستوى بنياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يعني بالضرورة أن هناك تحولا جوهريا في بنيته الثقافية، بل إن بعض الممارسات والعادات القديمة ذات الأبعاد الغيبية ما زالت سائدة بين فئات عريضة من هذا المجتمع؛ فإن تفاقم الأزمات وتداخلها وارتفاع نسبة الفقر والبطالة والأمية بين هذه الفئات مع تنامي حاجاتها يزيد من تعاطيها لبعض الممارسات الغيبية لحل مشاكلها.

مشاكل اجتماعية

فالهجرة وما يترتب عليها من بطالة وإحساس بالتهميش والإقصاء الاجتماعيين تكون أرضية خصبة لإنتاج واستهلاك المزيد من أنواع "الشعوذة" والأعمال المرتبطة بها كالسحر والعرافة، واستعمال الأدوات المساعدة كالتمائم وأنواع البخور وغيرها من الطقوس؛ فالعرافة وممارسة "السحر" والشعوذة لم تعد فقط مهنا محدودة في العدد والممارسة، بل اتسع فضاؤها وتزايد المتعاطون لها كمحترفين ومستهلكين، وهذا مرده أساسا إلى المشاكل الاجتماعية التي تفاقمت بشكل كبير والتي أصبحت حلا مستعصيا.

والسؤال المطروح حول طبيعة المشاكل التي يدعي محترفو هذا النوع من المهن حلها تتعدد وتتنوع بتنوع الظروف والشروط التي تنتجها، إلا أن أهم قطاع ينشط فيه هذا النوع من الممارسة هو المجال الحميمي الأسري المرتبط بالعلاقة بين الزوجين.

فما تعرفه الأسرة المغربية من مشاكل وفي غياب حلول عملية جعل النساء وبعض الرجال يلجئون إلى هذا النوع من الممارسة الغيبية على أمل حل مشاكلهم بطريقة سحرية!!

فالزوجة المهددة في استقرارها العائلي مخافة أن تجد نفسها في الشارع تلجأ إلى العرافة أو ما يسمى بـ"الفقيه" لمساعدتها على الإبقاء على الزوج الذي يلوِّح لها بين الحين والآخر بالطلاق أو الزواج عليها.

فانعدام الإحساس بالطمأنينة غالبا ما يدفع الزوجات إلى الجري وراء وهْمِ العلاج السحري عبر وسائل لاعقلية؛ اعتقادا منهن أن ما تقوم به العرَّافة أو ما يصطلح على تسميته في الثقافة الشعبية المغربية بـ"الشوافة" مثلا سيؤدي إلى لحم أواصر المحبة بين الزوج والزوجة؛ وبالتالي الحفاظ على شمل الأسرة، ويبقى سؤال آخر يلح علينا وهو: هل هناك فئة اجتماعية بعينها هي التي تلجأ إلى هذه الممارسات دون غيرها؟

انطلاقا من أبحاث في هذا المجال تبين أن ممتهني وممتهنات مهنة الشعوذة و"السحر" غالبا ما يكونون ذوي مستويات ثقافية محدودة جدًّا، أو أميات بالنسبة للنساء "الشوافات".

وغالبا كذلك ما تكون هذه الفئة الممارِسة من المهاجرات من البادية إلى المدينة؛ بحيث يكنّ من النساء اللواتي وصلن إلى سن لم تعد تسمح لهن بالعمل، خصوصا أن النساء المهاجرات غالبا ما يشتغلن في الأعمال المنزلية كخادمات أو في مصانع.. وهذا النوع من العمل يتطلب جهدا وصحة جيدة، هذه الوضعية الاجتماعية غالبا ما تجعل هذه الفئة تقطن في الهوامش.

الجهل والفقر

أما فئة النساء اللواتي يترددن على هذا النوع من الممارسين والممارسات للشعوذة؛ فبالتأكيد يشكل الجهل والأمية لديهن نسبة كبيرة، وإن كان هذا -كما أشرنا إلى ذلك سابقا- لا يعني أن الرجال لا يتعاطون لهذه الممارسات؛ فهم كذلك يترددون على العرافات وإن كان بشكل أقل.

إلا أن هذا لا يدل على أن هذا النوع من الممارسات حكر على الأميات والفئات الفقيرة من المجتمع، بل إن الفئات المتعلمة هي أيضا تلجأ إلى هذه الممارسات، قد يختلف الإطار ولكن النتيجة والدوافع واحدة؛ وذلك لأن مشاكل المجتمع هي نفسها.

قد يكون هناك اختلاف في الحدة، ولكنه غالبا ما تكون هناك مشاكل ترتبط بالجانب العاطفي، أما الجوانب الأخرى كالعمل والنجاح وغيرها فهي تحتل درجة أقل في هذا النوع من الممارسات.

نتساءل: لماذا لم تتقلص ظاهرة التعاطي للشعوذة برغم ما يعرفه المجتمع من تحديث في جل قطاعاته وارتفاع نسبة التمدرس مقارنة مع الماضي؟!!

هذا الانتشار الذي عرفته الشعوذة داخل خلايا المجتمع راجع لكون الحداثة حطت على ثقافة تقليدية منغرسة في المجتمع ثقافة لاعقلانية تفسر كل شيء بالغيب، إضافة إلى أن المدرسة لا تقوم بدورها التحسيسي التوعوي.

[/COLOR]






آخر تعديل ابن الورد يوم 03 Sep 2006 في 04:21 AM.
رد مع اقتباس