قال تعالى (يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس الحافا)وقال تعالى (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم)
وقال الرسول الكريم (اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله )والفراسة فن من فنون الانسان منذ القدم حيث استعمل الفراعنة فراستهم لمعرفة بواطن الامور والخير والشر في الانسان والطبيعة كهبوب الرياح والامطار وذلك عبر علامات وملامح وجه الانسان واتجاه الريح ومواسم الامطار ..وأول من كتب في فن الفراسة الطبيب المشهور (ابو قراط )عام 450 قبل الميلاد ,ويقال ان فيثاغورس عالم الرياضيات اختار تلاميذه عن طريق الفراسة ,وكذلك سقراط يقال انه اكتشف نبوغ أفلاطون من خلال ملامح وجهه في اول لقاء بينهما ,وبعد مجيء الاسلام اسس اسسا ثابته وقواعد منظمة لعلم الفراسة ,حيث اعتمد فيها على ملامح الشخص لمعرفة شخصيته وطبيعته ,وقد ذكر ابن القيم الجوزية في كتابه (مدارج السالكين )ومحمد الصوفي (السياسة في علم الفراسة )وكذلك كتاب (الطرق الحكيمة )لابن القيم وقد ذكر فيها اشياء عجيبة ,والتفرس هو التوسم وهو يسمى علم الاستدلال ..ويمكن لصاحب الفراسة معرفة الشخص المقابل من خلال قرائة ملامحه وكذلك مجادلة الخصم وتساعد على اختيار الصديق العاقل والزوجة الصالحة ومعرفة المجرمين وغيرها...وما يهمنا هنا هو ان الفراسة كما قيل هي نور من الله سبحانه به يكشف الغيب ويجري على لسان صاحبه بخاصية خصها الله لهذا العبد سواء كان ذكرا او انثى!!وهو نور الحق وسواطعه التي تجري على لسان قائله..وهو من الخواطر التي تهجم على قلب المؤمن وهي من درجات ومراقي الايمان العظيمة بحسب قوة ايمان المتفرس تكون فراسته حادة صادقة لاتكذب..وهي من مقامات الايمان وخواص الايمان التي يمتاز بها قلة من الخلق..وقال احد العلماء الربانيين من غض بصره عن الحرام والمحارم وامسك ومنع نفسه عن الشهوات وعمر قلبه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة واكل الحلال لم تخطيء له فراسة ابدا؟فاتقوا فراسة المؤمن؟ويروى عن انس بن مالك رضي الله عنه قال:دخلت على عثمان بن عفان رضي الله عنه,وكنت رأيت في الطريق امرأة تأملت محاسنها,فقال عثمان :رضي الله عنه:يدخل علي احدكم واثار الزنا ظاهرة على عينيه,فقلت:أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟فقال:لا,ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة.وقديما قيل(اذا صحت الفراسة ارتقى صاحبها الى المشاهدة)دمتم بخير