عرض مشاركة واحدة
قديم 15 Mar 2010, 04:23 AM   #4
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


القدر ليس حجة للعاصي على فعل المعصية:
أفعال العباد كلها من طاعات ومعاصي كلها مخلوقة لله كما سبق، ولكن ليس ذلك حجة للعاصي على فعل المعصية، وذلك لأدلة كثيرة منها:
1- أن الله أضاف عمل العبد إليه وجعله كسباً له فقال: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)(112). ولو لم يكن له اختيار في الفعل وقدرة عليه ما نسب إليه.
2- أن الله أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع؛ لقوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(113). (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(114). ولو كان مجبوراً على العمل ما كان مستطيعاً على الفعل، أو الكف؛ لأن المجبور لا يستطيع التخلص.
3- أن كل واحد يعلم الفرق بين العمل الاختياري والإجباري، وأن الأول يستطيع التخلص منه.
4- أن العاصي قبل أن يقدم على المعصية لا يدري ما قدر له، وهو باستطاعته أن يفعل أو يترك، فكيف يسلك الطريق الخطأ ويحتج بالقدر المجهول؟! أليس من الأحرى أن يسلك الطريق الصحيح ويقول: هذا ما قدر لي؟!
5- أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة:(لِئَلاَّيَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل)(115). ولو كان القدر حجة للعاصي لم تنقطع بإرسال الرسل.
التوفيق بين كون فعل العبد مخلوقاً لله وكونه كسباً للفاعل:
عرفت مما سبق أن فعل العبد مخلوق لله، وأنه كسب للعبد يجازي عليه الحسن بأحسن، والسيئ بمثله فكيف نوفق بينهما؟
التوفيق بينهما أن وجه كون فعل العبد مخلوقاً لله تعالى أمران:
الأول: أن فعل العبد من صفاته، والعبد وصفاته مخلوقان لله تعالى.
الثاني: أن فعل العبد صادر عن إرادة قلبية وقدرة بدنية، ولولاهما لم يكن فعل، والذي خلق هذه الإرادة والقدرة هو الله تعالى، وخالق السبب خالق للمسبب، فنسبة فعل العبد إلى خلق الله له نسبة مسبب إلى سبب، لا نسبة مباشرة؛ لأن المباشر حقيقة هو العبد، فلذلك نسب الفعل إليه كسباً وتحصيلاً، ونسب إلى الله خلقاً وتقديراً، فلكل من النسبتين اعتبار والله أعلم.
المخالفون للحق في القضاء والقدر والرد عليهم:
المخالفون للحق في القضاء والقدر طائفتان:
الطائفة الأولى: الجبرية. يقولون: العبد مجبور على فعله وليس له اختيار في ذلك.
ونرد عليهم بأمرين:
1- أن الله أضاف عمل الإنسان إليه وجعله كسباً له يعاقب ويثاب بحسبه، ولو كان مجبوراً عليه ما صح نسبته إليه ولكان عقابه عليه ظلماً.
2- أن كل واحد يعرف الفرق بين الفعل الاختياري والاضطراري في الحقيقة والحكم، فلو اعتدى شخص على آخر وأدعى أنه مجبور على ذلك بقضاء الله وقدره لعد ذلك سفهاً مخالفاً للمعلوم بالضرورة.
الطائفة الثانية:القدرية.يقولون:العبد مستقل بعمله ليس لله فيه إرادة،ولا قدرة،ولا خلق
ونرد عليهم بأمرين:
1- أنه مخالف لقوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء)(116). (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)(117).
2- أن الله مالك السماوات والأرض فكيف يكون في ملكه ما لا تتعلق به إرادته وخلقه؟!
أقسام الإرادة والفرق بينهما:
إرادة الله تنقسم على قسمين كونية وشرعية:
فالكونية: هي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً)(118).
والشرعية: هي التي بمعنى المحبة، كقوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)(119).
والفرق بينهما أن الكونية يلزم فيها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوباً لله، وأما الشرعية فيلزم أن يكون المراد فيها محبوباً لله ولا يلزم وقوعه.
الإيمان:
الإيمان لغة: التصديق.
واصطلاحاً: قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان.
مثال القول: لا إله إلا الله.
ومثال العمل: الركوع.
ومثال العقد: الإيمان بالله وملائكته وغير ذلك مما يجب اعتقاده.
والدليل على أن هذا هو الإيمان قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(120). فجعل الإخلاص، والصلاة، والزكاة من الدين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها شهادة لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" رواه مسلم بلفظ " فأفضلها قول لا إله إلا الله" وأصله في الصحيحين(121).
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؛ لقوله تعالى: (فَزَادَهُمْ إِيمَاناً)(122). (لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِم)(123).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة، أو خردلة، أو ذرة من إيمان" رواه البخاري بنحوه(124). فجعله النبي صلى الله عليه وسلم متفاضلاً، وإذا ثبتت زيادته ثبت نقصه؛ لأن من لازم الزيادة أن يكون المزيد عليه ناقصاً عن الزائد.


(14) سورة آل عمران، الآية: 7.
(15) سورة آل عمران، الآية: 7.
(16) سورة البقرة، الآية: 286.
(17) سورة الشورى، الآية: 11.
(18) رواه أحمد 04/126، 127)، وأبو داود، كتاب السنة (4607)، والترمذي، كتاب العلم (2676)، وصححه الألباني في كتاب السنة (54) وغيره.
(19) سورة الأحزاب، الآية: 21.
(20) سبق تخريجه.
(21) سورة النساء، الآية: 115.
(22) سبق تخريجه قريباً.
(23) سورة المائدة، الآية: 3.
(24) صوابه الأذرمي بالذال المعجمة وبمد الهمزة وبدونه، وهو عبد الله بن محمد الجزري شيخ أبي داود والنسائي وغيرهما. روى عن ابن عيينة وغيره.
والخليفة هو الواثق، وصاحب البدعة هو ابن أبي داؤد. والمناظرة في خلق القرآن.
انظر: تاريخ بغداد (10/75-79)، والنجوم الزاهرة (2/266-269)، وتاريخ الخلفاء ص(342).
(25) سورة الرحمن، الآية: 27.
(26) رواه البخاري، كتاب الإيمان (56)، ومسلم، كتاب الوصية (1628).
(27) سورة المائدة، الآية: 64.
(28) رواه مسلم، كتاب الزكاة (993)، والبخاري، كتاب التفسير (4684).
(29) سورة ص، الآية: 75.
(30) سورة الملك، الآية: 1.
(31) سورة المائدة، الآية: 64.
(32) سورة يس، الآية: 71.
(33) سورة الأنعام، الآية: 54.
(34) سورة المائدة، الآية: 116.
(35) رواه مسلم، كتاب الذكر (2726).
(36) سورة الفجر، الآية: 22.
(37) سورة البقرة، الآية: 210.
(38) رواه البخاري، كتاب الأذان (806)، ومسلم، كتاب الإيمان (183).
(39) سورة البينة، الآية: 8.
(40) رواه مسلم، كتاب الذكر (2734).
(41) سورة المائدة، الآية: 54.
(42) رواه البخاري، كتاب المغازي (4210)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة (2406).
(43) سورة النساء، الآية: 93.
(44) رواه البخاري، كتاب التوحيد (7554)، ومسلم، كتاب التوبة (2751).
(45) سورة الزخرف، الآية: 55.
(46) سورة محمد، الآية: 28.
(47) صحيح مسلم، كتاب الصلاة (486).
(48) سورة الأنفال، الآية: 46.
(49) "صحيح البخاري"، كتاب الزكاة (1477).
(50) رواه البخاري، كتاب التهجد (1145)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين (758).
(51) سورة الصافات، الآية: 12.
(52) رواه البخاري، كتاب الجهاد (2826)، ومسلم، كتاب الجهاد (1890).
(53) سورة طه، الآية: 5.
(54) سبق تخريجه.
(55) رواه أبو داود، كتاب السنة (4723)، والترمذي، كتاب تفسير القرآن (3320) وحسنه، وابن ماجه، المقدمة (193)، وأحمد (1/206، 207).
(56) "المستدرك" للحاكم (2/282).
(57) سورة البقرة، الآية: 255.
(58) "صحيح مسلم"، كتاب صلاة المسافرين (772).
(59) سورة الملك، الآية: 16.
(60) رواه أبو داود، كتاب الطب (3892)، وأحمد (6/20)، وضعفه الألباني.
(61) صحيح مسلم، كتاب المساجد (537).
(62) رواه ابن خزيمة في التوحيد ص(120، 121).
(63) سورة النساء، الآية: 164.
(64) سورة البقرة، الآية: 253.
(65) رواه ابن خزيمة في التوحيد ص(95، 96)، وابن جرير (22/90)، وأبو داود، كتاب السنة (4738)، وصححه الألباني.
(66) سورة الأعراف، الآية: 143.
(67) سورة طه، الآيتان: 11، 12.
(68) سورة مريم، الآية: 52.
(69) علقه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى (وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَة...) (رقم:32).
(70) "الأدب المفرد" ص(970)، و "مسند أحمد" (3/495)، و "المستدرك" للحاكم (2/437)، وصححه الألباني في "تخريج السنة" (514).
(71) سورة طه، الآية: 14.
(72) سورة طه، الآية: 13.
(73) سورة النحل، الآية: 102.
(74) سورة سبأ، الآية: 23.
(75) صحيح مسلم، كتاب الطب (2229).
(76) رواه البخاري بلفظ: "يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك..."، كتاب أحاديث الأنبياء (3348)، ومسلم، كتاب الإيمان (222).
(77) رواه الترمذي، كتاب صفة الجنة (2549)، وابن ماجه، كتاب الزهد (4336).
(78) سبق تخريجه.
(79) (تنبيه) القصة التي ذكرها المؤلف عن موسى عليه السلام ليلة رأى النار ليس لها سند ثابت ويظهر بطلانها؛ لأنه لم يرد في النصوص الصحيحة وصف الله بأنه عن اليمين والشمال، والله أعلم.
(80) سورة التوبة، الآية: 6.
(81) سورة الفرقان، الآية: 1.
(82) سورة الأعراف، الآية: 54.
(83) سورة الشورى، الآية: 52.
(84) سورة الطلاق، الآية: 5.
(85) كما ورد في حديث حذيفة مرفوعاً: "وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية" رواه ابن ماجه، كتاب الفتن (4049) وصححه الألباني.
(86) سورة يونس، الآية: 15.
(87) سورة العنكبوت، الآية: 49.
(88) سورة الواقعة، الآيات: 77 - 79.
(89) قال الهثيمي في "المجمع" (7/163): أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وضعفه.
(90) سورة فصلت، الآية: 42.
(91) سورة يس، الآية: 69.
(92) سورة المدثر، الآيتان: 24.
(93) سورة المدثر، الآية: 25.
(94) سورة المدثر، الآية: 26.
(95) سورة الإسراء، الآية: 88.
(96) سورة الأعراف، الآية: 143.
(97) سورة القيامة، الآيتان: 22، 23.
(98) سورة المطففين، الآية: 15.
(99) رواه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة (573)، ومسلم، كتاب المساجد (633).
(100) سورة هود، الآية: 107.
(101) صحيح مسلم، كتاب الإيمان (8).
(102) رواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (31، 32).
(103) رواه أبو داود، كتاب الوتر (1425)، والترمذي، كتاب الصلاة (464)، والنسائي، كتاب قيام الليل (1745).
(104) جمع بعضهم هذه الأربعة في بيت فقال:
علم كتابه مولانا مشيئته كذلك خلق وإيجاد تكوين
(105) سورة الحج، الآية: 70.
(106) سورة الحديد، الآية: 22.
(107) صحيح مسلم، كتاب القدر (2653).
(108) سورة القمر، الآية: 49.
(109) سورة الأنعام، الآية: 125.
(110) سورة الفرقان، الآية: 2.
(111) سورة الصافات، الآية: 96.
(112) سورة غافر، الآية: 17.
(113) سورة البقرة، الآية: 286.
(114) سورة التغابن، الآية: 16.
(115) سورة النساء، الآية: 165.
(116) سورة الزمر، الآية: 62.
(117) سورة الصافات، الآية: 96.
(118) سورة الأنعام، الآية: 125.
(119) سورة النساء، الآية: 27.
(120) سورة البينة، الآية: 5.
(121) رواه مسلم، كتاب الإيمان (35)، والبخاري مختصراً بلفظ: "الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان"، كتاب الإيمان (9).
(122) سورة آل عمران، الآية: 173.
(123) سورة الفتح، الآية: 4.
(124) "صحيح البخاري"، كتاب الإيمان (44)، ورواه مسلم، كتاب الإيمان (193).



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس